رد على: لابد أن ننتبه إلى نوعية صداقاتنا،
أحياناً تتساءل الأم: ماذا سنفعل بك إذا لم تتزوجي؟!
يمارس المجتمع والعائلة ضغوطاتٍ كبيرةً على الفتاة بعد عمرٍ معينٍ كي تتزوج، ويلجؤون في بعض الأحيان إلى زرع الخوف من عدم الزواج في قلب الفتاة. الخوف من عدم الزواج خطأٌ كبير. وإذا أرادت المرأة أن تتزوج فلتتزوج، أما إذا لم ترد الزواج فلا داعي لإرغامها عليه!
لابد أن تعيش المرأة حياةً لها قيمة، حتى ولو لم تتزوج! الأفضل للمرأة ألا تتزوج ويكون لها مصدر حياتي فعالٌ وخلاقٌ ومصغٍ لها، وأن تُؤَمِّنَ عيشها مادياً بالعمل، فتعيش حياةً ذات قيمةٍ كبيرةٍ بدلاً من أن تموت وهي حيةٌ كأم سامي في المثال السابق... أليس هذا الوضع أفضل بالنسبة لها وللمجتمع الذي تعيش فيه؟! ألن تحب نفسها ويحبها الناس أكثر هكذا؟!
أحياناً يحاول الرجل، سواءٌ كان أباً أم أخاً أم صديقاً أم رجلَ دينٍ، أن يعطي فرصةً للمرأة كي تكتشف قيمتها. ولكنه يصطدم بقرارٍ عنيدٍ من المرأة بالتمسك بسطحيتها! (على نفسها حنت براقش) ويبدو أن المرأة قد أُخْضِعَتْ وبُرْمِجَتْ منذ صغرها على أن تنظر إلى نفسها بطريقةٍ سلبية! يا للظلم الذي تتعرض له المرأة...
وأحياناً يحاول الزوج أن يعطي زوجته الفرصة كي تكتشف قيمتها، فإذا رفضت ذلك تعرض الزواج إلى مشاكل كبيرة! قد تكتفي المرأة بالمكتسب بدون أن ترغب بالنمو والتقدم! وقد تخاف من الطور فتبتعد عن الكومبيوتر وغيره من رموز الحضارة الحديثة وتقع في فخ العناد والكسل... أليس من الأفضل للأولاد أن يجدوا أماً غنيةً بالشكل والمضمون؟ ألا ينعكس خيراً على شخصيتهم أن ينموا بحضورٍ فعالٍ لأم منفتحةٍ بثقةٍ على نفسها وعلى الآخرين؟ إذا أراد الرجل للمرأة أن تتقدم وتعطي قيمةً لنفسها فذلك ليس فقط من أجلها هي بل من أجله هو أيضاً! فهذا الرجل يبحث كالعديد من النساء عن علاقةٍ أكثر غنىً بالمضمون، وليس بالشكل وحسب!
وأحياناً تريد المرأة أن تتطور لكنها تصطدم بمعارضةٍ كبيرةٍ من زوجها. فلماذا يعارض الرجل تقدم المرأة إذا كان تقدمها ينعكس خيراً على علاقته بها وعلى الأولاد؟ في الحقيقة، يخشى الرجلُ المرأةَ القويةَ، ويخاف أن تسبقه، فقد يقع الرجل أيضاً في فخ العناد والكسل. وبالتالي يحاول أن يمنع المرأة من التقدم كي لا تصير أفضل منه بدلاً من أن يحاول أن يتقدم هو أيضاً كي يسيرا معاً جنباً إلى جنبٍ... قد يقول الرجل: ( شو بدي بالمرأة القوية؟ بعدين بصير طرطور وحمار، وهي بتصير غزال! البندورة ما بتمشي مع الثقافة الكبيرة!). كيف نساعد الرجل على أن يتشجع ويتقدم هو أيضاً فيفسح مجالاً للمرأة كي تتقدم؟ لابد أن نقنعه بطريقةٍ ما، بأن ينطلق هو أيضاً ويتطور، بدلاً من أن يظل حبيساً في دكانه أو مكانه الذي يعمل فيه محارباً التقدم... لابد أن يتطور هو أيضاً. المشكلة هنا ليست سهلةً إطلاقاً. وهي مثل المشكلة التي تحصل عندما يريد الزوج من زوجته أن تنطلق فترفض ذلك... من الأفضل أن يدخل الزوج وزوجته بجو الثقافة معاً...
وإذا رفض الزوج أن تتقدم زوجته، فيجب ألا تخضع له هاهنا. وإذا لم يكن خطر الطلاق موجوداً فلا مانع من النزاع إلى حدٍ ما! أما إذا كان خطر الطلاق موجوداً فلابد من أخذه بعين الاعتبار. لابد أن أوازن بين الربح والخسارة قبل أن أتمرد وأعيش خطر الطلاق... من الأفضل أن أتطور بذكاءٍ دون أن نصل إلى خطر الطلاق! وبنفس الوقت لا يحبذ أن تخضع المرأة إلى رجلٍ متعنتٍ!