لابد أن ننتبه إلى نوعية صداقاتنا، فالصداقات السليمة تغنينا وتجعلنا ننفتح على الآخرين بحريةٍ وفرح. الصداقة تشعرني بقيمتي وتعطي معنى رائعاً لحياتي، فصديقي يصغي إلي لأنه يهتم لأمري. وهكذا كلما وجدت أصدقاء أكثر فسأحصل على إصغاءٍ أكثر. هذا طبعاً إذا تصرفنا كلٌ على طبيعته وقبِلْنا بعضنا بعضاً ببساطةٍ وفرحٍ من دون تصنعٍ ولا تمثيل. أما عندما نمثل على بعضنا فإننا نقوم بذات الأدوار وبنفس النمط كل مرةٍ، وحتى لو غيرنا الأدوار فلن يحصل أي شيءٍ جديدٍ في الجوهر. هناك مجموعةٌ من النساء في حمص رفضن أن يظل حديثهن في خانة (الحكي على الناس). لقد أدركن أن الكلام على الآخرين لا مضمون له. فقررن أن يشكلوا مجموعةً من الأصدقاء تصغي بعضهن لبعضٍ، لقد أحبت كل واحدةٍ الأخرى كما هي. بعد فترةٍ صرن يبحثن عن شيءٍ من الاستقلالية الأنثوية ضمن هذه الجماعة، صرن يبحثن عن أفضل وضعٍ في هذا الوضع! وإن كل امرأة منهن تحس بقيمتها أكثر من خلال هذه الجماعة... وقد انعكس هذا بشكل كبير على علاقاتهن الأخرى، فتحسنت علاقاتهن بأزواجهن كثيراً!

ومن المفيد أن نعود إلى طفولتنا كي نتذكر ما كنا نحب أن نعمله. ربما أحببت في طفولتي سماع الموسيقى أو ممارسة الرياضة. وإنني أحس بقيمتي عندما أمارس هوايةً أحبها. لكن العديد من النساء فقدن الإحساس بقيمتهن من خلال ممارسة هواياتهن لأنهن أهملن ممارستها بعد زواجهن، إذ بِتْنَ ينتظرن الشعور بقيمتهن من خلال أزواجهن وحسب. فلم لا يمارسن هواياتهن الآن؟ بعض النساء يرفضن ذلك ويبررن موقفهن هذا بأنهن كبرن في السن: (ختيرنا... كتير بشعة!). هل يمنعني كبري في السن عن أن أعيش حياتي كما هي؟ هل يمنعني عن أن أقبل وضعي كما هو؟ (يعني إذا ختيرنا راحت علينا؟).