مقدمة


لقد رأينا عبارة أبانا الذى فى السموات
و كم هى عبارة ما ألطفها تنزل كالندى على كل قلب وعلى كل من ينطق بها ,أن
كلمة أبانا تبعث فينا أيضا المحبة والثقة ,عندما يحيط الخوف بالطفل يهرع
إلى أبيه شاعرا أن عنده القوة التى تحمية , قوة أكثر مما يملك هو ويجد عنده
الأطمئنان ,عندما نقول أبانا نشعر
بالمحبة والثقة ,فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة
وعندئذ نجد من الآب السماوى رحمة ونعمة ,عونا فى حينه, ولنتأمل فى الأبن
الضال ,كيف أنه بعض تشرده ,وأنتهاء الأمر به إلى العيشة بين الخنازير ,أن
لفظة أب أحيت فيه ميت الرجاء , وأعطته ثقته فى نفسه ومحبة لأبيه بالرغم مما
صدر منه نحوه فقال فى لوقا 15: 17- 19
17فَرَجَعَ
إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ
الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ
جُوعاً! 18أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي،
أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،19وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ
أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ
,وأذا أضفنا إلى كلمة أب ضمير المتكلمين وقلنا أبانا ,نجد فى هذا التعبير ما يساعدنا على تحطيم الوثنية لأنها تشعرنا بصلتنا بالله ,وأننا قد صرنا له وليس لآخرين كما يقول
ربنا فى كورونثوس الثانية 6: 18
18وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ» يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. هو أبونا ونحن أبناؤه
. أذا لا مجال لإله سواه عندنا ونقول مع موسى فى سفر الخروج 15: 11 11مَنْ
مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزّاً فِي
الْقَدَاسَةِ مَخُوفاً بِالتَّسَابِيحِ صَانِعاً عَجَائِبَ؟


أبانا
لقب يساعدنا على القضاء على الأنانية لأنها تشعرنا بأن لنا أخوة, لست أقول
أبى بل أبانا أقولها ويقولها بلايين غيرى ونحن فى هذا الآب الواحد الذى
نناديه ,نتوحد ونرتبط ببعضنا البعض كأخوة, وحينما أتذكر حديث
ذلك الغنى الغبى إلى نفسه (أستريحى وكلى وأشربى وأفرحى) أشعر بمقدار
المأساة لأنه شعر أنه الوحيد الذى يحق له أن يتنعم دون سواه ,عاش لنفسه دون
أن يشعر أن هناك أخوة له يجب أن يشاركوه ما يتنعم به فجاءه صوت ربنا ( يا
غبى هذه الليله تطلب نفسك منك,فهذه التى أعددتها لمن تكون), أن الأنانية لا
تجلب سوى الموت أما الشركة فأنها تجلب البركة مضاعفة ,فعندما أصلى من أجل
نفسى فقط كأن واحد فقط صلى من أجلى ,وعندما أصلى من أجل الآخرين ويصلى
الآخرين من أجلى أحس أن صلوات كثيرة ترفع من أجلى للآب السماوى ,ويتعدى
أحساسى إلى أكثر من ذلك أن أشعر أن كثيرين يصلون
لأجل بعضهم وبذلك تتضاعف علينا البركات والخيرات.


أبانا
كلمة تساعدنا على تغيير الطباع الردية فينا عندما نصل أنفسنا بالآب وذلك
بالضمير "نا" نحتاج أن نكون مثله ,فهو قد خلقنا على صورته الأدبية الكاملة
ونحن شوهنا تلك الصورة بالخطية , فلكى يكون أبانا ونكون نحن أبناء له يجب علينا أن نحتفظ بصورته
ويجب أن نشبه الآب ونتشبه به فى البر والمعرفة وقداسة الحق أليس يسوع
المسيح وهو الأبن هو صورة الله غير المنظور؟ أليس الأبن يشابه الآب؟ فأن
ناديناه أبانا وأخترناه أبا لنا وأحببنا أن نكون له ابناء يجب أن نتمثل
بيسوع المسيح الأبن ونفعل مشيئة الآب ونحفظ وصاياه ونتممها.


