بين الشيخ والدكتورة خليك نفسك
الإثنين، 16 يناير 2012 - 15:57
Add to Google
يصعب فى زمن الارتباك الأعظم الذى نحياه الآن أن نرفع شعارا بعنوان خليك نفسك لأنك كمواطن محاصر ليل نهار بحالة استقطاب مفزعة، فأنت لابد أن تكون إما مع أو ضد فى أى أمر بسيط أو كبيس.
ومن الغريب أن ما أكتبه أو أحيانا أصرح به فى وسيلة مرئية أو مسموعة حول رأى فى قضية ما عادة ما يجلب لى اتهامات متناقضة، سواء من قارئ أو مشاهد ومستمع، فهناك من يرى فيما أكتبه أحيانا مؤازرة للثورة وآخر يجده هجوما وثالث يتهمنى بالفوضوية ورابع وخامس وهكذا، وهذه الاتهامات تحمل فى طياتها ما أقصده، كمثال حى على حالة الارتباك وعدم القدرة على طرح الآراء دون تصنيف مسبق.
ودعنى أعطى لك مثالا من نموذجين يمثلا تطرفا فى المجتمع، وهما الدكتورة لميس جابر والشيخ مظهر شاهين، فالأولى مصنفة منذ بداية أحداث الثورة عند البعض وكأنها فلول أو أم فلول النظام السابق، وهى تبدو عدوا للثوار، بينما الشيخ يقولون عنه خطيب الثورة وشيخها.. هكذا تم تصنيف الاثنين تصنيفا ثابتا دونما قدرة أو رغبة فى النقاش حول مواقفهما المختلفة تجاه الأحداث.
ولكن دعونى أطرح طرحا مختلفا لعله يكون ضوءا من شمعة لمعنى أن تكون نفسك دون خوف من استقطاب.
الدكتورة لميس جابر طبيبة وكاتبة لم ترتبط بالنظام السابق بشكل مباشر فى مصلحة، بل كانت من خلال كتاباتها تنتقد النظام وحكم العسكر وتلجأ للتاريخ لتهرب ربما من واقع مؤلم، وحين بدأت الثورة أظنها لم تقف فى ميدان مصطفى محمود ولا انضمت لجماعة «إحنا أسفين يا ريس»، ولكنها انتقدت تصرفات رأت أنها خاطئة، وحين زاد الهجوم عليها تطرفا، تطرفت الدكتورة ربما بوعى أو دون وعى ودخلت فى دائرة الاستقطاب، فأصبح تصنيفها من أعداء الثورة تهمة ثابتة، ولا أحد يرى أو يحاول أن يرى فيها إلا اسما فى قائمة سوداء، وهى تقبلت التهمة وصارت تعطى للعامة كل ما يؤكدها.
الشيخ مظهر شاهين إمام جامع عمر مكرم الذى وضعته الظروف فى قلب الثورة، فلقبوه بخطيبها وأحد مجاهديها، وتحول إلى مراسل لقناة فضائية ومذيع، إذن هو انتقل من وضع لآخر، ولكن بما أنه بدأ ثوريا ورجل دين فعند مؤيديه هو حق لا يأتيه الباطل وعند معارضيه هو من مثيرى الفوضى، لأنه استفاد من الثورة، فهل كان هناك أحد يمكن أن يعرف أساسا أن جامع عمر مكرم له خطيب إلا فى مآتم المشاهير.
أما أنا بعيدا عن الاستقطاب فلا أرى لميس جابر أم الفلول ولا أراها حكيمة زمانها، ولكن لها ما لها وعليها ما عليها، فيحق لها أن تخاف على مصر ولكن لا يحق لها أن تنعت المتحدثين عن حقوق الإنسان بالعمالة، وأرى الشيخ مظهر شاهين رجلا من مصر شارك فى ثورة مع ملايين، ولكنه أحيانا ينحرف عن مهمته بمنفعة أو قناعة فى غير محلها.
هذه مجرد محاولة ومثال للبعد عن التطرف فى زمن الاستقطاب الأكبر، محاولة لأن أكون نفسى، فهل من صعوبة أو استحالة لأن تجرب أن تكون نفسك كما تطالبنا الإعلانات عن الشيبسى والبونبون فى كل لحظة؟
لا تخف أن تكون نفسك وأن تجرب عقلك، فليس كل من يختلف فلول على طول الخط، وليس كل من يتفق ثوار على طول الخط، فكلنا هدانا الله كما قال فى كتابه العزيز الفجور والتقوى، ولهذا فبين الدكتورة والشيخ وآخرين خليك نفسك
الإثنين، 16 يناير 2012 - 15:57
Add to Google
يصعب فى زمن الارتباك الأعظم الذى نحياه الآن أن نرفع شعارا بعنوان خليك نفسك لأنك كمواطن محاصر ليل نهار بحالة استقطاب مفزعة، فأنت لابد أن تكون إما مع أو ضد فى أى أمر بسيط أو كبيس.
