مقال عن كويست نت - للقمص يوحنا نصيف
كويست نِت
توضيح وتحذير
من واقع حرص الكنيسة على مصلحة أبنائها، واهتمامها بألاّ يقعوا فريسة لأمور ضارّة، أكتب إليكم هذا المقال..
ظهرت في الشهور السِتّة الأخيرة بالإسكندرية فكرة غريبة.. وللأسف وجدَت لها مكانًا في عقول بعض الشُّبان والشابات، من أجل الحصول على الأموال بطريقة سهلة، وبدون إنتاج أي شيء، عن طريق الاشتراك في ما يُسمَّى بشركة "كويست نت" للتسويق الشبكي Netmarketing..
والحقيقة أن الأمر كلّه خِدعة كُبرى قد وقع فيها هؤلاء الضحايا.. لذلك سنوضِّح في هذا المقال: ما هي هذه الشركة؟ وما هي حقيقتها؟ وما هي خطورة المشاركة فيها؟ مع بعض التوضيحات الأخرى..
أولاً: ما هي "كويست نِت"؟
الذين وقعوا في فخّ هذه الشبكة، وحدث لهم غسيل مُخ، يزعَمون أنّ: "كويست نت" هي شبكة تسويق عالميّة، لتسويق منتجات متعدِّدة.. وكل ما عليك أن تشتري أحد هذه المنتجات، فتُصبِح وكيلاً للشركة (هكذا مرّة واحدة..!)، وتحاول تسويق المنتجات لأشخاص آخَرين.. وإذا استطعت إقناع سِتّة أشخاص بشراء منتجات، تأخُذ حوالي ثُلث ما دفعته أولاً في شراء أحد المنتجات.. وكلّما أحضَرتَ أشخاصًا أكثر، وهؤلاء الأشخاص صاروا هم أيضًا وكلاء وأحضروا أشخاصًا أكثر، سوف تحصُل على دُفعات أخرى من الأموال.. وهكذا... وإلى هنا يبدو الأمر معقولاً، ولكن ما حقيقة هذه الخِدعة..؟!!
ثانيًا: ماهي حقيقة "كويست نِت"؟
1- هي ليست شركة مُعتمَدة، وإنّما شبكة للنصب وبيع الوَهم لكل مَن يدخُل فيها.
2- هذه الشبكة، لا تتعامل إلاّ مع منتجات غريبة، ليس لها أيّة قيمة في السُّوق، مثل "القُرص الحيوي Biodisk” (وهو عبارة عن عدسة زجاجية، قد تكون كبيرة بحجم قبضة اليد، أو صغيرة تُعلَّق في الرقبة ويقولون أنها تعطي الجسد طاقة وتمنع عنه التعب..!) أو "ساعات من ماركات خاصّة".. والعجيب أن الأسعار التي تطالب بها هذه الشبكة لهذه الأشياء هي أسعار خُرافيّة؛ تبدأ من 625 دولار وحتّى 13 ألف دولار أمريكي..!! وللأسف جميع الضّحايا الذين وقعوا في الفخّ لم يستطيعوا حتّى الآن أن يبيعوا، بأي ثمن، ساعة واحدة من التي اشتروها ودفعوا فيها 625 دولار..!
3- مراكز القوى في هذه الشبكة هم أشخاص مجهولون خارج البلاد، ويحصلون على الجزء الأكبر من الأموال.. أمّا الموجودون داخل مصر فهُم يعملون في الظلام، بدون أي ترخيص أو سِجِلّ تجاري أو بطاقة ضريبيّة.. ويحصُل بعضهم فقط على الفُتات السَّاقط من الأموال..!
4- الحقيقة باكثر وُضوح هي: أنّ هذه الشّبَكَة ليست شركة للتسويق، وإنما هي شبكة قُمار بشكل متطوِّر وغير تقليدي.. ولكي نفهم هذا، تعالوا نقرأ النقاط التالية:
+ للقُمار أشكال متعدِّدة، ولكنها تتشابه في شيء مُشتَرَك.. أنّ فيه تجميع أموال داخل وعاء كبير، يأخُذ منه البعض كميّة كبيرة، والباقون يخسرون.. بمعنى أنّ القُمار هو أن يدفع مجموعة من الناس أموالاً في وعاء معيَّن، ثم يأخُذ واحِد أو اثنين، ويخسر الباقون أموالهم..
