<P align=center>
إله كل نعمة
وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعدما تألمتم يسيرًا، هو يكملكم ويثبتكم، ويقويكم، ويمكّنكم ( 1بط 5: 10 )



مَنْ فينا ينكر أن الطريق مليء بالآلام. أ ليس الوادي الذي نعبره هو «وادي البكاء» ( مز 84: 6 )؟ هل كانت رحلة بني إسرائيل في البرية رحلة سهلة؟ أ لم يَقُل الرب عنها إنه فيها أذل شعبه وجرَّبه (تثCool؟ نعم، وهكذا أيضًا قال المسيح: «في العالم سيكون لكم ضيق» ( يو 16: 33 ).

أخي العزيز: هل هناك ضيقات تجتاز فيها نفسك؟ تشجع فالكتاب يؤكد أن الضيقة خفيفة ووقتية بالمقابلة مع ثقل المجد الذي ينتظرنا هناك (
2كو 4: 17 ). وأن «آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا» ( رو 8: 18 ). ثم إن الرب سيُخرج لنا من الآلام خيرًا. لاحظ قول الرسول بطرس: «وإله كل نعمة .. بعدما تألمتم يسيرًا». نعم بعد أن نتألم ـ وليس قبل ذلك ـ سنتمتع برباعية بركات الله الرائعة: الكمال، والثبات، والقوة، والتمكين.

(1) «هو يكملكم»: آه كم نتمنى الكمال وننشده. الله الحكيم يستخدم الآلام اليسيرة ليصل بنا إلى هذه الغاية المنشودة. وهنا نجد الكمال لا على المستوى البشري، بل المستوى الإلهي «هو يكملكم» والرب لا يمكن أن يبدأ عملاً ثم يتركه ناقصًا، إذ «هو الصخر الكامل صنيعه» (
تث 32: 4 ).

(2) «ويثبتكم»: قد يظن إنسان العالم أن الآلام من شأنها أن تزعزع المؤمنين. لكن لا تنسَ أن العواصف التي تبعثر الهشيم، تزيد من رسوخ أشجار الغابة. وهنا أيضًا، نجد أن الله هو الذي سيثبِّت المؤمنين. صحيح كان تكليف الرب لبطرس، بعد أن يرجع من سقطته، أن يثبِّت إخوته (
لو 22: 31 )، لكن ها الرسول بطرس نفسه ينسب هذه المهمة العُظمى لا إلى نفسه أو إلى غيره من الرسل، بل إلى إله كل نعمة شخصيًا.

(3) «ويقويكم»: ومرة أخرى ما أحكم إلهنا الذي يُحمِّق أفكار العدو، الذي يريد أن يُضعف إيماننا، بالتجارب. لكن المؤمن إذ يشعر بضعفه أمام عدوه الشرس، إبليس (الخصم) الذي يجول كأسد زائر، فإنه يرتمي على الله متكلاً عليه، فيسمع منه القول المشجع «تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمَل» (
2كو 12: 9 ).

(4) «ويمكّنكم»: فيصبح المؤمن راسخًا وموطدًا أمام كل الظروف التي يجتاز فيها.

اله كل نعمة Emanoeel-2231ef162a