منتدى جمعية الانبا ابرام


منتدى جمعية الانبا ابرام

منتدى جمعية الانبا ابرام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى جمعية الانبا ابرامدخول



اهلا وسهلا بكم فى منتداكم جمعية الانبا ابرام

الطموح وتعظُّم المعيشة 15397711
الصيام الميلادى
43 يوم هما
3 نقل الهموم و40 لاستقبال حامل الهموم
كل عام وانتم بخير بمناسبة
صوم الميلاد المجيد


الرب نوري وخلاصي ممن اخاف

descriptionالطموح وتعظُّم المعيشة Emptyالطموح وتعظُّم المعيشة

more_horiz
الطموح وتعظُّم المعيشة
سؤال: ما المقصود بتعظم المعيشة؟ وهل الطموح يعد تعظم معيشة؟ علي اساس انه يهدف الي اشياء عالمية. وبمعني اخر هل هناك فرق بين الطموح وتعظم المعيشه، وخصوصا ان اغلب الطموحات تطلعات عالمية كالشهرة والمركز المالي والاجتماعي وهي في ذاتها تعظم معيشة


الإجابة:

الطموح ambition هو الرغبة في الازدياد، والتطلع باستمرار إلى قدام.

هو حالة إنسان لا يكتفي، ولا يجب أن يقف عند حد.

فهل هذا خطأ أم صواب؟ هل هو وضع روحي أم غير روحي؛ طبيعي أم غير طبيعي؟ يستمر فيه الإنسان أم يقاومه؟ إنه سؤال هام نجيب عليه الآن، من حيث نوعية الطموح واتجاه مساره.
الطموح هو شيء طبيعي. جزء من طبيعة الإنسان.
فكيف ذلك؟ نقول أن الإنسان قد خُلِق على صورة الله ومِثاله. والله غير محدود. فكيف يكون الإنسان على صورة الله في هذه الصفة بالذات، بينما الله هو الوحيد غير المحدود؟ الإجابة هي:
لقد أوجد الله في الإنسان اشتياقاً إلى غير المحدود.
مادام الإنسان لا يمكن أن يكون غير محدود في ذاته. لأن هذه صفة الله وحده، لذلك أصبحت عدم المحدودية يمكن أن تكون في رغباته وفي طموحاته.. كلما يصل الإنسان إلى وضع، يشتاق إلى ما هو أعلى، وما هو أفضل، في النطاق المسموح به لإنسانيته، بحيث "لا يرتئي فوق ما ينبغي.. بل يرتئى إلى التعقل" (رو3:12).
مادام الإنسان على صورة الله، إذن فالطموح شيء طبيعي. ولكن يختلف الطموح من شخص لآخر.
وحسب نوع الطموح يُحكَم عليه بأنه خير أو شر...
"لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله" (أف19،18:4).

ويقول قداسة البابا شنوده: صدقوني يا أخوتي أنني أقف مبهوتاً ومنذهلاً أمام هذه العبارة الأخيرة:

"لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله"..؟!

مادام طريق الكمال طويلاً جدا إلى هذا الحد، وإلى هذا المفهوم العميق، إذن ينبغي أن لا نسير فيه ببطء أو تكاسل، بل نستمع إلى القديس المختبر، وهو يقول "أركضوا لكي تنالوا.." (1كو24:9). ويطبق هذا على نفسه فيقول: "إذن أنا أركض هكذا" (1كو26:9).. عجباً على هذا القديس، الذي كان مازال يركض، حتى بعد أن صعد إلى السماء الثالثة.

الطموح المقدس إذن هو طموح روحي.
نحو الهدف الروحي، وبأسلوب روحي.

ومع ذلك هناك طموح آخر، عالمي وخاطئ، فما هو؟

الطموح الخاطئ:

إنه طموح مركَّز على الذات، ولأهداف عالمية، وربما بوسائل خاطئة..

مثل الطموح في الغنى، في اللذة، في الشهوة، في المال، في الألقاب، في العظمة، في المجد الباطل.. وما أشبه

مثال ذلك الغني الغبي.

هذا الذي "أخصبت كورته" فقال "أهدم مخازني، وأبني أعظم منها، وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفسي لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة. استريحي وكلي واشربي وافرحي" (لو19،18:12). )وهكذا كان مركزاً في المادة وحول ذاته. ولم تدخل علاقته بالله في طموحه. لذلك سمع ذلك الحكم الإلهي: "يا غبي، في هذه الليلة تؤخذ نفسك منك. فهذه التي أعددتها، لمن تكون؟!" (لو20:12).

