يا مصري قوم هش الوطاويط كفيالك تبليط
بقلم الشماس الاكليريكي - محب رمسيس
منذ يومين ارسل لي شخص رسالة تحمل اغنية للفنان على الحجار. بعنوان < يا مصري لية > معها بعض الكلمات يحتويها اليأس والاحباط وعدم الرجاء وكتب فيها .. ( خلاص مصر ضاعت والناس مش حاسة .. هنبقى زي افغانستان .. بعد ما كان عندنا امل في الحرية بعد الثورة كلة مات مااااااااااااااااااااااااااااات ) ولكن شدني الفضول ان اسمع هذة الاغنية رغم اني سمعتها عن قبل ولكن هذة المرة سمعتها بأحساس هذا الشخص. فوجدت كلمات الاغنية معبرة جدااا لفئة كبيرة من الناس تقول .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
<< يا مصري ليه دنياك لخابيط و الغُلب محيط ..والعنكبوت عشش عالحيط و سرح عالغيط .. يا مصري قوم هش الوطاويط كفاياك تبليط .. صعبة الحياة والحل بسيط حبة تخطيط .. فتحت باب استيرادك .. و صرفت فوق ضعف إيرادك .. حلي للخواجة استكرادك .. سابك بتقرا في أورادك .. وده قشَطّكْ و نزل تشفيط .. ومهولاتي تحب تزيط .. ساعة الفرح زغاريط تنطيط .. وفي المياتم هات يا صويت ..و في المظاهرات سخن تشيط .. وفي الإنتخاب تنسي التصويت .. وليه بترشي وتتساهل .. وتضيع حقوقك بالساهل .. تستاهل النار تستاهل .. يا غويط ويحسبك الجاهل .. ساهل وساهي وغبيى وعبيط .. يا مصري ياللي الغلا عاصرك .. والنهب في عصرك حاصدك .. قوم للحياة و اسبق عصرك .. و لا حاجة حترجع مصرك .. إلا ان تكون شغال ونشيط ..>.
فقادني فضولي ايضا ان اتنقل بين موقع واخر وعبر صفحات النت اشاهد ردود افعال الاقباط والمسلمين المعتدلين وشاهدت ايضا ردود افعال المتشددين والمتطرفين .. فوجدت كم القلق والاحباط واليأس يحوم حول كثير من الاقباط والمسلمين المعتدلين اخواتنا في الوطن الذين يريدون العيش في سلام فنحن اكثر بكثير من المتعصبون والمتشددون .
احب ان اقول لك عزيزي لا تخف لان الذي معنا اكثر من الذين علينا لا تخشى وجوههم فالأمر ابسط بكثير مما يصيبكم وهذة هي الحرب النفسية التي وضعوها لكم وسوف اسرد ذالك فيما بعد في هذا المقال .. ولكن دعني ان اتامل في كلمات هذة الاغنية بالحق هي كلمات رائعة تخاطب كثير من البشر الذين يريدون العيش في هذا الوطن بنوع من الاتكال فهذة الفئة كثيرة جدااا في مصر وهؤلاء اذا خرجوا تهز اصواتهم جدران البيوت .
للاسف دعوني بصوت الاخوة مسلمين ومسيحين اتحاور معكم عن هذا الاتكال اننا كشعب مصري متدين بطبعة وفي كل مصيبة يلجىء المرء الى الاتكال على الله وهذا شىء عظيم ولكن هناك فارق فنحن نقف على ارضية مشتركة بيننا هو الفرق بين الاتكال والتواكل (يقول الإمام الغزالي بل إن التوكل هو نصف الدين، كما يقول ابن القيم، ونصفه الآخر هو الإنابة، وذلك مصداق قوله تعالى: )عليه توكلت وإليه أنيب (88)( (هود).
التوكل هو عبادة قلبية مفروضة .. لا ينافي العمل .. وفي هذا المعنى قال الخليفة عمر بن الخطاب .< يرفع أحدكم يديه إلى السماء يقول :يا رب .. يا رب.. وهو يعلم ان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.>
الإسلام يقر التوكل ويرضي عنه ويدعو إليه وقد ذكر الله عنه أنه من صفات المؤمنين بل أنه من شروط الإيمان بالله ، أما التواكل فلا يقره الإسلام ولا يرضاه ويهدم تعاليم الدين ، لأن الله أمر بالأخذ بالأسباب .. والتواكل هو العجز والكسل والخمول .
والتوكل على الله لا يعني ترك العمل وعدم الأخذ بالأسباب لقضاء حوائج الناس .. بل التوكل الصحيح هو ما كان اعتمادا عليه .. عز وجل .. مع الأخذ بالأسباب التي خلقها سبحانه لكل عمل .. لكي تقع على وجهه الصحيح .. ومن يقرأ القرآن الكريم يجد أن مادة "عمل" وردت في القرآن ما يقرب من 350 مرة، كلها دعوة إلى العمل، والأخذ بأسباب والنجاح .. حتى يتحقق التوكل الصحيح على الله .
قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا وال***** والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهـم أجرهـم عنـد ربهـم ولا خـوف عليهـم ولا هــم يحزنون (62) (البقرة)، وقال تعالى: ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون (111)( (النحل)، وقال تعالى: ( لمثل هذا فليعمل العاملون (61)( (الصافات)، وغير ذلك العديد من الآيات التي تؤكد ضرورة العمل مع التوكل. لأن عمل بلا توكل على الله نقص في الدين، وتوكل بلا عمل نقص في العقل، فكلاهما وجهان لعملة واحدة.
