قاتل نجيب محفوظ ينتخب
بقلم خالد منتصر - المصرى اليوم
عندما استمعت إلى الشيخ المهندس السلفى الجليل عبدالمنعم الشحات، عضو مجلس الشعب القادم، وهو يتحدث عن نجيب محفوظ كأديب وكاتب مخدرات ودعارة!! تخيلت من ذبح أديبنا العبقرى واقفاً فى طابور الانتخابات يمنح صوته لأمراء جماعته وهو واثق من أن صوته الانتخابى سيدخله الجنة .
تخيلته واقفاً متحمساً بنفس درجة الغيبوبة والتغييب التى زيفوا بها وعيه من قبل حين أقدم على ذبح كاتب مبدع رقيق كبير بقامة وعمر نجيب محفوظ، بنفس اليد التى غرست السكين فى رقبة الشيخ العجوز الذى كان يمد يده إليه بالسلام والمصافحة، بنفس اليد كان يختار من ورقة المرشحين نفس الوجوه التى احتفت به حين ذبح .
نفس الوجوه التى حرضت على نجيب محفوظ وأبلغت فى روايته السلطات لتصادره كياناً روائياً ليتفرغوا لمصادرته بعد ذلك كياناً بشرياً!
ما قاله المجرم الذابح القاتل فى التحقيقات وذكره الأستاذ محمد سلماوى فى مجلة الثقافة الجديدة يعطينا دلالات واضحة عن مستوى تفكير هؤلاء البشر من سماسرة الدين، وكيف يستطيعون تغييب وغسل أدمغة البسطاء الذين لم يقرأوا حرفاً لنجيب محفوظ فى حياتهم، وبالرغم من ذلك يصدرون الحكم وينفذونه بكل ضمير مستريح بل يعتقدون أن السكين التى ذبحوا بها الرجل هى جواز سفرهم إلى الجنة، فلنقرأ ما قاله الذباح .
- «أنا فنى إلكترونيات حاصل على شهادة متوسطة، كلفتنى وشرفتنى الجماعة الإسلامية بقتل نجيب محفوظ، اتجهت إلى الله منذ أربع سنوات بعد قراءة كتب الجماعة الإسلامية على رأسها كتب الشيخ عمر عبدالرحمن».
< هل قرأت لنجيب محفوظ؟
الرد: أستغفر الله.
< قيل له: «لقد سامحك نجيب محفوظ على جريمتك».
الرد: هذا لا يعنينى ولا يغير من الأمر شيئا، لقد هاجم نجيب محفوظ الإسلام فى كتبه، لذا أُهدر دمه وقد شرفتنى الجماعة بأن عهدت إلىَّ بتنفيذ الحكم فيه فأطعت الأمر.
يروى الشاب أنه توجه مع زميله باسم «الذى استشهد» على حد قوله أثناء القبض عليهما إلى منزل محفوظ فى اليوم السابق على محاولة الاغتيال وطلبا مقابلته وكانا يحملان داخل ملابسهما مسدساً وسكيناً، وكان «باسم» يرتدى ملابس خليجية، كما حملا أيضا وردا وحلوى للتمويه لكن زوجة محفوظ التى فتحت لهما الباب قالت إنه غير موجود وإنه بإمكانهما مقابلته فى اليوم التالى فى ندوته الأسبوعية التى يذهب إليها فى الخامسة بعد الظهر .. وتابع الشاب قوله: «كان الهدف هو ذبح نجيب محفوظ داخل منزله بالسكين .
أما المسدس فكان لتهديد أفراد أسرته حتى لا يطلبوا النجدة، لكن الله لم ييسر الأمر لذلك قررنا ذبحه فى اليوم التالى وقد قمت بتنفيذ العملية وحدى وهربت إلى زملائى فى (حى)عين شمس وأخبرتهم بأننى غرست السكين فى رقبة نجيب محفوظ فأخذونى بالأحضان وأخذوا يقولون لى (مبروك)».
نُقل إلى الشاب أسى نجيب محفوظ عليه وشعوره بأن الشاب ضحية، وتمنيه لو كان أصبح عالما أو بطلا رياضيا لا قاتلا يرتكب جرائم، لكن الشاب لم يبال بهذا الكلام وقال: «لو أننى قابلته ثانية لنفذت فيه مرة ثانية الأمر الذى صدر إلىَّ».
انتهى الاقتباس ولكن لم ينته الالتباس.
