خاص صوت المسيحى الحر





شهريار الخطيبات


شادي شاب وسيم في الثلاثينيات من العمر يعمل بركة في دبي منذ ستة أعوام , ولسبب ما تقوم الشركة التي يعمل بها بإنهاء تعاقده , وقرر بعدها شادي أن يعود إلى مصر في أجازة مفتوحة لأنه صار له زمان بدولة الأمارات العربية المتحدة وعندما جاء إلى القاهرة وجد نفسه وحيداً بلا عمل معه دراهمه التي أحضرها من دبي وهى كل ما يملك , وهى لا ترضى غروره وطموحه المادي , فقرر أن يستثمر هذه الدراهم في مشروع مضمون يزيدها ويحقق له تكوين الثروة السريعة لأن يرى أن العمر يتقدم به وهو لم ينجز في حياته بتحقيق آماله , وعندما وجد أن معظم الأعمال قد تضررت بسبب الظروف التي تمر بها البلاد , هداه تفكيره إلى فكرة جهنمية تحقق له الربح السريع , وأستعد لهذا المشروع بأن يقيم علاقات طيبة بالناس من حوله وخاصة الكنيسة واجتماعات الشباب , وجذبته فتاة جميلة أسمها ميار في العشرينات من العمر , وتبادلوا الإعجاب وأحبته الفتاة لرقته وعذوبة كلماته , وشادي لم يجعل هذه الفرصة تفوته وقرر خطبتها , لأنه وحيد ويتيم الأبوين أخذ معه بعض من جيرانه ليطلب يدها , وبالفعل ذهبوا إلى منزل ميار وكان حفل تعارف بهيج وأعجب الجميع بشادي ودماثة خلقه , واتفقوا على كل شئ من حيث الشبكة والجهاز , وتعالت زغاريد والدة ميار وكانت فرحة كبيرة , وفى اليوم التالي خرجت ميار مع خطيبها الوسيم شادي ومعهم الأهل إلى أحد محلات الكبرى بالصاغة , وقد طلب شادي من ميار أن تختار الشبكة التي تريدها مهما كان ثمنها , ولكن الفتاة الرقيقة اختارت طقم ذهب رقيق ثمنه لم يتجاوز العشرين ألف جنيه , وهذا المبلغ لا يعتبر كبيراً هذه الأيام لأن الجرام الواحد تجاوز الثلاثمائة جنيه أن الطقم لن يزيد عن الستون جراماً إلا قليلاً , وهذا المبلغ سوف يدفع ما يساويه والدها مشاركة في الجهاز , وكان الجميع سعيداً وأخذت ميار الشبكة معها كالعادة ليراها الأقارب والجيران ويشاركوها الفرحة , وذهب شادي إلى منزله سعيداً بهذه المرحلة , وفى اليوم التالي يزورهم شادي ويجلس مع ميار بغرفة الصالون في سعادة ويتبادلا كلمات العشق والإعجاب وتمر الساعات وهما لا يريدا أن تنتهي هذه اللحظات الشاعرية التي هي بالحقيقة كل ما في الارتباط من سعادة , وقاربت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل , عندها قرر شادي أن يذهب وقام ليستأذن ميار أن يأخذ معه طقم الشبكة الذهب ليكون عنده حتى يوم الأحد موعد الخطوبة السعيدة , وسوف يقدمه رسمياً بالكنيسة ويضعه في رقبة محبوبته ويديها , ولم تتردد ميار في ذلك لأن هذه هي العادة , وأخذ شادي الذهب وهو يبتسم ويتمنى لميار ليلة سعيدة ثم ينصرف , وهى تنتظر يوم الأحد السعيد لإتمام مراسم الخطوبة , ولم تمرالأيام بسرعة لأن شادى لم يظهر مرة أخرى وخاصة أنه أخذ الذهب مع العشرين ألف جنيه من والدها حسب الاتفاق , وأختفي للأبد من حياة ميار , ولم يكلفه الأمر سوى تغير عنوانه عن طريق الإقامة بشقة مفروشة , وشريحة موبايل جديدة , وكانت صدمة ميار كبيرة في خطيبها شادي الرقيق المهذب الذي سلبها قلبها ومالها الذي ادخرته هذه الأسرة البائسة التي وقعت ضحية هذا اللص الذي فقد كل قيم الإنسانية , وذهب ليبحث عن ضحية جديدة في كنيسة أخرى وما أكثر الكنائس والفتيات اللاتي ينتظرن فرحة العمر , وفى كل مرة شهريار يأخذ المال من والد العروسة لتجهيز عش الزوجية السعيد مقابل شبكته , وتتوالى الضحايا بعد ميار شيرى وهند وكيرمينا ومهرائيل , ولا يوجد قسم شرطة واحد يريد أن يحرر محضر ضده لكون الضحايا أقباط معاً , ولديهم الأهم بكثير مما يشغلهم هذه الأيام ولأن القانون لا يحمى المغفلين , وحتى إذا وجد المحضر يقيد للحفظ لأنه لا يستدل على شادي هذا لكثرة التنقل بين الشقق المفروشة والفنادق ولما لا وهل يدفع شيئاً من جيبه , وهكذا ينجح شادي في مشروع العمر الذي يجمع بين الأفراح الدائمة بالنسبة له , والتعارف وقضاء أجمل الأوقات مع أرق الفتيات , وتمر الشهور ويكون أنتقادم السماء سريعاً لكل البنات اللواتي خطف قلوبهن وأموالهن , وقبل أن يكمل حلم شادي أوشهريار بألف عروسة وعروسة ويربح من ورائهم المليار يقع هو ذاته ضحية لص من أصحابه اسمه ماهر يقنعه بشراء فيلا جميلة بالمنصورية لغرض الاستثمار في العقارات وخاصة أن أسعارها هبطت بسبب الظروف التي تمر بها البلاد , وكان شهريار يريد أن يستفيد من الفيلا في الإيقاع بضحايا من وسط أكثر رقيا وغنى , وبعد أن يدفع ثمنها يكتشف أنها قد بيعت لأكثر من شخص وتضيع أمواله التي جمعها من أسر الفتيات الضحايا اللواتي أكالوا له الدعوات بالنقمة واستجابت السماء لهن , وأن كانت هذه القصة الرمزية مثل وقد يحدث ما هو أكثر بشاعة وقد تخسر الفتاة ما هو أهم من ألمال , ولذلك يجب الحرص كل الحرص وخاصة إذا كان العريس غريباً وإذا دفعت الأسرة المال لتجهيز شقة الزوجية يجب أن تكون الشبكة لديهم وتحت تصرفهم حتى إذا حدث شيئاً يكون معهم مقابل أموالهم التي دفعوها , وللفتاة أقول لم تعد الكنيسة والتعارف بها وإذا كان مهماً , هي الضمان لهؤلاء الشباب وحسن سلوكهم , الكنيسة وبناتها مستهدفة وقد يدخلها غير المسيحي أيضاً ويتعرف على الفتيات باسم قبطي كما قرأنا في أحد كنائس الإسكندرية وتكون النتيجة معروفة , نحن نتناول هذه السلسة من القصص الرمزية والواقعية لهدف التوعية وإذا كان عزيزتي وعزيزي القارئ لديك قصة لك أو لأحد الجيران تفيد الآخرين بالتوعية والنصح , أكتبوا إلينا .