ومن الغريب أن ما أكتبه أو أحيانا أصرح به فى وسيلة مرئية أو مسموعة حول رأى فى قضية ما عادة ما يجلب لى اتهامات متناقضة، سواء من قارئ أو مشاهد ومستمع، فهناك من يرى فيما أكتبه أحيانا مؤازرة للثورة وآخر يجده هجوما وثالث يتهمنى بالفوضوية ورابع وخامس وهكذا، وهذه الاتهامات تحمل فى طياتها ما أقصده، كمثال حى على حالة الارتباك وعدم القدرة على طرح الآراء دون تصنيف مسبق.
ودعنى أعطى لك مثالا من نموذجين يمثلا تطرفا فى المجتمع، وهما الدكتورة لميس جابر والشيخ مظهر شاهين، فالأولى مصنفة منذ بداية أحداث الثورة عند البعض وكأنها فلول أو أم فلول النظام السابق، وهى تبدو عدوا للثوار، بينما الشيخ يقولون عنه خطيب الثورة وشيخها.. هكذا تم تصنيف الاثنين تصنيفا ثابتا دونما قدرة أو رغبة فى النقاش حول مواقفهما المختلفة تجاه الأحداث.
ولكن دعونى أطرح طرحا مختلفا لعله يكون ضوءا من شمعة لمعنى أن تكون نفسك دون خوف من استقطاب.
الدكتورة لميس جابر طبيبة وكاتبة لم ترتبط بالنظام السابق بشكل مباشر فى مصلحة، بل كانت من خلال كتاباتها تنتقد النظام وحكم العسكر وتلجأ للتاريخ لتهرب ربما من واقع مؤلم، وحين بدأت الثورة أظنها لم تقف فى ميدان مصطفى محمود ولا انضمت لجماعة «إحنا أسفين يا ريس»، ولكنها انتقدت تصرفات رأت أنها خاطئة، وحين زاد الهجوم عليها تطرفا، تطرفت الدكتورة ربما بوعى أو دون وعى ودخلت فى دائرة الاستقطاب، فأصبح تصنيفها من أعداء الثورة تهمة ثابتة، ولا أحد يرى أو يحاول أن يرى فيها إلا اسما فى قائمة سوداء، وهى تقبلت التهمة وصارت تعطى للعامة كل ما يؤكدها.
الشيخ مظهر شاهين إمام جامع عمر مكرم الذى وضعته الظروف فى قلب الثورة، فلقبوه بخطيبها وأحد مجاهديها، وتحول إلى مراسل لقناة فضائية ومذيع، إذن هو انتقل من وضع لآخر، ولكن بما أنه بدأ ثوريا ورجل دين فعند مؤيديه هو حق لا يأتيه الباطل وعند معارضيه هو من مثيرى الفوضى، لأنه استفاد من الثورة، فهل كان هناك أحد يمكن أن يعرف أساسا أن جامع عمر مكرم له خطيب إلا فى مآتم المشاهير.
أما أنا بعيدا عن الاستقطاب فلا أرى لميس جابر أم الفلول ولا أراها حكيمة زمانها، ولكن لها ما لها وعليها ما عليها، فيحق لها أن تخاف على مصر ولكن لا يحق لها أن تنعت المتحدثين عن حقوق الإنسان بالعمالة، وأرى الشيخ مظهر شاهين رجلا من مصر شارك فى ثورة مع ملايين، ولكنه أحيانا ينحرف عن مهمته بمنفعة أو قناعة فى غير محلها.
هذه مجرد محاولة ومثال للبعد عن التطرف فى زمن الاستقطاب الأكبر، محاولة لأن أكون نفسى، فهل من صعوبة أو استحالة لأن تجرب أن تكون نفسك كما تطالبنا الإعلانات عن الشيبسى والبونبون فى كل لحظة؟
لا تخف أن تكون نفسك وأن تجرب عقلك، فليس كل من يختلف فلول على طول الخط، وليس كل من يتفق ثوار على طول الخط، فكلنا هدانا الله كما قال فى كتابه العزيز الفجور والتقوى، ولهذا فبين الدكتورة والشيخ وآخرين خليك نفسك