الرهبنة القبطية حالياً
سؤال: هل يوجد رهبان في مصر يمارسون الرهبنة مثل الآباء الأوائل؟ وهل بإمكان أي منهم إجراء معجزات؟!
سؤال: هل يوجد رهبان في مصر يمارسون الرهبنة مثل الآباء الأوائل؟ وهل بإمكان أي منهم إجراء معجزات؟!
الإجابة:
نعم، الرهبنة بالطبع مازالت موجودة.. ويوجد في مصر أكثر من عشرين ديراً عامراً.. ويتراوح عدد الرهبان في كل دير من الأديرة القبطية (في مصر والعالم) من 10 رهبان إلى 150 راهباً.. وتضم الكنيسة القبطية الآن ما يقرب من 1500 راهب في الإجمالي.. الرهبنة فقط إختلفت في بعض الأمور السطحية، ومعظمها في مصلحة الراهب.. فلا يمكن مثلاً الإعتماد على طرق الزراعة القديمة وتوجد تقنيات حديثة يمكن الإستفادة منها.. ولا يُعقَل أن يقوم الراهب بنسخ الكتب بيده مثلما كان يحدث في الماضي.. فالأديرة الآن لها مطابعها أو تقوم بطبع ما تصدره من كتب في المطابع المتاحة على مستوى الجمهورية.. وهكذا الحال مع الكثير من الخدمات مثل الخدمات الصحية الحديثة وطرق النباء والتعمير... إلخ. إن العلم من الله، ويجب الإستفادة منه..
وبخصوص إستفسارك عن وجود رهبان في مصر يمارسون الرهبنة كالآباء الأوائل، فهذا مازال موجوداً بالطبع.. ولكن الأسلوب قد يختلف، أو طرق هذه الممارسة..
وبالنسبة للتوحد، فهو موجود ومنتشر.. فقداسة البابا كيرلس السادس (البطريرك السابق للكرازة المرقسية - رقم 116) توحد فترة من الزمن في أحد طواحين الهواء.. ونفس الحال مع قداسة البابا شنودة الثالث، فقد توحد أيضاً عندما كان راهباً.. ومن الجدير بالذكر أن قداسته كتب في تلك الفترة كتاب من أروع الكتب الروحية في موضوع الرهبنة والعلاقة الخاصة جداً مع الله وترك العالم، وهو كتاب "إنطلاق الروح"، ..
وإذا كنت تقول أن هذا في بدايات أو منتصف القرن الماضي، فلدينا كذلك الأنبا مكاريوس الأسقف العام الحالي، وقد كان مسئولاً عن بيت الخلوة في دير البرموس بوادي النطرون (بإسم الأب كيرلس البراموسي)، وقد كان متوحداً منذ بضعة أعوام كذلك قبل رسامته أسقفاً.. هذا على سبيل المثال لا الحصر.. وهذا بخصوص التوحد فقط.. ويوجد كذلك نظام الإسكيم.. الذي قد يلبسه بعض الرهبان بعد مضي فترة طويلة من الزمن على الرهبنة (30 عاماً) بأمانة وإجتهاد، وله نظام خاص في الصلوات والميطانيات والطعام، وحتى في عدد الكلمات المسموح بالنطق بها في اليوم الواحد! وهي درجات عُليا من الرهبنة والتقشف... ويوجد بعض الآباء الرهبان أو الأساقفة حالياً من لابسي الإسكيم.. (الأنبا صرابامون رئيس دير الأنبا بيشوي الذي ترهب في يناير 1960 – الأنبا متاؤس رئيس دير السريان الذي ترهَّب في إبريل 1964 – والمتنيح الأنبا مينا افا مينا الذي ترهب في سبتمبر 1964، وقد تم الإحتفال بلباسهم الاسكيم المقدس مساء الأربعاء 31/1/1996).
وبخصوص موضوع المعجزات، فعصر المعجزات لم ولن ينتهي! فالمعجزات لغير المؤمنين، ولكنها تتبع المؤمنين. والمكتبة القبطية حافلة بكتب المعجزات التي يقوم بها آباء معاصرين من القرن الماضي أو الحالي.. وأدعوك للذهاب مثلاً إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون بمصر والسؤال عن مثل هذا الأمر.. فقد شاهدت بنفسي هناك أحد الرهبان وهو يقوم بالصلاة على بعض الذين بهم أرواح نجسه، وشاهدته وهو يأمر الشيطان بالخروج، وهو يتلو بعض المزامير والصلوات من الكتاب المقدس. . وبمناسبة ذكر الشياطين التي قد تحل بالإنسان، فلماذا نقتصر على الرهبان، فهناك من الآباء الكهنة المعاصرين من يقومون بهذا الأمر كذلك أيضاً