من اللحظة التي يلتقيان فيها، ومن الوهلة الأولى تظهر عاطفتهما، ويظهر إعجابهما المتبادل، وعندما تلتقي نظراتهما تتعالى دقات قلبهما.
هو لا يستطيع أن يأكل، وهي لا تستطيع أن تنام. حالهما أشبه بما لو تم انتزاعهما من مكانهما.. تعاهدا على الزواج، وعلى أن يكون كل منهما للآخر مدى الحياة. ثم يندفعان للإعداد لحفل الزفاف. وتضاء الشموع، وبصوت مرتعش تهمس العروس: "أوافق" أو "قبلت الزواج منك". كما لو كانت منومة مغناطيسياً، وبحلة جميلة يردد العريس نفس الكلمات؛ فرحاً لكونهما قد صارا كياناً واحداً. وتنتهي المراسم الرسمية، فهل تم إعداد العروسين للحياة المقبلة، وإلى أي مدى يعرف كل منهما الجانب الآخر للشريك؟ المزاج المتغير، تنظيف البيت، رعاية الأبناء، سداد المصروفات...الخ

قد لا ينجح الزواج، ليس لأننا لا نستطيع أن نحتمل الضغوط. إن السؤال الهام ليس: "هل هو (أو هي) الشخص المناسب لي؟"، ولكن "هل أنا الشخص المناسب؟"
وهناك أسئلة كثيرة لا نستطيع أن نجيب عليها إلا عندما تصل إليها. ولكنك تستطيع أن تتجنب بعض الأخطاء، إذا فكرت جدياً قبل أن تقرر الارتباط بالشخص - الذي اخترته - مدى الحياة.
وإليك هذه الأسئلة لكي تفكر فيها جيداً قبل اتخاذ قرارك:

هل تقدر أن تتكلم وتتحدث؟
هل تستطيع أن تتكلم بحرية عن أي موضوع تهتم به؟ وهل تستطيع أن تعبر بإخلاص عما يزعجك؟ أم أنك تكظم ضيقك حتى يتضخم وينفجر في وجه أول إنسان تقابله؟ فهناك بعض الناس - بطبيعتهم - يجيدون التحدث والتعبير عن أنفسهم. ولا يوجد خطأ في ذلك التواصل يمكن أن يتم بالأسلوب الذي يناسبكما، والمهم هو الصراحة الكاملة بينكما وإجادة التعبير وتوصيل وتبادل الآراء والأفكار بينكما، بحيث لا يفهم أحدكما فكر الآخر خطأ.

هل تستطيعان أن تعملا معاً؟
هل تستطيعان الاتفاق على العمل معاً كفريق، فما أن ينقضي"شهر العسل" حتى يظهر كم من الأعمال الروتينية اليومية. فلابد من وجود من يطهي، وينظف، ويكوي، ويهتم بتلبية طلبات الطفل في أي وقت... فهل تستطيع أن تشارك طواعية وعن طيب خاطر في هذا الجانب بعد الزواج؟


هل أنتما صديقان مقربان؟
هل بينكما مشاعر الصحبة المتينة؟ فأمامك سنوات طويلة، لذلك يجب أن تكون الرغبة في صحبة كل منكما للآخر حقيقية لكي ينجح زواجك. إن الأصدقاء يخرجون الأفضل من بعضهم، يجعلون بعضهم البعض أكثر امتلاء بالحيوية، وأكثر إبداعاً، وأكثر نشاطاً. فالأصدقاء يساعدون بعضهم البعض على الاحتفال بالحياة.

هل تفهم مزاجه وعواطفه؟
لا يتطابق أو يتماثل شخصان، سواء خارجياً أو داخلياً. وإذا أمكن رؤية مزاجك، فسوف تبدو وشريك حياتك مختلفين عاطفياً، مثلما أنتما مختلفان بدنياً. فمهما كنت صعب الرأس أو سلس القياد، خجولاً أو واثقاً من نفسك، سريع التأثر أو هادئاً، فهناك من المخاوف، والاحباطات، والضغوط ما يواجهها كل منكما على حدة.
والهدف، ليس أن تجعل شريكك يتطابق مع مزاجك ولكن أن يساعد كل منكما الآخر على أن يوجه هذه المشاعر الفريدة في طرق صحية وإيجابية.

