خميس العهد :
فى هذا اليوم تمم السيد المسيح له المجد آخر فصح له فى
... حياته على الأرض حسب الجسد
.... وقد كان مخضعا ذاته منذ ولادته لجميع أنواع الفرائض والشرائع والطقوس
اليهودية مع إنه غير محتاج ممارستها ، وفى هذا اليوم أتم الفصح الذى كان
يرمز إليه وإلى ذبيحته على الصليب .. هذا الفصح كما كان هو الفصح الأخير
فى حياة السيد المسيح على الأرض ... كان كذلك الفصح الأخير الذى يجب على
اليهود أن يتمموه ، إذ جاء الفصح يقى الرب يسوع ذبيحتنا الكاملة ، وبعدما
تمم الفصح خرج يهوذا لينفذ الشر الذى أنتواه فى قلبه ، وقد غسل الرب أرجل
تلاميذه .... وأسس سر التناول ...، قدم جسده ودمه الأقدسين للتلاميذ
وأوصاهم بأن يكون صنع هذا السر وممارسته هو محور حياتهم الروحية ومحور
اجتماعاتهم أن يجىء ثانية فى مجيئه الثانى للدينونة ، وخاطبهم فى حديث
روحى طويل بدأه فى العلية واستمر فى الطريق بستان جثسيمانى ... واستمر
أيضا فى البستان ، ثم صلى صلاته المؤثرة فى البستان ، وفى نهاية اليوم عند
منتصف الليل تقريبا أسلم ذاته أيدى الذين أتوا ليقبضوا عليه .
الأعداد للفصح :
خرج السيد المسيح ومعه تلاميذه من قرية بيت عنيا قاصدا أورشليم ليصنع
الفصح فيها ... وعبر مع تلاميذه وادى قدرون ... وكانت أورشليم مكتظة
باليهود القادمين إليها من جهات متفرقة ليعيدوا فيها ، وكان الزحام فى هذه
السنة شديدا لأن الجميع كانوا يتوقعون أن يعلن لهم ( يسوع الناصرى ) ذاته
معلنا أنه المسيح المنتظر ، وكذلك لأن هذه السنة كانت سنة اليوبيل ، عبر
السيد المسيح وادى قدرون الذى الذى كان مضروبا فيه الآف الخيام لكى تستوعب
من لم تستوعبهم المدينة ، مر فى طرقات المدينة التى كانت قد غسلت هى
ومبانى المدينة غسيلها السنوى ، كما أن القبور خارج المدينة كان قد أعيد
طلاؤها باللون الأبيض ، أما الهيكل فقد كان يتم تنظيفه بإستمرار .
ولدى دخول السيد المسيح المدينة سأله التلاميذ أين يريد أن يأكل الفصح ؟
لم يفصح لهم السيد المسيح عن المكان ولكنه أعطاهم علامة الرجل حامل الجرة
، وهى علامة تعتبر علامة مميزة وكافية ، لأن حمل الجرار كانت تقوم به
السيدات ، لم يرد ان يعرف يهوذا المكان حتى يستطيع ان يتمم الفصح فى هدوء
، وكذلك يؤسس سر الأفخارستيا ، وكان يريد أن يتم القبض عليه فى البستان
بعيدا عن المدينة فى هدوء لكى لا يحدث شغب فى المدينة ، وكذلك لأن سقوط
الأنسان كان فى بستان أراد الرب أن يبدأ خلاص الأنسان من البستان ، وأيضا
لكى يقدم ليهوذا الأسخريوطى محاولة أخرى لخلاص نفسه إذ قد يذكره المكان (
حين يأتى للقبض على السيد المسيح ) بليالى الصلاة التى كان يسهرها مع
السيد المسيح والتلاميذ .
كم كان مؤلما على نفس السيد المسيح وهو
يمر فى شوارع المدينة الحبيبة قلبه ... مدينة الملك العظيم التى توشك أن
تتنكر لمن جاء لإفتقادها وتسلمه الموت ... موت الصليب .
ذهب بطرس
ويوحنا ووجدا كما قال لهما السيد المسيح وأعدا الفصح ... وقد كان الرجل
حامل الجرة هو مارمرقس كاروز ديارنا المصرية ، والمكان الذى أعد فيه الفصح
هو بيته الذى صـــار أول كنيسة يقام فيها سر الأفخارستيا .
يلاحظ أن اليهود قد أكلوا الفصح فى مساء يوم الجمعة ، وكان يوم السبت هو
أول أيام الفطير ، وهذا واضح مما كتب فى البشائر الأربعة حول أحداث محاكمة
السيد المسيح وصلبه . . . . مع ملاحظة أن اليوم اليهودى بحسب الشرع يبدأ
من الغروب وينتهى قبل الغروب التالى ، ولهذه التوقيتات أهمية كبيرة عند
دراسة أحداث الفصح والمحاكمة والصلب .... ألخ .See More