<P align=center>
الاعتراف واسطة روحية لتوبة ا|لإنسان:
حتى أننا في عقيدة الكنيسة نسمى سر الاعتراف " سر التوبة ". وهو فعلاً يقود إلى التوبة، إذا مارسه الإنسان بطريقة روحية تليق به. فالاعتراف ليس مجرد كلام يقوله المعترف للأب الكاهن، إنما ينبغى أن يمتزج بمشاعر معينة توصل الخاطئ إلى إلى التوبة الحقيقية فكيف ذلك؟
# عناصر الاعتراف:
و ما هى عناصر الاعتراف لكى يكون شاملاً:
الاعتراف يشمل أربعة عناصر، يجب أن تتم:
1- الاعتراف على الله نفسه:
كما يقول داود النبي للرب في المزمور الخمسين، مزمور التوبة " لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت " (مز 50). وفى هذا الاعتراف تطلب من الله المغفرة، كما نقول في الصلاة " اغفر لنا خطايانا، كما نغفر نحن أيضاً لمن أخطأ إلينا ". وتطلب من الله أن يرفع غضبه عنك الذي تستحقه بسبب خطاياك، كما نقول في المزمور " يا رب لا تبكتنى بغضبك، ولا تؤدبنى بسخطك. ارحمنى يا رب فإنى ضعيف " (مز 6).
2- وكما نعترف على الله، نعترف على أب الاعتراف أيضاَ:
تعترف عليه كوكيل للسرائر الإلهية (1كو4: 1). وكرسول من الله إليك "ملا2: 7). وتعترف عليه لكى يمنحك من الله المغفرة والحل (يو 20: 22، 23) (مت 18: 18). وأيضاَ لكى يسمح لك بالتناول، حتى يمكنك أن تتناول باستحقاق (1كو11: 27). وايضاً من أجل الإرشاد الروحى، ليشرح لك ما يجب أن تفعله. وتعترف على الأب الكاهن أيضاً لسبب عملى. وهو أن الإنسان كثيراً ما يخجل وهو يذكر خطاياه أمام شخص روحى، وأمام الكهنوت بالذات. وهذا الخجل يساعده على عدم ارتكاب الخطية في المستقبل. وهكذا الخطية في المستقبل. وهكذا قال الكتاب " إعترفوا بعضكم على بعض بالزلات " (يع 5: 16). أى بشر على بشر.
3- تعترف على من أخطأت إليه بكل ما أسأت به إليه:
وذلك لكى تزيل من قبله أى غضب، أو حزن بسبب إساءتك إليه، حتى يمكنك أن تتناول بقلب صاف من نحو الكل (. وهذا ما علم به الرب في العظة على الجبل، إذ قال " فإن قدمت قربانك على المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيك " (مت 5: 23، 24).
و هكذا لو وجدت في كل إساءة إلى الغير ستذهب إليه وتصالحه، وتعتذر إليه معترفاً بخطئك من نحوه.. فبلاشك سيقودك هذا إلى الاحتراس من معاملة الغير، والبعد أن الإساءة، حتى لا تضطر إلى الإعتذار عنها.
4- هناك اعتراف آخر، قد يكون هو الأول في الترتيب الزمنى، وهو أن تعترف بينك وبين نفسك أنك قد أخطأت..
ذلك أنه إن لم تكن معترفاً في داخل قلبك وفكرك أنك قد أخطأت، سوف لا تعترف طبعاً أمام الله بخطأ لا ترى أنك قد وقعت فيه. وأيضاً سوف لا تعترف أمام الكاهن بأنك قد أخطأت. ولن تذهب إلى أخيك وتصالحه، مادمت غير مقتنع في داخلك بأنك قد أخطأت إليه..
إذا الإعتراف بالخطأ أو الخطية، يبدأ داخل الإنسان أولاً، بإحساس داخلى أنه قد أخطأ، وباقتناع.فكرى بواقع الخطأ وتفاصيله، وبضرورة الإعتراف به للحصول على المغفرة، وللوصول إلى المصالحة مع الله والناس.
كثيرون ليس لهم هذا الإحساس الداخلى بالخطأ، لذلك لا يتقدمون نحو التوبة ولا الإعتراف..
