الشيطان والأمريكان .. والجيش والإخوان
سمير حبشـــــــــــى
يتلاعبُ الشيطان بالإنسان حتى يفتَر حماسُه, وتنهزمَ إرادتُه, ويعلنُ استسلاَمه لعدوه فى المعركةِ في جولتِها الأولى .. ويقف على رصيف العهر يبكي حسرةَ الأشياء وخسارتَه وهو الذى يخطط لتدميرها .. وكل ما يحمل من حب وارد من النبع الخالد يحوله برغبة شيطانية إلى سجون ، ثم يقنعه باجتياز النهر في سفينة مثقوبة .. وبالدين الزائف يدمره ، ويجعله يؤمن بأن الصلاة فى المعبد الملطخ بالدماء هى أسمى أنواع الصلاة .. أليس هو الشيطان ؟ !! .. أنا لا أتخيل ولا أصنع كلمات الواقع بل أعرف جيدا أن اللعب فى مباريات كرة النار ، الإنتصار فيها لمن يجيد لعبة النار .. ومن يجيدها لابد أن يكون أحد تلاميذ الشيطان .. فيستطيع أن يجعل الحقيقة فى وسط زخم الحياة تعيش مهزومة .. هذه هى أول مبادئ السياسة .. ألم يُجمع الجميع أن السياسة لعبة قذرة .. لا مبادئ فيها ولا دين .. أليس هذا هو منهج الشيطان ؟ !! .. وملوك السياسة فى العالم هذه الإيام من بعد الإمبراطورية التى قيل عنها لا تغيب عنها الشمس - ولكنها قد غابت - هى الولايات المتحدة الأمريكية ، التى بسياستها أصبحت تقسم ممالك إلى بلدان وتخفى أسماء أقطار وتظهر أسماء أخرى .. ولعبتها الجديدة هى كرة النار التى تسميها الديموقراطية .
فدخولها افغانستان والعراق وأماكن أخرى كان بحجة إرساء دعائم الديموقراطية .. والتى هى كرة النار التى لو إرتدت إليها لأحرقتها هى أولا .
ولإكتشاف الحقيقة يجب علينا أن نطرح ما يحدث حولنا على أنفسنا بهدوء نركن فيه إلى جانب العقل قبل القلب ، ثم نتأرجح فيه على أرجوحة الفهم والواقع .. ولا نظل نحلم بضوء يأتى من بعيد أى من أمريكا يوماً بالامل .. فالمعرفة والفهم يقوم بهما عقل حر مطلق من كل قيد ، لديه القدرة على رفض كل ما هو ضد قوانين العقل والكون ، وهو وحده القادر على معرفة الحقيقة ودفائن الأمور .. عقل يعرف مذاق الديموقراطية .. وما لون وكنه الليبرالية والعلمانية .
وعلى هذا تتكشف أمامنا الأمور واضحة وجلية هذه الأيام .. ويستطيع أن يشير إليها كل من يحبو فى عالم السياسة .. فنحن نرى هذه الأيام وقوف إمريكا بجانب التيارات الإسلامية وقد شاهد الجميع مساعداتها المادية والمعنوية لثوار تونس حتى إعتلى الإخوان المسلمون سدة الحكم ، وفى ليبيا وصل بهم الحال إلى إستخدام الغارات الجوية والأسلحة الحربية حتى تمكن الإخوان المسلمون أيضا من الحكم ، وفى سوريا واليمن يقفون بكل وضوح بجانب الإخوان المسلمين أيضا .. أما فى مصر فقد ذهبوا إلى أبعد من ذلك ، فقد أبرموا إتفاقيات سرية بينهم وبين الأخوان المسلمين .. فقد ذكرت الصحف الأمريكية الإتفاق الإخوانى الأمريكى ، وقد ذكرت جريدة الموجز نقلا عن صحف امريكية علاقة الإخوان مع أمريكا ، وقالت إنها لم تكن وليدة الأيام الماضية ، لكنها علاقة طويلة الأجل مترامية الأطراف .. فقد كان المرشد حسن الهضيبي أول من عقد لقاءات مع السفير الأمريكي .. والجماعة اليوم سارعت بالارتماء في الحضن الأمريكي .