ثثال آخر هو سليمان الحكيم:

كانت طموحاته في العظمة والرفاهية، وفي اللذة والنساء. وهكذا قال عن نفسه "فعظمت عملي. بنيت لنفسي بيوتا، غرست لنفسي كروما، عملت لنفسي جنات وفراديس.. قنيت عبيدا وجواري.. جمعت لنفسي أيضا فضة وذهبا وخصوصيات الملوك والبلدان. اتخذت لنفسي مغنين ومغنيات، وتنعمات بني البشر سيدة وسيدات. فعظمت وازددت اكثر من جميع الذين كانوا قبلي في اورشليم.. ومهما اشتهته عيناي لم امسكه عنهما" (جا4:2-10).

وماذا كانت نتيجة كل هذه الطموحات العالمية؟ يقول سليمان الحكيم "ثم التفت أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي، وإلى التعب الذي تعبته في عمله، فإذ الكل باطل وقبض الريح، ولا منفعة تحت الشمس" (جا11:2).

نعم، هذا هو الطموح العالمي الباطل.. وكيف أنه قاد سليمان إلى الخطية وإلى عقوبة الله. وقال عنه الوحي الإلهي "إن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى. ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه.." (1مل4:11).

من الطموحات العالمية أيضاً: الذين بنوا برج بابل.

أرادوا العظمة والعلو. وقالوا "هلمّ نبنِ لأنفسنا مدينة، وبرجاً رأسه في السماء. ونصنع لأنفسنا اسما.." (تك4:11). فكانت النتيجة أن الله بلبل ألسنتهم، وبددهم على وجه الأرض.. (تك8،7:11). لأن الله لم يوافق على هذا الطموح الممتزج بحب العظمة والكبرياء..

ولكن أسوأ طموح كان طموح الشيطان!!

هذا الذي كان ملاكاً ورئيس ملائكة، هذا الذي لقبه الكتاب بالكاروب المنبسط المظلل. وكان كاملاً في طرقه يوم خُلق (حز15،14:28).

وعلى الرغم من سقوطه استمر في طموحاته الشريرة.

حتى وصل به الأمر أنه من على جب التجربة قال للسيد المسيح له المجد، وهو يشير إلى جميع ممالك الأرض ومجدها "أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي" (مت9،8:4).. فانتهره الرب قائلاً اذهب يا شيطان.

واستمر في طموحاته، يريد أن ينافس الله، ويضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض (رؤ8:20). ويسبب الإرتداد العظيم الذي يسبق المجئ الثاني (2تس5:3).

وبنفس هذا الطموح الخاطئ عمل على إسقاط أبوينا الأولين، في الإغراء على الأكل من شجرة الخير والشر، قائلاً "تصيران مثل الله عارفين الخير والشر" (تك5:3).
هناك نوع من الطموح يمتزج بالغرور.

غرور سابق للطموح، وغرور لاحق له...

أما عن الغرور السابق، فهو أن يظن الشخص في نفسه فوق ما يستطيع ويرتئي فوق ما ينبغي (رو2:12). وربما يقفز إلى درجات روحية فوق إمكانيات، فلا يحسن منها شيئاً بل يهبط إلى أسفل. أو يطمح إلى مسئوليات فوق قدراته فيفشل. ويقول يشوع بن سيراخ في هذا: "لا تطلب ما يعييك نيله، ولا تبحث عما يتجاوز قدرتك. لكن ما أمرك الله به، فيه تأمل.. وما جاوز أعمالك فلا تكثر الاهتمام به.. إن كثيرين قد أضلهم زعمهم وأزل عقولهم وهمهم الفاسد.." (سي21:3-26). ويقول أيضاً: "لا تلتمس من الرب رئاسة، ولا من الملك كرسي مجد.. لا تبتغ أن تصير قاضياً، لعلك لا تستطيع أن تستأصل الظلم، فربما هبت وجه المقتدر، فتضع في طريق استقامتك حجر عثار" (سي4:7-6).

وإن نجح في شيء، يلحقه غرور آخر، فيطلب المزيد..

إن كثير من القادة السياسيين أضاعهم الطموح الزائد في الاتساع ومواصلة الإنتصار، حتى انتهوا إلى الفشل والضياع، مثلما حدث لـ هتلر ولـ نابوليون أيضاً..

