أريد أن أخدمك
قصة حقيقية
( للأسف إنك لا تصلح للخدمة ) سمعت هذه العبارة في كنيسة من كنائس القاهرة ، وكانت تلك الجملة كخنجر من نار اخترق شغاف قلبي ، فتلك لم تكن المرة الأولى التي أسمع فيها هذه العبارة المقيتة ، بل المرة العشرون.....
( إنك لا تصلح للخدمة ، لا يمكن أن تكون خادما ، الخدمة تحتاج لخادم حقيقي ) كلها كلمات آلمتني بشدة و منعتني من تحقيق أمنية حياتي في خدمة المسيح.
حاولت في خدمة الكلمة والوعظ لسن ثانوي ولم أنجح قط ، ففي مرة من المرات وأنا أعظ ، نام 4 من المخدومين و5 آخرين تركوا الكنيسة بلا رجعة و 7 أولاد طلبوا أن يذهبوا ليشربوا أكثر من 10 مرات ( يتضح من ذلك أني متكلم بارع و مشوق للغاية ولا يمل مني أحد )
حاولت أن أرنم في الاجتماع وكانت النتيجة أن كل المخدومين أجمعوا أن الترانيم ممتازة أما الأستاذ الفاضل الذي يرنم ( أنا ) فصوته يشبه هزيم الرعد و زئير الأسود و نقيق الضفادع و صهيل الخيول ونهيق الحمير ( مما جعلني أشعر أني حديقة حيوان كاملة )
حاولت أن أخدم كبار السن في دار المسنين ، أزورهم و أخفف عنهم وأحكي معهم ، ولكن للأسف فشلت تماما في هذه النقطة ، فمعظمهم مصاب بالزهايمر ( مرض فقدان الذاكرة ) فهم لا يتذكرونني من زيارة لزيارة ، و بعضهم يشعرني بأني ثقيل الدم جدا ، فأنا أتكلم وأتكلم ، وهو يكتفي بهزة رأس أو حتى لا يهزها قط لأنه راح في سابع نومة ( بياكل رز مع الملايكة )
حاولت في شتى أنواع الخدمة ولكن دون جدوى حتى شعرت بل تأكدت أن العيب في وليس في الخدمة ، تضايقت بشدة ، شعرت أني غير صالح لخدمة ربي أو إن إلهي يرفض أن أخدمه ، وبعدما ضاقت بي السبل ولم أجد ما أفعله صليت لإلهي قائلا: يارب ، أنا بلا مواهب ولكني أريد أن أخدمك ، اجعلني أشعر إنه من الممكن أن أخدمك.
اكتشفت بعد مدة موهبة وحيدة ، لست أدري بعد إن كانت موهبة أم لا ، فأنا أحفظ كثير من الآيات وكل يوم أحاول حفظ آية جديدة ، فقررت أن أكتب آية اليوم في ورقة صغيرة وأنا ألقيها من النافذة لعل إنسان يراها ويقرأها فتعزيه ، إنها خدمة غريبة بعض الشيء ولكن هذا الشيء الوحيد الذي أستطيع إجادته.
وفعلا أخذت كل يوم أبحث عن آية جديدة وقد استفدت فعلا من هذه الآيات التي كنت أكتبها ثم ألقيها من النافذة.
وذات يوم رن جرس الباب ، ففتحت لأجد إنسانا لا أعرفه ، يقول لي : هل أستطيع أن أتحدث معك قليلا ؟
دخل إلي المنزل وقال لي: أنا ........ من كلية طب جامعة عين شمس وأنا مدين لك بحياتي.
ماذا تفعل لو وجدت ذات يوم شخص أول مرة تراه يقول لك أنا مدين لك بحياتي ، ماذا تفعل لو كنت مكاني ؟ لقد شعرت بالدهشة كما شعرت أنت بها !!!!
لقد كنت أسير تحت بيتك و أسفل نافذتك وإذ بورقة تسقط على رأسي وفيها هذه العبارة :
" قد محوت كغيم ذنوبك و كسحابة خطاياك ، ارجع إلي لأني فديتك " ( إش 44 : 22 ) ويكمل الشاب قائلا:
هل تعرف ماذا كنت ذاهب لأعمل ؟ لقد كنت ذاهب لألقي نفسي في النيل ، لأنتحر ، لأني شعرت إن الحياة ليس لها معنى وإن خطاياي قد أبعدتني تماما عن الله ، فخطاياي لم تشبعني و في نفس الوقت لم أستطع التخلص منها و شعرت بيأس شديد من كل شئ و إنه لا فائدة وقررت أن أنهي حياتي ولكن.....
بعد أن قرأت هذه الآية أدركت إنها عناية الله التي انتشلتني و شعرت إن أحضانه مازالت تتسع لي و قررت ألا أفكر ثانية في الانتحار ، أشكرك كثيرا )
نزل هذا الشاب بعد أن تحدثنا كثيرا وطويلا ودعوته للذهاب للكنيسة التي أذهب إليها واتفقنا على التناول أسبوعيا بعد أن يعترف بخطاياه و....
مرت على هذه القصة سنين طويلة و هذا الشاب الآن واحد من أكبر الخدام في كنيستنا ، أما أنا فقد شعرت إنه من المكن أن أخدم الله بأي وسيلة وأدركت إن الله قادر أن يستخدم أي شخص لخلاص الآخرين إذا كان يرغب حقيقة في خدمته ، فمهما اختلفت الوسائل فالهدف واحد وهو المسيح وخدمة أولاد المسيح
قصة حقيقية
( للأسف إنك لا تصلح للخدمة ) سمعت هذه العبارة في كنيسة من كنائس القاهرة ، وكانت تلك الجملة كخنجر من نار اخترق شغاف قلبي ، فتلك لم تكن المرة الأولى التي أسمع فيها هذه العبارة المقيتة ، بل المرة العشرون.....
