فلسفة الالم
هنالك مصدات عدة لاوجاع الانسان ..منها من يصطدم بالجسد ومنها ما يصطدم بالنفس...ومنها ما يصطدم بالعقل...ومنها ما ينبع من الروح...
فألم الجسد يحدث نوع من الفوضى في جميع اصقاعه...فترتبك الانظمة ويدخل الكيان المادي فيه في حالة من الطواريء...وكأن طاقة الجسد تبدأ بسحب نفسها بقدر ما تستطيع من جميع انحاءه بأتجاه أرض المعركة أقصد العضو او الجزء المتألم...حينذاك سيتغير نمط التعامل مع الواقع وأشياءه بحسب كل ما يخفف وطأة ألالم ويبعد الى اقصى حد أي جهد مبذول خارج ذلك الاطار...انه نوع من أقتصاد الطاقة من أجل التفرغ ولو نسبيا للحالة الطارئة أنفة الذكر...سيكون هنالك اختزال في الحركة..اختزال في التنقل..اختزال..في المتطلبات....وهنا بالضبط ومن خلال تلك الاختزالات ينتقل تأثير الالم الى النفس...ليس كألم انما كأستجابة ملحة لكل تلك الاختزالات وتلك الاستجابة...هي من ستحد من رغبات النفس وميولها الطبيعية...جاعلة أياها..حبيسة لحالة الطواريء الجسدية...النفس المنتجة للعواطف المنبثقة بدورها من المكان والزمان وأشياءهما وشخوصهما...ستضطر الى الانزواء والانكفاء على ذاتها من غالبية أشياء العالم وشخوصه...وهذا ما يشعرها بالتعاسة...وهنا يكمن ألالم النفسي...
وما بين ألم الجسد وألم النفس...يعمد العقل على أتخاذ موقع له في قيادة الامور وتشذيب الاتصالات مع الواقع حفظا للطاقة وتقليصا للالم...فالعقل بجزءه اللاارادي يخوض حربا داخلية من أجل عودة الامور والنظام الى طبيعته...وبجزءه الارادي يقيس الامور ويخطط وينظم علاقات الجسد مع اشياء العالم بأدنى الخسائر وأدنى الجهود...صابا كل قدرته نحو مشكلة ألالم...ومبتعدا من كونه طليقا في خياله او حرا في تفكيره او مختارا في ما يتاح امامه....وهنا مكمن ألالم للعقل...في كونه ملبيا بأضطرار الى ما حدث من ألم أصاب الجسد ومن بعده النفس والعقل..
لكن الغريب في الامر هو أمر الروح...لانها مفارقة الى حد ما لمشخصات التجسد المكاني والزماني...فتراها غير مبالية تماما لكل ما يحيطها من ألم جسدي ونفسي...فهي لا تتعلق بالاشخاص انما بما يمرمزون اليه وغير متعلقة بالاشياء انما بما توحي به...فلديها ما يكفيها من خيال تأملي..متجاوزا الزمان والمكان...وأشياء العالم وشخوصه....الى رمزية الاشخاص ووحي الاشياء....وتلك الغرابة ما هي ألا عدم تأثر الروح بما ألم بما هو دونها...
لذلك يمكننا رؤية أشخاص متألمين جسديا ونفسيا وعقليا...انما أرواحهم غاية في القوة والفرح او السكينة....وكأن ألالم ليس عندهم هم...انما في مكان آخر من العالم...
الروح ليست منطقية التفكير حتى يمكن تعقلها او عقلنتها...فهي تسير بلا منطق بل أن اللامنطق هو منطقها الحق...والروح لاتمتلك عاطفة فالعاطفة متعلقة بألاشخاص والاشياء ووالروح لا ترى منهما الا رمزية ما وأيحاء مغاير...والروح ليست مادة لان صورتها مبهمة وليس الجسد ألا تمظهر فاشل الى حدا ما في تصويرها...
ألآن:ما الذي أذن يؤلم الروح؟ أو يشعرها بألالم؟
الذي نعرفه انه حتى لو لم يكن هنالك ألم جسدي او نفسي او عقلي..يمكن ان يكون هنالك ألم روحي.....فماهو؟ وما مصدره؟ وكيف يظهر أو كيف نكتشفه أو نعرفه؟
الروح لها خصوصية الحرية...فهي لاتريد ولا تبغي ان تسعبد من أي من الجسد والعقل والنفس...ولا حتى من أشياء العالم وشخوصه....بل تريد البقاء محلقة في فضاء الحرية...متجهة للبحث المضني عن معنى وجودها من جهة...ومحاولة من خلال تلك الحرية أن تحقق ذلك المعنى.....
وما يسبب ألالم لتلك الروح هو الاستعباد من أي كان...وعدم وجود معنى وجودها...وعدم أمكانية تحقيق ذلك المعنى بعد كشفه...
وسعادتها الحقيقة...والتي لن يتسلل أي ألم يصيب العالم أليها هو:
في حريتها المتجهة نحو تحقيق ذاتها بأية خسائر كانت...