منقووول
بقلم خالد منتصر - المصرى اليوم
عندما استمعت إلى الشيخ المهندس السلفى الجليل عبدالمنعم الشحات، عضو مجلس الشعب القادم، وهو يتحدث عن نجيب محفوظ كأديب وكاتب مخدرات ودعارة!! تخيلت من ذبح أديبنا العبقرى واقفاً فى طابور الانتخابات يمنح صوته لأمراء جماعته وهو واثق من أن صوته الانتخابى سيدخله الجنة .
تخيلته واقفاً متحمساً بنفس درجة الغيبوبة والتغييب التى زيفوا بها وعيه من قبل حين أقدم على ذبح كاتب مبدع رقيق كبير بقامة وعمر نجيب محفوظ، بنفس اليد التى غرست السكين فى رقبة الشيخ العجوز الذى كان يمد يده إليه بالسلام والمصافحة، بنفس اليد كان يختار من ورقة المرشحين نفس الوجوه التى احتفت به حين ذبح .
نفس الوجوه التى حرضت على نجيب محفوظ وأبلغت فى روايته السلطات لتصادره كياناً روائياً ليتفرغوا لمصادرته بعد ذلك كياناً بشرياً!
ما قاله المجرم الذابح القاتل فى التحقيقات وذكره الأستاذ محمد سلماوى فى مجلة الثقافة الجديدة يعطينا دلالات واضحة عن مستوى تفكير هؤلاء البشر من سماسرة الدين، وكيف يستطيعون تغييب وغسل أدمغة البسطاء الذين لم يقرأوا حرفاً لنجيب محفوظ فى حياتهم، وبالرغم من ذلك يصدرون الحكم وينفذونه بكل ضمير مستريح بل يعتقدون أن السكين التى ذبحوا بها الرجل هى جواز سفرهم إلى الجنة، فلنقرأ ما قاله الذباح .
- «أنا فنى إلكترونيات حاصل على شهادة متوسطة، كلفتنى وشرفتنى الجماعة الإسلامية بقتل نجيب محفوظ، اتجهت إلى الله منذ أربع سنوات بعد قراءة كتب الجماعة الإسلامية على رأسها كتب الشيخ عمر عبدالرحمن».
< هل قرأت لنجيب محفوظ؟
الرد: أستغفر الله.
< قيل له: «لقد سامحك نجيب محفوظ على جريمتك».
الرد: هذا لا يعنينى ولا يغير من الأمر شيئا، لقد هاجم نجيب محفوظ الإسلام فى كتبه، لذا أُهدر دمه وقد شرفتنى الجماعة بأن عهدت إلىَّ بتنفيذ الحكم فيه فأطعت الأمر.
يروى الشاب أنه توجه مع زميله باسم «الذى استشهد» على حد قوله أثناء القبض عليهما إلى منزل محفوظ فى اليوم السابق على محاولة الاغتيال وطلبا مقابلته وكانا يحملان داخل ملابسهما مسدساً وسكيناً، وكان «باسم» يرتدى ملابس خليجية، كما حملا أيضا وردا وحلوى للتمويه لكن زوجة محفوظ التى فتحت لهما الباب قالت إنه غير موجود وإنه بإمكانهما مقابلته فى اليوم التالى فى ندوته الأسبوعية التى يذهب إليها فى الخامسة بعد الظهر .. وتابع الشاب قوله: «كان الهدف هو ذبح نجيب محفوظ داخل منزله بالسكين .
أما المسدس فكان لتهديد أفراد أسرته حتى لا يطلبوا النجدة، لكن الله لم ييسر الأمر لذلك قررنا ذبحه فى اليوم التالى وقد قمت بتنفيذ العملية وحدى وهربت إلى زملائى فى (حى)عين شمس وأخبرتهم بأننى غرست السكين فى رقبة نجيب محفوظ فأخذونى بالأحضان وأخذوا يقولون لى (مبروك)».
نُقل إلى الشاب أسى نجيب محفوظ عليه وشعوره بأن الشاب ضحية، وتمنيه لو كان أصبح عالما أو بطلا رياضيا لا قاتلا يرتكب جرائم، لكن الشاب لم يبال بهذا الكلام وقال: «لو أننى قابلته ثانية لنفذت فيه مرة ثانية الأمر الذى صدر إلىَّ».
انتهى الاقتباس ولكن لم ينته الالتباس.
منقووول