ففي 29 يونيو الماضي صدر خطاب من مكتب مدير الاتصال بالجمهور والمساعدات (دانيال بورين) إلي السيدة (جينيفر لاسزلو مزراحي) مسئولة منظمة المشروع الاسرائيلي ، جاء فيه ان الإدارة الأمريكية قررت استئناف الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر ، التي كانت قد بدأت في عام 2006 .. وقد أكد الخبر صحف ومجلات الجماعات اليهودية الأمريكية ، واللوبي الاسرائيلي في أمريكا ، ونشر بجوار الخبر السابق أن إسرئيل ستحضر اللقاءات الأمريكية المقبلة مع الإخوان عبر مسئولين أمريكيين ، ولقد ردت الإدارة الاسرائيلية بسؤال عن موقف الإخوان من حركة حماس ، وكانت المفاجأة في الاجابة التي أطلقها (دانيال بورين) ، حيث قال لنا اتصالات سرية مع الإخوان بدأت في عام 2006 بهدف إزاحة الرئيس مبارك وعائلته ولا علاقة للأمر بحركة حماس .. ومن لايعرف فان دانيال بورين كانت تعمل منسقة للعلاقات بين المنظمات اليهودية بأمريكا ، كما كلف الرئيس الأمريكي اوباما (جون كارسون) بملف العلاقات مع الإخوان ايضا ، وجون كارسون هو صاحب نظرية طحن البيانات حيث يقوم بجمعها عن طريق المتطوعين ، وبدأ يظهر بعد الثورة المصرية علي يمين الرئيس اوباما .
ولكن ، لماذا التيار الإسلامى المتمثل فى الإخوان المسلمين ؟
والإجابة على هذا السؤال سهلة وجلية وهى أن يختفى شبح الديموقراطية التى إن وجدت سترد كرة النار إلى أمريكا ، وإبنتها المدللة إسرائيل .. فأمريكا وعلماؤها وباحثوها يعلمون جيدا أن الإسلام يغتال كل جنين للديموقراطية ، ويغلق كل النوافذ والمنافذ أمام أى شعاع مدنى أو ليبرالى .. والشريعة الإسلامية قبر لكل حقوق الإنسان .. ففى وجود الحاكم لا يستطيع الشعب أن يقول كلمته فالحاكمية لله .. وإن أصدق الحديث كتاب الله ( القرآن ) وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..
وفي الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن الفصل بين السلطات ، يتحدث مشايخ الإسلام عن الدمج الكامل للسلطات الدينية والدنيوية في دولة مسلمة .. يعلم هذا كله الدارسون والباحثون والمرشدون للحكومات فى أمريكا .
إذا فلتلقى أمريكا بكرة النار المسماة بالديموقراطية وتخفيها تحت عمائم مشايخ الإسلام فتضمن وأدها والخلاص منها ، وهنا تكون المنفعة مشتركة تضمن أمريكا تكميم الأفواه ضدها وضد إسرائيل ، ويضمن الإخوان كرسى الحكم ، وخاصة وهذا هو الأهم ما أسهل شراء مشايخ الإسلام أو الحاكم المسلم والذى يؤمن بالتقية والكذب فى ثلاث .. ولتنفيذ ذلك لا بد من أداة وسند ويكون هذا السند رابعهم بعد الشيطان ومستفيد أيضا من هذا التحالف الشيطانى .. وكان الطنطاوى وعصابته هم الهدف والمعين والسند .
فالمجلس العسكرى وقيادته يريدون خروجا آمنا على يد الاخوان وخاصة أن جرائم المجلس العسكرى فاقت جرائم مبارك أضعاف الأضعاف ، ومن المتوقع أن يطالب الثوار بمحاكمة المشير بعد أن هتفوا " الشعب يريد إسقاط المشير " .. فالمنافع الشخصية قد جمعت ثلاثية الشيطان الأمريكان والجيش والإخوان .
ولكن .. وآه من لكن هذه .. فالأمريكان مهما فهموا وعرفوا الإسلام ، فلن يصلوا إلى عمق مفهوم التقية ولم يتعلموا الدرس من الماضى ، وما فعلوه فى إيران التى تصوب الآن مدافعها شطر إسرائيل ، وصوريخها فى إتجاه واشنطن .. فقد قتلوا عبد الناصر ثم زعيمهم السادات وحاولوا قتل مبارك .. فهم لا يحفظون عهدا ولا إتفاقا ، وهذه هى سنة الإسلام التى لا يفهمها العالم الغربى وحكوماته .