منقوووووول
هنالك مصدات عدة لاوجاع الانسان ..منها من يصطدم بالجسد ومنها ما يصطدم بالنفس...ومنها ما يصطدم بالعقل...ومنها ما ينبع من الروح...
فألم الجسد يحدث نوع من الفوضى في جميع اصقاعه...فترتبك الانظمة ويدخل الكيان المادي فيه في حالة من الطواريء...وكأن طاقة الجسد تبدأ بسحب نفسها بقدر ما تستطيع من جميع انحاءه بأتجاه أرض المعركة أقصد العضو او الجزء المتألم...حينذاك سيتغير نمط التعامل مع الواقع وأشياءه بحسب كل ما يخفف وطأة ألالم ويبعد الى اقصى حد أي جهد مبذول خارج ذلك الاطار...انه نوع من أقتصاد الطاقة من أجل التفرغ ولو نسبيا للحالة الطارئة أنفة الذكر...سيكون هنالك اختزال في الحركة..اختزال في التنقل..اختزال..في المتطلبات....وهنا بالضبط ومن خلال تلك الاختزالات ينتقل تأثير الالم الى النفس...ليس كألم انما كأستجابة ملحة لكل تلك الاختزالات وتلك الاستجابة...هي من ستحد من رغبات النفس وميولها الطبيعية...جاعلة أياها..حبيسة لحالة الطواريء الجسدية...النفس المنتجة للعواطف المنبثقة بدورها من المكان والزمان وأشياءهما وشخوصهما...ستضطر الى الانزواء والانكفاء على ذاتها من غالبية أشياء العالم وشخوصه...وهذا ما يشعرها بالتعاسة...وهنا يكمن ألالم النفسي...
وما بين ألم الجسد وألم النفس...يعمد العقل على أتخاذ موقع له في قيادة الامور وتشذيب الاتصالات مع الواقع حفظا للطاقة وتقليصا للالم...فالعقل بجزءه اللاارادي يخوض حربا داخلية من أجل عودة الامور والنظام الى طبيعته...وبجزءه الارادي يقيس الامور ويخطط وينظم علاقات الجسد مع اشياء العالم بأدنى الخسائر وأدنى الجهود...صابا كل قدرته نحو مشكلة ألالم...ومبتعدا من كونه طليقا في خياله او حرا في تفكيره او مختارا في ما يتاح امامه....وهنا مكمن ألالم للعقل...في كونه ملبيا بأضطرار الى ما حدث من ألم أصاب الجسد ومن بعده النفس والعقل..
لكن الغريب في الامر هو أمر الروح...لانها مفارقة الى حد ما لمشخصات التجسد المكاني والزماني...فتراها غير مبالية تماما لكل ما يحيطها من ألم جسدي ونفسي...فهي لا تتعلق بالاشخاص انما بما يمرمزون اليه وغير متعلقة بالاشياء انما بما توحي به...فلديها ما يكفيها من خيال تأملي..متجاوزا الزمان والمكان...وأشياء العالم وشخوصه....الى رمزية الاشخاص ووحي الاشياء....وتلك الغرابة ما هي ألا عدم تأثر الروح بما ألم بما هو دونها...
لذلك يمكننا رؤية أشخاص متألمين جسديا ونفسيا وعقليا...انما أرواحهم غاية في القوة والفرح او السكينة....وكأن ألالم ليس عندهم هم...انما في مكان آخر من العالم...
الروح ليست منطقية التفكير حتى يمكن تعقلها او عقلنتها...فهي تسير بلا منطق بل أن اللامنطق هو منطقها الحق...والروح لاتمتلك عاطفة فالعاطفة متعلقة بألاشخاص والاشياء ووالروح لا ترى منهما الا رمزية ما وأيحاء مغاير...والروح ليست مادة لان صورتها مبهمة وليس الجسد ألا تمظهر فاشل الى حدا ما في تصويرها...
ألآن:ما الذي أذن يؤلم الروح؟ أو يشعرها بألالم؟
الذي نعرفه انه حتى لو لم يكن هنالك ألم جسدي او نفسي او عقلي..يمكن ان يكون هنالك ألم روحي.....فماهو؟ وما مصدره؟ وكيف يظهر أو كيف نكتشفه أو نعرفه؟
الروح لها خصوصية الحرية...فهي لاتريد ولا تبغي ان تسعبد من أي من الجسد والعقل والنفس...ولا حتى من أشياء العالم وشخوصه....بل تريد البقاء محلقة في فضاء الحرية...متجهة للبحث المضني عن معنى وجودها من جهة...ومحاولة من خلال تلك الحرية أن تحقق ذلك المعنى.....
وما يسبب ألالم لتلك الروح هو الاستعباد من أي كان...وعدم وجود معنى وجودها...وعدم أمكانية تحقيق ذلك المعنى بعد كشفه...
وسعادتها الحقيقة...والتي لن يتسلل أي ألم يصيب العالم أليها هو:
في حريتها المتجهة نحو تحقيق ذاتها بأية خسائر كانت...
منقوووووول