والعجيب أننا لو دققنا فى الصلاة الربانية التى تنقسم ألى سبعة طلبات التى تنقسم
بدورها إلى قسمين 1- الثلاث طلبات الأولى تختص بالله وهى "ليتقدس أسمك –
ليأتى ملكوتك – لتكن مشيئتك" وهى طلبات روحية خاصة بالله 2- الطلبات الأربع
الأخيرة تختص بنا نحن البشر وهى أحتياجاتنا كأنسان وهى " خبزنا..... أعطنا
– وأغفر لنا ذنوبنا
.... كما نغفر – ولا تدخلنا فى تجربة – ولكن نجنا من الشرير". وقد رأينا
أن الأنسان بيضع كيانه كله فى يد ربنا (ماضيه وحاضره ومستقبله) فهو يضع
الحاضر خبزنا بتاع اليوم أو القوت اليومى يضعه فى يد ربنا ,والماضى أغفر
لينا ذنوبنا اللى عملناها قبل كده وبنضعه أيضا فى يد ربنا ,والمستقبل
ماتدخلناش فى تجربة ونجينا من الشرير ,وأيضا بنضعه فى يد ربنا ,فالأنسان فى
أبعاده ,ماضيه وحاضره ومستقبله فى الصلاة الربانية بيضعها بين يد الله
,ونشوف أن حاجة عجيبة جدا أن المسيح لما نطق بهذه الصلاة قد نطقها فى نفسه
ولم يصليها بالكلام بل صللاها فى حياته يعنى أن هذه
السبع طلبات قد عملهم لنا المسيح ,وأن كل كلمة من أبانا الذى.... كانت فى
حياة المسيح على الأرض , أليس هو الذى نقول له أبانا الذى فى السموات طبعا
ما هو الأبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خبر ,يعنى نزل لينا من السماء
وأخبرنا عنه وهو الذى أتى من حضن الآب وخبرنا ,ليتقدس أسمك ,طيب تعالوا
نقرأ فى يوحنا 17 والحقيقة فى كل أنجيل يوحنا أغلبه المسيح بيتكلم 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».وأيضا 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى
الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ
وأيضا 11وَلَسْتُ
أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ،
وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي
اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ.

