رعاية العائلة
بين التحيات التي يرسلها بولس الرسول إلى أهل كورنثوس في آخر رسالته الأولى لهم، سلام لكنيستي أكيلا وبريسكلا "المنزليتين"، مما يجعلنا نميز دون شك وجود مؤسسة "كنسية" في المنزل وفي العائلة. وهكذا يدعو القديس يوحنا الذهبي الفم العائلة "كنيسة صغيرة في البيت كما الكنيسة كلها في العالم".
فالزواج يشكل قسماً أساسياً من الكنيسة وهو في الوقت نفسه رمز لها. كل ما تتصف به الكنيسة ينطبق على الزواج، لأن الزواج هو اتحاد مؤمنين في وحدة المحبة والإيمان والأسرار للحياة الأبدية. هو بحد ذاته سر حي، سر المحبة المتزايدة المتكاملة أبداً، والكنيسة هي سلم يعقوب ونقطة تلاقي البشرية التي تحيا الحياة الإلهية والإله الذي يحيا حياة البشر، هي الثالوث يتجلى في البشري. والأمر الذي يخص الزواج ويشكل أساس سره وروحه، قد أعلن عنه الذهبي الفم بقوة لاتقارنها قوة قائلاً إن اتحاد الزوجين ليس صورة لأوضاع بشرية بل هو صورة الله ذاته.
وهكذا ليست علاقة الشركة الزوجية "العائلة" بالكنيسة علاقة خارجية، علاقة مؤسسة ضيقة بمؤسسة أوسع وحسب، إنما هي أكثر صميمية من ذلك. وكذلك أيضاً علاقة الكنيسة بالعائلة هي علاقة تكاملية تعمل من أجل تنمية متكاملة ومنسجمة للإيمان في قلب الإنسان.
إن الطابع الكنسي للعلاقة الزوجية، الناتج عن حضور الرب يسوع بالروح القدس في تلك العلاقة – كما حضر في عرس قانا الجليل (لا بل بشكل أكثر صميمية)- يعيد لها أصالتها الإنسانية، لأن الإنسان الحق هو المتجلي بالنور الإلهي على مثال إنسانية يسوع. تلك الأصالة تعبر عنها عدة مظاهر، منها:
إن الآخر يصبح غاية بحد ذاته وليس مجرد وسيلة لقضاء الشهوة و حتى لإنجاب الأولاد. إنه محبوب من أجل نفسه، لذا فهذا الحب غير مشروط يتعهد في الأساس الآخر نهائياً أياً كانت عيوبه وأخطاؤه.
العلاقة الجنسية بين الزوجين ليست غاية بحد ذاتها، إنما هي لغة للتعبير عن الحب ولتوثيق عراه، إنها تصبح "معرفة" متبادلة (أي تداخل كياني عميق من خلال لقاء الأجساد) على حسب العبارة الكتابية.
الحب الزوجي يصبح حباً معطاء على صورة حب المسيح للكنيسة: "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وبذل نفسه من أجلها..."، وعلى صورة حب الكنيسة للمسيح الذي يعبر عن ذاته بالاستشهاد بشتى مظاهره "أيها الشهداء القديسون...".
في العلاقة الزوجية، إذا عيشت كنسياً، لم يعد من مجال لتسلط واستعباد، لتلك "الحرب بين الجنسين" التي هي واقع يومي مفجع والتي تجعل الرجل والمرأة يتنازعان بشكل واعٍ وغير واع السيطرة في العلاقة الزوجية. هذا كله يتخطاه الحب إذا تجلى بالمسيح وعاد إلى أصالته. فليس فيه من مجال بعد لسيّد وعبد.
