«حَمَل الله»: لقب مُبارك ومجيد من ألقاب ابن الله ربنا المعبود يسوع المسيح. وما أكثر ما يكلمنا الكتاب المقدس عنه كالحَمَل. وجميع الحملان التي قُدمت كذبائح في العهد القديم كانت تُشير إلى حَمَل الله المبارك. فمثلاً إبراهيم في يومه عندما سأله ابنه: «..أين الخروف للمُحرقة؟» أجابه: «الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني». وفي قصة خروف الفصح نرى الرمز المبارك لحَمَل الله فصحنا الذي ذُبح لأجلنا.

وإشعياء تكلم عن حَمَل الله قبل ظهوره بأكثر من سبعمائة سنة لما قال: «.. ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه، كشاةٍ تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه» ( إش 53: 7 ).

ويوحنا المعمدان عرفه كالحَمَل فصاح بفرحٍ قائلاً: «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم». وبطرس الرسول يكتب عن الفداء الذي ليس بأشياء تفنى .. بل بدمٍ كريم كما من حَملٍ بلا عيب ولا دنس ... معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم ( 1بط 1: 18 - 20).

إن حَمَل الله مستحق لكل عبادة وسجود وكرامة وحمد. وفي سفر الرؤيا نجد هذا السجود، ففيه يُذكر الحَمَل ثماني وعشرين مرة.

إن السجود في السماء سوف يؤدى على طول الأبدية لهذا الخروف الذي ذُبح. على أن الترنيمة التي سوف ترن في أرجاء الأبدية عن استحقاق حَمَل الله للسجود التعبدي إنما تبدأ من الأرض ـ من قلوب المفديين بالدم؛ الذين يعبدونه بالروح والحق. لأنه الآن في وسط أولئك الذين يجتمعون باسمه.

لكن ما أكثر الذين يُسيئون إلى اسمه الكريم! فإن إبليس رئيس هذا العالم يكره ثلاث كلمات، هي: ”الصليب، والخروف، والدم“ وتزداد عداوته على مرّ الأيام. لكن حَمَل الله لم يَزَل هناك في وسط العرش صامتًا صابرًا يترقب توبة الخطاة ورجوعهم إليه، وإن كانت كلمة الله تكلمنا عن محبة حَمَل الله وصبره وطول أناته ولطفه، إلا أنها أيضًا تكلمنا عن غضبه وصرامته.

فالذين يرفضون أن يسجدوا لهذا الحَمَل، والذين ينكرون الرب الذي اشتراهم، سوف يصرخون صرخات مدوية في يومٍ قادم، وقد سجل الكتاب تضرعاتهم التَعِسة عندما يقولون للجبال «اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومَن يستطيع الوقوف؟» ( رؤ 6: 16 ).