المناعة الروحية
القِدِّيسينَ الذينَ في كل العالم الإخوَةِ المُؤمِنينَ في المَسيحِ. علَيكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِنَ الله أبينا. (عن رسالة كولوسي 1:2 مع التصرف )
"فلنبدأ بدأَ حسناً " (صلاة باكر، الأجبية)
هل أدركت أنه من المهم أن نبدأ ؟ هل عرفت و لو قليلاً أن البداية مش صعبة ؟
بس منين البداية ؟ البداية " في البَدْءِ كانَ الكَلِمَةُ، والكَلِمَةُ كانَ عِندَ الله، وكانَ الكَلِمَةُ الله." (يو 1:1 ).
يعني البداية لازم تكون من المسيح وكذلك نسعى لأن نتمم حياتنا في المسيح "13أنا الألِفُ والياءُ، و الأوَّلُ والآخِرُ، والبَداءَةُ والنِهايَةُ" (رؤ 13:22).
بس فيه موضوع خطير بيعاني منه الكثيرين وهم مش واخدين بالهم منه. حاشرحه باستفاضة شوية. كلكم قريتوا عن ما يسمَّى (وربنا يحافظ عليكوا ويبعدكم عنه) فقدان المناعة الداخلية. وهو معناه إن بالرغم من أننا محاطون بملايين الفيروسات والميكروبات والتلوث البيئي تسبح في الجو وتدخل جوانا غصب عننا، إلا أننا لا نُصاب بأي مرض لأن الله - تبارك اسمه – جعل فينا ما يُسمى بالمناعة الداخلية المتمثلة في كرات الدم البيضاء التي ما أن يدخل الجسم أي عدو غريب مؤذي تسرع وتهاجمه وتقضي عليه ويظل الإنسان سليماً معافى. فإذا حدث لا سمح الله أن قلَّت هذه الكرات البيضاء في الدم عن الحد الأدنى فإن جسم الإنسان يبدأ يعتل ويضعف ويمرض من الأمراض المختلفة. لذلك ينصح الأطباء الناس بضرورة حفظ عدد الكرات البيضاء بوصايا طبية هامة وهي: التغذية الكاملة بكافة العناصر اللازمة، والرياضة، والتعرُّض للشمس والهواء النقي (هذه عناصر إيجابية) ثم الامتناع عن إدخال السموم للجسم التي تقضي على أو تقلل من المناعة الداخلية مثل الهواء الملوَّث والتدخين والمخدرات والانحراف الخلقي وقلة وجود الخضروات والفواكه في الطعام وغير ذلك ما ينصح به الأطباء.
ألا تعلم يا أخي المبارك أن الله وضع فينا منذ ميلادنا الجديد بالمعمودية المناعة الروحية ضد الأمراض الروحية وضد الشهوات المميتة التي تؤدي بنا إلى الخطية التي تؤول بنا إلى الموت الروحي. هذه المناعة الروحية الداخلية لابد أن نحافظ عليها وأن نستزيدها لكي تكون قادرة دائماً على أن تحفظنا من الشهوات وغوايات العدو التي تقابلنا في كل لحظة تريد أن توقعنا مرضى ثم تصرعنا موتى بالروح حتى ولو لم نمت بالجسد.
كيف نحافظ على المناعة الروحية؟
أول حاجة نحافظ بها على المناعة الروحية هي التمسك بربنا يسوع المسيح ومحبته والطاعة لوصاياه والإنصات لتحذيراته والاستماع لتعاليمه. لا تقولوا يا إخوتي ويا أخواتي إن هذه الوصايا ثقيلة. أبداً ليست هي ثققيلة لأن وصايا المسيح وُضعت للإنسان وليس للملائكة لكي تصل به إلى غاية الله من خلقتنا وهي الحياة الأبدية أي الحياة التي لا موت فيها (وهذا هو ما نشتهيه كلنا فكلنا نتفادى الموت ونتحاشاه). ولأنه وضع هذه الوصايا للإنسان ليحيا بها فهو أعطاه في نفسه القدرة والقوة ليُطبِّقها ويُنفذها. أنظر ما يقوله الإنجيل في رسالة يوحنا: «فَإِنَّ هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً، لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهَذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا» (1يو 3:5-4).
ولا يقل أحد أن الزمن تغير ولم تعد الوصايا تصلح لأيامنا الحاضرة. هذه خدعة تنطلي على الكثيرين فيهلكون بسببها. لأنه إن كان الزمن قد تغير لكن الطبيعة البشرية لم تتغير بتغيُّر الزمن. فالضعف البشري هو هو، والخوف من الموت هو هو، وخطر الخطية التي تهدد بموت الإنسان قائم لم ينته. فنحن في معركة مع الخطية والموت طالما نحن في هذا الجسد. وضمان حياتنا الأبدية هو في الذي غلب الموت (أي المسيح)، وضمان نُصرتنا على الخطية هو في الذي بلا خطية وحده (أي المسيح).
إوعى حد يسألني أمال فين حفظ المناعة الروحية؟ يقول أحد القديسين: "احفظ الوصية، تحفظك الوصية". فوصايا المسيح هي كرات الدم البيضاء الروحية فينا وهي التي تحفظنا من أخطار هذا العالم المحيطة بنا تريد أن تقتلنا.
وهنا تكون البداية، يا جماعه الآن وقت العمل. وعلينا عمل كبير نعمله وهو التفتيش عن وصايا المسيح لنحفظها لتحفظنا من الشر المحيط بنا من كل ناحية.
والسَّلامُ والمَحبَّةُ معَ الإيمانِ لِلإخوَةِ مِنَ الله الآبِ ومِنَ الرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ. ولَتكُنِ النِّعمَةُ معَ جميعِ الذينَ يُحبُّونَ رَبَّنا يَسوعَ المَسيحَ حُباً لا يَزول" (أفسس 6: 23).