مدحت قلادة
لماذا الأقباط يدفعون الثمن رغم الثورة..؟!
الثلاثاء، 30 أغسطس 2011 - 23:25
لم تصهر طوائف الشعب فى بوتقة واحدة فقط إنما امتزجت دماؤهم معاً لتروى أرض المحروسة على أمل ثمرة الحرية للجميع لنمضى عقودا طويلة على نظام فاشل أفسد الحياة السياسية والاقتصادية، ثورة شعارها مدنية مدنية.. سلمية سلمية.. قادها الشباب شارك فيها الشيخ والكهل والشاب والفتاة والسيدة والرجل أيضاً.. الجميع شارك ليس للقضاء على رموز النظام الفاسد بل على النظام الفاسد الفاشى ذاته، للقضاء على الظلم والمحسوبية والقبض العشوائى والأحكام الظالمة وجلسات المصاطب التى للأسف ما زالت مسيطرة على عقول أولى الأمر بمصر.
استبشر الشعب المصرى خيراً ولكن للأسف ما زال الفكر القديم يسيطر ويستمر النظام فى ضرب الباكى إمعاناً فى كسب ود المعتدى.. إليك عدد من الأمثلة:
علاء رضا رشدى رجل أعمال مصرى من محافظة المنيا مركز أبو قرقاص فى العقد الرابع من العمر قام بعمل مطب صناعى أمام منزله تسبب فى حدوث مشكلة بين سائق مسلم وشاب مسيحى سائق لموتوسكيل انتهى الشجار وحضر الشاب السائق المسلم ومعه أعداد كبيرة من المتطرفين التى ابتلت بهم شوارع مصر تم إلقاء القبض على علاء رضا رشدى وتلفيق عدد من التهم منها تمويل الأقباط بالسلاح وعمل فتنة... وبدلاً من إقامة العدل تحت مسمع ومرأى القوات الأمن المصرى نهبت منازل مسيحيى مركز أبو قرقاص علاوة على تلفيق تهم قتل مسلمين لعدد من الأقباط فى صراع عائلتين مسلمتين فى نفس البلد عائلة معبد أبو زيد وجمال.. وما زال السيد علاء رضا محبوس فى قضية سياسية بامتياز وليست جنائية ومعه عدد من المسيحيين التى نهبت وسرقت وحرقت منازلهم.. وكأنهم يعيشون فى كنف النظام البائد ليستمر فى ضرب الباكى وتعضيد الضارب.
مايكل نبيل سند لم يقتل أو يحرض على القتل.. بل أبدى رأيا بشأن القوات المسلحة زج به فى غياب السجن وحكم عسكريا لتقضى المحاكمة بحبسه خمس سنوات على الرغم من نيل العديدين أحكام براءة كانوا مدانين وجهوا كلمات أشد عنفاً من مايكل.. ترى لماذا تتعدد مكاييل الأحكام بين أطياف المجتمع المصرى (ألا يستحق مايكل العفو مثل أسماء محفوظ) مثلا؟
لم ينل الأحياء الظلم فقط بل نال الأموات فمدافن الأقباط فى أبوقرقاص ما زالت تنهب أبوابها للآن سرق 15 بوابة حديدية من مدافن الأقباط فى أبوقرقاص بلا رادع للصوص بلا عمل جاد.. ربما هنا العدل والمساواة بين الأحياء والأموات فى التنكيل بهم جميعاً ليس من اللصوص فقط بل بصمت الأمن والقوات المسلحة فمن حسن حظ الأموات أنهم نجوا من الزج بهم فى السجون لأنهم أموات.
رامى فريد سائق توك توك من أبو قرقاص سائق توك توك أوقفه اثنان من الجماعات الإسلامية وطلبا منه توصيلهما لمكان مهجور، رفض وتحت تهديد المطاوى أوصلهما فإذا بهم يربطان يديه وقدميه بعد عدد من الطعنات وإلقائه فى النيل وبمعجزة خرج حياً وذهب لعمل محضر بأسماء المجرمين، فرفض الأمن عمل محضر ورفض تدوين أسماء المعتدين مما يعطى للجميع إشارة برضاء الأجهزة الأمنية لعمل بلطجية ومجرمين.. خاصة إذا كان الضحية مسيحيا.
مدرسة إخوان بطرس الإعدادية ملك لمطرانية الأقباط الأرثوذكس بالبلينا وقد أخذتها مديرية التربية والتعليم بسوهاج بعقد إيجار منذ عدة سنوات ماضية، ولكن قامت المطرانية بعمل دعوى قضائية لاسترداد المدرسة، وجاء حكم المحكمة لصالح المطرانية باستردادها من مديرية التربية والتعليم، إلا أن هذا الحكم آثار غضب سلفيى البلينا وقاموا بتوزيع منشورات دعوا خلالها لحشد جميع القوى الإسلامية لإيقاف تنفيذ حُكم المحكمة ومنع تسليم المدرسة للمطرانية، مشيرين إلى أنهم سيتمسكون بهذا حتى لو استدعى الأمر للعنف وقتل الأقباط.
إلى متى تضيع الحقوق وتهدر الكرامات وتسحق النفوس وتُهتك الأعراض وتنموا الكراهية والتحريض.
إنها رسالة مُرة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وجهاز الأمن.
إنها رسالة لكل مصرى مخلص.. يتمنى وطنا أجمل.. ودولة قوامها العدالة والاحترام.
كنت أتمنى أن أكون مخطئاً ولكن بعد هذه الأدلة هل نصمت؟.. أم نقول للجميع اتقوا شر الحليم.
ولا تراهنوا على الصمت كثيرا فمصر بعد 25 يناير يجب أن تكون مختلفة.. لصالح كل المصريين.. بغض النظر عن معقداتهم
لماذا الأقباط يدفعون الثمن رغم الثورة..؟!
