سيرة القديس "الأنبا بسادة" الشهيد والأسقف
ولد بصعيد مصر من أبوين تقيين، يعملان في الزراعة ورعاية الغنم، اهتما
بتربيته الروحية ودراسته في الكتاب المقدس، مع حياة تقوية نسكية. في شبابه
كشف له الله برؤيا ما سيحّل بالكنيسة على يديْ دقلديانوس عندما يصير
ملكًا. أحبه أسقف بلده أبصاي أو بتولومايس (أبطلمايس)، حاليًا المنشأة
بمحافظة أسيوط، فسامه شماسًا، وإذ رأى فيه القلب الأمين في محبته لله
والغيور على خلاص...
كل نفسٍ أوصى بسيامته أسقفًا يخلفه. أسقف أبصاي بعد نياحة الأسقف أجمع
الشعب كله مع الكهنة على سيامته، وذهبوا للبابا الذي فرح به وحقق للشعب
اشتياقه. بقلبه البسيط المملوء حبًا إلهيًا وغيرة كان الله يهبه إعلانات
كثيرة، فقد قيل انه كثيرًا ما كان يشاهد السيد المسيح بمجده وبهائه أثناء
ممارسة ليتورجيا الأفخارستيا (القداس الإلهي)، وعند صلاة "استدعاء الروح
القدس" يشاهده على شكل حمامة بيضاء تشع نورًا على الذبيحة المقدسة وكل
المذبح. عُرف بقداسته في الرب، حتى تأهل لرؤية السيد المسيح الذي باركه
ووهبه عطية صنع المعجزات، وقد أمد في عمره حتى ظل على الكرسي الأسقفي نحو
80 عامًا. شدائده كرجل الله دخل بوتقة الآلام يشارك مسيحه صليبه، من هذه
الآلام مضايقة بعض الهراطقة له ومقاومته. فقد ظهر رجل هرطوقي (غالبًا ما
كان أريوسيًا) يقاوم القديس بسادة، فكان القديس ينصحه كثيرًا. وإذ رأى هذا
الهرطوقي فرديموس نجاح خدمة القديس وشى به لدى الملك فعزله عن كرسيه ليقيم
فرديموس عوضًا عنه. انطلق القديس هاربًا إلى مدينة أسوان ليجتمع بأسقفها
الذي أشار إليه أن يذهبا معًا إلى متوحدٍ بجبل أسوان يطلبان مشورته. هناك
بقي القديس مع المتوحد ثلاث سنوات حتى مات فرديموس ورجع القديس إلى شعب
الله يخدمه. استشهاده بعد زمان تولى دقلديانوس الحكم كما سبق فأعلن الله
للقديس في شبابه، وإذ بدأ يضطهد الكنيسة كان القديس بساده مع غلينيكوس
يثبتان الشعب على الإيمان وعدم جحد مسيحهم. أرسل أريانا والي أنصنا إلى
الأنبا بسادة وغلينيكوس يستدعيهما، فطلب الأسقف يومًا كمهلة له، أقام فيه
القداس الإلهي وثّبت الشعب، وانطلق إلى أريانا الذي كان في إحدى جولاته
بالصعيد الأقصى. وإذ رأى أريانا مهابته لم يستطع اللقاء معه فأمر بسجنه
وتركه بلا طعام مدة عشرة أيام، وإذ أُخرج من السجن طُلب منه جحد مسيحه،
ولما رفض تكرر سجنه أكثر من مرة، وكان في كل مرة يخرج من السجن المظلم كمن
كان في وليمة، بوجهٍ مشرقٍ ومتهللٍ. حكم عليه الوالي بقطع رأسه، فارتدى
ثياب المذبح البيضاء، ولما التقي به شماس يسأله عن سبب ارتدائه هذه
الثياب، أجاب: "يا ابني أنا ذاهب إلى حفل عرسي، وقد عشت السنين الطويلة
مشتاقًا لهذا اللقاء". وقد نال إكليل الشهادة في 27 كهيك.
