انتهت قبل ان تبدأ !!!!! ( قصه قصيره )
كنت امر دائماً من اما م منزلها الواسع المطل على حديقه هى قطعه من الجنه فى روعتها والوان ورودها ....وكنت دائماً اراها تقف فى الشرفه تتأمل العصافير المنطلقه بكل سعاده فى ارجاء حديقتها وكأنها تتمنى مشاركتهم الطيران والتحليق فوق الاشجار العاليه .
هذا المشهد تكرر معى كثيراً .... وكأن هذا المشهد قد أصبح جزأً من حياتى اليوميه ......لا يكاد يمر يوم دون ان اشاهده .......نفس النظرات المتبادله فيما بيننا ....لقد كنت انظر لها .....فتختلس لوجهى نظره سريعه وتجبر عينيها على الابتعاد....... وارى اللون الوردى يغطى وجهها من شدة خجلها .....فارحل بنظرتى سريعاً عن وجهها لكى لا اسبب لها اى اخجل أو احراج .......وفى يوم قررت ان اطيل لها النظر لعلها ترسل لى أى اشاره تدخل على قلبى احساس جديد اتمناه بشده ......فاقتربت على قدر استطاعتى من مكان وقوفها فى الشرفه ونظرت لها نظره حملتها كل مكنون قلبى الملتاع .......فنظرت لى نظره حائره تائهه ....ولكنى صممت على ان اطيل النظر لها وليكن ما يكون ......فادارت بوجهها وكان الهواء شديدا فى هذا اليوم ......ولاول مره الاحظ شعرها الذهبى وخصلاته التى يتلاعب بها الهواء كما شاء فتتأرجح هذه الخصلات فى دلال يحسد عليه الهواء .
ورايتها تختلس النظرات لى مره اخرى ولكن ويا للعجب .......هذه المره نظرتها مختلفه ...لم تكن خجلاً او احراجاً .....كانت نظره باكيه ........نعم باكيه .
هل فعلت انا ما يسبب بكاء هذه العيون الشفافه التى لو اتيت بابدع رسام لعجز عن تقليدها والتى لو طلبت من امهر الشعراء وصفها لاعتزل الشعر عجزاً عن وصفها .
تمنيت ان اعرف سبب بكائها وان اقترب اكثر من شرفتها ......ولكنى توقفت عن تمنياتى هذه.......فمن انا لاسالها .......فهى حتى لا تعرف اسمى ولا انا ايضا ً.......ولكن هل ارحل بكل بساطه واتركها لدموعها التى اشعر بذنب انى المتسبب فيها .........
للاسف لم يكن هناك حل اخر........رحلت حزينا .......حائراً ..... ولكنى كنت اشد تصميماً على ان اتحدث لها فى المره القادمه .
استيقظت فى اليوم التالى وانا اكاد اطير من السعاده ...... ساتحدث اليها....ساسالها عن اسمها ........ساعرف سبب بكائها ..
ياااااااه اخيراً ساسمع صوتها المغرد .......يا قلبى اعدك بالفرح بعد دقائق قليله ..... غادرت منزلى طائراً لا ماشياً على اقدامى ....اكاد ابتسم لكل من يقابلنى فى الشارع لولا انى اخشى ان يسألنى احدهم عن سر ابتسامى له فلا استطيع اجابته ...لماذا اشعر هكذا ان منزلها قد ابتعد عن مكانه ولا السر فى لهفتى الزائده اليوم واشتياقى لتنفيذ كل خطواتى التى سهرت اخطط لها واحلم بكل جزء منها .
اخيراً وصلت ......اكاد اجزم انى اسمع دقات قلبى .....يا لك من قلب لا تستطيع الصبر .......ستكشف المستور سريعاً ......
عندما خطيت اولى خطواتى فى حديقتها .....اعتقدت انى من كثرة لهفتى قد اخطأت المكان ...... فانا لم اجد الزهور التى اعتدت رؤيتها بالوانها المتعدده ولا حتى العصافير التى كانت لا تغادر ابداً اشجارها وكانت تبث السعاده فى نفسى بمجرد رؤيتها تمرح .
ما هذا اللون .....أفجأهً هكذا تحولت كل الالوان للون واحد .....لماذا اتشح كل شىء بالسواد هكذا ....
ازدادت دقات قلبى سرعةً وصوتاً .... حتى كدت اشعر انه سيتوقف فجأه .....
يا لى من غافل .......ما لى ومال الالوان والزهو ر والعصافير......انا هنا لسبب واحد هو رؤية حبيبتى والحديث معها ........وفى لمح البصر طاعتنى عينى وذهبت لشرفة حبيبتى .......ويا لصدمتى ......لاول مره لم تكن هناك ......الشرفه خاليه ومغلقه ......