( إنك لا تصلح للخدمة ، لا يمكن أن تكون خادما ، الخدمة تحتاج لخادم حقيقي ) كلها كلمات آلمتني بشدة و منعتني من تحقيق أمنية حياتي في خدمة المسيح.
حاولت في خدمة الكلمة والوعظ لسن ثانوي ولم أنجح قط ، ففي مرة من المرات وأنا أعظ ، نام 4 من المخدومين و5 آخرين تركوا الكنيسة بلا رجعة و 7 أولاد طلبوا أن يذهبوا ليشربوا أكثر من 10 مرات ( يتضح من ذلك أني متكلم بارع و مشوق للغاية ولا يمل مني أحد )
حاولت أن أرنم في الاجتماع وكانت النتيجة أن كل المخدومين أجمعوا أن الترانيم ممتازة أما الأستاذ الفاضل الذي يرنم ( أنا ) فصوته يشبه هزيم الرعد و زئير الأسود و نقيق الضفادع و صهيل الخيول ونهيق الحمير ( مما جعلني أشعر أني حديقة حيوان كاملة )
حاولت أن أخدم كبار السن في دار المسنين ، أزورهم و أخفف عنهم وأحكي معهم ، ولكن للأسف فشلت تماما في هذه النقطة ، فمعظمهم مصاب بالزهايمر ( مرض فقدان الذاكرة ) فهم لا يتذكرونني من زيارة لزيارة ، و بعضهم يشعرني بأني ثقيل الدم جدا ، فأنا أتكلم وأتكلم ، وهو يكتفي بهزة رأس أو حتى لا يهزها قط لأنه راح في سابع نومة ( بياكل رز مع الملايكة )
حاولت في شتى أنواع الخدمة ولكن دون جدوى حتى شعرت بل تأكدت أن العيب في وليس في الخدمة ، تضايقت بشدة ، شعرت أني غير صالح لخدمة ربي أو إن إلهي يرفض أن أخدمه ، وبعدما ضاقت بي السبل ولم أجد ما أفعله صليت لإلهي قائلا: يارب ، أنا بلا مواهب ولكني أريد أن أخدمك ، اجعلني أشعر إنه من الممكن أن أخدمك.
اكتشفت بعد مدة موهبة وحيدة ، لست أدري بعد إن كانت موهبة أم لا ، فأنا أحفظ كثير من الآيات وكل يوم أحاول حفظ آية جديدة ، فقررت أن أكتب آية اليوم في ورقة صغيرة وأنا ألقيها من النافذة لعل إنسان يراها ويقرأها فتعزيه ، إنها خدمة غريبة بعض الشيء ولكن هذا الشيء الوحيد الذي أستطيع إجادته.
وفعلا أخذت كل يوم أبحث عن آية جديدة وقد استفدت فعلا من هذه الآيات التي كنت أكتبها ثم ألقيها من النافذة.
وذات يوم رن جرس الباب ، ففتحت لأجد إنسانا لا أعرفه ، يقول لي : هل أستطيع أن أتحدث معك قليلا ؟
دخل إلي المنزل وقال لي: أنا ........ من كلية طب جامعة عين شمس وأنا مدين لك بحياتي.
ماذا تفعل لو وجدت ذات يوم شخص أول مرة تراه يقول لك أنا مدين لك بحياتي ، ماذا تفعل لو كنت مكاني ؟ لقد شعرت بالدهشة كما شعرت أنت بها !!!!
لقد كنت أسير تحت بيتك و أسفل نافذتك وإذ بورقة تسقط على رأسي وفيها هذه العبارة :
" قد محوت كغيم ذنوبك و كسحابة خطاياك ، ارجع إلي لأني فديتك " ( إش 44 : 22 ) ويكمل الشاب قائلا:
هل تعرف ماذا كنت ذاهب لأعمل ؟ لقد كنت ذاهب لألقي نفسي في النيل ، لأنتحر ، لأني شعرت إن الحياة ليس لها معنى وإن خطاياي قد أبعدتني تماما عن الله ، فخطاياي لم تشبعني و في نفس الوقت لم أستطع التخلص منها و شعرت بيأس شديد من كل شئ و إنه لا فائدة وقررت أن أنهي حياتي ولكن.....
بعد أن قرأت هذه الآية أدركت إنها عناية الله التي انتشلتني و شعرت إن أحضانه مازالت تتسع لي و قررت ألا أفكر ثانية في الانتحار ، أشكرك كثيرا )
نزل هذا الشاب بعد أن تحدثنا كثيرا وطويلا ودعوته للذهاب للكنيسة التي أذهب إليها واتفقنا على التناول أسبوعيا بعد أن يعترف بخطاياه و....
مرت على هذه القصة سنين طويلة و هذا الشاب الآن واحد من أكبر الخدام في كنيستنا ، أما أنا فقد شعرت إنه من المكن أن أخدم الله بأي وسيلة وأدركت إن الله قادر أن يستخدم أي شخص لخلاص الآخرين إذا كان يرغب حقيقة في خدمته ، فمهما اختلفت الوسائل فالهدف واحد وهو المسيح وخدمة أولاد المسيح