الجريمة الكاملة: «الدبلوماسى والمجهول».. جريمة قتل فى شقة راقصة شهيرة 663_12


بعد «262» يوماً من البحث، حفظت جهات التحقيق قضية قتل رجل الأعمال
والدبلوماسى اللبنانى «أسعد خليل أبو عقل» - 70 سنة مستشار مالى بجامعة
الدول العربية بالمعاش - فى الوقت الذى لم يستغرق فيه القاتل المجهول سوى 6
ساعات، قضاها داخل شقة المجنى عليه، بعدما دخلها بصحبته فى الثانية عشرة
ظهراً، وخرج فى السادسة مساءً، عقب انتهائه من جريمته، بتسديد «60 طعنة»
نافذة بمختلف أنحاء جسد القتيل، وفر هارباً دون أن يسرق شيئاً. وبينما خلف
الجانى وراءه عشرات البصمات والأدلة المادية، فشلت أجهزة البحث الجنائى
والنيابة العامة، فى التوصل لهويته، وربما ساعد على ذلك كثرة المترددين على
القتيل.

معاينة مسرح الجريمة أكدت أن القاتل ليس محترفاً، وأنه ارتكب
الجريمة دون تخطيط مسبق أو هدف واضح، فضلًا عن إصابته بحالة هستيرية دفعته
لتمزيق جسد المجنى عليه بـ 60 طعنة، وتسرعه فى التقاط ملابسه وارتدائها،
متغافلًا عن آثار الدماء والبصمات التى تركها على أثاثات الشقة.

تقرير المعاينة وصف مسرح الجريمة، كالتالى: شقة رقم 22 بالطابق
الرابع، على يسار السلم، فى العقار رقم 336 شارع الهرم، مكونة من 3 غرف
ومطبخ وحمام، ولها بابان، أحدهما حديدى، والثانى خشبى له «شراعة» حديدية من
الأعلى مغلقة بالزجاج. ولاحظ خبراء الأدلة الجنائية وجود آثار عنف بسيطة
حدثت أثناء فتحه.

وعن حالة الجثة وقت العثور عليها: «ملقاة على الظهر فوق سرير غرفة
النوم الرئيسية مجردة من الملابس بالكامل، وتوجد «سكين» مدممة ملقاة على
سجادة الغرفة على بعد متر ونصف المتر من مكان الجثة».

آثار الدماء الغزيرة على «المرتبة» أكدت أن الجريمة تمت على السرير،
وافترضت المعاينة أن الجانى عقب انتهائه قام بتنظيف يديه فى «ملاية
السرير» بعد أن ألقى السكين على السجادة، بينما رسمت آثار الدماء خط سير
المتهم فى الشقة، حيث تحرك حول السرير ثم توجه إلى الحمام، لكنه توقف لعدة
دقائق فى طرقة صغيرة أمامه، ثم دخل الحمام ونظف نفسه من دماء المجنى عليه.

آثار الدماء الموجودة على أرضية وحوائط الحمام أكدت أن المتهم كان
عارياً تماماً، وجلس على حافة البانيو وانزلق منه إلى الأرض ليسند ظهره،
وهو يغتسل، ثم عاد لغرفة النوم وارتدى ملابسه، وغادر الشقة فى هدوء.

رجال المعمل الجنائى رفعوا أكثر من 150 بصمة إصبع يد وقدم من داخل
الشقة وجد بينها ما يقرب من 50 بصمة للمتهم، منها بصمات يد وقدم كاملة،
رجحوا من خلالها أن القاتل فى بداية العشرينات، ورسم يده يؤكد أنه من أصحاب
الحرف الشاقة.

وقد أكد شهود الواقعة من الجيران أن القتيل كان يزوره أشخاص كثيرون،
منهم موظفون فى فروع محال الملابس الخاصة به، بالإضافة إلى شخص كان يتولى
تنظيف الشقة باستمرار، وعقب مناقشة الشهود والعاملين لدى القتيل، توصلت
المباحث إلى أن المجنى عليه اشترى الشقة من الراقصة الراحلة «سهير زكى» منذ
30 عاماً، وكان يعيش بمفرده، حتى خروجه على المعاش منذ 16 عاماً، بدأ
بعدها نشاطه فى تجارة الملابس.

«وجيه» - طبيب بشرى بكندا ونجل شقيق القتيل - هو مكتشف الجريمة، قال
إنه حضر وزوجته إلى مصر لزيارة المناطق السياحية، وأقاما فى شقة عمه
(القتيل)، ويوم الحادث خرجا فى الصباح وتركاه بمفرده، وعند عودتهما فى
السابعة مساءً اكتشفا الجريمة.

استمرت التحريات والتحقيقات 262 يوماً كاملة، توافرت خلالها عشرات
الأدلة المادية للجريمة، وبالرغم من ذلك، فشل رجال البحث فى تحديد الجانى،
لتقرر نيابة حوادث جنوب الجيزة حفظ التحقيقات فى القضية، ويبقى القاتل
طليقاً، بعد ارتكاب جريمته الكاملة بالمصادفة.