اه لعلها مشغوله مع هؤلا ء المتشحين بالسواد .......لعل عزيز لها رحل ......مسكينه حبيبتى ......أتحزن فى يوم جئت لها أعلن حبى ......لقد اخترت اليوم الخطأ .... لااعتقد انها ستفرح فى يوم كهذا .
واستيقظت من بين افكارى على صوت تسلل لى من شخص يقف بالبوابه ....اعتقد انى رايته كثيراُ من قبل نائماً ........وقد كنت دائماً اخشى ان يستيقظ فيرانى ويسألنى ........من انا وماذا افعل هنا فلا اعرف بماذا اجيب .
وجدته يسألنى:- ماذا تريد يا ابنى ؟
هذا هو السؤال ......لقد آن الاوان ان يسألنى اياه .
ولكنى وجدت نفسى بدلاً ان اجيبه اساله .....ما هذا الحزن الذى يسكن عينيك ؟
وما هذا السواد الذى يحتل المكان .
وجدته ينظر للارض ويرد بصوت باكى....اليوم يوم حزن فى قلوبنا جميعاً ...الم تلاحظ ان اليوم هناك شيئاً مختلف
وان ما اعتدت ان تأتى من أجله غير موجود.
- انه يعرف كل شىء .......ا نه لم يكن نائماً ابداً .
-لم ارتجف فى حياتى يوماً كما ارتجف الان.....لم ارتجف لانه يعلم كل شىء ولكن لان كلامه يزرع فى نفسى حزن سببه غامض .
- سألته :- ماذا تقصد بكلامك.
- رد بنظره عاتبه :- ألم تفهم ..... الزهره الجميله التى كنت تاتى من اجلها .....لقد رحلت .
- رديت بصوت لا انكر انى استغربته لانى لم اشعر انه صوتى ولا حتى شبيهاً له:--اتقصد فتاة الشرفه .
اشار برأسه وسكنت نظراته الارض عند اقدامه .
- رحلت .......اتقصد انها ماتت .
- نعم اأبنى لقد كانت مريضه والحزن يتملك قلبها ....فلم تحتمل كل الالام التى تسكن جسدها الضعيف .
- رحلت ...لماذا لم تنتظرنى ...حتى ولو ليوم واحد فقط .
- عمرها يا ابنى ......لا تحزن .
- تدافعت الاسئله على رأسى تتزاحم تريد ان تخرج عبر لساانى الجاف ......
- فقط قل لى اسمها .
- اميره .
- اااااااااميره ....يااااه .....مكتوب لى ان اعرف اسمها بعد رحيلها .......رحلت قبل ان تعلم كم احبها .......ليتنى تكلمت بالامس وسألتها عن سر دموعها ....لعلى كنت استطيع ان افرح قلبها وارجوه ان يبقى .
لم اجد داعى لان اسأل باقى الاسئله فاستدرت لارحل بعيداً .....ولانعم بحزنى عليها بمفردى .......كما احببتها بمفردى .
- انتظر يا ابنى .
انتظر.......ماذا سانتظر بعد الان .....من كنت انتظرها .......لم تعد هنا ولن تكون بعد الان ......
لا انتظر .......لقد تركت لك شيئاً .....لانها كانت تعلم ان يومها قريب ...وانك ستأ تى هنا فى يوم رحيلها .
- ماذا تركت لى.
- لم يجبنى بل اتجه لغرفته الخشبيه البسيطه .....وغاب لثوانى .....شعرت انها عمر طويل ......
- اخيراً اتى وبيده لوحه ورقيه ملفوفه بغلاف رقيق ......مد يده واعطانى اياها .
- اخذتها بكل لهفه وشوق......وفردتها .....يااااااااااه
- هذا انا .......انها كانت ترسمنى ........كانت تنتظرنى لتكمل لوحتها ....
- الان عرفت رداً لكل تساؤلاتى ......انها كااااااااااانت تحبنى ........كانت تحبنى .
- ليتها بقيت لتعرف انى ايضاً أحبهاااااا..........كما لم احب ولن احب ابدااااااا.
- احتضنت اللوحه وخرجت عائداً لمنزلى ...... الان فقط اكتملت قصة حبى .....هى احبتنى .........وانا سأظل احبها حتى نفسى الاخير ......
ااااااااااااااهداء الى روح صديقتى التى رحلت فى عمر 18 عام فجأة وتركت وراها قلوب ملتاعه كثيره ....سابكيكى د ائماً كيوم رحيلك ......الذى ما زلت اتذكره كأنه بالامس ...سلام يا حبيبتى