ولنلاحظ ايضا ان المسيحية قائمة على هذا الفكر بين الاتكال والتواكل فالمسيحية تدعوا الى الاجتهاد والعمل .. فهناك فارق كبير بين الاتكال والتواكل يقول الكتاب المقدس في سفر المزامير ( 1:125 ) المتوكلون على الرب مثل جبل صهيون الذي لا يتزعزع بل يسكن الى الدهر .. فنحن نثق في قدرة الله ونتكل علية من نبع ايماننا بة من ثم يكون اتكالنا اتكال ايمان الايمان بالله ضابط الكل فالله دائما يدعونا لحياة شركة معة فهو خلقنا ليس لنكون الالات يحركها بل يدعونا في وقت الضيق ( مز 15:50 )" ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني" .
وقد ضرب لنا الكتاب المقدس امثلة كثيرة لرجال الله في هذة الشركة في معجزة اقامة لعازر من الاموات شارك معة من هم يرفعون الحجر فالله القادر عن اقامة ميت لا يعثر علية مجرد رفع حجر فهو اراد ان نشاركة العمل .. وفي معجزة عرس قانا الجليل واشباع الجموع .. ويعطينا ايضا رجل الله نحاميا درسا عن الاتكال بالعمل (نح 20:2 )" فاجبتهم و قلت لهم ان اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم و نبني" .
فنحن نتكل على الله بكل ايمان وثقة ونعمل ما علينا ان نفعله ويكمل الله ما لا نستطيع القيام بة.
فالاتكال على الله هو غاية الايمان ولكن التواكل استسلام وسلبية وتراخي ورخاوة فقدان دور الانسان وعملة في منظومة طبيعية وضعها الله .. وقد وضح الكتاب المقدس عن الاجتهاد والعمل وعدم الرخاوة والكسل وصرخ سليمان الحكيم (ام 6) .. "اذهب الى النملة ايها الكسلان تامل طرقها و كن حكيما .. الى متى تنام ايها الكسلان متى تنهض من نومك". وفي (ام 27:12)" الرخاوة لا تمسك صيدا اما ثروة الانسان الكريمة فهي الاجتهاد".
وهذا ايضا ما قالة الوحي الالهي عن فم بولس الرسول .(1كو 24:9 )" الستم تعلمون ان الذين يركضون (يجرون ) في الميدان جميعهم يركضون و لكن واحدا ياخذ الجعالة (الجائزة ) هكذا اركضوا لكي تنالوا".
اذا يا عزيزي لا تتراخى ولا تيأس ولا تجلس في البيت وتقول هذة الكلمات الذي وجدت داخلك ارض خصبة لها كي تريح ضميرك فنحن نسمع كثيرون يقولون" كله بأمر الله " ليس يا عزيزي كل شىء بأمر الله فأن الله لا يأمر بالشر بل ابتعادنا عن نعمة الله ينشاء الشر , الشيطان ابتعد بفكرة عن نعمة الله نشاء داخلة الشر , ويهوذا ابتعد عن نعمة الله تفاخم داخلة الشر.. وحاصرتة اللعنة ويقول الكتاب في هذا الصدد .( مز17:109 )" احب اللعنة فاتته و لم يسر بالبركة فتباعدت عنه".
ونسمع ايضا من يقولون " الرب يقاتل عنكم و انتم تصمتون " كلمات رنانة يستخدمها كثيرون دون التأمل والرجوع اليها بالتفسير السليم فيسقطون في بوطقة السلبية الم تعلم يا عزيزي انك فقط ان اكملت هذة الاية تجد ردا شافي ووافي من الله لموسى .ان الله بالطبع يدافع عنا ولكن يريدك ايضا ان تتكلم او تصرخ الية انظر معي ( خر14:14-15 ) "الرب يقاتل عنكم و انتم تصمتون.. فقال الرب لموسى ما لك تصرخ الي قل لبني اسرائيل ان يرحلوا ..و ارفع انت عصاك و مد يدك على البحر و شقه فيدخل بنو اسرائيل في وسط البحر على اليابسة".
اصرخ يا عزيزي واعمل ما وجب عليك فعله ونترك لله ان يكمل هذا العمل بالنصرة. انزل الي الانتخابات اعطي صوتك اصرخ داخل الصناديق .قم من نومك .
يوم 25 يناير قد خرج المارد المصري يكسر قمقم الخوف ويهدم اسوار الذل خرج يقف من جديد يهز اركان الظلام يخيف اشباه البشر ويرسم على النيل طعم الحرية ويلون القدر ويكتب للتاريخ بسواعد جيل لا ترهبة القضبان ولا ترعبة عصا الجهال خرج يحفر على صخر المعاناة خرج حر طليق بلا رجعة مادد ايادية يحتضن الرصاص وينقض على القنابل والقناص وبدأت مصر تتنفس هواء الحرية الذي لا يعود ولا ينسى وها هي رسالتي لكل متمرد يظن في نفسة انها موجة غضب تعلوا قليلا ثم تضمحل فأنة الطوفان الذي اجتاح النفس قبل الفأس ولن يرحل والذي تذوق طعم الحرية لا يعود ان ينساة فأنة يفيق وينام ولكنة اذا شعر بخطر يهدد هذا المذاق يفيق في برهة كالحصان الجامح ولا يبالي من حولة .