ربما لأن موازينهم الروحية غير سليمة، أو أنهم يبررون تصرفاتهم باستمرار. الذات عندهم تقف ضد كل اعتراف بالخطأ. يرون دواتهم باستمرار على حق، فبأى شئ يعترفون؟! بل إن كثيراً من أولئك المخطئين تلبس أخطاؤهم ثوب الفضيلة، ويفتخرون بذلك الخطأ.. كما كان الفريسيون والكتبة يرون أنهم على حق في معاداة السيد المسيح، دفاعاً عن ناموس موسى وتقاليد آبائهم!! وهكذا قالوا له في جرأة وفى الإعتزاز بالإثم " ألسنا نقول حسناً أنك سامرى وبك شيطان " (يو8: 48)!! إنهم يهينون المسيح هكذا ويشتمونه، يرون أنهم يقولون حسناً!!
+- مشاعر المعترف
المعترف إذن لابد أن يشعر أنه أخطأ. ولابد أن يندم على خطيئته وينسحق قلبه بسببها.
داود النبي كان من فرط ندمه، كان يبكى بمرارة على خطيته، وبدموعه يبل فراشه " (مز 6). وكان يرى أن خطيئته تحتاج إلى غسيل وتطهير، فيقول للرب " إغسلنى كثيراً من إثمى، ومن خطيئتى طهرنى " " إنضح على بزوفاك فأطهر.. " (مز 50).
كثيرون يأتون إلى الاعتراف بغير ندم، وبغير شعور بالخجل والخزى والعار من خطاياهم. ولذلك لا يستفيدون من اعترافهم. ويصبح اعترافهم مجرد كلام بغير روح!! أما أنت فبقدر تدمك تكون توبتك، وتكون استفادتك من الاعتراف.
و مع الندم يوجد عزم أكيد على تغيير حالتك.
إصرار على ترك الماضى الخاطئ، وغلق كل السبل الموصلة إلى الخطية. لأن الاعتراف ليس معناه التخلص من حساب قديم، لفتح حساب جديد إنما هو قطع كل صلة بالخطية، متعرفاً بأنها طريق خاطئ يمنع الحياة مع الله وسكنى روحه في القلب.
كذلك ينبغى أن يوقن المعترف أنه قد أخطأ ضد الله نفسه..
فالخطية هى عصيان لله وكسر لوصاياه. هى تمرد على الله وثورة عليه، وتفضيل محبة العالم والمادة والجسد على محبة الله. وكما قال القديس يعقوب الرسول: " أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟! فمن أراد أن يكون محباً للعالم، فليست فيه محبة الآب " (1يو 2: 15). إذن الخطية ضد محبة الله. وفى نفس الوقت هى رفض للشركة مع روحه القدس، لأنه " أية شركة للنور مع الظلمة؟! " (2كو 6: 14).. ولأن الخطية ضد الله، إذن فهى غير محدودة لأن الله غير محدود..
لهذا نرى داود النبى يقول للرب " لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت " (مز 50). ولم يقل أخطأت إلى أوريا وبتشبع زوجته.. كذلك لما عرضت الخطية على يوسف الصديق، رفضها قائلاً " كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله؟! " (تك 39: 39).. ضع هذا إذن في ذهنك، وأنت تعرف أنك أخطأت إلى الله.
كذلك ليس الاعتراف مجرد علاقة بينك وبين أب الاعتراف. إنما قبل كل شئ هو علاقة مع الله.
إنك تعترف إلى الله في سمع الكاهن، كما قال يشوع بن نون لعخان " يا ابنى اعط مجداً للرب.. إعتراف له وأخبرنى الآن ماذا فعلت.." (يش 7: 19).. كذلك في التحليل، أنت تأخذ حلاً من الله من فم الكاهن. بهذا تشعر بوجود الله أثناء الاعتراف، وتستفيد روحياً من اعترافك. كثيرون ينسون الوجود في حضرة الله أثناء الاعتراف. فتضيع هيبة الاعتراف، ولا يستفيدون الفائدة المرجوة.
