انه يريد أن يبنى قصراً

كتب ونبذات الأب أنتوني م كونيارس

إنَّه يبني قَصرًا
كَتَبَ س. إس. لويس C.S. Lewis يقول:
تخيَّل نفسكَ بيتًا حيًّا.
والله يأتي ليعيد بناء هذا البيت.
أوَّل كلّ شيء, طبعًا رُبَّما تفهم ماذا سوف يفعل.
إنَّه سوف يُعدِّل تصريف المياه,
ويُرمِّم الشروخات التي في الأَسقُف,
ويضرب بعنف أماكن كثيرة في المنْزل, بطريقة قد تكون بغيضة،
ولا يَظهر هذا العمل أنَّه معقول ..
وماذا تظنَّه يعمل على الأرض؟
الإجابة الواضِحة هي أنَّه يبني منْزلاً مختلفاً تمامًا عمَّا تُفكِّر فيه،
_ يُضيف جناحًا مِنْ هذا الاتّجاه,
_ ويُزيد طابقًا إلى أعلى,
_ ويعمل أبراجًا عالية,
_ ويُوسِّع الفِناء ويُزيد منها.
إنَّك كنتَ تظن أنَّه يقيم كوخًا صغيـِرًا مُتواضِعًا,
كلاَّ! إنَّه يبني قصرًا.
إنَّه يُريد أنْ يأتي بنفسه ويُقيم فيه.
هل توجد في حياتك أشياء تحتاج إلى تكسير؟ ربما يكون الله يُحاول تكسير مقاومتك له؟ ربَّما كبْرياءك؟ ربَّما ذاتك؟
نعم، لأنَّه يريد حقًّا ألاَّ يبني كوخًا وإنَّما قصرًا, كاتدرائيَّة. يريد أنْ يُؤسِّس مقامًا دائمًا في قلبك له. اِئتِ إذًا بكسوركِ دائمًا له, ومعكَ قلب مُنكسِر وروح منسحق, حتى يُحوِّلها إلى بَرَكَة. تَذَكَّر أنَّكَ دائمًا تحت الإنشاء.

إنَّكَ تظُنُّ أنَّه يُقيم كوخًا بسيطًا مُتواضِعًا, كلاَّ، إنَّه يبني قصرًا. إنَّه يُريد أنْ يأتي ويعيش معكَ فيه بنفسِه.
س. إس. لويس
C. S. Lewis

"من كتاب حضور الله وقت المرض والحزن والاكتئآب واليأس للأب أنتوني"
منقووول