احترسوا يا من تقتلون المساواة وتدعون للتميز وتريدون قطع ايادي قد تشبكت بعضها البعض حتى ارهاق الدماء فجميعنا في وطن واحد قد امتزجت دمائنا بعضنا البعض بكينا وفرحنا سويا .. فمهما كانت السواعي جارفة يشتد وتد الوطن .. الحب هو هدفنا والطيبة تكتفنا .
رسالتي لشعب مصر احترسوا من الذين يسرقون الوطن ويقتلوا صوتك واحساسك ويبعدوك عن ناسك . لكن صوت الحق لا يموت وان مر الزمن ومات من مات تبقى الاشعار والكلمات تهمس بين الطرقات .
كما كتب الشاعر ايمن صدقي قصيدة تقول << وبيسرقوك يا وطن >>
وبيسرقوك يا وطن .. وبيكتموا انفاسك وبيمنعوك يا وطن .. تبوح بإحساسك
واياك تقول مليت .. ليقطعوا راسك .. سرقوك باعوك يا وطن .. من كانوا حراسك .. واللي باعوك يا وطن ..كانوا زمان ناسك ..اكلوك زمان يا وطن .. وتخنوا من خيرك ..زلو الشباب يا وطن .. وابنك بقى اسيرك .. لكن احنا فين هنروح ..مالناش وطن غيرك.. شرب ترابك عرقنا ..وشربنا من نيلك .. ولو قلت اة يا وطن.. من غيرنا هيشيلك..مهرة في ذل الناس ..حتى النفس كتموة..ودا اخويا يا بشر.. ادم ابويا وابوه .. ما خلاص يا مصر اتولدلك جيل م الشباب صاعد .. خلاص ظهرلك ولد .. هنا في الميدان قاعد ..وابنك يا مصر كبر .. مبقاش خلاص قاصر..
واقول لكل دعاة الفتنة الذي زرع يحصد فان كنتم تريدون سن القوانين وتدعوا للمساواة .لعل من اولى الاسس التي تقوم عليها أي منظومة سياسية وقانونية هي المساواة أمام القانون ورفض مبدأ الامتيازات التي تستثني فردا أو جماعة من أحكام القانون، فعندما نجد زعيما سياسيا يسن القوانين لشعبه فان التطبيق العادل لهذه القوانين يشترط خضوع مشرعها نفسه وقبل غيره لاحكامها بحيث يتم تطبيق القانون على جميع الناس دون أي تمييز أو استثناء أو محاباة، ولكن عندما نجد زعيم الدولة ومشرع القانون يستثني نفسه من بعض أحكام القانون ويقرر لنفسه امتيازات في الخضوع لها فان هذا التجاوز الصريح للقانون سيجرد هذا الزعيم من صورة القائد العادل الذي يساوي نفسه بشعبه ليظهره بمظهر المنتهك للقانون المتعالي على قومه الذي يضع نفسه في منزلة تسمو على القانون باعتبار أنه ارفع من أن يُقيّد باحكام القانون، فما بالك اذا كان القانون من صنع هذا الزعيم نفسه ؟؟..
لا تياس يا عزيزي ولا تخاف ان كانوا حاصروك بالشائعات فأنها حرب نفسية وهذا هو السلاح الذي يستخدمة كثيرون لشعب مصر العظيم لكي يسقطوة في اليأس والاحباط ومن ثم الاستسلام فمن المعروف في الحروب النفسية هو حصار الاشخاص في شائعات داخل دائرة يغلقون كل ابوابها المتنوعة باب الحرية والعلم والثقافة والامل ويطرقون علينا من خارج هذة الدائرة بمطارق حديدية حتى نسمع صدى صوت الطرق المرعب ولا نجد امامنا غير مخرج واحد يتركوة مفتوح هو الدين ولاننا شعب متدين بطبيعتة نخرج افواجا لهذا المخرج الوحيد الذي نعرفة ومن ثم ينقضوا علينا بأسم الدين, ونحن نسأل هؤلاء هل من الدين استخدام هذة الاساليب الرخيصة لمكاسب لا يعلمها الا الله , فكيف تستخدمون هذة الاساليب في بداية صنع القرار فكم بالاحرى عندما تملكون . اتقوا الله في مصر وشعبها.
فأن الحرب النفسية التي تستخدموها باتت مكشوفة والبعض صامت عن كشفها ولكن ان صمت هؤلاء فالاقلام تصرخ .. ولا رجوع عن الحرية , ومن هنا وجب علينا معرفة هذة الحرب النفسية التي اصبحت الان هي من اقوى اسلحة العالم والتي تستخدم في أوقات الأزمات والتوترات , وأوقات الحروب أيضا , وفي أوقات وأزمنة عديدة يسعى الخصوم دوما إلى ترويج الشائعات وتزيد من وتيرتها انتشارا في مثل هذه الأوقات حيث أنها تمثل الأرضية الخصبة والمناسبة للخصم لإطلاق مثل هذه الشائعات التي في نهايتها يسعى ذلك الطرف أو تلك الجهة الخصم إلى حصد نتاجها , وما يخطط له ذلك الطرف أو الجهة , والشائعات لا تستثني جانبا واحدا من حياة الإنسان .. أو أمراً واحدا من أموره الدنيوية ، بل تطال كافة مجالاته الحياتية.
والشائعات لا تنطلق بصورة عشوائية، بل هي فعل متقن ومنظم ولها خبراؤها وأزمنتها التي تناسبها ، وهناك مكاسب ومصالح تكون قد حدد ورسم لها بعد الشائعات ، فالشائعات إذا وجدت لها المناخ المناسب لسريانها وتم تصديقها من قبل المواطنين تنطلق بقوة تفوق قوة الحقيقة.
الشائعات سلاح مدمر تستخدم في الحرب النفسية بين الخصوم لكسر الإرادات وفرض الشروط , وهي إما مجموعة من الأكاذيب والأخبار الضالة .. وأما تكون خبرا واحدا كاذبا وضالا تقوم بترويجه جهة معينة وتكون قد أعدت لذلك إعدادا جيدا وخططت له بعناية فائقة بحيث تصبح الشائعة قابلة للانتشار, وذات مفعول في عقل الإنسان وذلك من اجل حرف بوصلة التفكير لدية نحو اتجاه مغاير تقصده تلك الجهة لعدة إغراض إما ( اجتماعية , أو ثقافية ,أو اقتصادية , أو سياسية أو عسكرية …الخ ) أوغيرة من الأهداف .
فالشائعة ركنٌ أساسي في الحرب النفسية ، وهي وسيلة فعالة لإحداث البلبلة في زمن الحرب والسلم أيضا ، كما أنها مدخل رئيسي لاختراق الأمن وأنظمة الحكم وهنا يكمن الخطر الحقيقي حيث أن الشائعات في هذا المقام تهدد نظام الحكم للدولة والمجتمع برمتة وذلك بهدف هز وضعضعة وإضعاف النظام القائم في الدولة خاصة إذا تغلغلت هذه الشائعات في قلوب ونفوس أفراد وكوادر المؤسسة الحاكمة حيث تعمل على إضعاف روح التكاتف والتعاضد بينهم , فالشائعات والأكاذيب عادة تستخدم في هذا المجال لتحطيم معنويات المقاتلين ورجال الأمن وإثارة موجة الرعب والخوف في نفوسهم , وتصديع جبهتهم الداخلية ، وزعزعة معنويات القوات , وخلق نوع من فِقدان الثقة بأنفسهم وبقدراتهم ، وخلق حالة من عدم الثقة بالقيادة لبث روح التمرد عند الجنود , والهدف من ذلك نهاية الأمر هو إجبارهم على الهروب أو الاستسلام ليسهل للجهة الناشرة للشائعة أو الخبر الكاذب عملية التغلب والسيطرة على ذلك النظام أو كما قلنا سابقا إضعافه وجعله عاجزا عن ممارسة مهامه فيكون بذلك نظام هشا ووهنا في نظر الجماهير مما يخلق فجوة كبيرة بين هذا النظام والجماهير, ويخلق حالة من عدم الثقة بينهما .
فالشائعات أوالشائعة الواحدة كما قلنا آنفا أسلوب من أساليب الحرب النفسية وهي وسيلة لغسل دماغ الإنسان , ولافتعال الفتن والأزمات في المجتمع , وهي إحدى أهم وسائل تحقيق أهداف الجهة المروجة للشائعة , فقد يتم تريوّج شائعة فتسبب في قيام حرب ,وقد تسبب هزيمة جيش بأكمله , أو تحدث فساد في الأرض ، أو بدعة في المجتمع لا أساس لها , أو صرف أنظار الناس عن قضية تتعلق بحياتهم أو بقضاياهم المصيرية.
لكي يحمي الإنسان أو رجل الأمن أو العاملين في الدولة أو حتى جميع أفراد المجتمع لكي يحموا أنفسهم من خطر هذه الشائعات ، يجب أن يتم تتبع مصدرها ، والوصول إلى جذورها ، وعدم التسرع في التعامل معها , كما يجب على أفراد الدولة والجنود المحافظة على إبقاء علاقتهم مع المؤسسة والقيادة بشكل متين ومتواصل والرجوع إلى مؤسسات الدولة المختصة لفهم حقيقة أي خبر يروج إليه , كما ويجب أيضا على الدولة أو السلطة نشر الوعي بين الجمهور لكشف مخاطر الإشاعات ووضع آليات للحد من انتشار الشائعات , لان الشائعات عادة وخاصة عندما تستهدف النظام والأمن والمؤسسة برمتها تشكل خطرا داهما لذا يجب اختيار الأساليب المناسبة للتعامل مع كل إشاعة ونشر الوعي داخل أجهزة الدولة والمجتمع , و تعريف الجماهير بمصدر الشائعات والجهات التي تروج لها والعمل على إبطال مفعولها وبالتالي حماية المجتمع والدولة والنظام برمته من أثارها الخطيرة .
ان الشعب المصري على مدار عشرة شهور قد اكتسب خبرات سياسية كمن درس السياسة في سنوات طوال واصبح للشعب وعي كبير قد مات الخوف داخلنا واسقطنا اعظم ديكتاتورية فنحن نبعث برسالة الى هؤلاء لا تجهدوا انفسكم في دائرة ربما تنقفل عليكم انتم واعلموا جيدا ان هذا التفكير لا يجد لة مكان في هذا العصر الذي اصبح قرية صغيرة , وابعث برسالة الي الي كل اخواني في هذا الوطن وكل شعب مصر العظيم << قوم للحياة و اسبق عصرك .. و لا حاجة حترجع مصرك .. إلا ان تكون شغال ونشيط ..>>
وللحديث بقية ...........
انتظروا المقال القادم بعنوان ( مفهوم الديمقراطية بين الفكر والكفر والفجل )
يسمح لهذا المقال لنقلة في أي منتدى او موقع الرب معكم
نقلا من الأقباط قادمون
بقلم الشماس الاكليريكي - محب رمسيس
منذ يومين ارسل لي شخص رسالة تحمل اغنية للفنان على الحجار. بعنوان < يا مصري لية > معها بعض الكلمات يحتويها اليأس والاحباط وعدم الرجاء وكتب فيها .. ( خلاص مصر ضاعت والناس مش حاسة .. هنبقى زي افغانستان .. بعد ما كان عندنا امل في الحرية بعد الثورة كلة مات مااااااااااااااااااااااااااااات ) ولكن شدني الفضول ان اسمع هذة الاغنية رغم اني سمعتها عن قبل ولكن هذة المرة سمعتها بأحساس هذا الشخص. فوجدت كلمات الاغنية معبرة جدااا لفئة كبيرة من الناس تقول .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
<< يا مصري ليه دنياك لخابيط و الغُلب محيط ..والعنكبوت عشش عالحيط و سرح عالغيط .. يا مصري قوم هش الوطاويط كفاياك تبليط .. صعبة الحياة والحل بسيط حبة تخطيط .. فتحت باب استيرادك .. و صرفت فوق ضعف إيرادك .. حلي للخواجة استكرادك .. سابك بتقرا في أورادك .. وده قشَطّكْ و نزل تشفيط .. ومهولاتي تحب تزيط .. ساعة الفرح زغاريط تنطيط .. وفي المياتم هات يا صويت ..و في المظاهرات سخن تشيط .. وفي الإنتخاب تنسي التصويت .. وليه بترشي وتتساهل .. وتضيع حقوقك بالساهل .. تستاهل النار تستاهل .. يا غويط ويحسبك الجاهل .. ساهل وساهي وغبيى وعبيط .. يا مصري ياللي الغلا عاصرك .. والنهب في عصرك حاصدك .. قوم للحياة و اسبق عصرك .. و لا حاجة حترجع مصرك .. إلا ان تكون شغال ونشيط ..>.
فقادني فضولي ايضا ان اتنقل بين موقع واخر وعبر صفحات النت اشاهد ردود افعال الاقباط والمسلمين المعتدلين وشاهدت ايضا ردود افعال المتشددين والمتطرفين .. فوجدت كم القلق والاحباط واليأس يحوم حول كثير من الاقباط والمسلمين المعتدلين اخواتنا في الوطن الذين يريدون العيش في سلام فنحن اكثر بكثير من المتعصبون والمتشددون .
احب ان اقول لك عزيزي لا تخف لان الذي معنا اكثر من الذين علينا لا تخشى وجوههم فالأمر ابسط بكثير مما يصيبكم وهذة هي الحرب النفسية التي وضعوها لكم وسوف اسرد ذالك فيما بعد في هذا المقال .. ولكن دعني ان اتامل في كلمات هذة الاغنية بالحق هي كلمات رائعة تخاطب كثير من البشر الذين يريدون العيش في هذا الوطن بنوع من الاتكال فهذة الفئة كثيرة جدااا في مصر وهؤلاء اذا خرجوا تهز اصواتهم جدران البيوت .
للاسف دعوني بصوت الاخوة مسلمين ومسيحين اتحاور معكم عن هذا الاتكال اننا كشعب مصري متدين بطبعة وفي كل مصيبة يلجىء المرء الى الاتكال على الله وهذا شىء عظيم ولكن هناك فارق فنحن نقف على ارضية مشتركة بيننا هو الفرق بين الاتكال والتواكل (يقول الإمام الغزالي بل إن التوكل هو نصف الدين، كما يقول ابن القيم، ونصفه الآخر هو الإنابة، وذلك مصداق قوله تعالى: )عليه توكلت وإليه أنيب (88)( (هود).
التوكل هو عبادة قلبية مفروضة .. لا ينافي العمل .. وفي هذا المعنى قال الخليفة عمر بن الخطاب .< يرفع أحدكم يديه إلى السماء يقول :يا رب .. يا رب.. وهو يعلم ان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.>
الإسلام يقر التوكل ويرضي عنه ويدعو إليه وقد ذكر الله عنه أنه من صفات المؤمنين بل أنه من شروط الإيمان بالله ، أما التواكل فلا يقره الإسلام ولا يرضاه ويهدم تعاليم الدين ، لأن الله أمر بالأخذ بالأسباب .. والتواكل هو العجز والكسل والخمول .
والتوكل على الله لا يعني ترك العمل وعدم الأخذ بالأسباب لقضاء حوائج الناس .. بل التوكل الصحيح هو ما كان اعتمادا عليه .. عز وجل .. مع الأخذ بالأسباب التي خلقها سبحانه لكل عمل .. لكي تقع على وجهه الصحيح .. ومن يقرأ القرآن الكريم يجد أن مادة "عمل" وردت في القرآن ما يقرب من 350 مرة، كلها دعوة إلى العمل، والأخذ بأسباب والنجاح .. حتى يتحقق التوكل الصحيح على الله .
قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا وال***** والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهـم أجرهـم عنـد ربهـم ولا خـوف عليهـم ولا هــم يحزنون (62) (البقرة)، وقال تعالى: ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون (111)( (النحل)، وقال تعالى: ( لمثل هذا فليعمل العاملون (61)( (الصافات)، وغير ذلك العديد من الآيات التي تؤكد ضرورة العمل مع التوكل. لأن عمل بلا توكل على الله نقص في الدين، وتوكل بلا عمل نقص في العقل، فكلاهما وجهان لعملة واحدة.