يعنى المسيح أتكلم عن أسم ربنا كتيرفهو الذى قدس أسم الآب ومجده, ونقول
ليأتى ملكوتك ,أيضا هو الذى جاء وأعد الملكوت وكانت كرازته (توبوا لأنه
أقترب ملكوت السموات) يعنى حقق لينا مجىء الملكوت ,ونقول لتكن مشيئتك ,طبعا
ما هو الذى أكمل مشيئة الآب وأطاعه وهو اللى قال ما جئت لأعمل مشيئتى بل
مشيئة الذى أرسلنى ,طيب مين اللى حقق مشيئة الله على الأرض كما فى السماء
زى ما بنقول كما فى السماء كذلك على الأرض طبعا هو المسيح اللى قدر يكمل
مشيئة الآب على الأرض كما فى السماء ,وبنقول أعطنا خبز الكفاف طيب ما
المسيح هو الخبز الحى اللى نازل من السماء وهو اللى قال أنا هو الخبز وكل
اللى يأكلنى لايجوع ,وبنقول أغفر لينا ذنوبنا ,طيب ما هو غافر الذنوب
والخطايا ,وبنقول نجينا من الشرير ,طيب ما هو اللى سحق العدو ونجانا من
الشيطان وكسر قيود الشيطان (رأيت الشيطان ساقطا مثل
البرق من السماء) ,ولذلك كانت حلاوة الصلاة اللى المسيح صلاها وعلمها لينا
أن المسيح حققها فى حياته ,انه لم يعطينا شوية كلام منمق أو شوية فرائض أو
طقوس لكن المسيح أعطانا حياته كصلاة بنرددها وبنكررها كل يوم وأحنا بنقول
له أبانا الذى فى السموات ,ولذلك المسيح بيقدم لينا الآب القدوس ويقدم لينا
الملكوت وبيقدم لينا المشيئة والأرادة وليست كموضوع تأمل أو رؤية أو دراسة
بل بيقدم لنا الآب والملكوت والمشيئة كحاجة روحية أحنا محتاجينها ولينا
أرتباط شديد بيها فنحن محتاجين للآب ,وأحنا محتاجين للملكوت واحنا محتاجين
لمشيئة الله ولذلك بيقدمها لينا
المسيح كحياة معاشة ويبقى لينا أتصال بيه ,المسيح لم يقد لنا اللاهوت
كمجرد مصطلحات ولا عبارات لفظية ,لكن قدم لينا اللاهوت على مستوى الحياة
العملية ,فهو أبوك الذى يطعمك ويسقيك ويسامحك ويرعاك وينجيك ,قدم لينا
اللاهوت على مستوى عملى ,فقدم لنا الآب على مستوى الإله الذى يهتم بكل
دقائق حياتنا وبكل ما نهتم بيه , فهو ليس فقط بيهتم بالأمور الروحية
,صلواتنا وغفران خطايانا بل بيهتم بلقمة العيش اللى بنأكلها ,فكل ما يهمنا
فهو يهمه ,وهذا الموضوع خطير جدا أننا نقبل اللاهوت كحياة عملية قريبة جدا
منا ولذلك بنتفهم علاقتنا بالله من خلال أبانا الذى ....
علاقة البنوة بالأبوة ,وجميل جدا لو الأنسان كمان صلاها بالروح ,هو بيقول
أن الروح يصرخ فينا قائلا يا أبا الآب يعنى يابا باللغة السريانية ,اليس
الروح القدس اللى بيخلينا نقول أن أنت أبونا وعلشان كده لا أحد يستطيع أن
يتمتع بمشاعر البنوة هذه والأحساس بأن الله أبوه إلا إذا صلى أبانا الذى
... بالروح القدس ,فالروح يشفع فينا بأنات لا ينطق بها فهو يصرخ فينا يا
أبا الآب ,ومش بنكرها تعويذة ولا بنكرها قبل الأكل ولا بنكرها أى كلام
,فالأنسان الذى يصلى أبانا الذى بالروح القدس يتمتع بمشاعر البنوة الجميلة
