صلاة القديسين من أجلنا
القديس يوحنا الذهبي الفم
يحسن بنا الاعتماد على صلاة قديسي الله حتى ولو كنا نشيطين بتتميم الواجب. ربما تقول: ما الحاجة إلى صلاة الآخرين، إذا كنت أتمم واجباتي بنشاط؟ فأنا لست بحاجة إليها! لم يقل القديس بولس الرسول: لا حاجة إلى صلاة الآخرين، مع أنّ الذين صلوا لأجله لا يضاهونه بشيء. فكيف تقول أنت ما حاجتي إلى صلاة الآخرين عني؟ والقديس بطرس الرسول لم يقل ما الحاجة إلى هذه الصلاة، بل قيل: "وكانت الكنيسة تصلي إلى الله من أجله بلا انقطاع" (أعمال 5:2) وأنت تقول ما الحاجة إلى صلاة الآخرين؟ إنها تلزم، وخاصة أنك لا تعترف بالحاجة إليها. إنك في حاجة إلى صلاة الآخرين، ولو كنت معادلاً للرسل المقدَّمين على غيرهم.
إنني أكرر أنّ صلاة الغير من أجلنا نافعة لنا إذا كنا نتعب بتأدية واجباتنا. أما شهد رسول المسيح بقوله: "لأني أعلم أن هذا يؤول إلى خلاصي بصلاتكم وبإعانة روح يسوع المسيح" (فيليبي 19:1) والذي ينقذنا الآن بمعونة دعائكم لنا حتى أن كثيرين يودون الشكر على الموهبة" (2كور 10:1و11) ولكن لا أحد يستطيع أن يساعدنا بصلواته إذا كنا متهاملين. فما الفائدة التي حصل عليها النبي ارميا لليهود؟ ألم يصرخ إلى الله ثلاثاً ويسمع ثلاثاً: "وأنت فلا تُصَلِّ عن هذا الشعب ولا ترفع صراخاً ولا صلاة لأجلهم ولا تشفع إليّ فإني لا أسمع لك" (ارميا 16:7) وما المنفعة التي قدّمها النبي صموئيل للإسرائليين؟ ألم يهلكوا جميعاً غير ناظرين إلى نبي الله الذي شهد عن نفسه: "وأما أنا فحاشا لي أن أخطأ إلى الرب وأترك الصلاة من أجلكم" (ملوك الأول 23:12) لذلك يجب أن نعلم أن صلاة الآخرين من أجلنا تعود علينا بالنفع العظيم إذا قمنا بواجبات الصلاة نحن أيضاً. إن الصلاة تعمل وتساعد من يتمم واجباته، أما إذا كان متكاسلاً فلا تعود عليه بفائدة. ألم يصلّ القديس بولس الرسول من أجل العالم بأسره؟ ألم نصلّ نحن من أجل خلاص الجميع؟ فلماذا لا يصير الأشرار أبراراً؟ لأنهم لا يهتمّون لنفوسهم! فالصلاة من أجلنا تفيدنا إذا أتممنا ما يجب علينا.
أتريد أن تعرف أيها المسيحي كيف تكون الصلاة نافعة لنا؟ اسمع ما يقول يعقوب للابان: "ولولا أن إله أبي إبراهيم ومهابة إسحق معي لكنت سرّحتني فارغاً" (تكوين 42:31) واسمع أيضاً ما قال الرب الإله: "فأحمي هذه المدينة وأخلّصها من أجلي ومن أجل داود عبدي" (الملوك الثاني 34:19) لكن متى يكون هذا؟ كان بواسطة حزقيا الذي كان صِدّيقاً. ولكن إذا كان للصلاة قوة أثناء الشدائد العظيمة، لماذا أسلم الرب المدينة إلى نبوخذنصر عند هجوم البابليين؟ لأن الفساد ازداد في تلك الأيام، وهكذا النبي صموئيل من أجل الإسرائليين، نجح لما أرضى الإسرائليون العلي. وربما تقول ما الحاجة إلى صلاة الآخرين من اجلك إذا كنت عائشاً في طاعة الله؟ هذا لا يجوز لك قوله مطلقاً بل اسمع ما قاله السيد الرب عن أصحاب أيوب: "إن عبدي أيوب يصلّي من أجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم" (أيوب 8:42) لأنهم قد خطئوا ولكن خطيئتهم لم تكن عظيمة، وهذا الصدّيق نفسه الذي خلّص أصدقاءه لم يقدر أن ينقذ اليهود من الهلاك لأن "إثمهم كان عظيماً".
وقد قال السيد الرب بواسطة أنبيائه: "ولو كان فيها هؤلاء الرجال الثلاثة (نوح ودانيال وأيوب) أنهم لا ينقذون لها بنين ولا بناتهم وحدهم يخلصون والأرض تصير خربة" (حزقيال 14:14- 16) "ولو أن موسى وصموئيل وقفا أمامي لما توجّهت نفسي إلى هذا الشعب" (ارميا 1:15) وعندما صرخ النبي حزقيال: "آه أيها السيد أتهلك جميع بقية اسرائيل" عرفه الرب أن عدم مساعدته للإسرائيليين لم تكن له لأنه توسط لهم بل "لأن إثم اسرائيل ويهوذا عظيم جداً" (حزقيال 8:9و9).
فبتذكّرِنا أيها الأحباء كلّ هذا يجب ألا نحتقر صلاة القديسين أو نعتمد عليها وحدها، بل لنحافظ على الشرط الثاني أي ألا نتكاسل، ونصرف حياتنا في البطالة، حتى لا نُحرم من الخيرات العظيمة. لنسأل سكان السماء القديسين أن يساعدونا بصلواتهم لنقضي حياتنا في الصلاح حتى نحصل على الملكوت الأبدي.
