انا هو الطريق والحق والحياة
*
*
*
*
*
هو الحق والحياة
في موكب الشكوك والحيرة والاضطراب التي كانت تغمر العالم قبل مجيئه نادى يسوع قائلا «أنا هو الطريق والحق والحياة» (يو 6:14). وقد جاء هذا الإعلان الهام عندما سأله توما أحد تلاميذه في انزعاج قائلاً «يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق» (يو 5:14). وهنا جاء هذا الإعلان الهام ليبدد الشكوك وينزع المخاوف وينير الطريق لتلاميذه ولكل الأجيال المقبلة …
عندما تساءل توما قائلاً «يا سيد لسنا نعلم» .. أجاب يسوع «أنا هو الطريق والحق والحياة .. ولقد كان تساؤل توما هذا نتيجة طبيعية لتصريحات السيد الكثيرة التي أدلى بها مؤكداً أنه ذاهب من هذا العالم لا محالة. فقد قال «يا أولادي أنا معكم زماناً قليلاً بعد. ستطلبونني وكما قلت لليهود حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا» (يو 33:13). وبعد قليل سأله بطرس: « يا سيد إلى أين تذهب أجابه يسوع حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني ولكنك ستتبعني أخيراً»(يو 36:13).
أنا ذاهب … أنا ذاهب … هذا ما كان يردده يسوع خاصة في أيامه الأخيرة. وكانت كلماته مشبعة بالحزن والألم. لكنه في هذه المرة قالها يسوع وهو في غبطة وسعادة. قال «لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فإني كنت قد قلت لكم. أنا أمضي لأعد لكم مكاناً. وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً. وتعلمون حيث أنا أذهب وتعلمون الطريق» (يو 1:14 – 4).
لقد اختلطت الأمور أمام توما فلم يفرق بين الحالتين عندما قال يسوع لبطرس «حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني» إنما كان يعني بهذا أنه ذاهب إلى الجلجثة أي إلى الصلب أما عندما قال «أنا أمضي لأعد لكم مكاناً» إنما كان يعني أنه ماضٍ إلى الآب. ولقد كان كلام السيد واضحاً في كلتا الحالتين. لكن حالة التشاؤم كانت سائدة على التلاميذ لأنهم لم يريدوا أن يفارقهم السيد لحظة واحدة مهما كان السبب.
كانت هناك شكوك كثيرة تحيط بهم ومخاوف رهيبة تهز كيانهم. ماذا يفعلون عندما يتركهم السيد؟ .. وإذا كان هذا لا بد وأن يكون، إذاً فعليهم أن يستقصوا منه عن المكان وأن يتعرفوا على الطريق. هكذا جاء ذلك السؤال الملح «يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق» (يو 5:14).
لقد كان يسوع يدرك أن كلماته سوف تثير الشجن فقال في نغمة رقيقة «لا تضطرب قلوبكم .. أنا أمضي لأعد لكم مكاناً. وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً وتعلمون حيث أنا أذهب وتعلمون الطريق». كانت كلمات الرب يسوع واضحة كل الوضوح لكن روح القلق كانت تسود التلاميذ، لقد أرادوا أن يعرفوا المكان ويتأكدوا بأنفسهم من الطريق. لكن ما قيمة هذه المعرفة وهل كان التلاميذ ليهنئوا في ذلك المكان بمفردهم وهل كانوا ليقدروا أن يعبروا ذلك الطريق وحدهم. لقد قال الرب يسوع محذراً بطرس قائلاً «سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكنني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك»(لو 31:22، 32). إن الضمان الوحيد للإنسان ليس في معرفته للطريق بل أن يسير في أي مكان في حمى يسوع.
هذا عن الطريق، لكن ماذا عن المكان؟ … لقد اعتقد توما أنه لا يحتاج لشيء ما بمجرد وصوله هناك .. لكن هل هذا صحيح؟ .. وما فائدة المكان بدون المسيح؟ ..