,أبانا الذى فى السموات ويمكن السيد المسيح لما
حدد هذا التعريف الذى فى السموات وليس معناه أنه غير موجود على الأرض
,ولكن كلمة السما نفسها التى تتكرر مرتين فى الصلاة الربانية ,أن السيد
المسيح يريد أن يقول لنا حاجة ,وأنت بتقول له أبانا الذى فى السموات
,وأشعياء النبى زمان ربنا نطق على لسانه آيه وقال 55: 9 9لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُم. أنك
بتكلم إله عالى ,ولكن هذا الإله العالى الذى فى السموات تنازل من السموات و
نزل إلى الأرض ,يعنى تنازل من أجلى ,ولما تقولها ليه أبانا الذى فى
السموات أنت يارب أبويا وثبتنى فى بنوتك وخللينى أبن دائم ليك وأشكرك لأنك
فى أبوتك نزلت ليا من السماء على الأرض وقد أيه هو مدى أتضاعك يارب بالرغم
أنك عالى كبعد السماء عن الأرض فى أفكارك لكن هذا البعد أحنيته كله ونزلت
ليا على الأرض ولما بأقول له أبانا الذى فى السموات و أن أنا أبنك فهذا
يعطينى أحساس وشعور أن هذه السماء هى هدفى وهى مآلى وهى
وطنى الذى أترجاه ,وآه لو ماكنش عندنا أحساس وشعور ملازم دائم أننا نشتاق
إلى السماء , نأكل ونشرب لأننا غدا نموت , لكن الأنسان الذى يصلى أبانا
الذى بعمق فعلا بيشعر أن أبوه فى
السماء وأنه سيصعد لأبوه فى السماء ويكتسب الطبيعة السماوية والسلوك
السماوى ولذلك لما بولس الرسول قال فى فيلبى 3: 20 20فَإِنَّ
سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضاً
نَنْتَظِرُ مُخَلِّصاً هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمسِيحُ،
وسيرتنا يعنى حياتنا وهى
فى السموات وليست على الأرض ,وأن كنا عايشين على الأرض ولكن حياتنا بتتكتب
فوق فى السماء لأن أبونا سماوى ,تماما مثل قطعة الحديد لما توضع فى النار
تلتهب وتكتسب طبيعة نارية وحقيقى ليس لها نار ولكنها بتكتسب طبيعة النار
,وهذا بالضبط
اللى أحنا بنعمله لما بيبقى لينا فكر سماوى وأب سماوى بنكتسب الطبيعة
السماوية ,صحيح أحنا مخلوقين أرضيين ,لكن كقطعة الحديد لما توضع فى النار
بتلتهب وتتوهج وتصير هى والنار واحد وكما قلت صحيح هى ليست نار لكن أكتسبت
طبيعة النار ,ولذلك كل ما يبقى فكر السما موجود فى حياتنا ,فهذا ينعكس على
تصرفاتنا وكلامنا ومشاعرنا وأنفعالاتنا ,أخيرا موضوع السما بالنسبة لى يا
ترى هو شىء مهم أو لأ وأن كنت كل يوم بتقول له يا
أبانا الذى فى السموات فهل أخذت من طبيعة أبوك السماوى وألا لأ ,وأذا كان
الله يسكن فى السموات على رأى قداسة
البابا فى قصيدته لما بيقول( ما بعيد أنت عن روحى التى فى سكون الصمت تستوحى نداك ,فى سماء أنت حقا أنما كل قلب عاش بالحب سماك ),يعنى
كل قلب فينا حبك هو بالضبط سماء ربنا موجود فيها ,ولذلك كل ما الأبن ينظر
أبوه يحبه ويقدم له مشاعرالحب هذه يتحول على طول إلى سماء, أذا تعالوا نقول
ليتقدس أسمك.