ولنلاحظ ايضا ان المسيحية قائمة على هذا الفكر بين الاتكال والتواكل فالمسيحية تدعوا الى الاجتهاد والعمل .. فهناك فارق كبير بين الاتكال والتواكل يقول الكتاب المقدس في سفر المزامير ( 1:125 ) المتوكلون على الرب مثل جبل صهيون الذي لا يتزعزع بل يسكن الى الدهر .. فنحن نثق في قدرة الله ونتكل علية من نبع ايماننا بة من ثم يكون اتكالنا اتكال ايمان الايمان بالله ضابط الكل فالله دائما يدعونا لحياة شركة معة فهو خلقنا ليس لنكون الالات يحركها بل يدعونا في وقت الضيق ( مز 15:50 )" ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني" .
وقد ضرب لنا الكتاب المقدس امثلة كثيرة لرجال الله في هذة الشركة في معجزة اقامة لعازر من الاموات شارك معة من هم يرفعون الحجر فالله القادر عن اقامة ميت لا يعثر علية مجرد رفع حجر فهو اراد ان نشاركة العمل .. وفي معجزة عرس قانا الجليل واشباع الجموع .. ويعطينا ايضا رجل الله نحاميا درسا عن الاتكال بالعمل (نح 20:2 )" فاجبتهم و قلت لهم ان اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم و نبني" .
فنحن نتكل على الله بكل ايمان وثقة ونعمل ما علينا ان نفعله ويكمل الله ما لا نستطيع القيام بة.
فالاتكال على الله هو غاية الايمان ولكن التواكل استسلام وسلبية وتراخي ورخاوة فقدان دور الانسان وعملة في منظومة طبيعية وضعها الله .. وقد وضح الكتاب المقدس عن الاجتهاد والعمل وعدم الرخاوة والكسل وصرخ سليمان الحكيم (ام 6) .. "اذهب الى النملة ايها الكسلان تامل طرقها و كن حكيما .. الى متى تنام ايها الكسلان متى تنهض من نومك". وفي (ام 27:12)" الرخاوة لا تمسك صيدا اما ثروة الانسان الكريمة فهي الاجتهاد".
وهذا ايضا ما قالة الوحي الالهي عن فم بولس الرسول .(1كو 24:9 )" الستم تعلمون ان الذين يركضون (يجرون ) في الميدان جميعهم يركضون و لكن واحدا ياخذ الجعالة (الجائزة ) هكذا اركضوا لكي تنالوا".
اذا يا عزيزي لا تتراخى ولا تيأس ولا تجلس في البيت وتقول هذة الكلمات الذي وجدت داخلك ارض خصبة لها كي تريح ضميرك فنحن نسمع كثيرون يقولون" كله بأمر الله " ليس يا عزيزي كل شىء بأمر الله فأن الله لا يأمر بالشر بل ابتعادنا عن نعمة الله ينشاء الشر , الشيطان ابتعد بفكرة عن نعمة الله نشاء داخلة الشر , ويهوذا ابتعد عن نعمة الله تفاخم داخلة الشر.. وحاصرتة اللعنة ويقول الكتاب في هذا الصدد .( مز17:109 )" احب اللعنة فاتته و لم يسر بالبركة فتباعدت عنه".
ونسمع ايضا من يقولون " الرب يقاتل عنكم و انتم تصمتون " كلمات رنانة يستخدمها كثيرون دون التأمل والرجوع اليها بالتفسير السليم فيسقطون في بوطقة السلبية الم تعلم يا عزيزي انك فقط ان اكملت هذة الاية تجد ردا شافي ووافي من الله لموسى .ان الله بالطبع يدافع عنا ولكن يريدك ايضا ان تتكلم او تصرخ الية انظر معي ( خر14:14-15 ) "الرب يقاتل عنكم و انتم تصمتون.. فقال الرب لموسى ما لك تصرخ الي قل لبني اسرائيل ان يرحلوا ..و ارفع انت عصاك و مد يدك على البحر و شقه فيدخل بنو اسرائيل في وسط البحر على اليابسة".
اصرخ يا عزيزي واعمل ما وجب عليك فعله ونترك لله ان يكمل هذا العمل بالنصرة. انزل الي الانتخابات اعطي صوتك اصرخ داخل الصناديق .قم من نومك .
يوم 25 يناير قد خرج المارد المصري يكسر قمقم الخوف ويهدم اسوار الذل خرج يقف من جديد يهز اركان الظلام يخيف اشباه البشر ويرسم على النيل طعم الحرية ويلون القدر ويكتب للتاريخ بسواعد جيل لا ترهبة القضبان ولا ترعبة عصا الجهال خرج يحفر على صخر المعاناة خرج حر طليق بلا رجعة مادد ايادية يحتضن الرصاص وينقض على القنابل والقناص وبدأت مصر تتنفس هواء الحرية الذي لا يعود ولا ينسى وها هي رسالتي لكل متمرد يظن في نفسة انها موجة غضب تعلوا قليلا ثم تضمحل فأنة الطوفان الذي اجتاح النفس قبل الفأس ولن يرحل والذي تذوق طعم الحرية لا يعود ان ينساة فأنة يفيق وينام ولكنة اذا شعر بخطر يهدد هذا المذاق يفيق في برهة كالحصان الجامح ولا يبالي من حولة .