إن ماذكر أعلاه إنما هو نموذج يصبو إليه الزوجان المسيحيان. ويحتاجان إلى سهر وجهاد دائمين لكي يكونا أمينين للنعمة المعطاة لهما فيسيران هكذا بزواجهما في درب القداسة. فالعائلة، بمفهومها المسيحي العميق هي غاية الخلق الإلهي للإنسان وهي الشكل الأخير الذي يجب أن تصل البشرية كلها إليه في النهاية، فليست هي مجرد شكل من أشكال الروابط الإنسانية، التي يمكننا تبديلها مع الظروف للوصول إلى غاية إنسانية أخرى. إن الغاية الإنسانية الأخيرة هي بناء عائلة، عائلة بين الزوج والزوجة والأولاد، وعائلة إنسانية شاملة. وفي كلتا العائلتين الله هو الأب الحقيقي. ويستحيل أن تقوم العائلة بلا إله يسوسها كما كان يسوع يسوس عرس قانا الجليل. حضر المسيح هناك ورتّب الأشياء. أن يحضر الرجل والمرأة هو أن يحل المسيح فيهما ليكون لكل منهما فيه نصيب. وكما أن المسيح مات من أجل الكنيسة وصار بذلك عريساً لها، هكذا يحب الزوج زوجته وبهذا يوطدان الارتباط والوحدة.
ولكن قد يصبح ارتباط الزوجين وحوارهما صعباً ومعرضاً للأخطار، مهما كانت نواياهما طيبة، وذلك بتأثير عوامل عدة تؤثر في علاقتهما فتحول دون رؤية للآخر صحيحة وتكبل الحب بمخاوف الطفولة ومطاليبها. وهنا يأتي دور الكنيسة بأن تعمل على تغيير نظرة كل من الزوجين نحو الآخر. الآخر هو شريكي وعضدي، وليس عدواً لي. على الرعاة أن يساعدوا الزوجين كي يفهما أن الآخر هو عطية من الله وهبني إياها كي يعضدني في السير نحو الخلاص. وهذا يفرض على الرعاة أيضاً مجابهة لمشكلة الطلاق جديدة. فالمهم ليس أن نتحاشى الطلاق قدر الإمكان وحسب، بل أن نساعد على إزالة أسبابه. ليس المهم أن نبقي على الزواج مهما كلف الأمر بل أن نساعد على بعث الحب الذي هو مبرر الزواج ومعناه. هذا يفرض ألا يكتفي الرعاة بأن يدعوا كلاً من الزوجين إلى أن يقبل بمصيره، فيكرَّس بذلك الشق القائم بينهما مع الحفاظ الشكلي على المؤسسة، بل أن يحثوهما، على أن يكتشفا معاً ما يعيق حبهما.
إننا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى أن تكون العائلة موضوع رعاية خاصة، أي أن لا يكتفي الرعاة بالاهتمام بأعضائها إفرادياً. وإنما رعاية للعائلة كوحدة حية متكاملة، والاهتمام بالقضايا والمشاكل التي يطرحها نمط العلاقات الفريد الذي تتكون منه. علينا أن نتحرر من نمط الرعاية التقليدي السائد هذه الأيام، فرعايتنا الحالية مقتصرة، في أفضل الأحوال، على زيارات العائلات المحتاجة من باب "عمل الرحمة"، وزيارات تقليدية سريعة في المواسم ( الظهور الإلهي، شفيع....الخ )، وأخيراً الدعوات الاجتماعية خاصة في العائلات الغنية! وإذا وجد غير ذلك فهو غير مبرمج وغير هادف.
حاجتنا ماسة اليوم لرعاية حقيقية – تفترض طبعاً عند الرعاة إلماماً بالأبعاد النفسية الاجتماعية للأسرة – تتم من خلال ندوات وفرق أسرية تجمع بانتظام "كوبلات" يتبادلون الخبرات ويتطارحون المشاكل بحرية وصراحة، مستلهمين الكلمة الإلهية ومتعاونين فيما بينهم على مواجهة الصعاب واكتشاف السبل المؤدية إلى تحقيق صورة المسيح في علاقاتهم الزوجية والأسرية. فالأهل في دورهم التربوي في حاجة إلى القدوة والتعليم وهذا ما تؤمنه الكنيسة من خلال تفاعل أبنائها من أجل بناء بعضهم لبعض.
على الكنيسة أن تفعل ما بوسعها أيضاً لتوفير نمط سليم من العلاقات بين الوالدين وأولادهم. فالرعاة يجب أن يساعدوا الوالدين على اكتساب النضج والانسجام العميق والرؤية الانجيلية الواضحة لمعاني الأبوة والسلطة، وذلك من أجل تأمين أفضل الشروط للتربية الإنسانية السليمة والتربية المسيحية الأصيلة للأولاد في الأسرة. بالنسبة للأطفال الأهل يمثلون الله. هم الكهنة الحقيقيون. وكما كتب عالم النفس الكبير فريتز كونكل: "لا يستطيع الطفل أن يميز بين الأهل والله. بالنسبة إليه الأهل هم الله... فإذا كنا آباء سيئين فإن الطفل يتعلم أن الله سيء".
أحياناً، تأتي بعض المشاكل العائلية كانعكاس للاهوت مغلوط. فعندما يعتقد الأب، مثلاً، أن الله مستبد. فسوف يعامل أفراد عائلته بمثل هذه الصورة السلبية. وبطريقة مماثلة، إذا رأى أفراد العائلة أن الأب مستبد، سيفترضون تلقائياً أن الله كذلك. إن الرب يسوع قد علمنا، من خلال أمثال الملكوت، الكثير عن طبيعة الله الأبوية وعنايته بنا. وعلى الرعاة الكنسيين أن ينقلوا هذه الصورة عن الله إلى العائلات، بشكلها الصحيح. إن حقيقة الله كأب تعطي للعائلة صيغة ومبادئ خلقية، كما أنها تجعل هذه العائلة خلية بناءة للسلام والوحدة الإنسانية بالروح والإيمان.
الروح الدهرية، وروح هذا العالم، تعصف. الاختلاط الديني والاجتماعي يخلق لدينا واقعاً هجيناً خطراً. وسائل الإعلام تحاول أن تختلس المستقبل منا وتفسد خراف المسيح من الداخل، في عقر دارنا، في البيت المسيحي، في الخلية الأولى للكنيسة. لذا لا بديل اليوم عن رعاة وآباء، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يتفهمون ويحضنون ويقوّمون ويرشدون كي تصير عائلاتنا مكاناً رحباً للنعمة والتقديس.
بين التحيات التي يرسلها بولس الرسول إلى أهل كورنثوس في آخر رسالته الأولى لهم، سلام لكنيستي أكيلا وبريسكلا "المنزليتين"، مما يجعلنا نميز دون شك وجود مؤسسة "كنسية" في المنزل وفي العائلة. وهكذا يدعو القديس يوحنا الذهبي الفم العائلة "كنيسة صغيرة في البيت كما الكنيسة كلها في العالم".
فالزواج يشكل قسماً أساسياً من الكنيسة وهو في الوقت نفسه رمز لها. كل ما تتصف به الكنيسة ينطبق على الزواج، لأن الزواج هو اتحاد مؤمنين في وحدة المحبة والإيمان والأسرار للحياة الأبدية. هو بحد ذاته سر حي، سر المحبة المتزايدة المتكاملة أبداً، والكنيسة هي سلم يعقوب ونقطة تلاقي البشرية التي تحيا الحياة الإلهية والإله الذي يحيا حياة البشر، هي الثالوث يتجلى في البشري. والأمر الذي يخص الزواج ويشكل أساس سره وروحه، قد أعلن عنه الذهبي الفم بقوة لاتقارنها قوة قائلاً إن اتحاد الزوجين ليس صورة لأوضاع بشرية بل هو صورة الله ذاته.
وهكذا ليست علاقة الشركة الزوجية "العائلة" بالكنيسة علاقة خارجية، علاقة مؤسسة ضيقة بمؤسسة أوسع وحسب، إنما هي أكثر صميمية من ذلك. وكذلك أيضاً علاقة الكنيسة بالعائلة هي علاقة تكاملية تعمل من أجل تنمية متكاملة ومنسجمة للإيمان في قلب الإنسان.