الطلبة الأولى : (ليتقدس
أسمك)


أبانا الذى فى السموات ليتقدس أسمك
,نعم ليتقدس أسمك فيا وبي يارب ولسان
حالنا ونحن نصلى هذه الطلبة وهذه هى أول طلبة الأنسان بيطلبها من ربنا
ليتقدس أسمك فيا يعنى فى حياتى و فى كيانى ,وأيضا بى ,فإذا كانت الصلاة هى
عبارة عن تقديس لأسم الله ,طيب يعنى أيه شىء مقدس أو حاجة مقدسة؟ فلما
بأقول الترابيزة دى مقدسة أو هذا المكان مكان مقدس أو هذه الأيقونه أيقونه
مقدسة ,ولذلك بنسأل يعنى أيه مقدس؟ كلمة آجيوس باليونانى يعنى شىء مختلف ,
أو هذا المكان مقدس يعنى يختلف عن باقى الأماكن ,مخصص لشىء معين ,طيب أسم
الله هو جوهره وكيانه ووجوده ,طيب هل ممكن أن نقول أننا بنقدس ربنا يعنى
بنعطى ربنا القداسة و يا ترى هل فى أسم الله نقص
أو عدم قداسة حتى نطلب أن يتقدس ؟بالطبع..لأ.. فأسمه كامل القداسة ولأنه
هو مصدر القداسة وهو قدوس,ولكن لما بأقول يتقدس أسمك معناها يارب أنك مختلف
عن الآخر ,وأعطينا أننا نعطى شخصك فى حياتنا مكان مختلف عن باقى الأشياء
الأخرى ,مكان فريد من نوعه ,ونعطيك يا رب وضع خاص متميز وليس أننا نعطيك
ونمدك بالقداسة بالطبع لأ ولذلك أتقدس يا رب فيا وساعدنى يارب أن أنا أجعل
ليك مكان متميز مكان مختلف وفريد عن الأب والأم والصداقات والشهوات
والماديات فأجعلنى يارب أقدس أسمك بوجودك بداخلى ,ويكون ليك مكان متميز
ومكان خاص أنك تصير فوق الكل وقبل الكل وأحلى من
الكل وأن يعلن هذا الأسم للجميع فى قداسته أى يمجد هذا الأسم من كل الشعوب
والألسنة,ولذلك فى الصلاة الربانية نحن نقدس أسم الله وفى الأسرار الكنسية
(التوبة والميرون والمعمودية وفى أى سر من باقى الأسرار) ربنا هو الذى
يقدسنا ,طيب يعنى أيه الكلام ده ؟فى الصلاة نحن نقدس الله ونعطيه وضعه
المختلف عن كل الأوضاع الأخرى ,وربنا فى الأسرار بيجعلنا نحن أيضا فى وضع
مختلف عن الآخرين ,فالأنسان المتعمد بالمعمودية ليه وضع مختلف عن الغير
متعمد والأنسان التايب ليه أيضا وضع مختلف عن غير التايب وأيضا الأنسان
اللى متناول له وضع مختلف عن الغير متناول
ولذلك نحن نقدس الله فى الصلاة والله يقدسنا فى الأسرار ولذلك لما بأقول
له ليتقدس أسمك بأطلب أن يتقدس أسمك يا رب فيا وبى ,وجودك وحضورك ,وفى
أوقات كتيرة حضور الله فى حياتنا بيختلف وساعات نبقى شاعرين أن ربنا قريب
منا ويختلف هذا الشعور فى ساعات أخرى ونشعر أننا بعاد جدا عن ربنا ,ويختلف
أحساسنا بوجود الله على حسب الظروف وعلى حسب المكان وعلى حسب الزمان ,ولكن
متى يصل الأنسان إلى الأحساس الدائم بوجود الله وأن ربنا حاضر وله وضع
مختلف عن بقية الأشياء وليس أن نضع ربنا على مستوى الأكل والشرب ,مثل مستوى
اللعب ومستوى الفسح ومستوى الهزار بالطبع لأ
ربنا لازم يكون له وضع مختلف ,وفى أوقات كثيرة جدا بنفقد بسبب عدم فهمنا
وعدم تركيزنا وعدم تأملنا فى الصلاة الربانية علاقات جميلة جدا بيننا وبين
ربنا , لازم تقول لربنا أنت يا رب ليك وضع مختلف عن باقى كل الأشياء وربنا
ستجده بالتالى بيرد عليك ويقول لك وأنت كمان ليك وضع مختلف عندى عن باقى كل
الخليقة .


