تضحيــــة
( قصة قصيرة )
...
بعد بضعة تراتيل فى خدمة مساء الأحد ، وقف راعى الكنيسة وتمشى ببطء إلى المنبر ، وقبيل أن يبدأ عظته هذا المساء ، قام بتقديم خادم ضيف موجود فى الإجتماع ، وفى تقديمه له قال عنه ، إنه كان واحدا من أعز أصدقاء طفولته .... ، وأنه طلب منه أن يحيى الكنيسة
فى اللحظات التالية وأن يشاركها أى شىء يشعر به مناسبا لخدمة اليوم .
وهنا تقدم الخادم الضيف – وهو رجل متقدم فى الأيام – إلى المنبر وابتدأ يتكلم فقال :
" كان أب وأبنه ، وصديق للأبن يبحرون معا فى قارب من شاطىء المحيط الباسيفيكى ،
عندما منعهم اقتراب عاصفة سريعة من أية محاولة للرجوع إلى الشاطىء مرة أخرى ، وكانت الأمواج عالية للدرجة التى لم يتمكن فيها الأب وهو بحار ذو خبرة من الأحتفاظ بالقارب معتدلا ، وهكذا انجرف الثلاثة لمياة المحيط حينما انقلب القارب بهم " .
تردد الواعظ للحظات ، وهو يثبت نظره على شابين مراهقين - يحضران العظة - وهذان بدورهما ، بدأ لأول مرة منذ بداية العظة يحسان ببعض الشغف فى القصة ، ثم أخذ الرجل الشيخ يكمل قصته فقال :
" بينما أمسك الوالد بحبل إنقاذ ، كان عليه أن يتخذ أكثر القرارات ألما فى حياته .. وهو لمن من الولدين يرمى الطرف الآخر من حبل النجاة ؟ كان أمامه ثوان قليلة ليتخذ القرار .. كان الوالد يعلم أن ابنه مسيحيا حقيقيا وأن صديق إبنه ليس كذلك .. كان صعوبة اتخاذ القرار أشد من سيل الأمواج المرعب " .
وهنا صرخ الوالد وقال لإبنه يا ولدى أنا أحبك !! ولكنه رمى طرف حبل النجاة لصديق إبنه !!!
وحينما تمكن الوالد من سحب صديق إبنه حتى القارب المقلوب ، كان ولده قد اختفى تحت جبال الأمواج الغاضبة فى ظلام الليل البهيم ، ولم يظهر مرة أخرى ... " .
وفى هذه اللحظات كان الشابان المراهقان – الحاضران للعظة – يجلسان معتدلين على كنبة الكنيسة ، ينتظران بلهفة الكلمات التالية التى ستخرج من فم الرجل الشيخ ، الذى عاود الحديث فقال : " كان الوالد يعلم أن إبنه قد خطا إلى الأبدية مع يســوع ، ولم يستطع أن يخلى فكره من أن صديق أبنه كان سيخطو للأبدية بدون يسوع ، وهكذا ضحى بإبنه لينقذ صديقه !! " .
كم هو عظيم حب الله لنا حتى أنه عمل مثل ذلك معنا من قبل : " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد ، لكى لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية " .. يو 3 : 16 .
" وأنا أرجوكم أن تقبلوا عطيته لنجاتكم ولتمسكوا بطوق النجاة الذى رماه الله لكم فى هذا المساء " ..
وهكذا أنهى الخادم الشيخ كلماته وعاد ليجلس فى مقعده ، بينما خيم صمت عميق على كل الكنيسة ، عاد راعى الكنيسة مرة أخرى يمشى ببطء إلى المنبر حيث قدم خدمة صغيرة ، تبعها بتقديم دعوة لمن يريد أن يتقدم للرب ، ومع ذلك لم يستجب ولا واحد للنداء ..
بعد دقائق من إنتهاء الإجتماع ، جلس الشابان المراهقان بجوار الخادم الشيخ وقالا له : "
هذه قصة ظريفة ، وفى تأدب بدأ واحد منهما الحديث قائلا :
- " لكنى لا أعتقد أنه واقعى أن يضحى والد بإبنه الوحيد على أمل أن يصبح صديقه مسيحيا !!! ..
- " أنتم على حق فى هذه النقطة " ، هكذا أجاب الخادم الشيخ ، بينما راح ينظر لأسفل ناحية كتابه المقدس العتيق البالى .
وبينما ارتسمت على وجه الخادم إبتسامة كبيرة ، عاد مرة أخرى يرفع عينيه لينظر للمراهقين وقال :
- " هذه القصة بالتأكيد تبدو غير حقيقية ، هل هى تبدو حقيقية ؟ ولكنى أنا أقف هنا اليوم لأقول لكم أن هذه القصة تعطينى لمحة عما عمله الآب حينما بذل إبنه الوحيد من أجلى ..
أنتم ترون ..
إننى أنا هذا الوالــد الذى كان فى القارب ، وراعى الكنيســة هو صديق إبنى !!!
+ ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا +
( رو 5 : 8 )See More
منقوووول
( قصة قصيرة )
...
بعد بضعة تراتيل فى خدمة مساء الأحد ، وقف راعى الكنيسة وتمشى ببطء إلى المنبر ، وقبيل أن يبدأ عظته هذا المساء ، قام بتقديم خادم ضيف موجود فى الإجتماع ، وفى تقديمه له قال عنه ، إنه كان واحدا من أعز أصدقاء طفولته .... ، وأنه طلب منه أن يحيى الكنيسة
فى اللحظات التالية وأن يشاركها أى شىء يشعر به مناسبا لخدمة اليوم .
وهنا تقدم الخادم الضيف – وهو رجل متقدم فى الأيام – إلى المنبر وابتدأ يتكلم فقال :
" كان أب وأبنه ، وصديق للأبن يبحرون معا فى قارب من شاطىء المحيط الباسيفيكى ،
عندما منعهم اقتراب عاصفة سريعة من أية محاولة للرجوع إلى الشاطىء مرة أخرى ، وكانت الأمواج عالية للدرجة التى لم يتمكن فيها الأب وهو بحار ذو خبرة من الأحتفاظ بالقارب معتدلا ، وهكذا انجرف الثلاثة لمياة المحيط حينما انقلب القارب بهم " .
تردد الواعظ للحظات ، وهو يثبت نظره على شابين مراهقين - يحضران العظة - وهذان بدورهما ، بدأ لأول مرة منذ بداية العظة يحسان ببعض الشغف فى القصة ، ثم أخذ الرجل الشيخ يكمل قصته فقال :
" بينما أمسك الوالد بحبل إنقاذ ، كان عليه أن يتخذ أكثر القرارات ألما فى حياته .. وهو لمن من الولدين يرمى الطرف الآخر من حبل النجاة ؟ كان أمامه ثوان قليلة ليتخذ القرار .. كان الوالد يعلم أن ابنه مسيحيا حقيقيا وأن صديق إبنه ليس كذلك .. كان صعوبة اتخاذ القرار أشد من سيل الأمواج المرعب " .
وهنا صرخ الوالد وقال لإبنه يا ولدى أنا أحبك !! ولكنه رمى طرف حبل النجاة لصديق إبنه !!!
وحينما تمكن الوالد من سحب صديق إبنه حتى القارب المقلوب ، كان ولده قد اختفى تحت جبال الأمواج الغاضبة فى ظلام الليل البهيم ، ولم يظهر مرة أخرى ... " .
وفى هذه اللحظات كان الشابان المراهقان – الحاضران للعظة – يجلسان معتدلين على كنبة الكنيسة ، ينتظران بلهفة الكلمات التالية التى ستخرج من فم الرجل الشيخ ، الذى عاود الحديث فقال : " كان الوالد يعلم أن إبنه قد خطا إلى الأبدية مع يســوع ، ولم يستطع أن يخلى فكره من أن صديق أبنه كان سيخطو للأبدية بدون يسوع ، وهكذا ضحى بإبنه لينقذ صديقه !! " .
كم هو عظيم حب الله لنا حتى أنه عمل مثل ذلك معنا من قبل : " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد ، لكى لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية " .. يو 3 : 16 .
" وأنا أرجوكم أن تقبلوا عطيته لنجاتكم ولتمسكوا بطوق النجاة الذى رماه الله لكم فى هذا المساء " ..
وهكذا أنهى الخادم الشيخ كلماته وعاد ليجلس فى مقعده ، بينما خيم صمت عميق على كل الكنيسة ، عاد راعى الكنيسة مرة أخرى يمشى ببطء إلى المنبر حيث قدم خدمة صغيرة ، تبعها بتقديم دعوة لمن يريد أن يتقدم للرب ، ومع ذلك لم يستجب ولا واحد للنداء ..
بعد دقائق من إنتهاء الإجتماع ، جلس الشابان المراهقان بجوار الخادم الشيخ وقالا له : "
هذه قصة ظريفة ، وفى تأدب بدأ واحد منهما الحديث قائلا :
- " لكنى لا أعتقد أنه واقعى أن يضحى والد بإبنه الوحيد على أمل أن يصبح صديقه مسيحيا !!! ..
- " أنتم على حق فى هذه النقطة " ، هكذا أجاب الخادم الشيخ ، بينما راح ينظر لأسفل ناحية كتابه المقدس العتيق البالى .
وبينما ارتسمت على وجه الخادم إبتسامة كبيرة ، عاد مرة أخرى يرفع عينيه لينظر للمراهقين وقال :
- " هذه القصة بالتأكيد تبدو غير حقيقية ، هل هى تبدو حقيقية ؟ ولكنى أنا أقف هنا اليوم لأقول لكم أن هذه القصة تعطينى لمحة عما عمله الآب حينما بذل إبنه الوحيد من أجلى ..
أنتم ترون ..
إننى أنا هذا الوالــد الذى كان فى القارب ، وراعى الكنيســة هو صديق إبنى !!!
+ ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا +
( رو 5 : 8 )See More
منقوووول