فاطمة ناعوت تكتب: البحث عن المربع «صفر»







فاطمة ناعوت تكتب: البحث عن المربع «صفر» 1255050311ahahah1-300x223









المصرى اليوم

هل قامت ثورةُ يناير 2011؟ سؤالُ الشعبِ المصرىّ كافّة، عدا
فصيل الإخوان. وكم يمثّل فصيلُ الإخوان من تعداد الشعب المصرى؟ كنتُ على
الهواء مع الإخوانى الصديق جمال نصّار، فى ضيافة الإعلامى عمرو الليثى،
وقلت له: «أنتم أقليّة لا تمثلون أكثر من 3 مليون»، فأجابنى «نصار» بأنهم
مليون لا غير، والعهدة على القائل. (الحلقة على يوتيوب). وأيًّا ما كان
عددُهم، مليونًا كان، أو حتى الـ5 ملايين الذين انتخبوا «مرسى» فى الجولة
الأولى، فإنهم، مع كافة التيارات الدينية، يمثّلون أقلية. ويظل الشعبُ الذى
انكسر حلمُه فى ثورة 2011 هم الأكثرية.


جرّبْ أن تسأل مصريًّا عن ثورة يناير. ستلمح نظرة الأسى بعينيه.
وهو يجيبك بأن الثورة لم تنته، ومستمرة، وأن «كِمالتها» أو «بعثها» أو
استنهاضها من مواتها سيكون بعد أيام، (25 يناير المقبل)، فى ذكراها السنوية
الثانية.


كان إسقاطُ مبارك أولَ وأبسط المرجوِّ من تلك الثورة العظيمة
«المُستلبة». وما حدث خلال العامين الماضيين، ليس فقط دليلاً على أن الثورة
لم تكتمل، أو حتى لم تبدأ، بل للأسف خسرنا الكثير من المكتسبات التى كنا
نقف عليها قبل 2011. وها نحن نبدأ، لا من المربع «صفر»، بل أضحى علينا
البداية من مربع «ما قبل الصفر»، شأن الخاسرين الذين عليهم الكثير قبل أن
يقفوا على المربع الأول، ليستأنفوا البناء. أحصوا معى:


- سقوط 17شهيدًا من جنودنا برفح، لم يُقدم متهمٌ للمحاكمة.

- حنث «مرسى» بالقسم أمام الشعب، واستخفّ بأحكام القضاء.

- وعود وهمية تعهّد بها فى برنامجه الانتخابى وفضيحة الـ100 يوم
ومشروع النهضة الوهمى، لا شىء تحقق ولا بادرةٌ فى الأفق إلا الدمار والفلس
وإرهاصات تقسيم مصر.


- رفضه تشكيل جمعية تأسيسية يتوافق عليها الشعب لكتابة الدستور
المصرى، واستهانته بالفصائل التى انسحبت، ثم إجراء استفتاء باطل على دستور
باطل رفضه الشعب، وخروج النتيجة بالموافقة إثر تزوير فجّ شهده العالم،
بإجمالى 20% فقط من أصوات الناخبين.


- إصداره إعلانًا دستوريًّا يحصّن قراراته الديكتاتورية من الطعن عليها أمام القضاء.

- محاصرة مؤيديه للمحكمة الدستورية العليا للضغط على القضاة، ثم محاصرتهم مدينة الإنتاج الإعلامى- منبر الكلمة فى مصر.

- سقوط شهداء على أيدى إخوانه، دون محاكمة القتلة.

- تزكيته الفتنة الطائفية فى مصر، وتكريس الانقسامات فى عهده
القصير، وتركه القنوات الدينية تسبُّ المواطنين، وتُكفّرهم، وتزدرى الأديان
كافة، دون محاسبة المتطاولين.


- اتهام الأزهر الشريف- منبر الإسلام فى العالم، بالكفر، وصمته
على الأدعياء. الشورى، وما أدراك ما الشورى! وثم الكثير. والثورة قادمة.
f.naoot@hotmail.com