بكالوريوس فى حكم الشعوب
جلال عامر - المصرى اليوم
بعد أيام هروب «نابليون» حتى أيام هروب «المساجين» يبدأ تاريخ مصر الحديث بـ«مذبحة المماليك» لينفرد «محمد على» بالحكم وينتهى بـ«مذبحة الجماهير» لينفرد «البلطجية» بالساحة.. ورغم أن محمد على «شاويش» فى الجيش التركى والمشير طنطاوى «ضابط» فى الجيش المصرى فإن الذى تطور هو تركيا وليس مصر فقد تغيرت الخريطة السياسية ولم تتغير الخريطة الاجتماعية، والمشكلة ليست فى أنه لا يوجد حل ولكن المشكلة أنه لا أحد يريد الحل.. فالبعض يبحث عن الدخول الآمن إلى البرلمان والبعض يبحث عن الخروج الآمن من الميدان ولا أحد يبحث عن الأمن نفسه.. وربما التغيير الوحيد هو الانتقال من حرق الكنائس إلى حرق الأقسام، ومن أيام لجنة تقصى الحقائق برئاسة «جمال العطيفى» (1972) حتى لجنة تقصى الحقائق برئاسة «أكرم الشاعر» (2012) لم نتوصل إلى «الحقيقة» فحولناها إلى برنامج مسلى يقدمه وائل الإبراشى..
والحقيقة تقول إننا أول دولة فى «التاريخ» وآخر دولة فى «العلوم» وهذا النوع من الشعوب يسهل تحويل رأسه إلى كرة يتم التلاعب بها.. فمعظمنا يأكل ويشرب بمعرفته لكنه يفكر بمعرفة الآخرين.. هذا بلد الحرائق فابحثوا عن «صول» فى المطافئ ورشحوه رئيساً.. فهل تخلص الشعب من النظام أم أن النظام يتخلص من الشعب؟!.. ومن المسرحيات التى لا أنساها مسرحية «بكالوريوس فى حكم الشعوب» لنور الشريف ويحيى الفخرانى وأحمد بدير، التى عرضت على مسرح الغرفة التجارية بباب اللوق عام 1978، حيث قام انقلاب ثلاثى قاده طلاب السنة الثانية فى الكلية الحربية «بدعم واشنطن» وطلاب السنة الثالثة «بدعم موسكو» وطلاب السنة الرابعة «بدعم لندن»، لكن سرق ثماره طلاب السنة الأولى «بدعم بترولى»، فتوالت الاضطرابات والاعتصامات والثورات والثورات المضادة والثورات المضادة للثورة المضادة،
وعندما جاء الرئيس ومنح الحريات للشعب ومنها حرية السفر غادر الشعب كله البلد فلم يجد الرئيس من يرد على تليفوناته، وعندما غادر المواطن الأخير البلد نسى أن يطفئ وراءه الأنوار، فأصبح هناك نور بلا شعب بعد أن كان شعب بلا نور.. لكن شبابنا الآن مختلف عن زمان ومختلف مع بعضه ولأننا نحترم العلم ونقدره لذلك فإن قانون انتخاب الرئيس الآن لا يشترط الحصول على بكالوريوس فى حكم الشعوب، ولكن يكفى إجادة القراءة أو الكتابة أو كليهما مثل عامل الأرشيف ومع ذلك حاولوا أن تطفئوا حرائق الجهل ثم تضيئوا أنوار العلم.. هذا هو الداء والدواء.
منقووول
جلال عامر - المصرى اليوم
بعد أيام هروب «نابليون» حتى أيام هروب «المساجين» يبدأ تاريخ مصر الحديث بـ«مذبحة المماليك» لينفرد «محمد على» بالحكم وينتهى بـ«مذبحة الجماهير» لينفرد «البلطجية» بالساحة.. ورغم أن محمد على «شاويش» فى الجيش التركى والمشير طنطاوى «ضابط» فى الجيش المصرى فإن الذى تطور هو تركيا وليس مصر فقد تغيرت الخريطة السياسية ولم تتغير الخريطة الاجتماعية، والمشكلة ليست فى أنه لا يوجد حل ولكن المشكلة أنه لا أحد يريد الحل.. فالبعض يبحث عن الدخول الآمن إلى البرلمان والبعض يبحث عن الخروج الآمن من الميدان ولا أحد يبحث عن الأمن نفسه.. وربما التغيير الوحيد هو الانتقال من حرق الكنائس إلى حرق الأقسام، ومن أيام لجنة تقصى الحقائق برئاسة «جمال العطيفى» (1972) حتى لجنة تقصى الحقائق برئاسة «أكرم الشاعر» (2012) لم نتوصل إلى «الحقيقة» فحولناها إلى برنامج مسلى يقدمه وائل الإبراشى..
والحقيقة تقول إننا أول دولة فى «التاريخ» وآخر دولة فى «العلوم» وهذا النوع من الشعوب يسهل تحويل رأسه إلى كرة يتم التلاعب بها.. فمعظمنا يأكل ويشرب بمعرفته لكنه يفكر بمعرفة الآخرين.. هذا بلد الحرائق فابحثوا عن «صول» فى المطافئ ورشحوه رئيساً.. فهل تخلص الشعب من النظام أم أن النظام يتخلص من الشعب؟!.. ومن المسرحيات التى لا أنساها مسرحية «بكالوريوس فى حكم الشعوب» لنور الشريف ويحيى الفخرانى وأحمد بدير، التى عرضت على مسرح الغرفة التجارية بباب اللوق عام 1978، حيث قام انقلاب ثلاثى قاده طلاب السنة الثانية فى الكلية الحربية «بدعم واشنطن» وطلاب السنة الثالثة «بدعم موسكو» وطلاب السنة الرابعة «بدعم لندن»، لكن سرق ثماره طلاب السنة الأولى «بدعم بترولى»، فتوالت الاضطرابات والاعتصامات والثورات والثورات المضادة والثورات المضادة للثورة المضادة،
وعندما جاء الرئيس ومنح الحريات للشعب ومنها حرية السفر غادر الشعب كله البلد فلم يجد الرئيس من يرد على تليفوناته، وعندما غادر المواطن الأخير البلد نسى أن يطفئ وراءه الأنوار، فأصبح هناك نور بلا شعب بعد أن كان شعب بلا نور.. لكن شبابنا الآن مختلف عن زمان ومختلف مع بعضه ولأننا نحترم العلم ونقدره لذلك فإن قانون انتخاب الرئيس الآن لا يشترط الحصول على بكالوريوس فى حكم الشعوب، ولكن يكفى إجادة القراءة أو الكتابة أو كليهما مثل عامل الأرشيف ومع ذلك حاولوا أن تطفئوا حرائق الجهل ثم تضيئوا أنوار العلم.. هذا هو الداء والدواء.
منقووول