منقوول
ولد بصعيد مصر من أبوين تقيين، يعملان في الزراعة ورعاية الغنم، اهتما
بتربيته الروحية ودراسته في الكتاب المقدس، مع حياة تقوية نسكية. في شبابه
كشف له الله برؤيا ما سيحّل بالكنيسة على يديْ دقلديانوس عندما يصير
ملكًا. أحبه أسقف بلده أبصاي أو بتولومايس (أبطلمايس)، حاليًا المنشأة
بمحافظة أسيوط، فسامه شماسًا، وإذ رأى فيه القلب الأمين في محبته لله
والغيور على خلاص...
كل نفسٍ أوصى بسيامته أسقفًا يخلفه. أسقف أبصاي بعد نياحة الأسقف أجمع
الشعب كله مع الكهنة على سيامته، وذهبوا للبابا الذي فرح به وحقق للشعب
اشتياقه. بقلبه البسيط المملوء حبًا إلهيًا وغيرة كان الله يهبه إعلانات
كثيرة، فقد قيل انه كثيرًا ما كان يشاهد السيد المسيح بمجده وبهائه أثناء
ممارسة ليتورجيا الأفخارستيا (القداس الإلهي)، وعند صلاة "استدعاء الروح
القدس" يشاهده على شكل حمامة بيضاء تشع نورًا على الذبيحة المقدسة وكل
المذبح. عُرف بقداسته في الرب، حتى تأهل لرؤية السيد المسيح الذي باركه
ووهبه عطية صنع المعجزات، وقد أمد في عمره حتى ظل على الكرسي الأسقفي نحو
80 عامًا. شدائده كرجل الله دخل بوتقة الآلام يشارك مسيحه صليبه، من هذه
الآلام مضايقة بعض الهراطقة له ومقاومته. فقد ظهر رجل هرطوقي (غالبًا ما
كان أريوسيًا) يقاوم القديس بسادة، فكان القديس ينصحه كثيرًا. وإذ رأى هذا
الهرطوقي فرديموس نجاح خدمة القديس وشى به لدى الملك فعزله عن كرسيه ليقيم
فرديموس عوضًا عنه. انطلق القديس هاربًا إلى مدينة أسوان ليجتمع بأسقفها
الذي أشار إليه أن يذهبا معًا إلى متوحدٍ بجبل أسوان يطلبان مشورته. هناك
بقي القديس مع المتوحد ثلاث سنوات حتى مات فرديموس ورجع القديس إلى شعب
الله يخدمه. استشهاده بعد زمان تولى دقلديانوس الحكم كما سبق فأعلن الله
للقديس في شبابه، وإذ بدأ يضطهد الكنيسة كان القديس بساده مع غلينيكوس
يثبتان الشعب على الإيمان وعدم جحد مسيحهم. أرسل أريانا والي أنصنا إلى
الأنبا بسادة وغلينيكوس يستدعيهما، فطلب الأسقف يومًا كمهلة له، أقام فيه
القداس الإلهي وثّبت الشعب، وانطلق إلى أريانا الذي كان في إحدى جولاته
بالصعيد الأقصى. وإذ رأى أريانا مهابته لم يستطع اللقاء معه فأمر بسجنه
وتركه بلا طعام مدة عشرة أيام، وإذ أُخرج من السجن طُلب منه جحد مسيحه،
ولما رفض تكرر سجنه أكثر من مرة، وكان في كل مرة يخرج من السجن المظلم كمن
كان في وليمة، بوجهٍ مشرقٍ ومتهللٍ. حكم عليه الوالي بقطع رأسه، فارتدى
ثياب المذبح البيضاء، ولما التقي به شماس يسأله عن سبب ارتدائه هذه
الثياب، أجاب: "يا ابني أنا ذاهب إلى حفل عرسي، وقد عشت السنين الطويلة
مشتاقًا لهذا اللقاء". وقد نال إكليل الشهادة في 27 كهيك.
منقوول