حينما كنت في غرفتي،ناداني زملائي و قالو:مارو.. ما رأيك في رحلة إلى المقبرة؟
_ رحلة إلى المقبرة؟!
دهشتُ كثيرا واعتقدت حينها أن زملائي بيهزرو _فقالو اسمع.. في العصر سنذهب إلى المقبرة..لا تنسى.
جاء العصر،وخرجنا معا إلى المقابر،في الحقيقة كنت أرتعد خوفا وقلبي ينبض بقوة.
دخلنا وأخذنا نمشي حتى وصلنا إلى أحد القبور،وقال احد زملائي هذا قبر والدك يا مارو صلي له،جلستُ أدعو لوالدي حتى انتهيت و،ثم سألته:ماذا سنفعل الآن؟
ابتسَمَ وقال بهدوء:ننظر لها.
ننظر لها! وما هي؟!إنها مجرد تراب وأحجار! تعجبتُ كثيرا..أهذه رحلة؟!
آه! لقد فهمتُ..نعم..عرفت مغزى زميلي من هذه الرحلة..صحيح أن القبور مجرد تراب وأحجار لكن ما تحتها عالم آخر..حياة أخرى..إنها رحلة من نوع آخر..أراد زميلي أن أفكر وأعتبر..أن أوقظ قلبي الغافل..أراد أن أحيي ضميري الميت.
أخذتُ أمرر عيناي من قبر إلى قبر،وتساءلت..هؤلاء الأموات..كيف هي أحوالهم؟
منهم من في عذاب وجحيم..ومنهم من في هناء ونعيم.
وأنا؟ما مصيري؟وكيف سيكون حالي؟ أتراي سأكون سعيدا؟ كلا..ومِن أين السعادة
وانا بعيد عن الرب تاخذني الدنيا ومشاغلها
وأنا أكاد لا أصلي!وأذناي قد اعتادتا الطرب الفاحش وسمع الاقوال السيئة!وعيناي وهما تريَان أفلامًا تخدش الحياءوتنظر الي الدنيا ! ورجليا التي تقودني الي الاماكن الغير مرغوب فيها فتخيلت نفسي وانا امام ربي ،وقلت ماذا ساقول له،فأخذت أبكي بحرقة
وندم،فعلا لقد ضيعت حياتي.
قطعت عهدا على نفسي..أن أخلع ثوبي القديم الأسود والمليء بالذنوب والآثام،وأكتسي ثوبا جديدا أبيض يملؤه السلام والمحبه ..بإذن المسيح لم أنتبه إلاّ ويد زميلي على كتفي وهو يقول مارو أراك تعلمتَ؟..هيا لنعد إلى البيت.