نقلا من الأقباط قادمون
سمير حبشـــــــــــى
يتلاعبُ الشيطان بالإنسان حتى يفتَر حماسُه, وتنهزمَ إرادتُه, ويعلنُ استسلاَمه لعدوه فى المعركةِ في جولتِها الأولى .. ويقف على رصيف العهر يبكي حسرةَ الأشياء وخسارتَه وهو الذى يخطط لتدميرها .. وكل ما يحمل من حب وارد من النبع الخالد يحوله برغبة شيطانية إلى سجون ، ثم يقنعه باجتياز النهر في سفينة مثقوبة .. وبالدين الزائف يدمره ، ويجعله يؤمن بأن الصلاة فى المعبد الملطخ بالدماء هى أسمى أنواع الصلاة .. أليس هو الشيطان ؟ !! .. أنا لا أتخيل ولا أصنع كلمات الواقع بل أعرف جيدا أن اللعب فى مباريات كرة النار ، الإنتصار فيها لمن يجيد لعبة النار .. ومن يجيدها لابد أن يكون أحد تلاميذ الشيطان .. فيستطيع أن يجعل الحقيقة فى وسط زخم الحياة تعيش مهزومة .. هذه هى أول مبادئ السياسة .. ألم يُجمع الجميع أن السياسة لعبة قذرة .. لا مبادئ فيها ولا دين .. أليس هذا هو منهج الشيطان ؟ !! .. وملوك السياسة فى العالم هذه الإيام من بعد الإمبراطورية التى قيل عنها لا تغيب عنها الشمس - ولكنها قد غابت - هى الولايات المتحدة الأمريكية ، التى بسياستها أصبحت تقسم ممالك إلى بلدان وتخفى أسماء أقطار وتظهر أسماء أخرى .. ولعبتها الجديدة هى كرة النار التى تسميها الديموقراطية .
فدخولها افغانستان والعراق وأماكن أخرى كان بحجة إرساء دعائم الديموقراطية .. والتى هى كرة النار التى لو إرتدت إليها لأحرقتها هى أولا .
ولإكتشاف الحقيقة يجب علينا أن نطرح ما يحدث حولنا على أنفسنا بهدوء نركن فيه إلى جانب العقل قبل القلب ، ثم نتأرجح فيه على أرجوحة الفهم والواقع .. ولا نظل نحلم بضوء يأتى من بعيد أى من أمريكا يوماً بالامل .. فالمعرفة والفهم يقوم بهما عقل حر مطلق من كل قيد ، لديه القدرة على رفض كل ما هو ضد قوانين العقل والكون ، وهو وحده القادر على معرفة الحقيقة ودفائن الأمور .. عقل يعرف مذاق الديموقراطية .. وما لون وكنه الليبرالية والعلمانية .
وعلى هذا تتكشف أمامنا الأمور واضحة وجلية هذه الأيام .. ويستطيع أن يشير إليها كل من يحبو فى عالم السياسة .. فنحن نرى هذه الأيام وقوف إمريكا بجانب التيارات الإسلامية وقد شاهد الجميع مساعداتها المادية والمعنوية لثوار تونس حتى إعتلى الإخوان المسلمون سدة الحكم ، وفى ليبيا وصل بهم الحال إلى إستخدام الغارات الجوية والأسلحة الحربية حتى تمكن الإخوان المسلمون أيضا من الحكم ، وفى سوريا واليمن يقفون بكل وضوح بجانب الإخوان المسلمين أيضا .. أما فى مصر فقد ذهبوا إلى أبعد من ذلك ، فقد أبرموا إتفاقيات سرية بينهم وبين الأخوان المسلمين .. فقد ذكرت الصحف الأمريكية الإتفاق الإخوانى الأمريكى ، وقد ذكرت جريدة الموجز نقلا عن صحف امريكية علاقة الإخوان مع أمريكا ، وقالت إنها لم تكن وليدة الأيام الماضية ، لكنها علاقة طويلة الأجل مترامية الأطراف .. فقد كان المرشد حسن الهضيبي أول من عقد لقاءات مع السفير الأمريكي .. والجماعة اليوم سارعت بالارتماء في الحضن الأمريكي .
