«المَجْمَع العلمي المصري».. ربما لا يكترث الكثيرون للوقوف عند هذا الاسم العابر، ولا حتى أهمية نطقه بشكل صحيح، فهناك من ينطقه بضم الميم الأولى وفتح الجيم وتشديد الميم التالية، فينطقونه في كثير من وسائل الإعلام والفضائيات "المُجَمَّع"، هكذا، والحقيقة أنه ليس "مُجمَّعا" بل "مَجْمَعَاً"، بمعنى اسماً للناس وللموضع الذي يجتمعون فيه، و"المَجْمَع" حديثا الهيئة أو المؤسسة التي تجمع كل ما ائتلف وتشابه واتصل بحقله المعرفي أو موضوعه العلمي، ولدينا مؤسسات علمية عريقة يشير الاسم الأول منها إلى كلمة "المجمع"، مثل "مجمع اللغة العربية"، و"مجمع التراث"، وغيرها.
وكذلك مثل "المجمع العلمي المصري" الذي تعرض أمس إلى حريق مروع أتى على مبناه بالكامل "المبنى الأثري ذي الطابع التاريخي"، والتهم محتوياته ومقتنياته النادرة، من الكتب والموسوعات والخرائط والوثائق التي تمثل في مجموعها قيمة إنسانية وتاريخية وعلمية لا تقدر بمال ولا بأطنان من الجواهر الكريمة، ولن نستطيع تعويضها ولا خسارتنا الفادحة فيها ولو بعد آلاف الأعوام.
أتت النيران على محتويات المجمع العلمي المصري، أحد أقدم وأعرق وأهم الجهات العلمية في القاهرة الخديوية، الذي يقع في نهاية شارع القصر العيني، في محيط مقر مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى، وعدد من المباني الأخرى ذات القيمة الأثرية والتاريخية، من أهمها مبنى الجمعية الجغرافية الملكية ذات التاريخ العريق.
وجاءت هذه الكارثة المفجعة على خلفية الأحداث المروعة التي تشهدها القاهرة، وبالتحديد أمام مجلس الوزراء بشارع القصر العيني الذي شهد اشتباكات بين آلاف المحتجين وقوات من الشرطة العسكرية، بعد قيامها (الشرطة العسكرية) بفض اعتصام مئات النشطاء أمام مقر المجلس، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرة قتلى وإصابة أكثر من 400 آخرين.
تأسس المجمع العلمي في 20 أغسطس عام 1798م، مع قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر، بقرار من نابليون بونابرت، ليكون على غرار المجمع العلمي الفرنسي، في منطقة الناصرية بالقاهرة، ليكون مقرا لعلماء الحملة الفرنسية يمارسون فيه أعمالهم ويجرون بحوثهم، ومعملا لتجاربهم العلمية في كل المجالات. ولتوضيح المكانة العليا التي كان يحظى بها هذا المجمع أصدر بونابرت مرسوما ينص على أن يكون عضو المجمع العلمي المصري عضواً في المجمع العلمي الفرنسي. ونقرأ في كتاب «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» الذي كتبه شيخ المؤرخين المصريين في العصر الحديث، "الجبرتي"، نقرأ ما كتبه عن مشاهداته في «المجمع العلمي المصري» الذي قام نابليون بونابرت بتأسيسه، وما رآه من التجارب العلمية التي أذهلته وبهرته وعجز عن تفسيرها وفهمها في إشارة إلى العجز البادي والفجوة الكبيرة بين التقدم العلمي القادم مع الفرنسيين وبين الجهل والتخلف الذي كان يغرق فيه الشرق عموما.
وفي سنة 1809م أخرج علماء الحملة الفرنسية، وهم القوام المشكل لأعضاء المجمع في ذلك التاريخ، المؤلفَ الموسوعي الضخم المعروف بـ"وصف مصر" الذي يعتبر أهم مرجع لكل من تناول أي موضوع يتصل بمصر، كتاب «وصف مصر» الذي جمع فيه علماء الحملة الفرنسية خلاصة أبحاثهم ودراساتهم عن مصر، تاريخاً وجغرافيا، بشراً وعادات وتقاليد وطقوساً، جيولوجيا وأنثروبولوجيا، نباتات وحيوانات وحشرات.. وكل ما يخص مصر بعمق تاريخها، وبامتداد طولها من ساحل البحر المتوسط حتى شمال السودان، وعرضها من ساحل البحر الأحمر وتخوم الشام حتى الصحراء الغربية والحدود مع ليبيا.
أعيد تكوين المجمع بالإسكندرية سنة 1859م، على يد المسيو جومار، كبير علماء الحملة الفرنسية، بمعاونة نفر من العلماء والأدباء، وانعقد المجمع بتشكيلته الأولى التي ضمت 47 عضواً، لأول مرة في 6 مايو من ذات العام، واستمر في الانعقاد حتى 9 يناير سنة 1880م، حيث نقل إلى القاهرة، واستقر في موقعه الحالي، بشارع القصر العيني (17 شارع السلطان حسين)، وأعيد إليه اسمه القديم، «المجمع العلمي المصري».