هل تقدر أن تقبل أخطاءه (عيوبه)؟
هل أنتما راضيان عن كل شيء في شكل وشخصية الآخر؟ هل يفخر كل منكما بالآخر؟
يوجد دائماً فرصة للنمو وللتغيير - لكن الناس لا تتغير بسهولة. وغالباً ما يتغيرون عندما يريدون ذلك - وليس عندما يضطرون إلى ذلك. فإن كانت هناك أشياء لا تحبها في شريكك، فلا تعتمد عليه في أن يأخذ "شكلاً معيناً" بعد الزواج.

هل تتشاركان في القيم نفسها؟
الأمانة في كل شيء، الالتزام بدفع الضرائب، أو تسديد الفواتير، وكل الالتزامات تجاه الآخرين، الاهتمام بالنظافة العامة، الإيمان والعلاقة بالله سبحانه، مساعدة المحتاج، الرغبة في الإنجاب وعدد الأطفال.
ليس عليك أن تحب الأشياء نفسها، أو أن تؤكد الآراء نفسها في كل موضوع، ولكن إذا لم تشتركا في القيم الأساسية، فسيكون من الصعب التفاهم والتوافق بينكما مستقبلاً.

هل مازالت تزعجك أشياء من الماضي؟
لا تتزوج من أجل أن تسوي خلافاً أو نقصاً في الماضي، مثل فسخ خطبة، أو لمعاقبة خطيب سابق. فالحب المبني على رد الفعل، يكون غير مستقر.
أنتما في حاجة إلى التحدث بصراحة (ليس بالضرورة بالتفصيل) عن شخص كنت بصدد الارتباط به، وقد تغيرت الظروف الآن.
احرص على أن تبدأ حياتك الجديدة مع شريك حياتك بدون أسرار.

هل قضيتما معاً وقتاً كافياً؟
لا تستطيعان أن يعرف أحدكما الآخر بعمق إذا لم تقضيا وقتاً كافياً للتعارف. فإن تعارفكما - في وجود الأهل أو بعلمهم - هو الذي سوف ينقلكما إلى ما بعد المشاعر الحالمة، ويدعكما تريان بوضوح أكبر كل الجوانب التي لم تظهر في بداية التعارف بصورة طبيعية، وبلا مبالغة.

هل اختلفتما ثم تسامحتما؟
في خلال أسبوع من حدوث مشكلة ما بينكما، سوف يعرف أحدكما عن الآخر أكثر مما تعرفانه خلال شهر من السعادة. إذا لم تقدر على الصفح، أو إذا حملت ضغائن، أو إذا استخدمت "المعاملة الصامتة" لتكسب موقفك، أو إذا جعلت "عدم الموافقة" تصل بك إلى قمة الضيق، فأنت لست مستعداً بعد للزواج.

هل طلبت معونة الله؟
يمكن أن يكون الزواج أكثر العلاقات بهجة، بل ويكون أكثر من ذلك إذا ضمن بركة الله سبحانه ورضاه عن هذا الاختيار. فبمساعدته ومعونته سوف يجد كل منكما أنه من السهل أن يحب وأن يقبل، وأن يعطي، وأن يصفح. إن الله يُعنى بكل هذه الأمور، فتوجه إليه.

هل تحب شريكك كنفسك؟
كما يقوت الإنسان جسده لينمو، فأيضاً يجب أن يحب الشريك شريك حياته كما يحب نفسه، فقد صارا كياناً واحداً، ولابد من وجود الرعاية والعناية والمشاعر الصادقة. وهي مفاتيح الحب الحقيقي الذي يتمتع بالصحة والسعادة.


عن مجلة هو وهى