إن الطابع الكنسي للعلاقة الزوجية، الناتج عن حضور الرب يسوع بالروح القدس في تلك العلاقة – كما حضر في عرس قانا الجليل (لا بل بشكل أكثر صميمية)- يعيد لها أصالتها الإنسانية، لأن الإنسان الحق هو المتجلي بالنور الإلهي على مثال إنسانية يسوع. تلك الأصالة تعبر عنها عدة مظاهر، منها:
إن الآخر يصبح غاية بحد ذاته وليس مجرد وسيلة لقضاء الشهوة و حتى لإنجاب الأولاد. إنه محبوب من أجل نفسه، لذا فهذا الحب غير مشروط يتعهد في الأساس الآخر نهائياً أياً كانت عيوبه وأخطاؤه.
العلاقة الجنسية بين الزوجين ليست غاية بحد ذاتها، إنما هي لغة للتعبير عن الحب ولتوثيق عراه، إنها تصبح "معرفة" متبادلة (أي تداخل كياني عميق من خلال لقاء الأجساد) على حسب العبارة الكتابية.
الحب الزوجي يصبح حباً معطاء على صورة حب المسيح للكنيسة: "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وبذل نفسه من أجلها..."، وعلى صورة حب الكنيسة للمسيح الذي يعبر عن ذاته بالاستشهاد بشتى مظاهره "أيها الشهداء القديسون...".
في العلاقة الزوجية، إذا عيشت كنسياً، لم يعد من مجال لتسلط واستعباد، لتلك "الحرب بين الجنسين" التي هي واقع يومي مفجع والتي تجعل الرجل والمرأة يتنازعان بشكل واعٍ وغير واع السيطرة في العلاقة الزوجية. هذا كله يتخطاه الحب إذا تجلى بالمسيح وعاد إلى أصالته. فليس فيه من مجال بعد لسيّد وعبد.
إن ماذكر أعلاه إنما هو نموذج يصبو إليه الزوجان المسيحيان. ويحتاجان إلى سهر وجهاد دائمين لكي يكونا أمينين للنعمة المعطاة لهما فيسيران هكذا بزواجهما في درب القداسة. فالعائلة، بمفهومها المسيحي العميق هي غاية الخلق الإلهي للإنسان وهي الشكل الأخير الذي يجب أن تصل البشرية كلها إليه في النهاية، فليست هي مجرد شكل من أشكال الروابط الإنسانية، التي يمكننا تبديلها مع الظروف للوصول إلى غاية إنسانية أخرى. إن الغاية الإنسانية الأخيرة هي بناء عائلة، عائلة بين الزوج والزوجة والأولاد، وعائلة إنسانية شاملة. وفي كلتا العائلتين الله هو الأب الحقيقي. ويستحيل أن تقوم العائلة بلا إله يسوسها كما كان يسوع يسوس عرس قانا الجليل. حضر المسيح هناك ورتّب الأشياء. أن يحضر الرجل والمرأة هو أن يحل المسيح فيهما ليكون لكل منهما فيه نصيب. وكما أن المسيح مات من أجل الكنيسة وصار بذلك عريساً لها، هكذا يحب الزوج زوجته وبهذا يوطدان الارتباط والوحدة.
ولكن قد يصبح ارتباط الزوجين وحوارهما صعباً ومعرضاً للأخطار، مهما كانت نواياهما طيبة، وذلك بتأثير عوامل عدة تؤثر في علاقتهما فتحول دون رؤية للآخر صحيحة وتكبل الحب بمخاوف الطفولة ومطاليبها. وهنا يأتي دور الكنيسة بأن تعمل على تغيير نظرة كل من الزوجين نحو الآخر. الآخر هو شريكي وعضدي، وليس عدواً لي. على الرعاة أن يساعدوا الزوجين كي يفهما أن الآخر هو عطية من الله وهبني إياها كي يعضدني في السير نحو الخلاص. وهذا يفرض على الرعاة أيضاً مجابهة لمشكلة الطلاق جديدة. فالمهم ليس أن نتحاشى الطلاق قدر الإمكان وحسب، بل أن نساعد على إزالة أسبابه. ليس المهم أن نبقي على الزواج مهما كلف الأمر بل أن نساعد على بعث الحب الذي هو مبرر الزواج ومعناه. هذا يفرض ألا يكتفي الرعاة بأن يدعوا كلاً من الزوجين إلى أن يقبل بمصيره، فيكرَّس بذلك الشق القائم بينهما مع الحفاظ الشكلي على المؤسسة، بل أن يحثوهما، على أن يكتشفا معاً ما يعيق حبهما.