+ إذا كان هناك شَرِكَة أو صالة أو أيّة جِهة تنظِّم ألعاب القمار، فأصحاب هذه الشركة أو الصّالة يكون لهم نسبة ثابتة من الأموال المدفوعة (أي أنّ الأموال تنقُص)، والنِسبة القليلة الباقية من الأموال يأخذها قِلّة من الدّافعين، والأكثريّة لا تحصُل على شيء.. أي أنّه دائمًا في لعبة القمار الأغلبيّة العُظمى من المُشاركين تخسر أموالها بشكل ثابت.
+ ما يحدُث مع "كويست نت" يشابه هذا تمامًا، فمَن يريد أن يشترك، عليه أن يدفع أولاً مبلغًا لا يقلّ عن 625 دولار أي حوالي 3500 جنيهًا، مع الحصول على هديّة ليس لها قيمة حقيقية مثل "سّاعة اليد" (فقط لإيهام الشخص أنّه اشترى منتجًا ثمينًا)، ويذهَب هذا المبلغ إلى حسابات مجهولة خارج البلاد.. ثمّ إذا أردتَ أن تحصُل على أموالك، فلابُد أن تكافِح لكي تأتي بضحايا آخرين يدخلون هذا الفخّ ويدفعون أموالاً جديدة، يكون لك نصيب قليل منها، والباقي بالطبع يذهب لمراكز القوى الخفيّة في الخارج كالمعتاد.. وهذا يُعني أنّك تكافح لكي تجمع ما قد دفعته وضاع، من جيوب كميّة كبيرة من الضحايا الجُدُد.. وهذا يشكِّل بكل تأكيد عملاً غير أمين وغير إنساني..!!
+ معروف أن المال هو مادّة لا تفنى ولا تُستحدَث من العدَم.. وهو أيضًا لا يزيد من تلقاء نفسه، إن لم يتمّ تشغيله في إنتاجٍ أو تجارة.. وما يحدُث في "كويست نت" أنّ الأموال لا تُستخدَم في إنتاج أي شيء ولا في تجارة.. بل يُقتطَع الجزء الأكبر منها لأصحاب شبكة القمار في الخارج، لذلك فالأموال تنقص باستمرار، ولا يمكن لأحد أن يحصُل على ما قد دفَعَهُ إلاّ من جيوب ضحايا جُدُد.. لأن الحقيقة بكل بساطة أن أمواله التي دفعها قد ضاعَت..!
+ يقولون في "كويست نت" أنّنا نسوِّق مُنتَجًا متميِّزًا.. ولكن الحقيقة أن هذا المُنتَج هو مجرَّد هدية ليس لها قيمة ماديّة، بل هي مجرّد إغراء أو طُعْم للفريسة الجديدة لكي تدخل هذه الشّبكة الخطيرة.
+ كمّيّة الحِيَل الخداعيّة في هذا العمل غير الشّريف ليس لها حصر.. بدايةً من القول بأننا شركة دوليّة مُحتَرَمة، ونعمل بيزنس، ولنا موقِع على النِّت يمكن أن تراه بنفسك، ونحن نرعى مسابقات عالميّة، ونوزِّع مُنتجات قَيِّمة، وأنّك باشتراكك معنا ستحصُل على أموال وفيرة.. إلى القول بأنّه يشارك معنا رؤساء ووزراء وفلان وعِلاّن.. والبعض كسبوا ملايين... إلخ. وكلّها أمور مخلوطة بالأكاذيب من أجل إغراء المزيد من الضّحايا وسلب أموالهم.
ثالثًا: ما هي مخاطِر المشاركة في "كويست نِت"؟
1- فُقدان مبالغ ضخمة من الأموال.. ولنأخُذ مثالاً بالأرقام: كان هناك بالإسكندريّة حتّى شهر إبريل2008م 93 مُشترِكًا، دفعوا حوالي 60 ألف دولار أمريكي.. حصل أربعة منهم فقط على مبالغ بقدر ما دفعوا (بنسبة أقل من 5% من مجموع المشاركين)، وحوالي 20 حصلوا على مبالغ قليلة أقلّ ممّا دفعوه (بنسبة حوالي 22%)، والباقون خسروا أموالهم تمامًا (بنسبة أكثر من 73%).. وستظل هذه النِسَب الخطيرة قائمة إذ أن المطلوب دائمًا من كل مُشارِك كما أوضحنا أن يأتي بسِت ضحايا جُدُد لكي يأخُذ حوالي ثلث ما قد دفعه..!
