يقول قداسه البابا فى جريده ( نداء الوطن ) DSCF8387

هناك خلل واضح في الاسره المسيحيه لاسباب عديده وابرزها الازمات الماديه الامر الذي ادي الي انتشار حالات الاجهاض لاسباب او لاخري فماهو راي الكنيسة في هذا الشان وماهي العقوبات الكنسيه في هذا الامر ؟


إن الإجهاض هو من الموضوعات الخاصة جداً والتى كانت ولا تزال موضوع مناقشة معقدة ومتعددة الجوانب :طبية ،قانونية ، أخلاقية ، أجتماعية ،ونفسية ..بل مما يزيد من صعوبة موضوع الإجهاض تعقيداً هو البعد العاطفى ، فالإجهاض يمس أسرار حياتنا الإنسانية فالله هو القادر على منح الحياة وبالتالى هو الوحيد الذى له حق أخذها فهو معطى الحياة لكل البشر وقد حرّم الله قتل النفس البشرية فهو لا يمتلكها "سافك دم الإنسان يسفك دمه لأن الله على صورته عمل الإنسان "(تك 9 :6 ) فالإجهاض خطأ فادح فأنت لا تقتل نفس بشرية فحسب بل تضع نفسك مكان الله وتقرر بدلا منه : من يجب أن يعيش ومن يجب أن يموت فالحالة الوحيدة التى تسمح بها المسيحية للإجهاض عندما تتعرض حياة الأم نفسها للخطر فى حالة إستكمال الحمل الولادة أما إن كان الإجهاض كوسيلة لتنظيم الأسرة فهى مرفوضة"فالاجهاض والتجارب على الأجنّة البشرية ، تشكل انكاراًمباشرا لهذا الموقف من قبول الاخر الذي لا غنى عنه لإقامة علاقات سلام دائم فإحترام الحياة في كل مراحلها يمثل نقطة في غاية الأهمية. الحياة هبة، وليس للإنسان سلطة مطلقة عليها، لاسيما العيش وحرية عبادة الله". يمكننا تجنب التطاول المرفوض على القيم التي يقوم عليها وجود الإنسان
فالإجهاض أمر مرفوض، وقد قلت لسيدة متزوجة ولديها طفل، ولكنها تناولت أدوية دون علمها أنها حامل، والأطباء يعتقدون في ولادة الجنين مشوها إن الإجهاض هو قتل للجنين، حتي ولو كان الجنين مشوها.. فليس من حقنا قتل الإنسان المشوه، إضافة إلي أننا لا نقتل أبناءنا لأي سبب من الأسباب فآباء الكينسة منذ التاريخ رفضوا الإجهاض وتكلموا ضده وأدانوا هذا العمل الشنيع . فالمسيحية هي ضد قتل الأطفال الأبرياء في الرحم والكنيسة الشرقية والغربية في العالم كله هي مع الحياة ، ولا يقدر اي إنسان ان يعتبر نفسه يعرف الله ان يقبل بانتهاك وصية الله الكبرى لا تقتل. لان الإجهاض هو عكس المحبة , وكل من يقتل يكره ، لان الذي يحب لا يقدر ان يقتل ، لان الله محبة كما يقول القديس يوحنّا في رسالته ومن لا يحب لا يعرف الله. ومن يعرف الله لا يقدر ان يقتل إنسان آخر وخاصة الضعفاء منهم.

اثيرت في الفتره الاخيره العديد من القضايا والحوادث المرتبطه بسلوك رجال الاعمال او رجال السياسه او زواج السلطه بالمال ماهي وجهة نظركم في تجاوزات البعض وانحرافات البعض الاخر وحالة الفساد التي اصبحت تستشري في المجتمع ؟

'كثير منرجال المال قد يجدون أن مجرد المال يشبعهم وأنهم في أمس الحاجة إلى الشهرة، ومن ثميرشح بعضهم نفسه في المجالس الشعبية والسياسية والتشريعية وبعضهم يحوز السلطة بطرقأخرى، وبالنسبة للقضايا المعروضة أمام التحقيق الآن فان العملية لمتكن مجرد سلطة، وانما شهوة ، فان رجل الأعمال يمكنه أن يشبعها بالضغط والعنفوالمال، أما القضايا التي استدعت هذا الكلام فهي معروضة أمام القضاء وليس لنا أننتدخل في تفاصيلها'.احيانا الرغبه والشهوه تقود اصحابها للسقوط وليس كل رجال الاعمال او اصحاب المال منحرفين فهناك اغنياء ابرار ومعطاءين وخيرين وهناك ايه يفسرها البعض بشكل خاطئ وهي مرور جمل من ثقب ابره ايسر من أن يدخل غني ملكوت الله(مر 10 : 24 ) وبالطبع ليس كل الاغنياء ولم يقل الرب ان دخول الاغنياء امرا مستحيلا وانما امرا عسيرا فالاتكال علي المال وليس على الله ويتطور الأمر من الإتكال على المال إلى محبة المال وعبادته بحيث يصير منُافساً لله،إن هناك الأغنياء الصالحين الذين ذكرهم العصر الرسولى هؤلاء الذين يقول عنهم سفر أعمال الرسل "لم يكن أحد محتاجاً لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج "( أع 4 : 34 -35 )وضربوا مثالاً لذلك بيوسف الذى دُعى من الرسل برنابا( أع 4 : 36 – 37 )وهو أحد الذين اختارهم الروح القدس للخدمة مع بولس الرسول (أع 13 : 2 )ويعطينا التاريخ أمثلة أخرى من أغنياء قديسين دخلوا الملكوت ..نذكر من بينهم القديسة ميلانيا التى كانت غنية جداً، وكانت تنفق بوفرة من أموالها على الأديرة وعمارة الكنائس وأخيراً ترهبنت بعد ترملها ومثلها ايضاً القديسة باولا التى كانت تنفق على رهبنة القديس جيروم ثم بنت من أموالها ديرين فى فلسطين أحدهما للرهبان والثانى للراهبات ،صارت هى رئيسته بعد ترملها وخلفتها إبنتها يوستوخيوم فى رئاسته ومن أمثلة الأغنياء القديسين المعلم إبراهيم الجوهرى الذى كان كريماً جداً فى الأنفاق على الرهبان والأديرة وترميم الكنائس وبنائها وعمارة المواضع المقدسة ليس الغنى عائقاً أمام الملكوت إنما العائق هو القلب ..والمشكلة هى : هل القلب يخضع لمحبة الغنى ويصبح ثقيلاً عليه أن يرفع من امواله حتى العشور ويكنزالمال بلا هدف ويصير هذا المال صنماً أمامه يعوقه عن محبة الله أما الغنى الذى يستخدم ماله لأعمال البر فى إنفاق وفى محبة فليس هو النوع الذى يقصده السيد المسيح فنحن بحاجة إلى فحص ضمائرنا وتوحيد المال والسلطة لخدمة المجتمع وليس لخدمة شهواتنا ورغباتنا.

في ظل الازمات الاقتصاديه والبطاله وعدم تواجد فرص عمل يتجه الشباب الي الهجرة الغير شرعية أى العشوائية فهل هي حلال ام حرام وماهى إيجابياتها وسلبياتها من وجهة نظر قداستكم؟

الهجرة ليست حراماً وإنما يجب التأكيد أولاً أن الذى سيهاجر سيذهب إلى بلد يستطيع فيها أن يحيا حياة روحية سليمة ويجد الكنيسة الأرثوذكسية والكاهن الأرثوذكسى ، ويستطيع أن يتمتع بالأسرار الكنسية .. إما أن يهاجر إلى بلد لا يستطيعأن يعبد الله الا لو كان سيسافر بين الحين والآخر إلى بلد فيه كنيسة ...ومع ذلك فهذا الوضع غير مستقر ثم ماذا عن تربية الأولاد تربية دينية فى حضن الكنيسة؟! ومن جهة الهجرة نذكر أن الله أمر بها فى بعض الأحيان مثلما قال لأبينا إبراهيم " اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك غلى الأرض التى أريك، فأجعلم أمة عظيمة وأباركك"(تك 12 :1 – 2 )فهاجر ابرام بناء على أمر من الله كذلك فى قيادة الرب لبنى إسرائيل لما خرجوا من مصر المهم فى الأمر أن الذى يهاجر ل يضحى بروحياته من أجل الهجرة ، إنما يجعل أبديته فوق كل شئ، وكيف يهاجر الفرد ولا يجد له وظيف وأن أراد العودة غلى مصر تكون وظيفته قد شغلها غيره فهو مقُدم على المجهول من الناحية الأخلاقية وسهولة الانحراف لدى الأولاد وهناك التعرض للسقوط فى غاية السهولة بل الذى لا يقبل السقوط يعتبر شاذاً هناك لذلك أحب أن أذكر قول الشاعر : قدر لرجلك قبل الخطو موضعها .

هل الطموح يتعارض مع تعاليم المسيحية فى القناعة والزهد ؟وإلى أى مدى يعتبر الإنسان الطموح مُحباً للعام بينما يقول الكتاب :"محبة العالم عداوة لله"(يع 4 : 4)؟

ليس كل طموح هو محبة للعالم الحاضر.. فهناك طموح الروحى ،وطموح هو من طبيعة الإنسان كما خلقه الله ..فالله غير محدود والإنسان قد خُلق على صورة الله فى شبهه ومثاله (تك 1 : 26 – 27 )لذلك ففى الإنسان الأشتياق إلى الغير محدود وهذا هو الطموح.. ،الطموح هو الرغبة فى العلو والإمتداد إلى قدام وعدم الإكتفاء بوضع معين ليس شئ خاطئاً إنما هى سعى إلى الكمال وقد قال الرب فى ذلك :" كونوا أنتم كاملين كما إن أباكم فى السموات هو كامل"(مت 5 : 48 ) فإذا أشتهى الإنسان أن يكون كاملاً فليس فى هذا خطأ على الإطلاق والسعى وراء الكمال لا يسمح إطلاقاً بأن يقف الإنسان عند وضع معين يتجمد فيه ولا يتحرك بل على العكس فإنه يمتد بإستمرار إلى قدام والمهم أن يكون الغرض أو على الأقل لا يتعارض مع شئ من وصايا الله ولا يكون مثل طموح ذلك الغنى الغبى الذى قال :أهدم مخازنى وابنى أعظم منها وأجمع هناك جميع غلاتى وخيراتى وأقول لنفسى يانفسى لكى خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة أستريحى وكلى وأشربى وأفرحى ..وهنا يتوقف التعارض بين المسيحية والطموح على نوع الطموح وبناء على نوع الطموح ووسيلته يمكن الحكم بالخير او الشر.
منقوووووووول