الصوم في العهد القديم والعهد الجديد
سؤال: ما هي أدلة مبدأ الصوم في الكتاب المقدس بعهديه؟ وهل كل الأصوام ذكرت فيه؟ أليس هو عمل روحي بيني وبين الله فقط؟ وماذا عن نوعية الطعام؟
* هل في العهد الجديد اشارة إلى الصوم؟
* هل ربنا حدد لنا عندما نصوم أنواع معينة من الطعام في الصوم؟
سؤال: ما هي أدلة مبدأ الصوم في الكتاب المقدس بعهديه؟ وهل كل الأصوام ذكرت فيه؟ أليس هو عمل روحي بيني وبين الله فقط؟ وماذا عن نوعية الطعام؟
الإجابة:
* هل كانت هناك اصوام ثابتة فى مواعيد محددة فى العهد القديم؟
أن الصوم فى مواعيد محددة تعليم كتابى؛ فقد حدد الرب اصوام ثابتة لشعبه فى العهد القديم. فقد ذكر فى سفر زكريا النبى صوم الشهر الرابع وصوم الشهر الخامس وصوم السابع وصوم العاشر (زك 19:. والحكمة من تحديد مواعيد الصوم هو تنظيم العبادة الجماعية. وفي المسيحية أخذت مناسبات الصوم طابعاً مسيحياً، لكل منه حكمته وتأثيره وهدفه الروحي.
ومن أمثلة الصوم كذلك في العهد القديم:
(أ) صوم الشعب أيام أستير (أس4).
(ب) صوم أهل نينوى (يونان 3).
(جـ) صوم الشعب أيام عزرا، ونحميا (نحميا 1:9؛ عزرا 21:.
(د) الصوم أيام يوئيل (يوئيل 12:2-17).
* هل في العهد الجديد اشارة إلى الصوم؟
نعم فمثلا:
(أ) صام الرب يسوع أربعين يوما وأربعين ليلة (أنجيل متى 2:4) صام عنا وقدم لنا مثالا لتتبع اثر خطواته.
(ب) صام الرسل قبل القداسات (سفر اعمال الرسل 2:13).
(ج) صاموا أيضا عند اختيار الخدام ورسامتهم (أع3:13،27:14).
( د) الصوم فى وقت الخطر خلال رحلة بولس الرسول لروما (أع 21:27).
* يقول البعض أن السيد المسيح لم يحتم الصوم بل تركه للظروف بقوله "متى صمتم". فلماذا نصوم فى أوقات ثابتة "سنويا"؟
أن كلمة متى يا تفيد التحقيق والتأكيد وليس الشك، بحيث يكون فى حكم الواقع المحتم مثل قول الرب: "متى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه" (مت31:25). وقوله لبطرس "متى رجعت ثبت اخوتك" (لوقا 23:22).
فواضح من ذلك أن بعد كلمة "متى" حقائق مقررة ووقوعها محتم وقد حدد الرب أوقاتا معينه للصوم (اللاويين 29:16، زكريا 19:8، لوقا 12:18). وحدد الرب يسوع له المجد موعد بدء صوم الرسل بعد صعوده عنهم إلى السماء (متى 15:9) وهذا ما تم فعلا (الأعمال 13،14،27).
أمر الرسول بولس المؤمنين بالصوم (رساله كورنثوس الاولى 5:7). ويجب الخضوع للترتيب الكنسى الذى وضعه الرسل وخلفائهم.
* هل جميع هذه الاصوام ذكرت فى العهد الجديد، وإن لم تذكر جميعها فلماذا نصومها؟
الانجيل مسلم للرسل فماً لفم، ولم تدون كل تعاليم السيد المسيح (إنجيل يوحنا 30:20؛ 31،25:21). كما أن الانجيل قد تم تدوينه بعد فترة من صعود السيد المسيح، ونحن نضع تعاليم آبائنا الرسل "كإنجيل شفاهي" يكمل ما حفظ لنا فى الانجيل الكتابى. ونحترم ونطيع ونسمع ونقبل تلك التعاليم كاحترامنا وطاعتنا وقبولنا وسمعنا للرب نفسه (لو 16:10). ويذكر الأنجيل أن المؤمنون قد تسلموا تعاليم الكنيسة من الرسل وخلفائهم. (1كو23:11، 34؛ تسالونكي الثانية 15:2؛ 2تى2:2؛ فيلبي 9:4،2يو:12). ومن ثم نتسلم قوانين الآباء البطاركة القديسين الذين رتبوا الاصوام الباقية للآن، ونقول كما قال القديس اغسطينوس أن عادتنا لها قوة القانون لأننا تسلمناها من أناس قديسين.
* الصوم يجب أن لا يتكرر سنوياً، ويجب أن يمارس فى وقت الضيقات فقط؟ وأن يكون في الخفاء؟
الصوم كالصلاة والصدقه يجب أن يتكرر فى موعده، وكما وضحنا فإن الرب حدد أوقاتا معينه للصوم، وذلك لما للصوم من فوائد روحيه كثيرة. كما أن الصوم الجماعى هو تعليم كتابى ويدل على وحدانية الروح فى العبادة وفى التقرب إلى الله. كما أننا فى حرب دائمة مع الشياطين، لذلك فنحن فى حاجة دائمة إلى الأسلحة الروحية المختلفة لمقاومتهم، ومن هذه الأسلحة الصوم. لذلك يجب التعود على أوقات الصوم فى أوقاته المعينة وعدم تركه للظروف أو قصره على أوقات الضيقات!
أما عن الصوم في الخفاء، فهو خاص بالعبادة الفردية وليس بالعبادة الجماعية. لأنه يوجد هذا النوعان من العبادة: ففي الصلاة مثلاً توجد الصلاه الفردية التي تصليها في مخدعك، وهذا لا يمنع من وجود الصلاة الجماعية التي تصليها معاً كل جماعة المؤمنين بروح واحدة ونفس واحد وصوت واحد (أع24:4). كذلك في الصدقة، يوجد عطاء في الخفاء كعمل فردي، ولكن هذا لا يمنع العطاء العام الذي يُجمَع من الكل (أخبار الأيام الأول 3:29-9؛ لو1:21، 2). كذلك في الصوم، يوجد الصوم الفردي في الخفاء، وهذا لا يمنع الصوم العام، لكي يشترك كل المؤمنين معاً في صومهم.
* هل ربنا حدد لنا عندما نصوم أنواع معينة من الطعام في الصوم؟
نعم حدد الرب أنواعا معينة من الطعام تؤكل فى الاصوام كما يلى:
(أ) أمر الرب حزقيال النبى بالصوم ثم الإفطار على القمح " البليلة" والشعير والفول والعدس والدجن "الذرة الرفيعة" والكرسنه "الكمون" (حز9:4).
(ب) صام دانيال عن أكل اللحوم و شرب الخمر (دا12:1) كما صام مع أصحابه الثلاثة وافطروا آخر النهارعلى القطانى "البقوليات" (دا8:1-16).
(ج) صام داود النبى بالزيت وقال: "ركبتاي إرتعشتا من الصوم ولحمى هزل عن سمن" (المزمور 24:109). إن الصوم فى كنيستنا ليس هو مجرد طعام نباتي؛ إنما هو انقطاع عن الطعام فترة معينه يعقبها أكل نباتى من اجل لذة محبة الله وحفظ وصاياه بحب وفرح دون ضغط أو إكراه