أذا
تقديس الأسم يعنى أحترام هذا الأسم وتوقيره وتقديره وإعلاءه ورفعه فوق كل
شىء , وكما قلت هى أول طلبة يستطيع أن يطلبها الأنسان لكى يستطيع أن يقرب
لربنا لأنه بدون تقديس أسم الله وأحترامه وتقديره وتوقيره لا يستطيع
الأنسان أن يقترب من الله ولذلك يقول الأنسان لربنا ليتقدس أسمك فيا وبى
ليتقدس أسمك فى حياتى ويكون أسمك شىء غالى ومرتفع فوق كل أرتفاع
موجود فى حياتى وأسمك أيضا يتقدس بي أمام كل الناس لأن ربنا قال فى العهد
القديم بسببكم يجدف على الأسم الحسن أو يجدف على أسم الله بسبب تصرفات
الأنسان أذا الرغبة الأولى التى يقدمها الأنسان هى
تمجيد وتوقير أسم الله بل تقديس أسم الله فى كل يوم وكل ساعة وفى كل لحظة
وفى كل طلبة ,والأنسان يستمر يكرر هذا الطلب بلا ملل علشان أسم الله المقدس
يغطى زمان غربة الأنسان كما رأينا فى رؤية أشعياء النبى أنه لما شاف السيد
جالس فى الهيكل والشاروبيم والسرافيم بيصرخوا ويقولوا قدوس قدوس قدوس
أشعياء 6: 1- 3 1 فِي سَنَةِ
وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى
كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ الْهَيْكَلَ.
2السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ.
بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ
وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. 3وَهَذَا نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ
قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ».
أذا كان طبيعة الله القداسة فنحن بنطلب أن طبيعة الله المقدسة هذه تحل فينا وتقدسنا أيضا لكى نستطيع الأقتراب أليه لأن بولس الرسول
للعبرانيين 12: 14 بيقول 14اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ.
والحاجة العجيبة كما قلت أن أنا لا أستطيع أن أقدس أسم الله ولذلك بأقول
له وبأطلب أليه بأشتياق وبتوسل ليتقدس اسمك وأنا لا أستطيع أن أقدس أسمك يا
رب ,فالآنسان لا يستطيع لأنه لا يملك أى شىء من القداسة لكن أنت يارب
أرجوك تعالى قدس أسمك فى حياتى وتعالى قدس أسمك فيا وبى ,وفى توسل إلى الله
أنه يأتى ويقدس أسمه الذى دعى علينا فى حياتنا لكى ما نحن أيضا نحيا حياة
القداسة
ونستطيع الأقتراب من الله ويتقدس أسم الله فى حياتنا وربنا يقدس حياتنا
بأسمه الموجود فينا أذا دعونا نقول معا ليتقدس أسمك .


فى مطلع المزمور الثامن العدد 1 1 أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ حَيْثُ جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ! ويختم نفس المزمور بنفس العبارةقائلا فى العدد 9 9أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا مَا
أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ.
وكأنه لايجد فى البداءة والختام ما هو احلى من هذه العبارة ويردده تمجيدا لله ولأسمه العظيم ,ونحن لا يسعنا إلا أن نطلب ليتقدس أسمك.


هذه
الطلبة لم تأتى فى موضعها عرضا بل عن قصد فهى تتصل بالعبارة الأولى أتصالا
وثيقا كما أنها ترتبط بما يليها,وأن أجراء أى تبديل أو تغيير فى وضعها
يشعرنا بعدم الأنسجام وعدم الترتيب أذ نكون بعيدين عن الوضع الصحيح لتعليم
السيد المسيح ,تخيلوا لوقلنا أبانا الذى فى السموات ليأت ملكوتك وليتقدس
أسمك ,نجد أن فى تغيير الوضع ما يخالف نظرة المسيح
وترتيبه,أذا هو أمر طبيعى أنه بعد أن عرفنا أسم الله فى هذا اللقب الجديد
أبانا أن يتبع هذا الأسم بالطلب ليتقدس أسمك وهو طلب يعد أساسا لما جاء
بعده من طلبات ,فنحن نقول ليأت ملكوتك لكى يتمجد أسمه بأتيان هذا الملكوت
,وأذ نقول لتكن مشيئتك وغرضنا تمجيد أسمه أيضا ,وعندما نصلى خبزنا كفافنا
أعطنا اليوم فأننا نطلب خبز اليوم لكى نتقوى ونحيا ونمجد أسم الله ,وعندما
نقول أغفر لنا ذنوبنا فما ذلك إلا لأننا نريد أن نتطهر قلبا وشفاها حتى
نقدس أسمه ,اخيرا نطلب لا تدخلنا فى تجربة لكن نجنا من الشرير لكى نزيل
العوائق حتى نمجد أسمه لأن الشرير يحاول دائما
أن يثنينا عن تمجيد أسمه فنقول دائما نجنا من الشرير ليتقدس أسمك.