التوقيع:
القديس يوحنا الذهبي الفم
يحسن بنا الاعتماد على صلاة قديسي الله حتى ولو كنا نشيطين بتتميم الواجب. ربما تقول: ما الحاجة إلى صلاة الآخرين، إذا كنت أتمم واجباتي بنشاط؟ فأنا لست بحاجة إليها! لم يقل القديس بولس الرسول: لا حاجة إلى صلاة الآخرين، مع أنّ الذين صلوا لأجله لا يضاهونه بشيء. فكيف تقول أنت ما حاجتي إلى صلاة الآخرين عني؟ والقديس بطرس الرسول لم يقل ما الحاجة إلى هذه الصلاة، بل قيل: "وكانت الكنيسة تصلي إلى الله من أجله بلا انقطاع" (أعمال 5:2) وأنت تقول ما الحاجة إلى صلاة الآخرين؟ إنها تلزم، وخاصة أنك لا تعترف بالحاجة إليها. إنك في حاجة إلى صلاة الآخرين، ولو كنت معادلاً للرسل المقدَّمين على غيرهم.
إنني أكرر أنّ صلاة الغير من أجلنا نافعة لنا إذا كنا نتعب بتأدية واجباتنا. أما شهد رسول المسيح بقوله: "لأني أعلم أن هذا يؤول إلى خلاصي بصلاتكم وبإعانة روح يسوع المسيح" (فيليبي 19:1) والذي ينقذنا الآن بمعونة دعائكم لنا حتى أن كثيرين يودون الشكر على الموهبة" (2كور 10:1و11) ولكن لا أحد يستطيع أن يساعدنا بصلواته إذا كنا متهاملين. فما الفائدة التي حصل عليها النبي ارميا لليهود؟ ألم يصرخ إلى الله ثلاثاً ويسمع ثلاثاً: "وأنت فلا تُصَلِّ عن هذا الشعب ولا ترفع صراخاً ولا صلاة لأجلهم ولا تشفع إليّ فإني لا أسمع لك" (ارميا 16:7) وما المنفعة التي قدّمها النبي صموئيل للإسرائليين؟ ألم يهلكوا جميعاً غير ناظرين إلى نبي الله الذي شهد عن نفسه: "وأما أنا فحاشا لي أن أخطأ إلى الرب وأترك الصلاة من أجلكم" (ملوك الأول 23:12) لذلك يجب أن نعلم أن صلاة الآخرين من أجلنا تعود علينا بالنفع العظيم إذا قمنا بواجبات الصلاة نحن أيضاً. إن الصلاة تعمل وتساعد من يتمم واجباته، أما إذا كان متكاسلاً فلا تعود عليه بفائدة. ألم يصلّ القديس بولس الرسول من أجل العالم بأسره؟ ألم نصلّ نحن من أجل خلاص الجميع؟ فلماذا لا يصير الأشرار أبراراً؟ لأنهم لا يهتمّون لنفوسهم! فالصلاة من أجلنا تفيدنا إذا أتممنا ما يجب علينا.
أتريد أن تعرف أيها المسيحي كيف تكون الصلاة نافعة لنا؟ اسمع ما يقول يعقوب للابان: "ولولا أن إله أبي إبراهيم ومهابة إسحق معي لكنت سرّحتني فارغاً" (تكوين 42:31) واسمع أيضاً ما قال الرب الإله: "فأحمي هذه المدينة وأخلّصها من أجلي ومن أجل داود عبدي" (الملوك الثاني 34:19) لكن متى يكون هذا؟ كان بواسطة حزقيا الذي كان صِدّيقاً. ولكن إذا كان للصلاة قوة أثناء الشدائد العظيمة، لماذا أسلم الرب المدينة إلى نبوخذنصر عند هجوم البابليين؟ لأن الفساد ازداد في تلك الأيام، وهكذا النبي صموئيل من أجل الإسرائليين، نجح لما أرضى الإسرائليون العلي. وربما تقول ما الحاجة إلى صلاة الآخرين من اجلك إذا كنت عائشاً في طاعة الله؟ هذا لا يجوز لك قوله مطلقاً بل اسمع ما قاله السيد الرب عن أصحاب أيوب: "إن عبدي أيوب يصلّي من أجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم" (أيوب 8:42) لأنهم قد خطئوا ولكن خطيئتهم لم تكن عظيمة، وهذا الصدّيق نفسه الذي خلّص أصدقاءه لم يقدر أن ينقذ اليهود من الهلاك لأن "إثمهم كان عظيماً".
وقد قال السيد الرب بواسطة أنبيائه: "ولو كان فيها هؤلاء الرجال الثلاثة (نوح ودانيال وأيوب) أنهم لا ينقذون لها بنين ولا بناتهم وحدهم يخلصون والأرض تصير خربة" (حزقيال 14:14- 16) "ولو أن موسى وصموئيل وقفا أمامي لما توجّهت نفسي إلى هذا الشعب" (ارميا 1:15) وعندما صرخ النبي حزقيال: "آه أيها السيد أتهلك جميع بقية اسرائيل" عرفه الرب أن عدم مساعدته للإسرائيليين لم تكن له لأنه توسط لهم بل "لأن إثم اسرائيل ويهوذا عظيم جداً" (حزقيال 8:9و9).
فبتذكّرِنا أيها الأحباء كلّ هذا يجب ألا نحتقر صلاة القديسين أو نعتمد عليها وحدها، بل لنحافظ على الشرط الثاني أي ألا نتكاسل، ونصرف حياتنا في البطالة، حتى لا نُحرم من الخيرات العظيمة. لنسأل سكان السماء القديسين أن يساعدونا بصلواتهم لنقضي حياتنا في الصلاح حتى نحصل على الملكوت الأبدي.
التوقيع: