جميل رفلة شاب مسيحي يحفظ القرآن كاملاً
أقباط ماسبيرو ضربوه عندما حاول إقناعهم بإنهاء الاعتصام
هانم الفشني
إذا كان الإسلام قائماً علي التسامح، فالمسيحية مبنية علي التواضع،
وأنا أتمني أن تصبح مصر دولة إسلامية وأن يحكمها الإخوان المسلمون، بهذه الجملة بدأ الشاب المسيحي جميل رفلة أبادير يبلغ من العمر »31 عاماً« حديثه مع »الوفد الأسبوعي« عندما ذهبنا اليه في منطقة التبين مساكن المرازيق.
جميل أب لثلاثة أبناء هم يوسف وكلارا وساندي، يحفظ القرآن الكريم كاملاً فضلاً عن مجموعة كبيرة من الأحاديث النبوية الشريفة، بجوار والدته المسنة وعلي مقربة من أبنائه الثلاثة جلسنا مع جميل وسألناه عن سبب شهرته في المنطقة فقال: أنا حاصل علي دبلوم صنايع قسم تبريد وتكييف وعملت بأحد المطانع وكلما اتحدث مع أي شخص في الدين وأستشهد بآيات من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة يتهمني بالجنون، حتي أنهم فصلوني من وظيفتي بسبب حفظي القرآن الكريم، الذي يتكون من »114« سورة و»6236« آية و»30« جزءاً وأحفظه من أول فاتحة الكتاب الي قل أعوذ برب الناس.
وعن سبب اهتمامه بحفظ القرآن الكريم قال: كنت في البداية أقرؤه بحب استطلاع ثم وجدت نفسي أحفظه وأجيد دراسته وتفسيره وتجويده ايضاً علي الرغم من أن يدرس في هذا البلد يجد المتاعب كلها،وفيما يتعلق برأيه في ترشيح التيارات الاسلامية في الانتخابات وامكانية وصولها للرئاسة مثل جماعة الإخوان المسلمين، استطرد جميل: بكل سرور أتمني من الله أن يسود الإسلام في مصر، أنا كرجل مسيحي أتمني ان تطبق الشريعة الاسلامية في البلاد لأنه اذا حكم الاخوان مصر سأنام مع أولادي وزوجتي في أمان نضع الذهب بجوارنا ونفتح باب منزلنا ولا نخشي شيئاً، وعن احتمالية تولي قبطي حكم مصر قال: هذا لن يحدث أبداً واذا ترشح مسيحي للرئاسة أتمني من الله أن يسود العدل وان يقتصر دوره علي الشئون المسيحية فقط،. لكن من يحكم مصر لابد ان يكون مسلماً متديناً حتي نشعر بالراحة ونأخذ حقوقنا.
وحول الفتن الطائفية التي تثور في مصر بين الحين والآخر علق جميل: انها يد مدسوسة داخلنا ففي سورة النحل آية »35« أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم »ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت« صدق الله العظيم، فأثناء اعتصام المسيحيين امام ماسبيرو ذهبت الي هناك لمحاولة اقناعهم بفض الاعتصام وألقيت خطبة كان ردهم عليها الاعتداء علي بالسب والضرب، ففي حديث شريف عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: »من أذي ذمياً فقد أذاني ومن أذاني فقد آذي الله وأنا خصيمه يوم القيامة«.
وكلما تحدثت عن الدين الاسلامي مع أي مسيحي يضطهدني ويتهمني بالجنون، وفي كنيسة مار جرجس بالتبين ذهبت هناك لكي أعرض مشكلتي علي أبونا يوسف عطا الله جرجس وأحكي له ما حدث لي وأنهم طردوني من وظيفتي بسبب حفظي للقرآن الكريم أهانني وسلسلني بالجنزير الحديد وحرر لي محضراً بقسم الشرطة اتهمني فيه بتعطيلهم عن أداء العبادة في الكنيسة.
أخذ جميل يبكي بحرقة ثم قال: وفيها إيه يعني لما أحفظ القرآن الكريم لقد سميت ابني يوسف علي اسم سيدنا يوسف لأنني أعاني ما عاني منه حيث ان اشقاءه غدروا به وألقوا به في البئر، ثم اتهم في امرأة العزيز فسجن، وبعد سنوات أصبح ملك مصر والأمين علي خزائنها.. أنا نفسي مصر يسود فيها الأمن والأمان ليصدق قول الله في سورة يوسف »ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين«.
بوابة الوفد الاليكترونية