بقلم جلال عامر - المصرى اليوم
أتعمد أحياناً أن أكون بطىء الفهم حتى لا يصورنى الرادار، خاصة بعد أن غطت إحدى الجماعات تمثال «حوريات البحر» بجوار منزلى كى لا أعبد الأصنام .. فهل هذه «صباحية مباركة» كما يقال بعد الدخلة، أم «نعيماً مبارك» كما يقال بعد الحلاقة، عموماً كل على حسب رؤيته ولكل على حسب ضميره وكل طابور ينضح بما فيه وكان الطابور الانتخابى شعاع أمل يشير إلى الأمام.. وأصبحت مصر جديدة نموذجية
لأن مبارك لم يتوجه إلى مدرسة مصر الجديدة النموذجية للإدلاء بصوته على أساس أن الموجود يسد، فشكراً لمن شارك فى هذه الروعة وساهم ولو بجنيه أعطاه لناخب سراً حتى لا تعلم شماله ما أعطت يمينه، وربنا يتمم بخير واللى يحبنا ما يضربش نار فى فرحنا وادينى من فضلك سلام «الصندوق»،
وكان يوماً باسماً لم يعكر صفوه سوى رجل بنظارة يبدو من منظره أنه حاصل على شهادة جامعية أو قابض جمعية سألنى فى الطابور: «منذ تأسيس جماعة الإخوان قدموا خدمات جليلة للشعب المصرى، أبرزها السكر والزيت والسمن والدقيق والفول والعدس واللحوم ورحلات الحج والعمرة والبقول والنقود، لكنهم لم يساهموا فى محو أمية مواطن واحد ماتعرفش ليه؟»، فنصحته بأن يسأل الدليل وتقمصت شخصية عبدالحليم حافظ، خاصة أننى يتيم: «قولى إنت ليه؟» فقال أبونظارة: «عشان يوم زى ده» فأفحمته وقلت له إنه فى أرقى النقابات يفوز الإخوان مثل نقابة الأطباء، فنظر لى باستهزاء
وقال: «لأ طبعاً هناك فرق فى البرلمان بيدونا إحنا اللحمة لكن فى النقابة بيودوها الصومال» كان الناس يتدافعون ومعظمهم - وهذا حقه - يمنح أصواته للإخوان والسلفيين، فاطمأن قلبى إلى أنهم سوف يحصدون معظم الأصوات وسوف نحصل نحن على كل اللحوم حتى من نقابة أطباء الصومال.. عموماً هو فرح ديمقراطى يستحق التحية تم فيه توزيع الجاتوه واختطاف العروسة مؤقتاً..
تعودنا على أن التيار الكهربى يدخل البيوت والتيار الدينى يدخل السجون، فلماذا لا نتعود على أن يدخل البرلمان، يقول الرجل أبونظارة إنهم سوف يشاركون فى البرلمان ويشاركون فى الحكومة، لكنهم لن يشاركوا فى محو الأمية، وجغرافياً نعرف أين تقع مصر،
لكن تاريخياً لا نعرف كيف وقعت.. الجميع مستفيد من بقاء الحال على ما هو عليه، فبرنامج محو الأمية فى بلادنا يشرف عليه لواءات لذلك يتعلم المواطن فيه «صفا وانتباه»، ثم استرح حتى حلول موعد الانتخابات.
منقوووووووووول