إن شهوة الاتساع والامتداد كثيراً ما أتعبت الطامحين. وأوصلتهم إلى الطمع وعدم الاكتفاء. كما يقول سليمان الحكيم "كل الأنهار تجري إلى البحر، والبحر ليس بملآن" (جا7:1). وأيضاً: "العين لا تشبع من النظر، والاذن لا تمتلئ من السمع". وهكذا تجد كثيراً من المحارَبين بالطموح العالمي، نفوسهم في تعب مهما نالوا ومهما أخذوا بسبب شهوة الاتساع والطمع التي لا يشبعها شيء.
الفرق بين النوعين:

الطموح الخاطئ: كلما يصل ينتفخ ويتكبر.

أما الطموح الروحي، فيفرح بالرب في إتضاع.

إن عمل الإثنان في المجال الديني، فصاحب الطموح الخاطيء يحب أن يصل إلى مواهب الروح التي ينال بها مجدا من الناس. أما صاحب الطموح الروحي، فيسعى إلى نوال ثمار الروح (غل23،22:5)، التي يتمتع فيها بمحبة الله وبالفضائل الخفية.. إنه يجاهد في الروحيات لا ليفتخر بما وصل إليه، بل لأنه يجد لذة روحية في الإلتصاق بالرب. وكلما وصل، يزداد إتضاعاً، عارفاً أن طريق الكمال لا يزال بعيداً. وينظر إلى المثل العليا في حياة القديسين، فيرى أنه لم يفعل شيئاً..! ومهما وصل في طموحه يتذكر قول الرب: "متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقولوا أننا عبيد بطالون" (لو10:17).

لذلك فإن قديسين كثيرين وصلوا إلى مستويات عالية جداً، ومع ذلك كانوا يبكون على خطاياهم. لأنهم كانوا في طموحهم الروحي، كانوا يرون درجات أعلى وأعلى، لم يصلوا إليها بعد..

أإن المقاييس تتغير بين الروحيين وأهل العالم في طموحهم.

* إن الذي عنده طموح عالمي يحب مثلاً أن يزداد في الغنى، وتكثر أمواله وأرصدته يوماً بعد يوم حتى أنه قد يصاب بالتجلي.. أما الإنسان الروحي، فإن طموحه هو في توزيع ماله على الفقراء، حتى يكون له كنز في السماء..

* الإنسان الذي عنده طموح عالمي، يحب أن يكون الأول باستمرار، بل الوحيد. ويحب المتكئات الأولى. أما الانسان الروحى فإن طموحه في أن يكتسب فضيلة الاتضاع، وأن يأخذ المتكأ الأخير ويضع أمامه قول الرسول "مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة" (رو10:12). وهكذا يجتهد أن يكون آخر الكل وخادماً للكل (مر35:9).
لطموح العالمى ينافس الناس ليحل محلهم.

أما الطموح الروحي فيساعدهم على الوصول.

إنه لا يزاحم الناس في طريق الحياة، بل بمحبته يفسح الطريق لهم ليسيروا. إنه من كل قلبه يريد أن يصل إلى الله. ولكنه في طموحه لا يحب أن يسبق غيره، أو أن يعطل غيره ليصل قبله.

لما رأى يشوع بن نون اثنين من يتنبآن، أراد أن يردعهما، حيث أن النبوة هي لمعلمه موسى النبي. فوبّخه موسى بقوله "هل تغار لي أنت؟! يا ليت كل الشعب كانوا أنبياء، إذا جعل الرب روحه عليهم" (عد26:11-29).

الذي عنده طموح روحي يهدف إلى أن يصل إلى قمة الروحيات، من أجل محبته لله، ولكنه لا يفكر أبداً أن يسبق غيره، أو ينافس غيره، أو يتفوق عليه في الروحيات..

الطموح الذي يريد التفوق على الغير، هذا قد انتصرت عليه الذات ego.
إن طريق الله يتسع لجميعنا، وقمم الروحيات معروضة على الكل. والنعمة مستعدة أن تساعد كل أحد على الوصول. فلماذا التنافس إذن في طريق الطموح، بينما فيه متسع للجميع؟! أتريد في طموحك أن تنتصر على غيرك في الروحيات؟! لماذا؟! وهل في الإنتصار، تجد روح المحبة التي تسعى إليها في طموحك؟!



