غَيِّر مِنْ سُرعة خطواتك
وَصْفَة أُخرَى جيِّدة للاكتئاب هي أنْ تُغيِّر مِنْ سُرْعة سيرك, فبدلاً مِنْ أنْ تغتاظ, اتَّجِه إلى نشاط يُؤدِّي إلى الاستِرخاء.
كَتَبَت إيفلين أندرهيل Evelyn Underhill تقول: ”يعود الخُدَّام بعدَ انتهاء يوم الأحد وهم في حالة مِن الإجهاد لا تَسمح لهم بتَأدِية صلواتهم الخاصَّة, ولكن لاحَظ أحدهم أنَّ العطِيَّة الوحيدة التي يسمح الروح أنْ يعطيها له هي أنْ يستمتِع بحمَّام ماء د...افِئ“.
التنَزُّه في الحدائق, السَفَر, الرياضة, الموسيقى, التَرانيم, القراءة ... كلَّ هذه الأشياء تُعطِي جَوًّا مناسِباً لتهدئة سٌرعة الاندفاع.
إنْ كُنَّا نُجاهِد أنْ نكون منتِجين روحِيًّا, ونامين في كلّ وقت, فإنَّ مِثل هذا النمو سوف يكون غيْر طبيعي, تماماً مِثل النباتات طويلة السيقان, كلّها سيقان وليسَ فيها تَزهير. ابدَأ بِبُطء, ضَع هدفاً لكلَّ يوم, وبعدَ أنْ تبلُغ هدفكَ الأوَّل, ضَع أهدافاً أُخرى لكل يوم. وهنا يُمكننا أنْ نتعلَّم مِن الفلاَّح,
فقدْ يأتي عليه وقت يلزَم أنْ يتَّخِذ فيه قَراراً لحماية أرضِه مِن الإنهاك, ويكون أمامه بديلان: إمَّا أنْ يَتْرُك التُربة بِلا زراعة, وإمَّا أن يَزْرع محصولاً مُخصِّباً للتُربة. وعلى سبيل المثال, فالحقل المُعتاد الذي يُنتِج بقولاً, يُمكن زراعته بنبات الألفا ألفا. التغيير لا يُريح التُربة فقط, بلْ وأيضاً يُزيد إنتاجِيَّة الأرض نتيجة إضافة عُنصُر النيتروجين. لذلك علينا ونحن في انتظار عُبور فترة الجفاف, أنْ نُحاوِل زراعة محصول آخَر, اعمل شيئاً مُغايِراً, حاوِل أنْ تعمَل بعض التغييرات.

يعيش المسيحِيُّون مِثل أي إنسان في ظُلمة هذا العالَم, إلاَّ أنَّهم ليسوا مِنْ هذا العالَم.

"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"