†- الاعتراف ودم المسيح
كذلك هناك نقطة هامة في الاستفادة من الاعتراف، هى معرفة معنى المغفرة وكيف تتم.
كان الشخص الذي يخطئ، يأتى بذبيحة عن إثمه أو خطيئته، ويضع يده على رأس الذبيحة، ويقر بخطاياه (لا 5: 5). وكان يدرك تماماً أن هذه الذبيحة تموت بدلاً منه. هو يستحق الموت، ولكن ذلك الحمل المذبوح يموت عنه. وكان وضع يده يدل على أمرين: أنه قبل أن تنوب هذه الذبيحة عنه. وأنه يوضع يده عليها، تنقل الخطية منه إليها، هذه الخطية التي يقربها أمام الكاهن.. فكيف نطبق هذه الأمر في سر الاعتراف؟ معناه أن الخطية تنتقل منك إلى حساب المسيح ليمحوها بدمه..
إذن اعترافك بخطيتك، معناه أنك تطلب أن يحملها المسيح بدلاً منك تنتقل منك إليه، فيحملها عنك.
هنا تحس جيداً وتدرك ما معنى المغفرة. ليس معناها أن قد تنازل عن حقه. فالعدل الإلهى لابد أن يستوفى. وكيف ذلك؟ بأن يحمل المسيح خطيئتك ويمحوها بدمه. وهذا ما قيل بسفر اشعياء النبى " كلنا كغنم ضللنا، والرب قد وضع عليه إثم جميعنا " " وهو مجروح لأجل معاصينا. مسحوق لأجل آثامنا " (أش 53: 6، 5).. بهذا الفهم السليم، تكون مشاعرك نحو الاعتراف وخطورته والمغفرة وكيفيتها..
هنا لا ينفصل الاعتراف عن المسيح ودمه..
و كأنك تقول للأب الكاهن: جئتك يا أبى، لكى تأخذ دنسى كله، وتنقله إلى رأس المسيح، ليحمله عنى: كل دنس الفكر والقلب واللسان، ودنس الجسد أيضاً.. كل خطاياى بلا استثناء. هى إذن عمليه نقل، وبدون هذا النقل لا تتم مغفرة وهكذا لما اعتراف داود أنه أخطأ، قال له ناثان " والرب أيضاً قد نقل عنك خطيتك، لا تموت " (2صم 12: 13). نقلها إلى أين؟ إلى حساب المسيح. ولماذا لا تموت؟ لأنه سيموت عنك.
هذه هى الطريقة الوحيدة للمغفرة. لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 9: 22). الله يسمع خطاياك التي تعترف بها له في سمع الكاهن. وينقلها إلى حساب ابنه الوحيد الذي أرسله كفارة لخطايانا " (1يو 4: 10).. " ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية " (1يو 1: 7).
إذن ضع دم المسيح أمامك في كل اعتراف. وإن خجلت إخجل منه هو.
أخجل من هذا الكلى الطهر الذي يحمل نجاستك. هذا القدوس الذي بلا خطية وحده. الذي لم يعرف خطية، ولكنه جعل خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه (2كو5: 21). هذا الخجل الحقيقى بفهمه اللاهوتى، هو الذي يجعلك تخجل من ارتكاب الخطية مرة أخرى.. وليس مجرد خجلك من الأب الكاهن وهو يسمع خطاياك. بل خجلك من الإبن القدوس وهو حامل لخطاياك.
على أن حمل المسيح لخطاياك، يلزمه منك أمران: الإيمان والتوبة..
الإيمان به في فدائه العجيب الذي قدمه لخلاصك. وعن هذا قال الكتاب " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية " (يو3: 16).. كل يؤمن به..
أما عن التوبة اللازمة لك لاستحقاق المغفرة، فقد قال عنها الرب " إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون " (لو13: 3، 5).
أتظن الاعتراف بدون إيمان وتوبة، يمكنه أن يخلصك؟ كلا. أمزج اعترافك إذن بالندم والتوبة والعزيمة الصادقة على تغيير مسلكك. وبهذا تستحق دم المسيح الذي يطهرك من كل خطية. وبهذا تخرج من اعترافك مغسولاً بالدم الكريم..
الاعتراف واسطة روحية لتوبة ا|لإنسان:
حتى أننا في عقيدة الكنيسة نسمى سر الاعتراف " سر التوبة ". وهو فعلاً يقود إلى التوبة، إذا مارسه الإنسان بطريقة روحية تليق به. فالاعتراف ليس مجرد كلام يقوله المعترف للأب الكاهن، إنما ينبغى أن يمتزج بمشاعر معينة توصل الخاطئ إلى إلى التوبة الحقيقية فكيف ذلك؟
# عناصر الاعتراف:
و ما هى عناصر الاعتراف لكى يكون شاملاً:
الاعتراف يشمل أربعة عناصر، يجب أن تتم:
1- الاعتراف على الله نفسه:
كما يقول داود النبي للرب في المزمور الخمسين، مزمور التوبة " لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت " (مز 50). وفى هذا الاعتراف تطلب من الله المغفرة، كما نقول في الصلاة " اغفر لنا خطايانا، كما نغفر نحن أيضاً لمن أخطأ إلينا ". وتطلب من الله أن يرفع غضبه عنك الذي تستحقه بسبب خطاياك، كما نقول في المزمور " يا رب لا تبكتنى بغضبك، ولا تؤدبنى بسخطك. ارحمنى يا رب فإنى ضعيف " (مز 6).
2- وكما نعترف على الله، نعترف على أب الاعتراف أيضاَ:
تعترف عليه كوكيل للسرائر الإلهية (1كو4: 1). وكرسول من الله إليك "ملا2: 7). وتعترف عليه لكى يمنحك من الله المغفرة والحل (يو 20: 22، 23) (مت 18: 18). وأيضاَ لكى يسمح لك بالتناول، حتى يمكنك أن تتناول باستحقاق (1كو11: 27). وايضاً من أجل الإرشاد الروحى، ليشرح لك ما يجب أن تفعله. وتعترف على الأب الكاهن أيضاً لسبب عملى. وهو أن الإنسان كثيراً ما يخجل وهو يذكر خطاياه أمام شخص روحى، وأمام الكهنوت بالذات. وهذا الخجل يساعده على عدم ارتكاب الخطية في المستقبل. وهكذا الخطية في المستقبل. وهكذا قال الكتاب " إعترفوا بعضكم على بعض بالزلات " (يع 5: 16). أى بشر على بشر.
3- تعترف على من أخطأت إليه بكل ما أسأت به إليه:
وذلك لكى تزيل من قبله أى غضب، أو حزن بسبب إساءتك إليه، حتى يمكنك أن تتناول بقلب صاف من نحو الكل (. وهذا ما علم به الرب في العظة على الجبل، إذ قال " فإن قدمت قربانك على المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيك " (مت 5: 23، 24).
و هكذا لو وجدت في كل إساءة إلى الغير ستذهب إليه وتصالحه، وتعتذر إليه معترفاً بخطئك من نحوه.. فبلاشك سيقودك هذا إلى الاحتراس من معاملة الغير، والبعد أن الإساءة، حتى لا تضطر إلى الإعتذار عنها.
4- هناك اعتراف آخر، قد يكون هو الأول في الترتيب الزمنى، وهو أن تعترف بينك وبين نفسك أنك قد أخطأت..
ذلك أنه إن لم تكن معترفاً في داخل قلبك وفكرك أنك قد أخطأت، سوف لا تعترف طبعاً أمام الله بخطأ لا ترى أنك قد وقعت فيه. وأيضاً سوف لا تعترف أمام الكاهن بأنك قد أخطأت. ولن تذهب إلى أخيك وتصالحه، مادمت غير مقتنع في داخلك بأنك قد أخطأت إليه..
إذا الإعتراف بالخطأ أو الخطية، يبدأ داخل الإنسان أولاً، بإحساس داخلى أنه قد أخطأ، وباقتناع.فكرى بواقع الخطأ وتفاصيله، وبضرورة الإعتراف به للحصول على المغفرة، وللوصول إلى المصالحة مع الله والناس.
كثيرون ليس لهم هذا الإحساس الداخلى بالخطأ، لذلك لا يتقدمون نحو التوبة ولا الإعتراف..
ربما لأن موازينهم الروحية غير سليمة، أو أنهم يبررون تصرفاتهم باستمرار. الذات عندهم تقف ضد كل اعتراف بالخطأ. يرون دواتهم باستمرار على حق، فبأى شئ يعترفون؟! بل إن كثيراً من أولئك المخطئين تلبس أخطاؤهم ثوب الفضيلة، ويفتخرون بذلك الخطأ.. كما كان الفريسيون والكتبة يرون أنهم على حق في معاداة السيد المسيح، دفاعاً عن ناموس موسى وتقاليد آبائهم!! وهكذا قالوا له في جرأة وفى الإعتزاز بالإثم " ألسنا نقول حسناً أنك سامرى وبك شيطان " (يو8: 48)!! إنهم يهينون المسيح هكذا ويشتمونه، يرون أنهم يقولون حسناً!!
+- مشاعر المعترف
المعترف إذن لابد أن يشعر أنه أخطأ. ولابد أن يندم على خطيئته وينسحق قلبه بسببها.
داود النبي كان من فرط ندمه، كان يبكى بمرارة على خطيته، وبدموعه يبل فراشه " (مز 6). وكان يرى أن خطيئته تحتاج إلى غسيل وتطهير، فيقول للرب " إغسلنى كثيراً من إثمى، ومن خطيئتى طهرنى " " إنضح على بزوفاك فأطهر.. " (مز 50).
كثيرون يأتون إلى الاعتراف بغير ندم، وبغير شعور بالخجل والخزى والعار من خطاياهم. ولذلك لا يستفيدون من اعترافهم. ويصبح اعترافهم مجرد كلام بغير روح!! أما أنت فبقدر تدمك تكون توبتك، وتكون استفادتك من الاعتراف.
و مع الندم يوجد عزم أكيد على تغيير حالتك.
إصرار على ترك الماضى الخاطئ، وغلق كل السبل الموصلة إلى الخطية. لأن الاعتراف ليس معناه التخلص من حساب قديم، لفتح حساب جديد إنما هو قطع كل صلة بالخطية، متعرفاً بأنها طريق خاطئ يمنع الحياة مع الله وسكنى روحه في القلب.
كذلك ينبغى أن يوقن المعترف أنه قد أخطأ ضد الله نفسه..
فالخطية هى عصيان لله وكسر لوصاياه. هى تمرد على الله وثورة عليه، وتفضيل محبة العالم والمادة والجسد على محبة الله. وكما قال القديس يعقوب الرسول: " أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟! فمن أراد أن يكون محباً للعالم، فليست فيه محبة الآب " (1يو 2: 15). إذن الخطية ضد محبة الله. وفى نفس الوقت هى رفض للشركة مع روحه القدس، لأنه " أية شركة للنور مع الظلمة؟! " (2كو 6: 14).. ولأن الخطية ضد الله، إذن فهى غير محدودة لأن الله غير محدود..
لهذا نرى داود النبى يقول للرب " لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت " (مز 50). ولم يقل أخطأت إلى أوريا وبتشبع زوجته.. كذلك لما عرضت الخطية على يوسف الصديق، رفضها قائلاً " كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله؟! " (تك 39: 39).. ضع هذا إذن في ذهنك، وأنت تعرف أنك أخطأت إلى الله.
كذلك ليس الاعتراف مجرد علاقة بينك وبين أب الاعتراف. إنما قبل كل شئ هو علاقة مع الله.
إنك تعترف إلى الله في سمع الكاهن، كما قال يشوع بن نون لعخان " يا ابنى اعط مجداً للرب.. إعتراف له وأخبرنى الآن ماذا فعلت.." (يش 7: 19).. كذلك في التحليل، أنت تأخذ حلاً من الله من فم الكاهن. بهذا تشعر بوجود الله أثناء الاعتراف، وتستفيد روحياً من اعترافك. كثيرون ينسون الوجود في حضرة الله أثناء الاعتراف. فتضيع هيبة الاعتراف، ولا يستفيدون الفائدة المرجوة.