احترسوا يا من تقتلون المساواة وتدعون للتميز وتريدون قطع ايادي قد تشبكت بعضها البعض حتى ارهاق الدماء فجميعنا في وطن واحد قد امتزجت دمائنا بعضنا البعض بكينا وفرحنا سويا .. فمهما كانت السواعي جارفة يشتد وتد الوطن .. الحب هو هدفنا والطيبة تكتفنا .
رسالتي لشعب مصر احترسوا من الذين يسرقون الوطن ويقتلوا صوتك واحساسك ويبعدوك عن ناسك . لكن صوت الحق لا يموت وان مر الزمن ومات من مات تبقى الاشعار والكلمات تهمس بين الطرقات .
كما كتب الشاعر ايمن صدقي قصيدة تقول << وبيسرقوك يا وطن >>
وبيسرقوك يا وطن .. وبيكتموا انفاسك وبيمنعوك يا وطن .. تبوح بإحساسك
واياك تقول مليت .. ليقطعوا راسك .. سرقوك باعوك يا وطن .. من كانوا حراسك .. واللي باعوك يا وطن ..كانوا زمان ناسك ..اكلوك زمان يا وطن .. وتخنوا من خيرك ..زلو الشباب يا وطن .. وابنك بقى اسيرك .. لكن احنا فين هنروح ..مالناش وطن غيرك.. شرب ترابك عرقنا ..وشربنا من نيلك .. ولو قلت اة يا وطن.. من غيرنا هيشيلك..مهرة في ذل الناس ..حتى النفس كتموة..ودا اخويا يا بشر.. ادم ابويا وابوه .. ما خلاص يا مصر اتولدلك جيل م الشباب صاعد .. خلاص ظهرلك ولد .. هنا في الميدان قاعد ..وابنك يا مصر كبر .. مبقاش خلاص قاصر..
واقول لكل دعاة الفتنة الذي زرع يحصد فان كنتم تريدون سن القوانين وتدعوا للمساواة .لعل من اولى الاسس التي تقوم عليها أي منظومة سياسية وقانونية هي المساواة أمام القانون ورفض مبدأ الامتيازات التي تستثني فردا أو جماعة من أحكام القانون، فعندما نجد زعيما سياسيا يسن القوانين لشعبه فان التطبيق العادل لهذه القوانين يشترط خضوع مشرعها نفسه وقبل غيره لاحكامها بحيث يتم تطبيق القانون على جميع الناس دون أي تمييز أو استثناء أو محاباة، ولكن عندما نجد زعيم الدولة ومشرع القانون يستثني نفسه من بعض أحكام القانون ويقرر لنفسه امتيازات في الخضوع لها فان هذا التجاوز الصريح للقانون سيجرد هذا الزعيم من صورة القائد العادل الذي يساوي نفسه بشعبه ليظهره بمظهر المنتهك للقانون المتعالي على قومه الذي يضع نفسه في منزلة تسمو على القانون باعتبار أنه ارفع من أن يُقيّد باحكام القانون، فما بالك اذا كان القانون من صنع هذا الزعيم نفسه ؟؟..
لا تياس يا عزيزي ولا تخاف ان كانوا حاصروك بالشائعات فأنها حرب نفسية وهذا هو السلاح الذي يستخدمة كثيرون لشعب مصر العظيم لكي يسقطوة في اليأس والاحباط ومن ثم الاستسلام فمن المعروف في الحروب النفسية هو حصار الاشخاص في شائعات داخل دائرة يغلقون كل ابوابها المتنوعة باب الحرية والعلم والثقافة والامل ويطرقون علينا من خارج هذة الدائرة بمطارق حديدية حتى نسمع صدى صوت الطرق المرعب ولا نجد امامنا غير مخرج واحد يتركوة مفتوح هو الدين ولاننا شعب متدين بطبيعتة نخرج افواجا لهذا المخرج الوحيد الذي نعرفة ومن ثم ينقضوا علينا بأسم الدين, ونحن نسأل هؤلاء هل من الدين استخدام هذة الاساليب الرخيصة لمكاسب لا يعلمها الا الله , فكيف تستخدمون هذة الاساليب في بداية صنع القرار فكم بالاحرى عندما تملكون . اتقوا الله في مصر وشعبها.
فأن الحرب النفسية التي تستخدموها باتت مكشوفة والبعض صامت عن كشفها ولكن ان صمت هؤلاء فالاقلام تصرخ .. ولا رجوع عن الحرية , ومن هنا وجب علينا معرفة هذة الحرب النفسية التي اصبحت الان هي من اقوى اسلحة العالم والتي تستخدم في أوقات الأزمات والتوترات , وأوقات الحروب أيضا , وفي أوقات وأزمنة عديدة يسعى الخصوم دوما إلى ترويج الشائعات وتزيد من وتيرتها انتشارا في مثل هذه الأوقات حيث أنها تمثل الأرضية الخصبة والمناسبة للخصم لإطلاق مثل هذه الشائعات التي في نهايتها يسعى ذلك الطرف أو تلك الجهة الخصم إلى حصد نتاجها , وما يخطط له ذلك الطرف أو الجهة , والشائعات لا تستثني جانبا واحدا من حياة الإنسان .. أو أمراً واحدا من أموره الدنيوية ، بل تطال كافة مجالاته الحياتية.
والشائعات لا تنطلق بصورة عشوائية، بل هي فعل متقن ومنظم ولها خبراؤها وأزمنتها التي تناسبها ، وهناك مكاسب ومصالح تكون قد حدد ورسم لها بعد الشائعات ، فالشائعات إذا وجدت لها المناخ المناسب لسريانها وتم تصديقها من قبل المواطنين تنطلق بقوة تفوق قوة الحقيقة.
