سلام ونعمة://
ضد الذين ينكرون الاتحاد الطبيعي:
البعض يثرثر ويهذر على التدبير الخاص بتجسد الابن الوحيد()، ويحاولن أن ينالوا من السر الكريم العظيم والغالي جداً عندنا وعند الارواح السمائية..هذا السر الذي به نخلص، يحاولون أن يشوهوا جماله الحق. مع أن الاجدر بهم أن لايستهينوا بما هو حقيقي بل عليهم أن يتطلعوا بعيون فاحصة مشتاقة إلى أن تعرف عمق الاسفار المقدسة حتى يسيروا على ذات الدرب الصحيح تابعين الاباء القديسين الذين علموا مستنيرين بالروح القدس وحددوا لنا الايمان وقالوا أن الله الكلمة مولود من ذات الجوهر الآب بطريقة لايعبر عنها وانه به خلقت كا الاشياء ما في السماء وما على الارض، الذي لاجلتا ولاجل خلاصنا نحن البشر نزل إلى السماء وتجسد وتأنس وتألم وصعد إلى السماء وسياتي في وقته ليدين الاحياء والاموات()
لكن البعض الذين يظنون انهم متعلمون وهم في الحقيقة مغرورون وقد انتفخوا بالكبرياء، متى سمعوا كلمات الايمان يهزأون بها ويهاجمون حقائق الايمان مدعين انها افكار جنونية. لكننا نحن نعتقد على وجه الخصوص أن معرفة الحق قد كشفت باستنارة الروح القدس للقديسين اما هؤلاء المستهزئون الذين يظون انهم وحدهم يعرفون ما هو الصواب، هؤلاء لايعترفون بان الابن الوحيد ابن الله هو ذاته الله الكلمة المولود من ذات جوهر الآب الذي تألم في جسده لاجلنا رغم انه كإله غير قابل للالم. وهم يدعون بان الكلمة لبس-بشكل مستقل عنه(مثل من لبس الرداء ويصبح الرداء ملتصقاً به فقط)-الجسد الذي ولد من العذراء القديسة، وانه نسب إلى جسده نوعاً من المجد بسبب الصلة التي نشأت نتيجة اتصال الكلمة بهذا الجسد.وهم لايؤمنون بالاتحاد بل يقولون أن الابن في الجسد حصل من الله على المساواة في الكرامة والسلطان حتى انه دعى بالاسماء المعروفة. الابن والمسيح والرب. هذا اختراع لاصحة له على الاطلاق.والانسان الذي اخترعوه وقالوا انه تألم وان آلامه تنسب للكلمة مادام الإنسان يسوع المسيح قد اتصل بالله الكلمة..هذا تعليم بانفصال اللاهوت عن الناسوت أي بقاء الطبيعتين كل على ما هي عليه بدون اتحاد.
انني اريد أن اكشف ضعف هذا الرأي على قدر استطاعتي. وسوف أبدأ بشرح ما تذكره الاسفار الالهية عن الابن المتجسد!لقد جاع المسيح، وتعب من الرحلة(المشي)، ونام في القارب مرة، وضربه معذبوه، وجلده بيلاطس، وبصق عليه الجنود، وطعن في جنبه بالحرية وقدم له الخل والممزوج بالمر. بل اكثر من هذا ذاق الموت وتألم على الصليب وتحمل اهانات اليهود. كل هذه الامور يعتقد المخالفون انها حدثت لانسان ويمكن أن تنسب فقط لاقنوم الابن ذاته. لكننا نعتقد بإله واحد الآب ضابط الكل خالق كل الاشياء المنظورة. وايضاً بالواحد ربنا يسوع المسيح ابنه، ونرفض أن نقسم عمانوئيل إلى انسان مستقل عن الكلمة، بل نعترف بان الكلمة صار انساناً بالحقيقة مثلنا وانه هو نفسه إله من إله. واذ اخذ شكلنا صار انساناً مثلنا مولوداً من امرأة، وانه بسبب اتحاده بالجسد تألم بكل الاهانات لكنه احتفظ بما له من عدم الألم لانه ليس انساناً فقط بل هو نفسه الله. وكما أن الجسد هو جسده هكذا آلام الجسد ورغباته غير الدنسة وكل الاهانات التي ةجهها البعض، كل هذا احتمله هو لانه كان موجهاً إلى جسده الخاص به. لقد تألم دون أن يتألم (). ولما وضع ذاته لم يتحول إلى بشر لانه احتفظ بخواص طبيعته وبكل ما يجعله اسمى من المخلوقات، ولهذا وحده يمكننا أن نتحدث عن تواضعه.واذا افترضنا انه تغير أو تحولت طبيعته الالهية إلى طبيعة جسدية فان ذلك يقتضي منا الاعتراف بارادتنا أو بغير اردتنا أن الطبيعة الالهية قابلة للتغيير لكنه ظل غير متغير رغم تجسده لان من خواص الطبيعة السمائية عدم التغير وعدم الالم بينما من خواص الجسد التغيير. وبسبب هذا الاتحاد نقول انه تألم حينما تألم جسده لكن صفة عدم الالم هي ايضاً صفة حقيقية تخصه.
