مصر هتختار شيبسى بطعم التمر

بقلم حمدى رزق - المصرى اليوم

قررت شركة «فودافون»، فى حالة تولى الإخوان الحكم، تغيير الرسائل إلى «كلمنى جزاك الله خيراً»، «اشحن لى بالله عليك»، و«المطلوب مغلق والله أعلم».

ولو الإخوان سيطروا، مؤمن هيبقى «الدليفرى» الوحيد فى مصر، ودرينكز هتبيع سوبيا، والتوحيد والنور هيفتح فى «سيتى ستارز» مكان «زارا»، وهيشيلوا التفاحة بتاعة «أى فون» ويحطوا بلحة، وتدخل كنتاكى تطلب «دينر بوكس» تلاقيه مغطيلك الصدر والورك بمنديل، ومصر هتختار شيبسى بطعم التمر، وسيتم تغيير الطريق الدائرى إلى الطريق المستقيم، وأقوى شتيمة هتكون «ثكلتك أمك»، وسيتم إضافة «إن شاء الله» بعد كلمة إنتر فى الكيبورد.

أعلاه نماذج من سخرية لاذعة يسوقها نفر من الساخرين من الاكتساح (الإخوانى / السلفى) للانتخابات البرلمانية فى جولتها (الأولى)، ومتوقع مزيد من النكات الحارة المزودة برسوم كاريكاتورية وكرتونية لاذعة تصور المجتمع المصرى بمجتمع قندهارى يذهب فيه الموظفون العموميون إلى الدواوين العمومية بجلباب طويل وبنطلون قصير وشبشب جلد ماعز بـ«صباع» كبير يندب فى عين التخين.

له فى خلقه شؤون، وليولِّ من يصلح، وللساخرين: اسخروا أنىّ شئتم، إنا لغالبون، هكذا يرد الإخوان بقسوة فى صناديق الانتخابات، لايضيعون وقتا، لا يغردون كالعصافير الخضراء فى جنة تويتر مع المغردين، ولا يوتوتون مع الموتوتين، القلقين، المفزوعين، ولا يتشاتون، بل يرددون: «أشتاتا أشتوت»، «من شر حاسد إذا حسد». بعضهم يصور فوز الإخوان بالمرحلة الأولى بأنه مشهد من أفلام فجر الإسلام، طلع البدر علينا.

ناقص مسرور السياف يطل من الشبكة العنكبوتية يطير الرقاب، الساخرون من الإخوان كثر لكن المصوتين للإخوان أكثر، بعضهم يشيل التفاحة ويحط بلحة، تشيلوا التفاحة تحطوا البلحة، الإخوان ولا هنا، مركزين، وعلى البرلمان ناويين وعلى الدولة مسيطرين، أفلحت خطة التمكين، فتحوا مصر ثانية بعد الفتح الأول لعمرو بن العاص، فتح مصر على يد محمد بن بديع- رضى الله عنه- بلا سخرية ولا يحزنون.

الليبراليون متفاجئون، يفكرون، يتساءلون، لكن الإخوان عمليون، على القوائم نهازون، وعلى الفردى متحالفون، خليك فى الورك والصدر، تغطى الصدر والورك بالمناديل، هم وشبابهم يمسحون عرق الانتخابات بالمناديل ويكملون ما عاهدوا مرشدهم عليه، نصر من الله وفتح قريب.

الإخوان يأكلون الشيبسى بالخل، وأنتم خلتوها خل، لايهتمون بطعم التمر، التمر طعام الفطور وهم صائمون، الساخرون يهيفون القضية، يدغدغون المشاعر بابتسامات حزينة، يغطون على الواقعة، وقعت الواقعة ليس لها من دون الصندوق كاشفة.

ثكلتك أمك كشتمة لن توفر حلا، لعنة الدهر لن توفر حلا، لعنة الفلول وأم الخلول لن تذهب بكم إلى ماترجونه من دولة مدنية (اسم الدلع للدولة العلمانية).

مصر اسم الله عليها كانت مدنية صارت دينية، هل تماطلون؟ البقية فى حياتكم خالتى مدنية ماتت، وخالتى سلمية ماتت، ماتت الخالات، صرنا أيتاما على مائدة السلفيين والإخوان، أنا وكافل اليتيم، من يكفل ليبراليا إذا ترشح فى الجولتين الثانية والثالثة، والخطاب غير موجه للمهندس نجيب ساويرس، كفالته كانت لعنة على المرشحين فى الكتلة المصرية، استطاع بمهارة يحسد عليها أن يكتل أصوات المسلمين ضد الكتلة التى حصدت أصوات المسيحيين .

إن شاء الله بعد كلمة «إنتر» على الكيبورد، إنتر يعنى ادخل، الإخوان دخلوا من الباب وليس مفتاح الكيبورد، كفاكم سخرية، مرة واحدة بجد، مرة واحدة بحق وحقيق، مرة واحدة تتعظون، تتعلمون، تفهمون، تفكون رموز مجتمع تطرف وأنتم عنه عازفون، فى غيكم سادرون.

وأختم بواحدة مُرة (بضم الميم)، لما العلمانيون لم يصوتوا للإخوان، والليبراليون كمان، وبتوع السياحة ضد الإخوان، والأقصر والبحر الأحمر والعصبيات ضد الإخوان، والفنانون والأدباء والمفكرون كمان، والأقباط وساويرس كمان، وينجح الإخوان.. تبقى أنت أكيد أكيد فى مصر.
منقوووول