†- الاعتراف ودم المسيح
كذلك هناك نقطة هامة في الاستفادة من الاعتراف، هى معرفة معنى المغفرة وكيف تتم.
كان الشخص الذي يخطئ، يأتى بذبيحة عن إثمه أو خطيئته، ويضع يده على رأس الذبيحة، ويقر بخطاياه (لا 5: 5). وكان يدرك تماماً أن هذه الذبيحة تموت بدلاً منه. هو يستحق الموت، ولكن ذلك الحمل المذبوح يموت عنه. وكان وضع يده يدل على أمرين: أنه قبل أن تنوب هذه الذبيحة عنه. وأنه يوضع يده عليها، تنقل الخطية منه إليها، هذه الخطية التي يقربها أمام الكاهن.. فكيف نطبق هذه الأمر في سر الاعتراف؟ معناه أن الخطية تنتقل منك إلى حساب المسيح ليمحوها بدمه..
إذن اعترافك بخطيتك، معناه أنك تطلب أن يحملها المسيح بدلاً منك تنتقل منك إليه، فيحملها عنك.
هنا تحس جيداً وتدرك ما معنى المغفرة. ليس معناها أن قد تنازل عن حقه. فالعدل الإلهى لابد أن يستوفى. وكيف ذلك؟ بأن يحمل المسيح خطيئتك ويمحوها بدمه. وهذا ما قيل بسفر اشعياء النبى " كلنا كغنم ضللنا، والرب قد وضع عليه إثم جميعنا " " وهو مجروح لأجل معاصينا. مسحوق لأجل آثامنا " (أش 53: 6، 5).. بهذا الفهم السليم، تكون مشاعرك نحو الاعتراف وخطورته والمغفرة وكيفيتها..
هنا لا ينفصل الاعتراف عن المسيح ودمه..
و كأنك تقول للأب الكاهن: جئتك يا أبى، لكى تأخذ دنسى كله، وتنقله إلى رأس المسيح، ليحمله عنى: كل دنس الفكر والقلب واللسان، ودنس الجسد أيضاً.. كل خطاياى بلا استثناء. هى إذن عمليه نقل، وبدون هذا النقل لا تتم مغفرة وهكذا لما اعتراف داود أنه أخطأ، قال له ناثان " والرب أيضاً قد نقل عنك خطيتك، لا تموت " (2صم 12: 13). نقلها إلى أين؟ إلى حساب المسيح. ولماذا لا تموت؟ لأنه سيموت عنك.
هذه هى الطريقة الوحيدة للمغفرة. لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 9: 22). الله يسمع خطاياك التي تعترف بها له في سمع الكاهن. وينقلها إلى حساب ابنه الوحيد الذي أرسله كفارة لخطايانا " (1يو 4: 10).. " ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية " (1يو 1: 7).
إذن ضع دم المسيح أمامك في كل اعتراف. وإن خجلت إخجل منه هو.
أخجل من هذا الكلى الطهر الذي يحمل نجاستك. هذا القدوس الذي بلا خطية وحده. الذي لم يعرف خطية، ولكنه جعل خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه (2كو5: 21). هذا الخجل الحقيقى بفهمه اللاهوتى، هو الذي يجعلك تخجل من ارتكاب الخطية مرة أخرى.. وليس مجرد خجلك من الأب الكاهن وهو يسمع خطاياك. بل خجلك من الإبن القدوس وهو حامل لخطاياك.
على أن حمل المسيح لخطاياك، يلزمه منك أمران: الإيمان والتوبة..
الإيمان به في فدائه العجيب الذي قدمه لخلاصك. وعن هذا قال الكتاب " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية " (يو3: 16).. كل يؤمن به..
أما عن التوبة اللازمة لك لاستحقاق المغفرة، فقد قال عنها الرب " إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون " (لو13: 3، 5).
أتظن الاعتراف بدون إيمان وتوبة، يمكنه أن يخلصك؟ كلا. أمزج اعترافك إذن بالندم والتوبة والعزيمة الصادقة على تغيير مسلكك. وبهذا تستحق دم المسيح الذي يطهرك من كل خطية. وبهذا تخرج من اعترافك مغسولاً بالدم الكريم..
+- نصائح للمعترفين
1- ينبغى أن تراعى وقت أب الاعتراف ومسئولياته وصحته، وأن تراعى أيضاً باقى المعترفين الذين ينتظرون دورهم بعدك. فلا تطيل أزيد مما يجب، ولا تضيع الوقت في مقدمات وشروحات لا لزوم لها. أو في محاولة أن تتذكر ما تريد أن تقوله بل عليك بتحضير اعترافك من قبل، مع التركيز أثناء اعترافك.
2- إعرف أنك على قدر ما تفتح قلبك وتكون صريحاً في اعترافك، على قدر ما تستفيد روحياً.
3- عليك أن تحتفظ بسرية ارشادات أب اعترافك، كما يحتفظ هو بسرية ما تقوله من خطايا. فقد تقول في اعترافك شكوى أو عثرة من أحد الأشخاص، فينصحك أب الاعتراف أن تتجنب ذلك الشخص أو تبتعد عنه. فلا تخرج وتقول للبعض " أمرنى أب اعترافى أن أبتعد عن فلان أو فلانه ". فربما تسبب بذلك إحراجاً لأبيك الروحى.
4- لا تطلب من أب اعترافك أن يكون مجرد جهاز تنفيذ لرغباتك كأن تأتيه بقرارات تطلب منه الموافقة عليها، وإلا يضيع الوقت في جدل وبكاء وعذاب لأنه لم يوافقك على ما تريد. الوضع السليم أنك تستشيره وتطلب نصيحته، لا أن تقدم له قرارات مسبقة. وفى نفس الوقت لا تحاول أن تخفى عنه ما ترى أنه لا يوافق عليه.
5- لا تسأل أب اعترافك عن أمور ليس من صالحك أن تعرفها، كأن تسأل في سياسة الكنيسة وأخبارها، ولو عن طريق أن تقول له " اتعبتنى أفكار بخصوص موضوع كذا من أخبار الكنيسة ".
6- ينبغى أن تكون لك ثقة بأب اعترافك، ولا تضطره في كل نصيحة أن يقدم لك الكثير من الإثباتات ومن البراهين لكى تقتنع. وهكذا قد يبذل جهداً يمكن توفيره.
7- إذا أتاك فكر شك في أب اعترافك، فلا تذكر ذلك بأسلوب جارح، وإنما لتكن لك الصراحة المؤدبة.
8- لا تعامل أب اعترافك معاملة الند بالند، ولا تعاتبه بشدة. وإنما تذكر باستمرار أنك في اعترافك عليه، إنما تقف أمام وكيل الله.
9- لا تتملكك الغيرة من معاملة أب الاعتراف لغيرك ممن لهم حالة خاصة. ولا تحاول أن تضغط عليه لمعرفة تلك الحالة الخاصة، لأنك بذلك تدخل في سرية اعترافاتهم.
10- لا تكن كثير التردد على أن الاعتراف، لتسأله حتى عن التافهات، أو في كل صغيره وكبيرة، لئلا يتساءل البعض لماذا يقابلك أكثر منهم وتسبب له حرجاً.
11- عليك بالطاعة. ولتكن الطاعة الحكيمة.
12- إذا وبخك أب الاعتراف على خطأ، فلا تتضايق من توبيخه، إنه لفائدتك. ولا تحاول أن تبرر نفسك فيما تقدمه من اعترافات.
13- إن طلبت من أب اعترافك طلباً وصمت، فلا تقل أن صمته علامة على الموافقة، ربما صمت لأن ما تطلبه فيه شئ محرج، أو يكشف عن بعض أسرار الناس أو أن الإجابة لا تفيدك بل قد تضرك. أو أنه أجاب على ذلك من قبل. أو أنه صمت لأنه مرهق. أو لأن السؤال خطأ.
14- فى اعترافك لا تذكر أنصاف الحقائق، بل الحقيقة كاملة.
15- لا تحول الاعتراف إلى شكوى من غيرك. ولا يكن مجالاً للتحدث عن اخطاء الاخرين. تكلم عن أخطائك وحدك
[color:68c2=#fff]__._,_.___
1- ينبغى أن تراعى وقت أب الاعتراف ومسئولياته وصحته، وأن تراعى أيضاً باقى المعترفين الذين ينتظرون دورهم بعدك. فلا تطيل أزيد مما يجب، ولا تضيع الوقت في مقدمات وشروحات لا لزوم لها. أو في محاولة أن تتذكر ما تريد أن تقوله بل عليك بتحضير اعترافك من قبل، مع التركيز أثناء اعترافك.
2- إعرف أنك على قدر ما تفتح قلبك وتكون صريحاً في اعترافك، على قدر ما تستفيد روحياً.
3- عليك أن تحتفظ بسرية ارشادات أب اعترافك، كما يحتفظ هو بسرية ما تقوله من خطايا. فقد تقول في اعترافك شكوى أو عثرة من أحد الأشخاص، فينصحك أب الاعتراف أن تتجنب ذلك الشخص أو تبتعد عنه. فلا تخرج وتقول للبعض " أمرنى أب اعترافى أن أبتعد عن فلان أو فلانه ". فربما تسبب بذلك إحراجاً لأبيك الروحى.
4- لا تطلب من أب اعترافك أن يكون مجرد جهاز تنفيذ لرغباتك كأن تأتيه بقرارات تطلب منه الموافقة عليها، وإلا يضيع الوقت في جدل وبكاء وعذاب لأنه لم يوافقك على ما تريد. الوضع السليم أنك تستشيره وتطلب نصيحته، لا أن تقدم له قرارات مسبقة. وفى نفس الوقت لا تحاول أن تخفى عنه ما ترى أنه لا يوافق عليه.
5- لا تسأل أب اعترافك عن أمور ليس من صالحك أن تعرفها، كأن تسأل في سياسة الكنيسة وأخبارها، ولو عن طريق أن تقول له " اتعبتنى أفكار بخصوص موضوع كذا من أخبار الكنيسة ".
6- ينبغى أن تكون لك ثقة بأب اعترافك، ولا تضطره في كل نصيحة أن يقدم لك الكثير من الإثباتات ومن البراهين لكى تقتنع. وهكذا قد يبذل جهداً يمكن توفيره.
7- إذا أتاك فكر شك في أب اعترافك، فلا تذكر ذلك بأسلوب جارح، وإنما لتكن لك الصراحة المؤدبة.
8- لا تعامل أب اعترافك معاملة الند بالند، ولا تعاتبه بشدة. وإنما تذكر باستمرار أنك في اعترافك عليه، إنما تقف أمام وكيل الله.
9- لا تتملكك الغيرة من معاملة أب الاعتراف لغيرك ممن لهم حالة خاصة. ولا تحاول أن تضغط عليه لمعرفة تلك الحالة الخاصة، لأنك بذلك تدخل في سرية اعترافاتهم.
10- لا تكن كثير التردد على أن الاعتراف، لتسأله حتى عن التافهات، أو في كل صغيره وكبيرة، لئلا يتساءل البعض لماذا يقابلك أكثر منهم وتسبب له حرجاً.
11- عليك بالطاعة. ولتكن الطاعة الحكيمة.
12- إذا وبخك أب الاعتراف على خطأ، فلا تتضايق من توبيخه، إنه لفائدتك. ولا تحاول أن تبرر نفسك فيما تقدمه من اعترافات.
13- إن طلبت من أب اعترافك طلباً وصمت، فلا تقل أن صمته علامة على الموافقة، ربما صمت لأن ما تطلبه فيه شئ محرج، أو يكشف عن بعض أسرار الناس أو أن الإجابة لا تفيدك بل قد تضرك. أو أنه أجاب على ذلك من قبل. أو أنه صمت لأنه مرهق. أو لأن السؤال خطأ.
14- فى اعترافك لا تذكر أنصاف الحقائق، بل الحقيقة كاملة.
15- لا تحول الاعتراف إلى شكوى من غيرك. ولا يكن مجالاً للتحدث عن اخطاء الاخرين. تكلم عن أخطائك وحدك
[color:68c2=#fff]__._,_.___