الشائعات سلاح مدمر تستخدم في الحرب النفسية بين الخصوم لكسر الإرادات وفرض الشروط , وهي إما مجموعة من الأكاذيب والأخبار الضالة .. وأما تكون خبرا واحدا كاذبا وضالا تقوم بترويجه جهة معينة وتكون قد أعدت لذلك إعدادا جيدا وخططت له بعناية فائقة بحيث تصبح الشائعة قابلة للانتشار, وذات مفعول في عقل الإنسان وذلك من اجل حرف بوصلة التفكير لدية نحو اتجاه مغاير تقصده تلك الجهة لعدة إغراض إما ( اجتماعية , أو ثقافية ,أو اقتصادية , أو سياسية أو عسكرية …الخ ) أوغيرة من الأهداف .
فالشائعة ركنٌ أساسي في الحرب النفسية ، وهي وسيلة فعالة لإحداث البلبلة في زمن الحرب والسلم أيضا ، كما أنها مدخل رئيسي لاختراق الأمن وأنظمة الحكم وهنا يكمن الخطر الحقيقي حيث أن الشائعات في هذا المقام تهدد نظام الحكم للدولة والمجتمع برمتة وذلك بهدف هز وضعضعة وإضعاف النظام القائم في الدولة خاصة إذا تغلغلت هذه الشائعات في قلوب ونفوس أفراد وكوادر المؤسسة الحاكمة حيث تعمل على إضعاف روح التكاتف والتعاضد بينهم , فالشائعات والأكاذيب عادة تستخدم في هذا المجال لتحطيم معنويات المقاتلين ورجال الأمن وإثارة موجة الرعب والخوف في نفوسهم , وتصديع جبهتهم الداخلية ، وزعزعة معنويات القوات , وخلق نوع من فِقدان الثقة بأنفسهم وبقدراتهم ، وخلق حالة من عدم الثقة بالقيادة لبث روح التمرد عند الجنود , والهدف من ذلك نهاية الأمر هو إجبارهم على الهروب أو الاستسلام ليسهل للجهة الناشرة للشائعة أو الخبر الكاذب عملية التغلب والسيطرة على ذلك النظام أو كما قلنا سابقا إضعافه وجعله عاجزا عن ممارسة مهامه فيكون بذلك نظام هشا ووهنا في نظر الجماهير مما يخلق فجوة كبيرة بين هذا النظام والجماهير, ويخلق حالة من عدم الثقة بينهما .
فالشائعات أوالشائعة الواحدة كما قلنا آنفا أسلوب من أساليب الحرب النفسية وهي وسيلة لغسل دماغ الإنسان , ولافتعال الفتن والأزمات في المجتمع , وهي إحدى أهم وسائل تحقيق أهداف الجهة المروجة للشائعة , فقد يتم تريوّج شائعة فتسبب في قيام حرب ,وقد تسبب هزيمة جيش بأكمله , أو تحدث فساد في الأرض ، أو بدعة في المجتمع لا أساس لها , أو صرف أنظار الناس عن قضية تتعلق بحياتهم أو بقضاياهم المصيرية.
لكي يحمي الإنسان أو رجل الأمن أو العاملين في الدولة أو حتى جميع أفراد المجتمع لكي يحموا أنفسهم من خطر هذه الشائعات ، يجب أن يتم تتبع مصدرها ، والوصول إلى جذورها ، وعدم التسرع في التعامل معها , كما يجب على أفراد الدولة والجنود المحافظة على إبقاء علاقتهم مع المؤسسة والقيادة بشكل متين ومتواصل والرجوع إلى مؤسسات الدولة المختصة لفهم حقيقة أي خبر يروج إليه , كما ويجب أيضا على الدولة أو السلطة نشر الوعي بين الجمهور لكشف مخاطر الإشاعات ووضع آليات للحد من انتشار الشائعات , لان الشائعات عادة وخاصة عندما تستهدف النظام والأمن والمؤسسة برمتها تشكل خطرا داهما لذا يجب اختيار الأساليب المناسبة للتعامل مع كل إشاعة ونشر الوعي داخل أجهزة الدولة والمجتمع , و تعريف الجماهير بمصدر الشائعات والجهات التي تروج لها والعمل على إبطال مفعولها وبالتالي حماية المجتمع والدولة والنظام برمته من أثارها الخطيرة .
ان الشعب المصري على مدار عشرة شهور قد اكتسب خبرات سياسية كمن درس السياسة في سنوات طوال واصبح للشعب وعي كبير قد مات الخوف داخلنا واسقطنا اعظم ديكتاتورية فنحن نبعث برسالة الى هؤلاء لا تجهدوا انفسكم في دائرة ربما تنقفل عليكم انتم واعلموا جيدا ان هذا التفكير لا يجد لة مكان في هذا العصر الذي اصبح قرية صغيرة , وابعث برسالة الي الي كل اخواني في هذا الوطن وكل شعب مصر العظيم << قوم للحياة و اسبق عصرك .. و لا حاجة حترجع مصرك .. إلا ان تكون شغال ونشيط ..>>
وللحديث بقية ...........
انتظروا المقال القادم بعنوان ( مفهوم الديمقراطية بين الفكر والكفر والفجل )
يسمح لهذا المقال لنقلة في أي منتدى او موقع الرب معكم
نقلا من الأقباط قادمون