المسيحية هي امتداد طبيعي لليهودية، فهل الإسلام هو امتداد طبيعي للمسيحية، أم ناقض لكل ما سبقه؟!
سؤال: لماذا تتمسكون بالمسيحية ولا تدينون بالإسلام الذي أتى بعدكم، في حين أنكم تتوقعون من اليهود أن يؤمنوا بالمسيحية لأنها أتت بعد اليهودية؟!
الإجابة:
نحن نتوقع من اليهود أن يؤمنوا بالمسيحية لأن المسيح Christ الذي كانوا ينتظرونه قد جاء فعلاً إلى العالم وإلا لما قامت المسيحية وإنتشرت. ثم إن المسيحية كانت تحقيقاً لما تنبأت به اليهودية ورمزت إليه فيها.
فحياة المسيح كلها من ميلاده ونشأته في الناصرة وخدمته وتعليمه ومعجزاته وآلامه وصلبه وقيامته وصعوده إلى السماء وحلول الروح القدس، كلها قائمة في توراة موسى والأنبياء والمزامير، وكامِنة في تراجِم شخصيات العهد القديم وأحداثه ورموزه وأقوال أنبيائه، ولكها تحققت بحذافيرها بكل دقة كما سجلتها رواية العهد الجديد.


كذلك عقائد المسيحية الأساسية التي تقوم في ألوهية السيد المسيح، وعمل الفداء والخلاص بالصليب، وفي الله الواحد الثالوث كانت كامنة أيضاً ومستترة في الديانة اليهودية، وقد أعلنتها المسيحية وأظهرتها وأكدتها. كما أن طقوس وعبادات وذبائح العهد القديم كلها تمت رموزها في ذبيحة الصليب وفي عبادة وطقوس العهد الجديد.
وكذلك تعاليم ووصايا وأحكام وفرائض العهد القديم أمَّن عليها السيد المسيح وإرتقى بها إلى مستوى أسمى وأكثر روحانية. لذلك من المفروض أن يتقبل اليهود الإيمان المسيحي بكل رضى وإقتناع. هذا من جهة توقع إيمان اليهود بالمسيحية. أما من جهة إيماننا نحن بالإسلام و القرآن فإننا نُصادق عليه فيما إتفق عليه معنا في عقائدنا حيث يبدو فيها أشد تقارُباً إلينا.
اما تمسُّكنا بإيماننا المسيحي فينبع من أننا في المسيحية تلامَسنا مع الله وإنكشف لنا كثير من أسرار السماء وأسرار الأبدية، وإختبرنا أسمى المبادئ الروحية وتذوّقنا حلاوة التجرُّد من العالم والجسد بالإلتصاق بالله والإنطلاق بالروح نحو عير المحدود، مما يؤجِّج فينا مشاعر الحب نحوه بفاعلية روحه القدوس في نفوسنا وقلوبنا.. وترافقنا آياته ومعجزاته مما يقوي إحساسنا بوجوده الدائم معنا. وإذ نشبع ونرتوى من إيماننا فلا نحِس بإحتياج لإيمان آخر