تحنن الرب

==
ما أسرع أن ينسى المرء ما يقع عليه نظره بين الحين والآخر ، وما يمر بين سمعه وحسه من المآسي المؤلمة والحوادث المؤسفة ، فقد يتحرك قلبه عطفاً وإشفاقاً ولكن انشغاله بظروفه الخاصة كافٍ لأن يمحو من ذهنه صورة ما يراه أو يسمعه عن غيره. ولكن الرب ، حين كان على الأرض – لم تكن آلامه النفسية المبرحة بقادرة أن تقف أمام محبته الفائقة للمرضى والخطاة ، والمعوزين ، بل بتواضعه ونزوله على هذه الأ...رض قد لمس البؤس والفقر ، وسبر غور الألم والضيق ، وأحس بما يحيط البشرية الضعيفة من متاعب ومرائر.

أي قلب مثل قلب الرب الذي يفيض عطفاً وإشفاقاً ! إننا نقرأ عن حنانه العميق كما يوضحه مثل ذلك البائس الذي عروه ، وجرحوه و تركوه بين حي وميت ، لقد مر عليه الكل دون أن يستطيع أي منهم أن يمد له يد العون أما الرب هو ذلك السامري الصالح لما رآه تحنن عليه واقترب منه وضمد جراحاته واعتنى به إلى النهاية. ( لوقا 30:10-35 )

لنتأمله سائراً وسط الجموع التى كانت تتبعه وتزحمه ، محاطاً بالمرضى و المجانين والعرج والعمى الذين رق قلبه لهم جميعهم وحمل أوجاعهم لقد كان يجول من مدينة الى مدينة ومن قرية إلى أخرى وكان يتوجه إليه كل ذي حاجه أو كرب فيتحنن عليهم لأنهم كانوا (( كغنم لا راعى لها )) ( متى 36:9 ) تحنن يسوع على ذلك الأعمى الذي كان جالساً يستعطي على الطريق الذي لما رآه صرخ إليه يا يسوع ابن داود ارحمني وقد انتهره كثيرون ليسكت ولكن الرب وقف وأمر أن ينادى و شفاه ( مرقس 46:10) تحنن يسوع حين قابل تلك الأرملة التى كانت تبكي وحيدها ، وقال لها لا تبكى ورد إليها ابنها حياً ( لوقا 14:7). وياله من حنان إلهي عميق ذلك الذي ظهر عند قبر لعازر فقد بكى يسوع و اضطرب بالروح (يوحنا 35:11) إن قلبه مفتوح دائماً لإجابة جميع الذين يأتون إليه ويسألونه إنه الوحيد الذي يعرف أن يزن كل ألم وكل تجربه بميزان دقيق ، ويقدر أن ينقذ وأن يعين لأنه فيما قد تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين ( عبرانيين 18:2).

وكما كان على الأرض في طبيعته الفائقة وصلاحه غير المحدود هكذا هو لنا اليوم ربنا وفادينا وراعينا الذي يحبنا إن محبته لا ينضب لها معين ونعمته لا تنقص ولا تفتر ، ورحمته لا تكل ولا تعيا. ياله من نبع فياض ، ويالها من راحة وسعادة في القرب منه كل بظروفه وأحواله بفقره وتجاربه بضعفاته وتقصيراته لنذهب إليه ولنقترب منه ملقين بأنفسنا بين ذراعيه فنجد عوناً في حينه.

إنه وحده الذي يستطيع أن يمسح الدموع وأن يعزى الحزين وأن يقول للباكي لا تبك ولمن لا عائل له يستطيع أن يقول (( أنا الرب … ها أنا معك )) وللمهمومين يقدر أن يقول (( لا تهتموا بشيء)) ( فيلبي 6:4).

يقول لنا يوحنا ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه في آخر إنجيله يعد أن أختبر عطف الرب وحنانه وذاق محبته اللانهائية أن أشياء أخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم يسع الكتب المكتوبة . إنه يقصد أعمال الشفقة و العطف والإحسان التى صنعها يسوع لأولئك الذين قابلوها بالغضب والإهانة الشخصية المبارك ولكن شكراً للرب فعلى الرغم من هذا كله نجد نعمته تفيض وتغمر جميع الذين يتقدمون إليه .
غيرة الله
فإني أغار عليكم غيرة الله ((2 كورنثوس 11:2 ))See More
تحنن الرب 304146_2510825344101_1657158552_2500188_179765231_n




منقوووووووووووول