الحقيقة
أحنا بنذكر الأسم للتمييز وقد نستطيع أن نميز الناس من بعضهم البعض
(بالوجه والشكل والصورة والطباع ..) لكننا نجد الأسم أسهلها للتمييز ,وكما
قلت أنه توجد آلهه كثيرة مثل عشتاروت وداجون وبعلزبول ...وكل الأصنام التى
صنعها الأنسان لنفسه لها أسماء مختلفة أما ألهنا فيتميز عن جميع الآلهه
الكثيرة ويعرف بهذا اللفظ الفريد (أبانا الذى فى السموات) إذا
فنحن نقول ليتقدس أسمك ونعنى ليتقدس أسمك أيها الآب , أذا يذكر الأسم
للتمييز وأيضا كما أنه يميز كل ما يتصل به عن غيره ,يعنى لو أضفنا إلى أسم
الرب الكلمات الآتية: يوم,بيت,كتاب,شعب,خادم ... وأمثالها نعطى لها تمييزا
خاصا فنقول يوم الرب ونعنى يوم الأحد ونقول بيت الرب ونعنى الكنيسة ونقول
كتاب الرب ونعنى الكتاب المقدس مميزا عن سائر الكتب وهكذا نقول شعب الرب
وكاهن الرب ..... وفى هذا التمييز ما هو ظاهرا للتفرقة بين أتباع الرب وبين
البعيدين عنه أذا عندما نصلى ليتقدس اسمك فأننا لا نطلب فقط تقديس الأسم
بل أيضا بنذكر كل ما يتصل بهذا الأسم المجيد ,
وكذلك يدل الأسم على شخصية ,فعندما يتحدث الناس إلى ملك فيقولون له جلالتك
وإلى أمير يقولون سموك وإلى البطريرك يقولون غبطتك وقداستك ,وهم فى
الحقيقة يقصدون من وراء الجلاله والسمو والغبطة شخصيات لا مجرد ألقاب ,
ونحن عندما نقول ليتقدس أسمك نعنى ليتقدس شخصك ,ويدل الأسم أيضا فى طلباتنا
على طبيعة الله ,فعندما قال السيد المسيح فى صلاته الشفاعية (أنا أظهرت أسمك للناس)
فى الواقع أن السيد المسيح لم يعرف للناس أسم الله كمجرد لفظ بل أظهر لهم
الله فى رعايته للبشر كآب وفى محبته لهم بأرساله الأبن الوحيد لفداء العالم
وفى قداسته
وعدله وقدرته وكل باقى صفاته ,ونحن عندما نصلى ليتقدس أسمك كأننا نقول
لتتقدس أيها الرحيم فى رحمتك والعادل فى عدلك والمحب فى محبتك والقدوس فى
قداستك...


أيها
الآب قدس اسمك بأعلان ذاتك لغير المؤمنين والبعيدين وعرفهم ذاتك فى الكلمة
المتجسد ,أن الناس وصلوا أخيرا إلى غزو الفضاء وأطلاق الأقمار الصناعية
والأنترنيت وأصبح الأنسان تأخذه الخيلاء والكبرياء فى هذا العصر ,ونحن ما
أحوجنا إلى أن نصلى ليتقدس أسمك , قدس أسمك يارب حتى يهتف كل أنسان إذا رأى
سمواتك عمل أصابعك,كما فى المزمور 8: 3- 4 3إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ الْقَمَرَ
وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا 4فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى
تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ!
قدس أسمك يارب ليتغنى كل أنسان مع المزمور 19: 1
1 اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.
قدس
أسمك فى كلام الكتاب إعمل يارب حتى يصل كلامك إلى جميع الناس وتمتلىء
الأرض من معرفتك إننا نصلى ليتقدس أسمك بإعلان ذاتك فى الكلمة المتجسد ,فى
الرب يسوع المسيح لأن كثيرين قد أغلق عليهم أن يدركوا شخص الله فى السيد
المسيح ,كثيرين يتشككون وينكرون ونحن نصلى (قدس يا رب أسمك حتى يعرف الجميع
أبنك الحبيب).


قدس أسمك بأعلان قوتك لكل الذين تكبروا وتجبروا وطغوا ولم يعطوا المجد لك ,لقد تكبر فرعون فتمجد الله فى فرعون وجيشه,ولنرنم مع مريم أخت موسى كما فى الخروج 15: 21 21
فَكَانَتْ مَرْيَمُ تُجَاوِبُهُنَّ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ
تَمَجَّدَ جِدّاً. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ قَدْ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ»
., وتكبر نبوخذ نصر وتمجد الله أذ جعله كالحيوان يأكل العشب كالثيران كما فى دانيال 4: 25
25يَطْرُدُونَكَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ وَتَكُونُ سُكْنَاكَ مَعَ حَيَوَانِ
الْبَرِّ وَيُطْعِمُونَكَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ وَيَبُلُّونَكَ بِنَدَى
السَّمَاءِ فَتَمْضِي عَلَيْكَ سَبْعَةُ أَزْمِنَةٍ حَتَّى
تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ
وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ.
,وأعلن المسيح قوته فى قهر الشيطان فى كل تجربة كما فى لوقا 4: 33- 34 33وَكَانَ
فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِسٍ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ قَائِلاً: 34«آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ
؟أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ!».
, فليتقدس أسمك يارب على لسان الأقوياء والضعفاء وفى قلوب الناس أجمعين.


أننا
نحتاج إلى حياة الطهارة المقدسة لكى نمجد الله تمجيدا حقيقيا مرضيا كما
علينا أن نقدس كل ما يتصل بإسمه الكريم ,يعنى مش معقول ندوس على يوم الرب
ونطلب ليتقدس اسمك أو لا نذهب لبيت الرب ونقول أننا نمجد أسمه أو نحتقر
كتاب الرب وما نقرأهوش ويمكن ما بنفتحهوش ونفكر فى تقديس أسمه ,صدقونى لسه
الفرصة موجودة علشان نراجع أفعالنا
وكل اللى بنعمله حتى نقول من أعماق قلوبنا ليتقدس أسمك.


هل
سمعتم أغنية السرافيم (( قدوس , قدوس , قدوس , رب الجنود مجده ملء كل
الأرض؟ طيب مين هم هؤلاء السرافيم ؟ أعتقد كلنا نعرف أنهم ملائكة ولكن لا
يستطيع أحد منهم أن يقول كما نقول نحن (احبنى وأسلم نفسه لأجلى) فهم يشتهون
أن يتطلعوا على ما أعده الرب لكم ولى وهم يمجدون الله وهم لا يتمتعون بما
نتمتع به ,اليس بعد كل هذا يجب علينا نحن
الذين أحبنا ولم يشفق على أبنه الحبيب من أجلنا أن نقدس أسمه ؟!


تعالوا
معايا نقول قدوس أسمك أيها الآب الذى أحببتنا ورعيتنا ...قدوس الله القوى
,قدوس أسمك أيها الأبن الذى فديتنا ومت لأجلنا ... قدوس الأبن القوى , قدوس
أسمك أيها الروح القدس يا من سكبت الله بغنى فى قلوبنا ...قدوس الروح
القدس القوى.


أبانا الذى فى السموات "ليتقدس أسمك","ليأت ملكوتك"


والى
اللقاء مع الجزء الرابع راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه
لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.