إن الطريق كرْب لا يمكن لإنسان ما أن يختاره بمفرده إن لم يحمله فيه المسيح .. والسماء أيضاً لا يمكن أن نحظى فيها بالسعادة إن لم يجالسنا فيها يسوع .. ويقول يوحنا الرائي «والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها» (رؤ 23:21). بدون المسيح تصبح السماء ظلاماً. ولقد وصل المرنم إلى هذه الحقائق منذ القديم فقال «من لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً في الأرض» (مز 25:73).
ونحن يجب أن نشكر «توما» لأنه لولا تساؤله لما سمعنا هذا الإعلان الذي يعد أعظم الإعلانات .. عندما قال توما «يا سيد لسنا نعلم» قال يسوع «أنا هو» وبهذا كأني به يقول له، أنا هو وفي هذا كل الكفاية .. ولأني أنا هو لذا فأنا هو الطريق وأنا هو الحق وأنا هو الحياة .. أنا كل شيء لك يا توما … وهنا كأني بالرب يسوع أخذ يردد ما سبق وقاله في القديم «لا تخف لأني معك. لا تتلفت لأني إلهك. قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري» (إش 10:41).
إذاً، لا تتساءلوا عن الطريق يكفي أن تعرفوا الرفيق، ولا تتساءلوا عن المكان يكفي أن تعرفوا الجليس …
أنا هو الحق …
«أنا هو»الغاية العظمى للإنسان …
«أنا هو»الذي أحيط به في كل مكان …
«أنا هو»نبع السعادة والنصرة والاطمئنان …
أنا هو الحق …
ولا شك أن التلاميذ لم يدركوا، في حينه، أبعاد هذه الكلمة وإلا لسقطوا على وجوههم. فما من إنسان أدعى لنفسه هذه الصفة. ولقد كان الرب يسوع يدرك أن تلاميذه لا يمكنهم أن يستوعبوا كل الحقائق والإعلانات دفعة واحدة، لذا قال لهم «إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل من يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية...
*
*
*
*
*
هو الحق والحياة
في موكب الشكوك والحيرة والاضطراب التي كانت تغمر العالم قبل مجيئه نادى يسوع قائلا «أنا هو الطريق والحق والحياة» (يو 6:14). وقد جاء هذا الإعلان الهام عندما سأله توما أحد تلاميذه في انزعاج قائلاً «يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق» (يو 5:14). وهنا جاء هذا الإعلان الهام ليبدد الشكوك وينزع المخاوف وينير الطريق لتلاميذه ولكل الأجيال المقبلة …
عندما تساءل توما قائلاً «يا سيد لسنا نعلم» .. أجاب يسوع «أنا هو الطريق والحق والحياة .. ولقد كان تساؤل توما هذا نتيجة طبيعية لتصريحات السيد الكثيرة التي أدلى بها مؤكداً أنه ذاهب من هذا العالم لا محالة. فقد قال «يا أولادي أنا معكم زماناً قليلاً بعد. ستطلبونني وكما قلت لليهود حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا» (يو 33:13). وبعد قليل سأله بطرس: « يا سيد إلى أين تذهب أجابه يسوع حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني ولكنك ستتبعني أخيراً»(يو 36:13).
أنا ذاهب … أنا ذاهب … هذا ما كان يردده يسوع خاصة في أيامه الأخيرة. وكانت كلماته مشبعة بالحزن والألم. لكنه في هذه المرة قالها يسوع وهو في غبطة وسعادة. قال «لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فإني كنت قد قلت لكم. أنا أمضي لأعد لكم مكاناً. وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً. وتعلمون حيث أنا أذهب وتعلمون الطريق» (يو 1:14 – 4).
لقد اختلطت الأمور أمام توما فلم يفرق بين الحالتين عندما قال يسوع لبطرس «حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني» إنما كان يعني بهذا أنه ذاهب إلى الجلجثة أي إلى الصلب أما عندما قال «أنا أمضي لأعد لكم مكاناً» إنما كان يعني أنه ماضٍ إلى الآب. ولقد كان كلام السيد واضحاً في كلتا الحالتين. لكن حالة التشاؤم كانت سائدة على التلاميذ لأنهم لم يريدوا أن يفارقهم السيد لحظة واحدة مهما كان السبب.
كانت هناك شكوك كثيرة تحيط بهم ومخاوف رهيبة تهز كيانهم. ماذا يفعلون عندما يتركهم السيد؟ .. وإذا كان هذا لا بد وأن يكون، إذاً فعليهم أن يستقصوا منه عن المكان وأن يتعرفوا على الطريق. هكذا جاء ذلك السؤال الملح «يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق» (يو 5:14).
لقد كان يسوع يدرك أن كلماته سوف تثير الشجن فقال في نغمة رقيقة «لا تضطرب قلوبكم .. أنا أمضي لأعد لكم مكاناً. وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً وتعلمون حيث أنا أذهب وتعلمون الطريق». كانت كلمات الرب يسوع واضحة كل الوضوح لكن روح القلق كانت تسود التلاميذ، لقد أرادوا أن يعرفوا المكان ويتأكدوا بأنفسهم من الطريق. لكن ما قيمة هذه المعرفة وهل كان التلاميذ ليهنئوا في ذلك المكان بمفردهم وهل كانوا ليقدروا أن يعبروا ذلك الطريق وحدهم. لقد قال الرب يسوع محذراً بطرس قائلاً «سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكنني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك»(لو 31:22، 32). إن الضمان الوحيد للإنسان ليس في معرفته للطريق بل أن يسير في أي مكان في حمى يسوع.
هذا عن الطريق، لكن ماذا عن المكان؟ … لقد اعتقد توما أنه لا يحتاج لشيء ما بمجرد وصوله هناك .. لكن هل هذا صحيح؟ .. وما فائدة المكان بدون المسيح؟ ..
إن الطريق كرْب لا يمكن لإنسان ما أن يختاره بمفرده إن لم يحمله فيه المسيح .. والسماء أيضاً لا يمكن أن نحظى فيها بالسعادة إن لم يجالسنا فيها يسوع .. ويقول يوحنا الرائي «والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها» (رؤ 23:21). بدون المسيح تصبح السماء ظلاماً. ولقد وصل المرنم إلى هذه الحقائق منذ القديم فقال «من لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً في الأرض» (مز 25:73).
ونحن يجب أن نشكر «توما» لأنه لولا تساؤله لما سمعنا هذا الإعلان الذي يعد أعظم الإعلانات .. عندما قال توما «يا سيد لسنا نعلم» قال يسوع «أنا هو» وبهذا كأني به يقول له، أنا هو وفي هذا كل الكفاية .. ولأني أنا هو لذا فأنا هو الطريق وأنا هو الحق وأنا هو الحياة .. أنا كل شيء لك يا توما … وهنا كأني بالرب يسوع أخذ يردد ما سبق وقاله في القديم «لا تخف لأني معك. لا تتلفت لأني إلهك. قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري» (إش 10:41).
إذاً، لا تتساءلوا عن الطريق يكفي أن تعرفوا الرفيق، ولا تتساءلوا عن المكان يكفي أن تعرفوا الجليس …
أنا هو الحق …
«أنا هو»الغاية العظمى للإنسان …
«أنا هو»الذي أحيط به في كل مكان …
«أنا هو»نبع السعادة والنصرة والاطمئنان …
أنا هو الحق …
ولا شك أن التلاميذ لم يدركوا، في حينه، أبعاد هذه الكلمة وإلا لسقطوا على وجوههم. فما من إنسان أدعى لنفسه هذه الصفة. ولقد كان الرب يسوع يدرك أن تلاميذه لا يمكنهم أن يستوعبوا كل الحقائق والإعلانات دفعة واحدة، لذا قال لهم «إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل من يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية...