إذ ينمو الشبل قليلاً يخرج الاسد الى الغابة او الصحراء لا ليأتى بفريسة الى شبله بل ليقتنص غزالاً صغيراً يأتى به حياً الى شبله. يتركه امام الشبل ليدخل الاثنان فى صراع معاً ...
ويقف الاسد متحفزاً ، فإذا رأى الغزال يضرب الشبل ضربة خطيرة يتدخل بضربة قاضية. بهذا الصراع يتعلم الشبل الافتراس ، ويعرف كيف يخرج مع والده مرة ومرات حتى إذا ما نضج يتركه يخرج وحده يمارس حياته الناضجة.
هذه هى تكلفة النضوج ! ...لا يترك الشبل فى عرينه يلهو ويمرح على الدوام ، بل يدخل فى صراع حتى يبلغ الى النضوج.
وبنفس الفكرة يعلم النسر صغاره الطيران ، إذ يحمل النسر صغيره بمنقاره ويطير به الى ارتفاع مئات الاقدام فى الهواء، وإذ يتركه يبدأ الصغير فى السقوط لكن يسرع النسر بالطيران تحت صغيره ليحمله على جناحيه المفرودين ثم يلتقطه بمنقاره، ويكرر الامر مرة ومرات حتى يتعلم الطيران ، عندئذ يتركه النسر يطير بمفرده ليمارس حياته الناضجة .
يمكننا القول بأن الله فى ابوته الحانية يريد لنا النضج ، فيقول لنا :
" هذا هو طريق حبى ورعايتى المستمرة لك.
إننى احملك الى حين لكننى ابسط جناحى تحتك والتقطك حتى لا تنحدر الى الهاوية.
اريدك ان تتعلم الطيران ... ارتفع بك ولا اتركك وحدك !
لا تستكن للطفولة غير الناضجة ،
لا تبقى طفلا على الدوام ! "
هذه هى خبرة المرتل القائل : " لا تتركنى الى الغاية (النهاية) " ، إذ يشعر ان الله يحمله الى الاعالى ويتركه لكن الى لحيظة ليحمله من جديد ، حتى يتعلم الطيران .
إلهــــى ... كثيراً ما اشتاق الى طرق الطفولة غير الناضجة ...
اريد ان استريح وألهو على الدوام ...
وانت بأبوتك تدخل بى الى المعركة ضد ابليس ...
ايها الاسد الخارج من سبط يهوذا ...
تريدنى الا ابقى شبلاً صغيراً بل أسداً قوياً .
لتحملنى الى الاعالى ، علمنى بروحك القدوس كيف أطير.
هب لى ألا استكين فى العش بل أحلق فى السماويات .
منقول من كتاب قصص قصيرة
للقمص تادرس يعقوب ملطى
قصص قصيره 317778_2309712556407_1657158552_2373481_1247269268_n