ففي 29 يونيو الماضي صدر خطاب من مكتب مدير الاتصال بالجمهور والمساعدات (دانيال بورين) إلي السيدة (جينيفر لاسزلو مزراحي) مسئولة منظمة المشروع الاسرائيلي ، جاء فيه ان الإدارة الأمريكية قررت استئناف الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر ، التي كانت قد بدأت في عام 2006 .. وقد أكد الخبر صحف ومجلات الجماعات اليهودية الأمريكية ، واللوبي الاسرائيلي في أمريكا ، ونشر بجوار الخبر السابق أن إسرئيل ستحضر اللقاءات الأمريكية المقبلة مع الإخوان عبر مسئولين أمريكيين ، ولقد ردت الإدارة الاسرائيلية بسؤال عن موقف الإخوان من حركة حماس ، وكانت المفاجأة في الاجابة التي أطلقها (دانيال بورين) ، حيث قال لنا اتصالات سرية مع الإخوان بدأت في عام 2006 بهدف إزاحة الرئيس مبارك وعائلته ولا علاقة للأمر بحركة حماس .. ومن لايعرف فان دانيال بورين كانت تعمل منسقة للعلاقات بين المنظمات اليهودية بأمريكا ، كما كلف الرئيس الأمريكي اوباما (جون كارسون) بملف العلاقات مع الإخوان ايضا ، وجون كارسون هو صاحب نظرية طحن البيانات حيث يقوم بجمعها عن طريق المتطوعين ، وبدأ يظهر بعد الثورة المصرية علي يمين الرئيس اوباما .
ولكن ، لماذا التيار الإسلامى المتمثل فى الإخوان المسلمين ؟
والإجابة على هذا السؤال سهلة وجلية وهى أن يختفى شبح الديموقراطية التى إن وجدت سترد كرة النار إلى أمريكا ، وإبنتها المدللة إسرائيل .. فأمريكا وعلماؤها وباحثوها يعلمون جيدا أن الإسلام يغتال كل جنين للديموقراطية ، ويغلق كل النوافذ والمنافذ أمام أى شعاع مدنى أو ليبرالى .. والشريعة الإسلامية قبر لكل حقوق الإنسان .. ففى وجود الحاكم لا يستطيع الشعب أن يقول كلمته فالحاكمية لله .. وإن أصدق الحديث كتاب الله ( القرآن ) وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..
وفي الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن الفصل بين السلطات ، يتحدث مشايخ الإسلام عن الدمج الكامل للسلطات الدينية والدنيوية في دولة مسلمة .. يعلم هذا كله الدارسون والباحثون والمرشدون للحكومات فى أمريكا .
إذا فلتلقى أمريكا بكرة النار المسماة بالديموقراطية وتخفيها تحت عمائم مشايخ الإسلام فتضمن وأدها والخلاص منها ، وهنا تكون المنفعة مشتركة تضمن أمريكا تكميم الأفواه ضدها وضد إسرائيل ، ويضمن الإخوان كرسى الحكم ، وخاصة وهذا هو الأهم ما أسهل شراء مشايخ الإسلام أو الحاكم المسلم والذى يؤمن بالتقية والكذب فى ثلاث .. ولتنفيذ ذلك لا بد من أداة وسند ويكون هذا السند رابعهم بعد الشيطان ومستفيد أيضا من هذا التحالف الشيطانى .. وكان الطنطاوى وعصابته هم الهدف والمعين والسند .
فالمجلس العسكرى وقيادته يريدون خروجا آمنا على يد الاخوان وخاصة أن جرائم المجلس العسكرى فاقت جرائم مبارك أضعاف الأضعاف ، ومن المتوقع أن يطالب الثوار بمحاكمة المشير بعد أن هتفوا " الشعب يريد إسقاط المشير " .. فالمنافع الشخصية قد جمعت ثلاثية الشيطان الأمريكان والجيش والإخوان .
ولكن .. وآه من لكن هذه .. فالأمريكان مهما فهموا وعرفوا الإسلام ، فلن يصلوا إلى عمق مفهوم التقية ولم يتعلموا الدرس من الماضى ، وما فعلوه فى إيران التى تصوب الآن مدافعها شطر إسرائيل ، وصوريخها فى إتجاه واشنطن .. فقد قتلوا عبد الناصر ثم زعيمهم السادات وحاولوا قتل مبارك .. فهم لا يحفظون عهدا ولا إتفاقا ، وهذه هى سنة الإسلام التى لا يفهمها العالم الغربى وحكوماته .
نقلا من الأقباط قادمون