سيرة الأرخن الشهيد
أبوالعلا فهــد بن ابراهيم....
(أحد شهداء الأقباط فى عصر الدولة الفاطمية)
كان فهد يعمل كاتبا فى قصر الخليفة الحاكم بأمر الله وكان من أعيان الأقباط فى هذا العصر
ونظرا لبراعته وخلقه قام الحاكم بتعيينه وزيرا فى ذلك الوقت واسماه (الرئيس ابوالعلا فهد)
وتدرج فى المناصب حتى وصل الى ان اصبح كاتم أسرار الخليفة وأصبح فى منصب رئيس الوزراء فى ذلك الوقت...
وكان فهد عظيما فى تقواه محبا لآخرته أكثر من دنياه مساعدا للفقير مساندا
لليتامى والأرامل فكان يعترض طريقه كل من له حاجه فكان يجيبه إلى سؤاله
ويفرح قلبه بمساعدته , وكان مجيبا لكل طارق لبيته, واشتهر عنه محبته
للفقراء والمساكين...
وبدأ الشيطان يحيك الدسائس والمؤامرات فأرسل
جنوده الحاسدون عندما بدأت شهرته فى فعل الخير للمسلمين والمسيحين على
السواء, وخشى الحاسدون إزدياد نفوذ النصارى فى البلاد فأوعزوا على الوشايه
به عند مولاه ليضعفوا ثقته به...
فإتهمه إثنين من الحاقدين عليه هما
أبو طاهر وإبن العداس بإختلاس الأموال , ولم يحسن الحاكم إستقبالهم كما انه
لم يستمع إلى وشايتهما إلا أنهم إستمرا على خطتهما الدنيئه وحرضا آخرين
على تقديم شكاوى مماثله وكان الحاكم يفهم مغزى هذه الشكاوى المقدمه إليه ,
فإستغلها للضغط على وزيره الأمين القبطى فهد ومساومته بطريقه خبيثه
فأرسل إليه فمثل بين يديه وقال له : " أنت تعلم أننى قد إصطفيتك وقدمتك على
كل من فى دولتى فإسمع منى وكن معى فى دينى فأرفعك أكثر مما أنت فيه وتكون
لى مثل أخ"
وأراد الحاكم أن يستغل الشكاوى ويحوله عن ديانته فرفض
القبطى فهد وعود وتهديدات الحاكم, فأمر الخليفه بقطع رقبه فهد القبطى ,وأمر
بحرق جسده فظلت النار مشتعلة ثلاثة أيام ولم يحترق وبقيت يده اليمني التي
كان يمدها للصدقة في كل وقت سليمة كأن النار لم تكن منها البتة.....
وهذه الحادثة ذكرها المؤرخ المقريزى فى كتاباته معلقا :
(فقتل فهد في ثامن جمادى الآخرة وضربت عنقه وكان له منذ نظر في الرياسة
خمس سنين وتسعة أشهر واثني عشر يومًا وقد انتقم الله شر انتقام من الأشرار
الذين سعوا بالرئيس أبي العلاء فهد لدي الخليفة وغيروا قلبه عليه فقد كان
ابن العداس هو الذي حرك قلب الحاكم بأمر الله عليه فلم يمض علي وفاة الرئيس
فهد 29 يوما حتى قتل وأحرق بالنار
ثم قتل شريكه أبو طاهر)
وتعيد الكنيسة بتذكار استشهاده فى 20 برمودة ..
وهكذا رفض القبطى فهد وزاره الملك الأرضى وفضل عار المسيح أعظم من كنوز مصر
فكان كموسى النبى الذى ترك قصر فرعون.....
بركة صلوات الشهيد فهد فلتكن معنا
أميـــــــــــــن