أما طموح الإنسان الذي لا يحب فقط أن يكون الأول، وإنما الوحيد.. فهو بلا شك طموح شرير.

لأنه في طموحه، لا يريد لغيره الخير. وهذا شرّ، إنه طموح قد انحرف، وتحول إلى محبة الذات، أو تحول إلى الأنانية.



الطموح الروحي يسعى إلى الإرتفاع فوق مستويات معينة، وليس فوق أشخاص معينين.

فمن الجائز أن ترتفع فوق أشخاص معينين، ويبقى مستواك منخفضاً. كما أن رغبة الارتفاع فوق الغير، قد تعف بك إلى نطاق الحسد والغيرة، مما يتعارض مع روح المحبة الحقيقية. وتظل ترقب هذا الذي ينافسك، وقد تفرح بفشله لأن هذا يعطيك فرصة للتفوق عليه. وهكذا تفقد نقاوة قلبك..

إسعَ إلى الامتياز، ولكن ليس إلى الإنتصار على الغير. وإن صرت الأول، فهذا حسن جداً. وإن لم تصر، فلا تحسد مَنْ صار الأول، بل افرح بتفوقه..

الإنسان الروحي طموحه في أن ينتصر على نفسه، لا على الآخرين.



وليكن هدفك من السعي إلى الكمال هو إرضاء الله وليس المجد الباطل..

إنها وصية إلهية أن تصير كاملاً (مت48:5). فإن صرت هكذا، تفرح بإرضاء الله الذي نفذت وصيته. ويكون فرحاً بغير افتخار، وبغير مقارنة بالآخرين.

الإنسان الروحي في الطموح، ينمو باستمرار.

فالنمو صفة عملية للطموح. ولكنه في نفس الوقت يفرح حينما يرى غيره ينمو أيضاً..

الطموح الروحي ينمو في الروحيات: في الصلاة، في التأمل، في معرفة الله، في محبته، في خدمته، في محبة الآخرين.. وكلها ليست مجالاً للتنافس.

إذا صلى، يحب أن ينمو في الصلاة: من جهة الوقت الذي يقضيه مع الله، ومن جهة ما في الصلاة من حرارة ومن عمق وتأمل، ومن حب وإيمان..

وهكذا مع باقي الفضائل.. باستمرار يمتد إلى قدام.

أما من غير الطموح، فقد يتوقف عند وضع معين، ويتجمد.

وهذا التوقف قد يؤدي به إلى الفتور.



إن تعظم المعيشة pretentious life هو الكبرياء في الحياة، والعجرفة، والتفاخر في الحياة الأرضية بصورة تعكس إستقلال إرادي للإنسان عن الله وعدم الإعتماد عليه.. فأين هي أموالك؟! هل هي تحت قدميك أم فوق رأسك؟!

لقد كان أيوب الصديق غنياً، ولكن أمواله لم تكن هي التي تحركه.. ونفس الحال مع القديس المعلم إبراهيم الجوهري وغيرهم كثيرون ممن يستفيدون بأموالهم في عمل الخير ومساعدة الناس وخدمة الله..



وفي الحياة العملية ينبغي أن يكون الإنسان طموحاً.

يهدف إلى النجاح في كل ما تمتد إليه يده، كما قيل عن يوسف الصديق إنه كان رجلاً ناجحاً. وكان الرب معه، وكل ما كان يصنع، كان الرب ينجحه بيده (تك3،2:39).

وهنا ولعل البعض يسأل: هي يتناقض الطموح مع القناعة؟! كلا.



فالقناعة تكون في الماديات، والطموح في الروحيات.

ويتمشى الإثنان معاً، يقويان بعضهما البعض.

يسأل البعض كيف يكون طموحي نحو الكمال، بينما الكمال لله وحده. فأقول له المطلوب منك هو الكمال النسبي، وليس الكمال المطلق.. وإن لم تصل إلى الكمال، فعلى الأقل أن تنمو. ويجدك الله سائراً في الطريق، متقدماً كل يوم..

كن كالشجرة التي كل يوم تنمو. فالصديق كالنخلة يزهو.

ولا تجعل طموحك في أمانتك في عملك، يعطل طموحك في روحياتك

descriptionالطموح وتعظُّم المعيشة Emptyرد: الطموح وتعظُّم المعيشة

more_horiz
ربنــــــــــــــا يعوضــــــــــــــــكم
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد