مصر لا توضع فى حضانة
بقلم فريدة الشوباشى - المصرى اليوم
يرصد المتتبع لتصريحات بعض قيادات تيارات الإسلام السياسى - أى الذى ينافس فى الانتخابات للوصول إلى مقاعد البرلمان أو مواقع الرئاسة ورئاسة الحكومة - باختصار ينافس على الاستحواذ على أكبر قدر من السلطة وهو أمر مشروع فى ظل النظم الديمقراطية، مع أن هؤلاء البعض وصفوا الديمقراطية بأنها كفر!!
يرصد المتابع لتصريحات هؤلاء إذن، أن مصر مصنوعة من الزجاج الهش القابل للكسر أو أنها مولود مبتسر تقتضى «الضرورة» وضعه فى حضانة يكونون هم حراسها، يقررون متى يأكل ومتى يشرب والأهم أن يظل بعيداً عن الضوء حتى لا يبصر إلا بعيونهم وما أدراك ما مدى البصر عندهم.. لقد ولدنا ووصل بعضنا إلى سن الشيخوخة - مثلى - ونحن نفخر بوطننا المتفق بإجماع البشر على أنه فجر الضمير، ونشعر بالفخر لحضارتنا الفرعونية والقبطية والعربية الإسلامية التى تبهر كل ذى عقل وذى عينين وحس سليم وذوق مهذب..
كبرنا فوق هذه الأرض الطيبة وهى تحتضن بحب وحنان كل أبنائها وهو ما جعل هؤلاء الأبناء يسترخصون الحياة فى سبيل رفعتها وبذل التضحيات حتى بالدماء لصون وحدتها وسيادتها.. وإذا بنا بعد ثورة خرجت من ميدان التحرير - وليس ميدان التكفير - تنزل علينا تصريحات بعض من يوصفون بالقيادات الدينية الإسلامية من جميع وسائل الإعلام وفوق المنابر، تعتبر أنها وصية على الثورة التى لم تشارك فيها، بل حرمتها قبل التحقق من انتصارها وكأنها هى التى كسرت القيد الفولاذى الذى كبل به نظام حسنى مبارك هذا الشعب العظيم.. بخطاب استعلائى غريب قال الأستاذ حازم أبوإسماعيل مثلاً، فى حوار مع الكاتب أ. مجدى الجلاد، إنه «سوف يعامل القبطى بأكرم مما يعامل المسلم فى أمريكا!!» أولاً لم يوضح الرجل أى مسلم.. هل هو الإندونيسى أم العربى أم الأفريقى... إلخ
الذى تعامله أمريكا بطريقة كريمة؟.. وإذا كان يدرك الفرق بين غريب وافد إلى بلد غربى وبين مواطن تمتد جذوره إلى الفراعنة وإذا ما كان يعرف أن عمرو بن العاص لم يأت بشعب من خارج مصر لدى فتحها، ومن ثم فبالضرورة يكون أجداد السيد أبوإسماعيل أقباطاً وهذا الخلط الذى لا يليق فى القرن الحادى والعشرين وكذلك النبرة الاستعلائية التى يتحدث بها بعض هذه التيارات عن المصريين المسيحيين لا يصح أن تمر هكذا دون أدنى تعقيب من القيادات التى تقدم نفسها متحدثة باسم الإسلام بينما تلتزم الصمت المريب حيال ما يتفوه به آخرون ويسىء بالقطع إلى الدين الحنيف..
وبينما ترسخت فى وجداننا أبيات أحد أمراء الشعر العربى حافظ إبراهيم، تاركاً مصر تتحدث عن نفسها، فتقول: «وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبنى قواعد المجد وحدى، وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى، أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته قلائد عقدى.. إلخ»،
خرج علينا المهندس عبدالمنعم الشحات ليصف حضارتنا نحن المصريين جميعاً بأنها «حضارة عفنة» دون أن يشير إلى ما يعتبره حضارة عطرة.. وزاد على ذلك وصف أديبنا العالمى نجيب محفوظ بأنه يروج للرذيلة والإلحاد وظنى أنه لم يقرأ محفوظ - إحدى جواهر التاج المصرى - وإذا كان قد قرأه فهو لم يفهمه.. لقد تملك الوهم كثيرين وظنوا أنهم بوسعهم تفتيت الوطن ووضعه فى حضانة، وبما أن الدين الحقيقى هو تحرير الإنسان، فعليهم أن يثقوا بأن «التحرير» موجود!! حتى يعود الأزهر.. متى يعود إلينا إسلامنا الحقيقى؟!
منقوووول
بقلم فريدة الشوباشى - المصرى اليوم
يرصد المتتبع لتصريحات بعض قيادات تيارات الإسلام السياسى - أى الذى ينافس فى الانتخابات للوصول إلى مقاعد البرلمان أو مواقع الرئاسة ورئاسة الحكومة - باختصار ينافس على الاستحواذ على أكبر قدر من السلطة وهو أمر مشروع فى ظل النظم الديمقراطية، مع أن هؤلاء البعض وصفوا الديمقراطية بأنها كفر!!
يرصد المتابع لتصريحات هؤلاء إذن، أن مصر مصنوعة من الزجاج الهش القابل للكسر أو أنها مولود مبتسر تقتضى «الضرورة» وضعه فى حضانة يكونون هم حراسها، يقررون متى يأكل ومتى يشرب والأهم أن يظل بعيداً عن الضوء حتى لا يبصر إلا بعيونهم وما أدراك ما مدى البصر عندهم.. لقد ولدنا ووصل بعضنا إلى سن الشيخوخة - مثلى - ونحن نفخر بوطننا المتفق بإجماع البشر على أنه فجر الضمير، ونشعر بالفخر لحضارتنا الفرعونية والقبطية والعربية الإسلامية التى تبهر كل ذى عقل وذى عينين وحس سليم وذوق مهذب..
كبرنا فوق هذه الأرض الطيبة وهى تحتضن بحب وحنان كل أبنائها وهو ما جعل هؤلاء الأبناء يسترخصون الحياة فى سبيل رفعتها وبذل التضحيات حتى بالدماء لصون وحدتها وسيادتها.. وإذا بنا بعد ثورة خرجت من ميدان التحرير - وليس ميدان التكفير - تنزل علينا تصريحات بعض من يوصفون بالقيادات الدينية الإسلامية من جميع وسائل الإعلام وفوق المنابر، تعتبر أنها وصية على الثورة التى لم تشارك فيها، بل حرمتها قبل التحقق من انتصارها وكأنها هى التى كسرت القيد الفولاذى الذى كبل به نظام حسنى مبارك هذا الشعب العظيم.. بخطاب استعلائى غريب قال الأستاذ حازم أبوإسماعيل مثلاً، فى حوار مع الكاتب أ. مجدى الجلاد، إنه «سوف يعامل القبطى بأكرم مما يعامل المسلم فى أمريكا!!» أولاً لم يوضح الرجل أى مسلم.. هل هو الإندونيسى أم العربى أم الأفريقى... إلخ
الذى تعامله أمريكا بطريقة كريمة؟.. وإذا كان يدرك الفرق بين غريب وافد إلى بلد غربى وبين مواطن تمتد جذوره إلى الفراعنة وإذا ما كان يعرف أن عمرو بن العاص لم يأت بشعب من خارج مصر لدى فتحها، ومن ثم فبالضرورة يكون أجداد السيد أبوإسماعيل أقباطاً وهذا الخلط الذى لا يليق فى القرن الحادى والعشرين وكذلك النبرة الاستعلائية التى يتحدث بها بعض هذه التيارات عن المصريين المسيحيين لا يصح أن تمر هكذا دون أدنى تعقيب من القيادات التى تقدم نفسها متحدثة باسم الإسلام بينما تلتزم الصمت المريب حيال ما يتفوه به آخرون ويسىء بالقطع إلى الدين الحنيف..
وبينما ترسخت فى وجداننا أبيات أحد أمراء الشعر العربى حافظ إبراهيم، تاركاً مصر تتحدث عن نفسها، فتقول: «وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبنى قواعد المجد وحدى، وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى، أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته قلائد عقدى.. إلخ»،
خرج علينا المهندس عبدالمنعم الشحات ليصف حضارتنا نحن المصريين جميعاً بأنها «حضارة عفنة» دون أن يشير إلى ما يعتبره حضارة عطرة.. وزاد على ذلك وصف أديبنا العالمى نجيب محفوظ بأنه يروج للرذيلة والإلحاد وظنى أنه لم يقرأ محفوظ - إحدى جواهر التاج المصرى - وإذا كان قد قرأه فهو لم يفهمه.. لقد تملك الوهم كثيرين وظنوا أنهم بوسعهم تفتيت الوطن ووضعه فى حضانة، وبما أن الدين الحقيقى هو تحرير الإنسان، فعليهم أن يثقوا بأن «التحرير» موجود!! حتى يعود الأزهر.. متى يعود إلينا إسلامنا الحقيقى؟!
منقوووول