مايكل سامي يكتب : خبطت عكاز
----------------------------------------
كنت اعمل في احدي مكاتب الطباعه والتصوير بمرتب قليل ولكني كنت راضي به
وبعد الاحداث المتتالية التي تحدث الأن وايضا بسبب فترة الاجازة الدراسية
قرر صاحب العمل ان يستغنى عن ثلاث افراد وكنت انا واحد منهم
فبدأت ابحث عن عمل جديد وخاصة اني خاطب واريد مصاريف كثيرة لتجهيز الشقة وكل مستلزمات الفرح
فذهبت الي مجموعة شركات كثيرة وتركت بها سيرتي الذاتية وانتظرت اكثر من خمس اشهر ولم يتصل بي احد سوى والد خطيبتي
اتصل وقال لي اريد ان اتحدث معك فأرجوا الحضور للمنزل
وعندما ذهبت وجدته يعطيني الشبكة قائلا لي لا تغضب ياولدي فكل شئ نصيب والله سوف يرزقك بالافضل
ولكن سامحني فالمدة طالت وانت امامك العمر .. فدع ابنتي وشأنها كي تجد فرصتها مع من هو مستعد
اخذت شبكتي وذهبت الي منزلي حزين بعدما فقدت عملي وخطيبتي
وبدأت اقول ...
يارب شكرا يارب شكرا اوي اوي اوي
يعني الشغل وخدته مني والخطوبة اتفركشت ايه تاني يارب مستنيني
ايه تاني ياااااااااااااااااااااااااااارب
ظللت اكرر هذه الكلمات بشكل متتالي وانا اسير في الشارع
فوجدت شخص خلفي يضربني بعكازه في ظهري كي اتوقف وانظر اليه
فقلت له
ايه يابويا انت كمان مالك ماشي بتشاكل في خلق الله كده
عاوز مني ايه
فقال لي
قد سمعتك تعاتب الله ولكن بشكل اثارني وجعلني اتضايق من اسلوبك في الحديث معه
فقلت له : وماذا يعنيك في كل هذا ... واتبعتها بكلمة
خليك في حالك
كان يريد ان يفتح معي مجال للحديث كي يحدثني عن الله ومراحمه الواسعه ولكني كنت ارفض سماع اي كلمة منه
فقال لي
ما رأيك في من يعطيك مائتين جنيه مقابل نقل خمس صناديق من مكان الي مكان اخر يبعد عنه خمسون متر
فقال له اوافق وبشده
اخذ الرجل العجوز تلك الشاب اليائس واعطاه اول صندوق كي يحمله
فقال له الشاب اليائس انه خفيف جدا جدا وقام بنقله
فعاد ليحمل الثاني فوجده اثقل نوعا ما ولكنه نقله بنجاح
حتي وصل الي الصندوق الخامس فحاول ان يحمله فلم يعرف بسبب ثقله الشديد
فقال له انا لا استطيع حمله بمفردي
فقال له العجوز حاول مرة اخري فلم يتبقي سواه
فقولت له لن استطيع انه ثقيل للغاية
فأحضر العجوز رجل من الخارج ذو بنيان صحي ورياضي وحمل الصندوق بكل بساطه وقام بنقله
فقال الشاب للعجوز .. لماذا جعلتني احمل تلك الصناديق وانت عندك في الخارج من يستطيع ان يحملهم
فاجابني قائلا
حتي استطيع التحدث معك كي اقول لك
انا لا اعرفك ولا انت تعرفني ومع ذلك لم يهون علي ان اجعلك تحمل اكثر من حملك
وجعلتك تحمل فقط ما استطعت حمله
فماذا عن الله الذي يحبك ؟؟؟
بعدما تعلم الشاب اليائس هذا الدرس وبعدما علم ان الله اختار له حموله تناسب امكانياته
فعلم جيدا ان هناك اخرون حمولتهم اثقل بكثير ولن يستطع هو ان يتحملها ولكن هؤلاء يستطعون
وبدا يفكر في كيفية بدء حياته من جديد
فذهب وباع شبكته وفتح بثمنها محل ملابس بسيط
ظل المحل يكبر ويكبر وحتي اصبح يملك مول تجاري كبير
فبدلا من انه يبحث عن عمل اصبح يبحث عن اشخاص للعمل لديه
عزيزي القارئ
في كل ضيقه تمر بها اعلم انها ستكون مفتاح لك لأبواب اخري لن تتوقعها
ان الله لا يعطي شخص حمل اكثر من استطاعته
حمولتك وهمومك اذا لم يكن في امكانك تحملها فلم يعطها الرب لك من الاساس
ومع كل ضيقة وتجربة تمر بها الان ستعلم غدا انه يتكون سبب سعد ورزق لك في المستقبل