إننا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى أن تكون العائلة موضوع رعاية خاصة، أي أن لا يكتفي الرعاة بالاهتمام بأعضائها إفرادياً. وإنما رعاية للعائلة كوحدة حية متكاملة، والاهتمام بالقضايا والمشاكل التي يطرحها نمط العلاقات الفريد الذي تتكون منه. علينا أن نتحرر من نمط الرعاية التقليدي السائد هذه الأيام، فرعايتنا الحالية مقتصرة، في أفضل الأحوال، على زيارات العائلات المحتاجة من باب "عمل الرحمة"، وزيارات تقليدية سريعة في المواسم ( الظهور الإلهي، شفيع....الخ )، وأخيراً الدعوات الاجتماعية خاصة في العائلات الغنية! وإذا وجد غير ذلك فهو غير مبرمج وغير هادف.
حاجتنا ماسة اليوم لرعاية حقيقية – تفترض طبعاً عند الرعاة إلماماً بالأبعاد النفسية الاجتماعية للأسرة – تتم من خلال ندوات وفرق أسرية تجمع بانتظام "كوبلات" يتبادلون الخبرات ويتطارحون المشاكل بحرية وصراحة، مستلهمين الكلمة الإلهية ومتعاونين فيما بينهم على مواجهة الصعاب واكتشاف السبل المؤدية إلى تحقيق صورة المسيح في علاقاتهم الزوجية والأسرية. فالأهل في دورهم التربوي في حاجة إلى القدوة والتعليم وهذا ما تؤمنه الكنيسة من خلال تفاعل أبنائها من أجل بناء بعضهم لبعض.
على الكنيسة أن تفعل ما بوسعها أيضاً لتوفير نمط سليم من العلاقات بين الوالدين وأولادهم. فالرعاة يجب أن يساعدوا الوالدين على اكتساب النضج والانسجام العميق والرؤية الانجيلية الواضحة لمعاني الأبوة والسلطة، وذلك من أجل تأمين أفضل الشروط للتربية الإنسانية السليمة والتربية المسيحية الأصيلة للأولاد في الأسرة. بالنسبة للأطفال الأهل يمثلون الله. هم الكهنة الحقيقيون. وكما كتب عالم النفس الكبير فريتز كونكل: "لا يستطيع الطفل أن يميز بين الأهل والله. بالنسبة إليه الأهل هم الله... فإذا كنا آباء سيئين فإن الطفل يتعلم أن الله سيء".
أحياناً، تأتي بعض المشاكل العائلية كانعكاس للاهوت مغلوط. فعندما يعتقد الأب، مثلاً، أن الله مستبد. فسوف يعامل أفراد عائلته بمثل هذه الصورة السلبية. وبطريقة مماثلة، إذا رأى أفراد العائلة أن الأب مستبد، سيفترضون تلقائياً أن الله كذلك. إن الرب يسوع قد علمنا، من خلال أمثال الملكوت، الكثير عن طبيعة الله الأبوية وعنايته بنا. وعلى الرعاة الكنسيين أن ينقلوا هذه الصورة عن الله إلى العائلات، بشكلها الصحيح. إن حقيقة الله كأب تعطي للعائلة صيغة ومبادئ خلقية، كما أنها تجعل هذه العائلة خلية بناءة للسلام والوحدة الإنسانية بالروح والإيمان.
الروح الدهرية، وروح هذا العالم، تعصف. الاختلاط الديني والاجتماعي يخلق لدينا واقعاً هجيناً خطراً. وسائل الإعلام تحاول أن تختلس المستقبل منا وتفسد خراف المسيح من الداخل، في عقر دارنا، في البيت المسيحي، في الخلية الأولى للكنيسة. لذا لا بديل اليوم عن رعاة وآباء، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يتفهمون ويحضنون ويقوّمون ويرشدون كي تصير عائلاتنا مكاناً رحباً للنعمة والتقديس.