وإذا كان عمانوئيل قد تمجد بالالم كما قال نفسه عندما جاء لكي يتألم على الصليب المكرم:"الآن ابن الإنسان يتمجد"(يوحنا13 : 13)،فلماذا لايخجل الذين ينسبون مجد الالم إلى انسان له مجرد صلة شرفية تجعل له كرامة الكلمة؟. لانه حسب ظنهم الخاطيء يعتقدون أن الابن حسب ارادة الآب ومسرته الصالحة اتصل بانسان وجعل هذا الإنسان مساوياً له في مجده، وسمح لهذا التعليم الخاطيء أن الكلمة لم يتجسد ولايتانس بالمرة. وهذا يجعلنا نعتبر معلمي المسكونة القديسين، معلمين كذبة. وإلا دعوا اصحاب الرأي المخالف يبرهنون لنا أن مجرد اتصال بين الكلمة وانسان 0اي مجرد الاتصال) له قوة وفاعلية التجسد!. وإذا ظنوا أن استنتاجنا هو غير ما تعلمون به فلماذا لاتيحدثون عن التجسد؟ ولماذا يصفونه بانه مجرد اتصال بين اثنين؟. أليس من الصواب أن يقولوا أن كلمة الله الآب اتحد بانسانيتنا ؟. وهكذا نعتقد انه في جسده الخاص قد تألم لان الالام تخص الناسوت، بينما اللاهوت هو فوق الالام.
لكن طريقتهم في فهم آلام المسيح وهي مجرد نسبة الالام له، لااعرف كيف اخترعوها-لانهم بهذه الوسيلة قد سلبوا من عمانوئيل مجده () وجعلوه مثل باقي الانبياء. هذا فعلوه هذا فعلوه بكل يقين، وهذا ما سوف ابرهن عليه في الاسفار الالهية..
تذمر الشعب على موسى وهرون في البرية:"ليتنا متنا بيد الرب في ارض مصر اذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزاً للشبع"(خروج 16 : 3) وكان على موسى الحكيم أن يسألهم:"لماذا تتحدثون بصيغة الجمع "نحن"-من نحن؟ انتم تتذمرون ضد الله وليس ضدنا نحن أي أنا هارون. لان الله ضابط الكل كان يحكم ويملك في العهد القديم شعب اسرائيل من خلال الانبياء حتى رفضوا ملك الله وتذمروا ضد صموئيل (1صموئيل8 : 50) وطلبوا ملكاً يلك عليهم. واذ حزن النبي جداً قال له الله:"اسمع لصوت هذا الشعب لانهم لم يرفضوك انت بل اياي قد رفضوا لكي لااملك عليهم"(1صموئيل8 : 7). وفي موضع آخر قال المسيح ايضاً للرسل القديسين:"الذي يقبلكم يقبلني"(يوحنا13 : 20). ووعد انه سوف يخاطب الرحماء الذين سيقفون امام كرسيه"تعالوا إلىيامباركي ابي خذوا الملك المعد لكم قبل انشاء العالم"(متى25 : 34) وانه سوف يعترف بهم كخاصته-والذين سلكوا طريق البر وكانوا مترفقين بالاخرين:"ما فعلتموه باحد هؤلاء الصغار فبي قد فعلتم"(متى25 : 40)ز
وفي كل الاقوال السابقة واضح كيف ينسب كل شيء لصاحبه-فشعب اسرائيل كان يتذمر ضد موسى وهرون، إلا أن الامر نسب لله رغم أن موسى وهرون هم بشر مثلنا. وكذلك الذين كانوا مترفقين ورحماء مع الاخرين، هؤلاء نسبت افعالهم للمسيح نفسه لانها كانت موجهة إليه رغم أن ما فعلوه كان مع بشر مثلنا. فهل هذا هو الذي يقصدونه بالحديث عن انتساب الالام للكلمة، لانه (الكلمة) كان على صلة بانسان يتالم؟ إذا صح هذا، فلماذا لايحسب هذا المتألم مجرد انسان ولاشيء غير انسان وإذا صح هذا فان عمانوئيل ليس الله بالحقيقة ولاالابن الوحيد ولابالطبيعة الله. وفي الامثلة السابقة حسبت اعمال البشر الموجهة لموسى وهرون موجهة ضد الله، وكذلك اعمال القديسين الذين ترفقوا ورحموا الجوعى والمرضى حسبت اعمالهم على انها موجهة للمسيح. إلاانه لاموسى ولاهرون ولاالرحماء اكرمهم الكلمة وجعل اياً منهم شريكاً ومساوياً له في الكرامة.
وإذا قالوا أن هذا الإنسان وحده(المسيح) هو الذي نال الكرامة والمساواة. فماذا ستقولون عندما ترون اله ومخلص الكل يجلس ويدين ليس حسب الظاهر بل بالعدل (يوحنا7 : 24)؟. لماذا يجلس هو وحده مع الآب؟ وكيف سيأتي كديان ومعه الملائكة تخدمه؟ لماذا نعبده هو وحده، ومعنا كل الارواح السمائية؟. أن الهراطقة يوفقون على ما نقوله الآن ويعترفون انه حق أي أن الالام لم تلمسه كإله، لكنهم مخطئون جداً في فهمهم لالام المسيح().من كل هذا يظهر لنا انه وان كان الكلمة قد تجسد، إلا انه وهو في الجسد لم يكن مثل الباقين (اي الانبياء..إلخ) ةنحن ياسادة نؤمن بالاتحاد بين الكلمة والناسوت، ونرى أن الالام تخص الناسوت ولكنه غير قابل للالام كإله. وان قد تجسد وصار مثلنا إلااننا نعترف بألوهيته ومجده الفائق ووعطاياه الالهية.
ونحن نضع الاتحاد كاساس للايمان. ونعترف بانه تألم في الجسد ولكنه ظل فوق الالام لان عدم التألم من طبيعته. وعلينا الاحتراس من فصل اللاهوت عن الناسوت ومن التقسيم إلى طبيعتين أو فصل كل طبيعة عن الاخرى، فاننا نضع الذي ولد من العذارء القديسة أي عمانوئيل-الذي يعني اسمه"معنا الله"-في ذات مقام موسى وهرون.
وعلى الرغم من انه يقول من خلال الانبياء:"بذلت ظهري للضاربين. وجهي لم استر عن العار والبصاق"(اشعياء50 : 6)، وايضاً:"ثقبوا يدي ورجلي واحصوا كل عظامي"9مزمور22 : 16-17)،"وضعوا في طعامي علقماً وفي عطشي يسقونني عظامي"(مزمور69 : 21) فاننا نخصص كل هذه للابن الوحيد الذي تألم تدبيرياً في الجسد حسبما تعلم الكتب المقدسة:"لاننا بضرباته شفيعاً.."(اشعياء53 : 5).ولكننا نعترف انه غير قابل للام بالطبيعة. لذلك كما قلت سابقاً هو نفسه إله متأنس، والالام تخص الناسوت أي تخصه هو لكن من حيث هو إله هو غير قابل للالام.
هذا هو الاعتقاد الصحيح الذي يجعلنا اتقياء، وهذه هي التعاليم الارثوذكسية التي تجعلنا نتقدم وننمو ونسعى إلى جائزة عودتنا العليا(فيلبي3 : 14) في المسيح يسوعن الذي به وله مع ألاب المجد مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين (أه) ().
بركة الآباء اثناسيوس وكيرلس وديوسقوروس تشملنا جميعاً
ضد الذين ينكرون الاتحاد الطبيعي:
البعض يثرثر ويهذر على التدبير الخاص بتجسد الابن الوحيد()، ويحاولن أن ينالوا من السر الكريم العظيم والغالي جداً عندنا وعند الارواح السمائية..هذا السر الذي به نخلص، يحاولون أن يشوهوا جماله الحق. مع أن الاجدر بهم أن لايستهينوا بما هو حقيقي بل عليهم أن يتطلعوا بعيون فاحصة مشتاقة إلى أن تعرف عمق الاسفار المقدسة حتى يسيروا على ذات الدرب الصحيح تابعين الاباء القديسين الذين علموا مستنيرين بالروح القدس وحددوا لنا الايمان وقالوا أن الله الكلمة مولود من ذات الجوهر الآب بطريقة لايعبر عنها وانه به خلقت كا الاشياء ما في السماء وما على الارض، الذي لاجلتا ولاجل خلاصنا نحن البشر نزل إلى السماء وتجسد وتأنس وتألم وصعد إلى السماء وسياتي في وقته ليدين الاحياء والاموات()
لكن البعض الذين يظنون انهم متعلمون وهم في الحقيقة مغرورون وقد انتفخوا بالكبرياء، متى سمعوا كلمات الايمان يهزأون بها ويهاجمون حقائق الايمان مدعين انها افكار جنونية. لكننا نحن نعتقد على وجه الخصوص أن معرفة الحق قد كشفت باستنارة الروح القدس للقديسين اما هؤلاء المستهزئون الذين يظون انهم وحدهم يعرفون ما هو الصواب، هؤلاء لايعترفون بان الابن الوحيد ابن الله هو ذاته الله الكلمة المولود من ذات جوهر الآب الذي تألم في جسده لاجلنا رغم انه كإله غير قابل للالم. وهم يدعون بان الكلمة لبس-بشكل مستقل عنه(مثل من لبس الرداء ويصبح الرداء ملتصقاً به فقط)-الجسد الذي ولد من العذراء القديسة، وانه نسب إلى جسده نوعاً من المجد بسبب الصلة التي نشأت نتيجة اتصال الكلمة بهذا الجسد.وهم لايؤمنون بالاتحاد بل يقولون أن الابن في الجسد حصل من الله على المساواة في الكرامة والسلطان حتى انه دعى بالاسماء المعروفة. الابن والمسيح والرب. هذا اختراع لاصحة له على الاطلاق.والانسان الذي اخترعوه وقالوا انه تألم وان آلامه تنسب للكلمة مادام الإنسان يسوع المسيح قد اتصل بالله الكلمة..هذا تعليم بانفصال اللاهوت عن الناسوت أي بقاء الطبيعتين كل على ما هي عليه بدون اتحاد.
انني اريد أن اكشف ضعف هذا الرأي على قدر استطاعتي. وسوف أبدأ بشرح ما تذكره الاسفار الالهية عن الابن المتجسد!لقد جاع المسيح، وتعب من الرحلة(المشي)، ونام في القارب مرة، وضربه معذبوه، وجلده بيلاطس، وبصق عليه الجنود، وطعن في جنبه بالحرية وقدم له الخل والممزوج بالمر. بل اكثر من هذا ذاق الموت وتألم على الصليب وتحمل اهانات اليهود. كل هذه الامور يعتقد المخالفون انها حدثت لانسان ويمكن أن تنسب فقط لاقنوم الابن ذاته. لكننا نعتقد بإله واحد الآب ضابط الكل خالق كل الاشياء المنظورة. وايضاً بالواحد ربنا يسوع المسيح ابنه، ونرفض أن نقسم عمانوئيل إلى انسان مستقل عن الكلمة، بل نعترف بان الكلمة صار انساناً بالحقيقة مثلنا وانه هو نفسه إله من إله. واذ اخذ شكلنا صار انساناً مثلنا مولوداً من امرأة، وانه بسبب اتحاده بالجسد تألم بكل الاهانات لكنه احتفظ بما له من عدم الألم لانه ليس انساناً فقط بل هو نفسه الله. وكما أن الجسد هو جسده هكذا آلام الجسد ورغباته غير الدنسة وكل الاهانات التي ةجهها البعض، كل هذا احتمله هو لانه كان موجهاً إلى جسده الخاص به. لقد تألم دون أن يتألم (). ولما وضع ذاته لم يتحول إلى بشر لانه احتفظ بخواص طبيعته وبكل ما يجعله اسمى من المخلوقات، ولهذا وحده يمكننا أن نتحدث عن تواضعه.واذا افترضنا انه تغير أو تحولت طبيعته الالهية إلى طبيعة جسدية فان ذلك يقتضي منا الاعتراف بارادتنا أو بغير اردتنا أن الطبيعة الالهية قابلة للتغيير لكنه ظل غير متغير رغم تجسده لان من خواص الطبيعة السمائية عدم التغير وعدم الالم بينما من خواص الجسد التغيير. وبسبب هذا الاتحاد نقول انه تألم حينما تألم جسده لكن صفة عدم الالم هي ايضاً صفة حقيقية تخصه.
وإذا كان عمانوئيل قد تمجد بالالم كما قال نفسه عندما جاء لكي يتألم على الصليب المكرم:"الآن ابن الإنسان يتمجد"(يوحنا13 : 13)،فلماذا لايخجل الذين ينسبون مجد الالم إلى انسان له مجرد صلة شرفية تجعل له كرامة الكلمة؟. لانه حسب ظنهم الخاطيء يعتقدون أن الابن حسب ارادة الآب ومسرته الصالحة اتصل بانسان وجعل هذا الإنسان مساوياً له في مجده، وسمح لهذا التعليم الخاطيء أن الكلمة لم يتجسد ولايتانس بالمرة. وهذا يجعلنا نعتبر معلمي المسكونة القديسين، معلمين كذبة. وإلا دعوا اصحاب الرأي المخالف يبرهنون لنا أن مجرد اتصال بين الكلمة وانسان 0اي مجرد الاتصال) له قوة وفاعلية التجسد!. وإذا ظنوا أن استنتاجنا هو غير ما تعلمون به فلماذا لاتيحدثون عن التجسد؟ ولماذا يصفونه بانه مجرد اتصال بين اثنين؟. أليس من الصواب أن يقولوا أن كلمة الله الآب اتحد بانسانيتنا ؟. وهكذا نعتقد انه في جسده الخاص قد تألم لان الالام تخص الناسوت، بينما اللاهوت هو فوق الالام.
لكن طريقتهم في فهم آلام المسيح وهي مجرد نسبة الالام له، لااعرف كيف اخترعوها-لانهم بهذه الوسيلة قد سلبوا من عمانوئيل مجده () وجعلوه مثل باقي الانبياء. هذا فعلوه هذا فعلوه بكل يقين، وهذا ما سوف ابرهن عليه في الاسفار الالهية..
تذمر الشعب على موسى وهرون في البرية:"ليتنا متنا بيد الرب في ارض مصر اذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزاً للشبع"(خروج 16 : 3) وكان على موسى الحكيم أن يسألهم:"لماذا تتحدثون بصيغة الجمع "نحن"-من نحن؟ انتم تتذمرون ضد الله وليس ضدنا نحن أي أنا هارون. لان الله ضابط الكل كان يحكم ويملك في العهد القديم شعب اسرائيل من خلال الانبياء حتى رفضوا ملك الله وتذمروا ضد صموئيل (1صموئيل8 : 50) وطلبوا ملكاً يلك عليهم. واذ حزن النبي جداً قال له الله:"اسمع لصوت هذا الشعب لانهم لم يرفضوك انت بل اياي قد رفضوا لكي لااملك عليهم"(1صموئيل8 : 7). وفي موضع آخر قال المسيح ايضاً للرسل القديسين:"الذي يقبلكم يقبلني"(يوحنا13 : 20). ووعد انه سوف يخاطب الرحماء الذين سيقفون امام كرسيه"تعالوا إلىيامباركي ابي خذوا الملك المعد لكم قبل انشاء العالم"(متى25 : 34) وانه سوف يعترف بهم كخاصته-والذين سلكوا طريق البر وكانوا مترفقين بالاخرين:"ما فعلتموه باحد هؤلاء الصغار فبي قد فعلتم"(متى25 : 40)ز
وفي كل الاقوال السابقة واضح كيف ينسب كل شيء لصاحبه-فشعب اسرائيل كان يتذمر ضد موسى وهرون، إلا أن الامر نسب لله رغم أن موسى وهرون هم بشر مثلنا. وكذلك الذين كانوا مترفقين ورحماء مع الاخرين، هؤلاء نسبت افعالهم للمسيح نفسه لانها كانت موجهة إليه رغم أن ما فعلوه كان مع بشر مثلنا. فهل هذا هو الذي يقصدونه بالحديث عن انتساب الالام للكلمة، لانه (الكلمة) كان على صلة بانسان يتالم؟ إذا صح هذا، فلماذا لايحسب هذا المتألم مجرد انسان ولاشيء غير انسان وإذا صح هذا فان عمانوئيل ليس الله بالحقيقة ولاالابن الوحيد ولابالطبيعة الله. وفي الامثلة السابقة حسبت اعمال البشر الموجهة لموسى وهرون موجهة ضد الله، وكذلك اعمال القديسين الذين ترفقوا ورحموا الجوعى والمرضى حسبت اعمالهم على انها موجهة للمسيح. إلاانه لاموسى ولاهرون ولاالرحماء اكرمهم الكلمة وجعل اياً منهم شريكاً ومساوياً له في الكرامة.
وإذا قالوا أن هذا الإنسان وحده(المسيح) هو الذي نال الكرامة والمساواة. فماذا ستقولون عندما ترون اله ومخلص الكل يجلس ويدين ليس حسب الظاهر بل بالعدل (يوحنا7 : 24)؟. لماذا يجلس هو وحده مع الآب؟ وكيف سيأتي كديان ومعه الملائكة تخدمه؟ لماذا نعبده هو وحده، ومعنا كل الارواح السمائية؟. أن الهراطقة يوفقون على ما نقوله الآن ويعترفون انه حق أي أن الالام لم تلمسه كإله، لكنهم مخطئون جداً في فهمهم لالام المسيح().من كل هذا يظهر لنا انه وان كان الكلمة قد تجسد، إلا انه وهو في الجسد لم يكن مثل الباقين (اي الانبياء..إلخ) ةنحن ياسادة نؤمن بالاتحاد بين الكلمة والناسوت، ونرى أن الالام تخص الناسوت ولكنه غير قابل للالام كإله. وان قد تجسد وصار مثلنا إلااننا نعترف بألوهيته ومجده الفائق ووعطاياه الالهية.
ونحن نضع الاتحاد كاساس للايمان. ونعترف بانه تألم في الجسد ولكنه ظل فوق الالام لان عدم التألم من طبيعته. وعلينا الاحتراس من فصل اللاهوت عن الناسوت ومن التقسيم إلى طبيعتين أو فصل كل طبيعة عن الاخرى، فاننا نضع الذي ولد من العذارء القديسة أي عمانوئيل-الذي يعني اسمه"معنا الله"-في ذات مقام موسى وهرون.
وعلى الرغم من انه يقول من خلال الانبياء:"بذلت ظهري للضاربين. وجهي لم استر عن العار والبصاق"(اشعياء50 : 6)، وايضاً:"ثقبوا يدي ورجلي واحصوا كل عظامي"9مزمور22 : 16-17)،"وضعوا في طعامي علقماً وفي عطشي يسقونني عظامي"(مزمور69 : 21) فاننا نخصص كل هذه للابن الوحيد الذي تألم تدبيرياً في الجسد حسبما تعلم الكتب المقدسة:"لاننا بضرباته شفيعاً.."(اشعياء53 : 5).ولكننا نعترف انه غير قابل للام بالطبيعة. لذلك كما قلت سابقاً هو نفسه إله متأنس، والالام تخص الناسوت أي تخصه هو لكن من حيث هو إله هو غير قابل للالام.
هذا هو الاعتقاد الصحيح الذي يجعلنا اتقياء، وهذه هي التعاليم الارثوذكسية التي تجعلنا نتقدم وننمو ونسعى إلى جائزة عودتنا العليا(فيلبي3 : 14) في المسيح يسوعن الذي به وله مع ألاب المجد مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين (أه) ().
بركة الآباء اثناسيوس وكيرلس وديوسقوروس تشملنا جميعاً