الثلاثاء، 30 أغسطس 2011 - 23:25
لم تصهر طوائف الشعب فى بوتقة واحدة فقط إنما امتزجت دماؤهم معاً لتروى أرض المحروسة على أمل ثمرة الحرية للجميع لنمضى عقودا طويلة على نظام فاشل أفسد الحياة السياسية والاقتصادية، ثورة شعارها مدنية مدنية.. سلمية سلمية.. قادها الشباب شارك فيها الشيخ والكهل والشاب والفتاة والسيدة والرجل أيضاً.. الجميع شارك ليس للقضاء على رموز النظام الفاسد بل على النظام الفاسد الفاشى ذاته، للقضاء على الظلم والمحسوبية والقبض العشوائى والأحكام الظالمة وجلسات المصاطب التى للأسف ما زالت مسيطرة على عقول أولى الأمر بمصر.
استبشر الشعب المصرى خيراً ولكن للأسف ما زال الفكر القديم يسيطر ويستمر النظام فى ضرب الباكى إمعاناً فى كسب ود المعتدى.. إليك عدد من الأمثلة:
علاء رضا رشدى رجل أعمال مصرى من محافظة المنيا مركز أبو قرقاص فى العقد الرابع من العمر قام بعمل مطب صناعى أمام منزله تسبب فى حدوث مشكلة بين سائق مسلم وشاب مسيحى سائق لموتوسكيل انتهى الشجار وحضر الشاب السائق المسلم ومعه أعداد كبيرة من المتطرفين التى ابتلت بهم شوارع مصر تم إلقاء القبض على علاء رضا رشدى وتلفيق عدد من التهم منها تمويل الأقباط بالسلاح وعمل فتنة... وبدلاً من إقامة العدل تحت مسمع ومرأى القوات الأمن المصرى نهبت منازل مسيحيى مركز أبو قرقاص علاوة على تلفيق تهم قتل مسلمين لعدد من الأقباط فى صراع عائلتين مسلمتين فى نفس البلد عائلة معبد أبو زيد وجمال.. وما زال السيد علاء رضا محبوس فى قضية سياسية بامتياز وليست جنائية ومعه عدد من المسيحيين التى نهبت وسرقت وحرقت منازلهم.. وكأنهم يعيشون فى كنف النظام البائد ليستمر فى ضرب الباكى وتعضيد الضارب.
مايكل نبيل سند لم يقتل أو يحرض على القتل.. بل أبدى رأيا بشأن القوات المسلحة زج به فى غياب السجن وحكم عسكريا لتقضى المحاكمة بحبسه خمس سنوات على الرغم من نيل العديدين أحكام براءة كانوا مدانين وجهوا كلمات أشد عنفاً من مايكل.. ترى لماذا تتعدد مكاييل الأحكام بين أطياف المجتمع المصرى (ألا يستحق مايكل العفو مثل أسماء محفوظ) مثلا؟
لم ينل الأحياء الظلم فقط بل نال الأموات فمدافن الأقباط فى أبوقرقاص ما زالت تنهب أبوابها للآن سرق 15 بوابة حديدية من مدافن الأقباط فى أبوقرقاص بلا رادع للصوص بلا عمل جاد.. ربما هنا العدل والمساواة بين الأحياء والأموات فى التنكيل بهم جميعاً ليس من اللصوص فقط بل بصمت الأمن والقوات المسلحة فمن حسن حظ الأموات أنهم نجوا من الزج بهم فى السجون لأنهم أموات.
رامى فريد سائق توك توك من أبو قرقاص سائق توك توك أوقفه اثنان من الجماعات الإسلامية وطلبا منه توصيلهما لمكان مهجور، رفض وتحت تهديد المطاوى أوصلهما فإذا بهم يربطان يديه وقدميه بعد عدد من الطعنات وإلقائه فى النيل وبمعجزة خرج حياً وذهب لعمل محضر بأسماء المجرمين، فرفض الأمن عمل محضر ورفض تدوين أسماء المعتدين مما يعطى للجميع إشارة برضاء الأجهزة الأمنية لعمل بلطجية ومجرمين.. خاصة إذا كان الضحية مسيحيا.
مدرسة إخوان بطرس الإعدادية ملك لمطرانية الأقباط الأرثوذكس بالبلينا وقد أخذتها مديرية التربية والتعليم بسوهاج بعقد إيجار منذ عدة سنوات ماضية، ولكن قامت المطرانية بعمل دعوى قضائية لاسترداد المدرسة، وجاء حكم المحكمة لصالح المطرانية باستردادها من مديرية التربية والتعليم، إلا أن هذا الحكم آثار غضب سلفيى البلينا وقاموا بتوزيع منشورات دعوا خلالها لحشد جميع القوى الإسلامية لإيقاف تنفيذ حُكم المحكمة ومنع تسليم المدرسة للمطرانية، مشيرين إلى أنهم سيتمسكون بهذا حتى لو استدعى الأمر للعنف وقتل الأقباط.
إلى متى تضيع الحقوق وتهدر الكرامات وتسحق النفوس وتُهتك الأعراض وتنموا الكراهية والتحريض.
إنها رسالة مُرة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وجهاز الأمن.
إنها رسالة لكل مصرى مخلص.. يتمنى وطنا أجمل.. ودولة قوامها العدالة والاحترام.
كنت أتمنى أن أكون مخطئاً ولكن بعد هذه الأدلة هل نصمت؟.. أم نقول للجميع اتقوا شر الحليم.
ولا تراهنوا على الصمت كثيرا فمصر بعد 25 يناير يجب أن تكون مختلفة.. لصالح كل المصريين.. بغض النظر عن معقداتهم