وهذا يعني باختصار أن مَن يفكر في المشاركة فعليه أن يدرك أنّه سيخسر كل أو بعض أمواله بنسبة أكثر من 95%، فمَن هو العاقل الذي سيجازف هكذا..؟! ولكن هذا هو القُمار...!!!
2- النظام الهَرَمي الذي تقوم عليه "كويست نت" مُعرّض في أي لحظة للتشبُّع والانهيار، وِفقًا لقوانين الاقتصاد والمعادلات الحسابيّة الخاصّة بالتسويق.
3- استخدام أساليب غِش وخِداع وكذب من أجل إقناع الضحايا الجُدُد بالدخول في الشبكة، وهذا بالتالي يؤثِّر على الإنسان روحيًّا واجتماعيًّا..
4- الانشغال بأعمال غير مُنتِجة، بل بالعكس مُستهلِكة للوقت والجهد والمال، بشكل لا يخطُر على بال.. فمثلاً بعض الذين انشغلوا بهذا العمل من الطَلَبة تأثّروا سلبيًّا في دراستهم هذا العام في التِّرم الأول على غير عادتهم.. والبعض أنفقوا مبالغ طائلة في الاتصالات التليفونية، والعزومات في أماكن رفيعة المستوى للأشخاص المُستهدفين..!!
5- لا يوجَد إثبات وَرقي بدفع المبالغ، مِمّا لا يُعطي أي دليل ملموس على عمليّة الشراء، وبالتالي لا يوجَد ضمان لأي حقوق.
6- هناك مخاطِر أمنيّة على المُشاركين.. إذ أنّ هذه الشّبَكة مُخرِّبة لاقتصاد أي بلد، لأن مبالغ ضخمة تخرج بالعُملة الصعبة إلى الخارج.. وفي بعض الدُّوَل التي تأثّر اقتصادها بشكل ملحوظ مثل سيريلانكا والسودان وأيضًا الهند تمّ تجريم هذا النشاط ومعاقبة كل مَن يشارك فيه.. بالإضافة أنّ العاملين بهذه الشبكة لا يوجَد لهم سِجِلّ تجاري ولا ترخيص بمزاولة التجارة بمصر، ولا تَعرِف مباحِث الأموال عنهم شيئًا، ولا يدفعون أي ضرائب، وهذا أمر في منتهى الخطورة.. ويبدو أن الجهات الأمنيّة في مصر لم تنتبه بَعد لمثل هذا النشاط الخطير، ولعل ذلك بسبب أنّه بدأ فقط منذ شهور معدودة، وعلى نطاق صغير لم يتّسِع بعد..
7- في "كويست نت" يتمّ تحويل الأصدقاء وأعضاء العائلة تلقائيًّا (دون أن ينتبه الإنسان) إلى أهداف تجاريّة.. فبدلاً من أن ننظر إليهم كأُناس نحبّهم ونحترمهم، نتطلّع إليهم كعيِّنات مُستَهدَفة تُجاريًّا (Target)، لكي نُدخِلهم معنا في الشبكة، ونكسب من ورائهم، حتى لو كانوا سيخسرون أموالهم بنسبة 95% كما أوضحنا.. وهذا وضع غير أمين روحيًا وإنسانيًا..
جدير بالذِّكر أنّ حوالي نصف عدد القيادات الذين أدخلوا هذا المرض إلى الإسكندرية، بعد الحوار والنصيحة، قد توقّفوا تمامًا عن نشاطهم بإيقاع المزيد من الضحايا.. بل ندموا على تلك المرحلة التي أضرُّوا فيها بالكثيرين وهُم لا يدرون... ونصلِّي إلى الله أن يستفيق الباقون، ويكُفُّوا تمامًا عن هذا العمل ذي الأثر المُخرِّب على كافّة المستويات روحيًّا واجتماعيًا واقتصاديًا..
"سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (في7:4)
منقول
كويست نِت
توضيح وتحذير
من واقع حرص الكنيسة على مصلحة أبنائها، واهتمامها بألاّ يقعوا فريسة لأمور ضارّة، أكتب إليكم هذا المقال..
ظهرت في الشهور السِتّة الأخيرة بالإسكندرية فكرة غريبة.. وللأسف وجدَت لها مكانًا في عقول بعض الشُّبان والشابات، من أجل الحصول على الأموال بطريقة سهلة، وبدون إنتاج أي شيء، عن طريق الاشتراك في ما يُسمَّى بشركة "كويست نت" للتسويق الشبكي Netmarketing..
والحقيقة أن الأمر كلّه خِدعة كُبرى قد وقع فيها هؤلاء الضحايا.. لذلك سنوضِّح في هذا المقال: ما هي هذه الشركة؟ وما هي حقيقتها؟ وما هي خطورة المشاركة فيها؟ مع بعض التوضيحات الأخرى..
أولاً: ما هي "كويست نِت"؟
الذين وقعوا في فخّ هذه الشبكة، وحدث لهم غسيل مُخ، يزعَمون أنّ: "كويست نت" هي شبكة تسويق عالميّة، لتسويق منتجات متعدِّدة.. وكل ما عليك أن تشتري أحد هذه المنتجات، فتُصبِح وكيلاً للشركة (هكذا مرّة واحدة..!)، وتحاول تسويق المنتجات لأشخاص آخَرين.. وإذا استطعت إقناع سِتّة أشخاص بشراء منتجات، تأخُذ حوالي ثُلث ما دفعته أولاً في شراء أحد المنتجات.. وكلّما أحضَرتَ أشخاصًا أكثر، وهؤلاء الأشخاص صاروا هم أيضًا وكلاء وأحضروا أشخاصًا أكثر، سوف تحصُل على دُفعات أخرى من الأموال.. وهكذا... وإلى هنا يبدو الأمر معقولاً، ولكن ما حقيقة هذه الخِدعة..؟!!
ثانيًا: ماهي حقيقة "كويست نِت"؟
1- هي ليست شركة مُعتمَدة، وإنّما شبكة للنصب وبيع الوَهم لكل مَن يدخُل فيها.
2- هذه الشبكة، لا تتعامل إلاّ مع منتجات غريبة، ليس لها أيّة قيمة في السُّوق، مثل "القُرص الحيوي Biodisk” (وهو عبارة عن عدسة زجاجية، قد تكون كبيرة بحجم قبضة اليد، أو صغيرة تُعلَّق في الرقبة ويقولون أنها تعطي الجسد طاقة وتمنع عنه التعب..!) أو "ساعات من ماركات خاصّة".. والعجيب أن الأسعار التي تطالب بها هذه الشبكة لهذه الأشياء هي أسعار خُرافيّة؛ تبدأ من 625 دولار وحتّى 13 ألف دولار أمريكي..!! وللأسف جميع الضّحايا الذين وقعوا في الفخّ لم يستطيعوا حتّى الآن أن يبيعوا، بأي ثمن، ساعة واحدة من التي اشتروها ودفعوا فيها 625 دولار..!
3- مراكز القوى في هذه الشبكة هم أشخاص مجهولون خارج البلاد، ويحصلون على الجزء الأكبر من الأموال.. أمّا الموجودون داخل مصر فهُم يعملون في الظلام، بدون أي ترخيص أو سِجِلّ تجاري أو بطاقة ضريبيّة.. ويحصُل بعضهم فقط على الفُتات السَّاقط من الأموال..!
4- الحقيقة باكثر وُضوح هي: أنّ هذه الشّبَكَة ليست شركة للتسويق، وإنما هي شبكة قُمار بشكل متطوِّر وغير تقليدي.. ولكي نفهم هذا، تعالوا نقرأ النقاط التالية:
+ للقُمار أشكال متعدِّدة، ولكنها تتشابه في شيء مُشتَرَك.. أنّ فيه تجميع أموال داخل وعاء كبير، يأخُذ منه البعض كميّة كبيرة، والباقون يخسرون.. بمعنى أنّ القُمار هو أن يدفع مجموعة من الناس أموالاً في وعاء معيَّن، ثم يأخُذ واحِد أو اثنين، ويخسر الباقون أموالهم..
+ إذا كان هناك شَرِكَة أو صالة أو أيّة جِهة تنظِّم ألعاب القمار، فأصحاب هذه الشركة أو الصّالة يكون لهم نسبة ثابتة من الأموال المدفوعة (أي أنّ الأموال تنقُص)، والنِسبة القليلة الباقية من الأموال يأخذها قِلّة من الدّافعين، والأكثريّة لا تحصُل على شيء.. أي أنّه دائمًا في لعبة القمار الأغلبيّة العُظمى من المُشاركين تخسر أموالها بشكل ثابت.
+ ما يحدُث مع "كويست نت" يشابه هذا تمامًا، فمَن يريد أن يشترك، عليه أن يدفع أولاً مبلغًا لا يقلّ عن 625 دولار أي حوالي 3500 جنيهًا، مع الحصول على هديّة ليس لها قيمة حقيقية مثل "سّاعة اليد" (فقط لإيهام الشخص أنّه اشترى منتجًا ثمينًا)، ويذهَب هذا المبلغ إلى حسابات مجهولة خارج البلاد.. ثمّ إذا أردتَ أن تحصُل على أموالك، فلابُد أن تكافِح لكي تأتي بضحايا آخرين يدخلون هذا الفخّ ويدفعون أموالاً جديدة، يكون لك نصيب قليل منها، والباقي بالطبع يذهب لمراكز القوى الخفيّة في الخارج كالمعتاد.. وهذا يُعني أنّك تكافح لكي تجمع ما قد دفعته وضاع، من جيوب كميّة كبيرة من الضحايا الجُدُد.. وهذا يشكِّل بكل تأكيد عملاً غير أمين وغير إنساني..!!
+ معروف أن المال هو مادّة لا تفنى ولا تُستحدَث من العدَم.. وهو أيضًا لا يزيد من تلقاء نفسه، إن لم يتمّ تشغيله في إنتاجٍ أو تجارة.. وما يحدُث في "كويست نت" أنّ الأموال لا تُستخدَم في إنتاج أي شيء ولا في تجارة.. بل يُقتطَع الجزء الأكبر منها لأصحاب شبكة القمار في الخارج، لذلك فالأموال تنقص باستمرار، ولا يمكن لأحد أن يحصُل على ما قد دفَعَهُ إلاّ من جيوب ضحايا جُدُد.. لأن الحقيقة بكل بساطة أن أمواله التي دفعها قد ضاعَت..!
+ يقولون في "كويست نت" أنّنا نسوِّق مُنتَجًا متميِّزًا.. ولكن الحقيقة أن هذا المُنتَج هو مجرَّد هدية ليس لها قيمة ماديّة، بل هي مجرّد إغراء أو طُعْم للفريسة الجديدة لكي تدخل هذه الشّبكة الخطيرة.
+ كمّيّة الحِيَل الخداعيّة في هذا العمل غير الشّريف ليس لها حصر.. بدايةً من القول بأننا شركة دوليّة مُحتَرَمة، ونعمل بيزنس، ولنا موقِع على النِّت يمكن أن تراه بنفسك، ونحن نرعى مسابقات عالميّة، ونوزِّع مُنتجات قَيِّمة، وأنّك باشتراكك معنا ستحصُل على أموال وفيرة.. إلى القول بأنّه يشارك معنا رؤساء ووزراء وفلان وعِلاّن.. والبعض كسبوا ملايين... إلخ. وكلّها أمور مخلوطة بالأكاذيب من أجل إغراء المزيد من الضّحايا وسلب أموالهم.
ثالثًا: ما هي مخاطِر المشاركة في "كويست نِت"؟
1- فُقدان مبالغ ضخمة من الأموال.. ولنأخُذ مثالاً بالأرقام: كان هناك بالإسكندريّة حتّى شهر إبريل2008م 93 مُشترِكًا، دفعوا حوالي 60 ألف دولار أمريكي.. حصل أربعة منهم فقط على مبالغ بقدر ما دفعوا (بنسبة أقل من 5% من مجموع المشاركين)، وحوالي 20 حصلوا على مبالغ قليلة أقلّ ممّا دفعوه (بنسبة حوالي 22%)، والباقون خسروا أموالهم تمامًا (بنسبة أكثر من 73%).. وستظل هذه النِسَب الخطيرة قائمة إذ أن المطلوب دائمًا من كل مُشارِك كما أوضحنا أن يأتي بسِت ضحايا جُدُد لكي يأخُذ حوالي ثلث ما قد دفعه..!
وهذا يعني باختصار أن مَن يفكر في المشاركة فعليه أن يدرك أنّه سيخسر كل أو بعض أمواله بنسبة أكثر من 95%، فمَن هو العاقل الذي سيجازف هكذا..؟! ولكن هذا هو القُمار...!!!
2- النظام الهَرَمي الذي تقوم عليه "كويست نت" مُعرّض في أي لحظة للتشبُّع والانهيار، وِفقًا لقوانين الاقتصاد والمعادلات الحسابيّة الخاصّة بالتسويق.
3- استخدام أساليب غِش وخِداع وكذب من أجل إقناع الضحايا الجُدُد بالدخول في الشبكة، وهذا بالتالي يؤثِّر على الإنسان روحيًّا واجتماعيًّا..
4- الانشغال بأعمال غير مُنتِجة، بل بالعكس مُستهلِكة للوقت والجهد والمال، بشكل لا يخطُر على بال.. فمثلاً بعض الذين انشغلوا بهذا العمل من الطَلَبة تأثّروا سلبيًّا في دراستهم هذا العام في التِّرم الأول على غير عادتهم.. والبعض أنفقوا مبالغ طائلة في الاتصالات التليفونية، والعزومات في أماكن رفيعة المستوى للأشخاص المُستهدفين..!!
5- لا يوجَد إثبات وَرقي بدفع المبالغ، مِمّا لا يُعطي أي دليل ملموس على عمليّة الشراء، وبالتالي لا يوجَد ضمان لأي حقوق.
6- هناك مخاطِر أمنيّة على المُشاركين.. إذ أنّ هذه الشّبَكة مُخرِّبة لاقتصاد أي بلد، لأن مبالغ ضخمة تخرج بالعُملة الصعبة إلى الخارج.. وفي بعض الدُّوَل التي تأثّر اقتصادها بشكل ملحوظ مثل سيريلانكا والسودان وأيضًا الهند تمّ تجريم هذا النشاط ومعاقبة كل مَن يشارك فيه.. بالإضافة أنّ العاملين بهذه الشبكة لا يوجَد لهم سِجِلّ تجاري ولا ترخيص بمزاولة التجارة بمصر، ولا تَعرِف مباحِث الأموال عنهم شيئًا، ولا يدفعون أي ضرائب، وهذا أمر في منتهى الخطورة.. ويبدو أن الجهات الأمنيّة في مصر لم تنتبه بَعد لمثل هذا النشاط الخطير، ولعل ذلك بسبب أنّه بدأ فقط منذ شهور معدودة، وعلى نطاق صغير لم يتّسِع بعد..
7- في "كويست نت" يتمّ تحويل الأصدقاء وأعضاء العائلة تلقائيًّا (دون أن ينتبه الإنسان) إلى أهداف تجاريّة.. فبدلاً من أن ننظر إليهم كأُناس نحبّهم ونحترمهم، نتطلّع إليهم كعيِّنات مُستَهدَفة تُجاريًّا (Target)، لكي نُدخِلهم معنا في الشبكة، ونكسب من ورائهم، حتى لو كانوا سيخسرون أموالهم بنسبة 95% كما أوضحنا.. وهذا وضع غير أمين روحيًا وإنسانيًا..
جدير بالذِّكر أنّ حوالي نصف عدد القيادات الذين أدخلوا هذا المرض إلى الإسكندرية، بعد الحوار والنصيحة، قد توقّفوا تمامًا عن نشاطهم بإيقاع المزيد من الضحايا.. بل ندموا على تلك المرحلة التي أضرُّوا فيها بالكثيرين وهُم لا يدرون... ونصلِّي إلى الله أن يستفيق الباقون، ويكُفُّوا تمامًا عن هذا العمل ذي الأثر المُخرِّب على كافّة المستويات روحيًّا واجتماعيًا واقتصاديًا..
"سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (في7:4)
منقول