كان الغرض الرئيسي من المجمع أو الهدف من إنشائه، درس وبحث كل ما يختص بمصر وما جاورها من البلدان، حسب أحد كبار مؤرخيه، أدبيا وفنيا وعلميا. ويتكون المجمع من 50 عضوا يقيمون في مصر، وينتخبون بأغلبية أصوات الأعضاء الموجودين بهيئة اقتراع سري، كما يضم أعضاء شرفيين (لا يتجاوز عددهم الـ50)، وأعضاء مراسلين، وتدير المجمع لجنة مكونة من الرئيس ووكيلين والسكرتير العام وأمين المكتبة والصندوق ومساعد السكرتير.
أما نشاطه الثقافي فيشمل تنظيم سلسلة من المحاضرات العلمية، ونشر مجلة تجمع تلك المحاضرات، إضافة إلى مكتبته الحافلة التي يتردد عليها عدد كبير من الباحثين والدارسين من مختلف أنحاء العالم ومن أعضاء المجامع العلمية المختلفة وأساتذة الجامعات وطلابها.
أما مكتبة المجمع فهي أهم وأكبر المكتبات المصرية القديمة، وتضم حوالي 200 ألف مجلد من أندر الكتب والمخطوطات والخرائط والوثائق المتعلقة بمصر وغير مصر، في العلوم والفنون والآداب، منذ قدوم الحملة الفرنسية وحتى الآن، وعلى رأسها النسخة الفرنسية الكاملة من كتاب «وصف مصر» المشار إليه، إضافة إلى المجموعات الكاملة لمكتبات عدد من أشهر وأهم العلماء المصريين والأجانب المتخصصين في التاريخ والجغرافيا والتاريخ والآثار والاقتصاد والعلوم الطبيعية.
وكذلك مثل "المجمع العلمي المصري" الذي تعرض أمس إلى حريق مروع أتى على مبناه بالكامل "المبنى الأثري ذي الطابع التاريخي"، والتهم محتوياته ومقتنياته النادرة، من الكتب والموسوعات والخرائط والوثائق التي تمثل في مجموعها قيمة إنسانية وتاريخية وعلمية لا تقدر بمال ولا بأطنان من الجواهر الكريمة، ولن نستطيع تعويضها ولا خسارتنا الفادحة فيها ولو بعد آلاف الأعوام.
أتت النيران على محتويات المجمع العلمي المصري، أحد أقدم وأعرق وأهم الجهات العلمية في القاهرة الخديوية، الذي يقع في نهاية شارع القصر العيني، في محيط مقر مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى، وعدد من المباني الأخرى ذات القيمة الأثرية والتاريخية، من أهمها مبنى الجمعية الجغرافية الملكية ذات التاريخ العريق.
وجاءت هذه الكارثة المفجعة على خلفية الأحداث المروعة التي تشهدها القاهرة، وبالتحديد أمام مجلس الوزراء بشارع القصر العيني الذي شهد اشتباكات بين آلاف المحتجين وقوات من الشرطة العسكرية، بعد قيامها (الشرطة العسكرية) بفض اعتصام مئات النشطاء أمام مقر المجلس، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرة قتلى وإصابة أكثر من 400 آخرين.
تأسس المجمع العلمي في 20 أغسطس عام 1798م، مع قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر، بقرار من نابليون بونابرت، ليكون على غرار المجمع العلمي الفرنسي، في منطقة الناصرية بالقاهرة، ليكون مقرا لعلماء الحملة الفرنسية يمارسون فيه أعمالهم ويجرون بحوثهم، ومعملا لتجاربهم العلمية في كل المجالات. ولتوضيح المكانة العليا التي كان يحظى بها هذا المجمع أصدر بونابرت مرسوما ينص على أن يكون عضو المجمع العلمي المصري عضواً في المجمع العلمي الفرنسي. ونقرأ في كتاب «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» الذي كتبه شيخ المؤرخين المصريين في العصر الحديث، "الجبرتي"، نقرأ ما كتبه عن مشاهداته في «المجمع العلمي المصري» الذي قام نابليون بونابرت بتأسيسه، وما رآه من التجارب العلمية التي أذهلته وبهرته وعجز عن تفسيرها وفهمها في إشارة إلى العجز البادي والفجوة الكبيرة بين التقدم العلمي القادم مع الفرنسيين وبين الجهل والتخلف الذي كان يغرق فيه الشرق عموما.
وفي سنة 1809م أخرج علماء الحملة الفرنسية، وهم القوام المشكل لأعضاء المجمع في ذلك التاريخ، المؤلفَ الموسوعي الضخم المعروف بـ"وصف مصر" الذي يعتبر أهم مرجع لكل من تناول أي موضوع يتصل بمصر، كتاب «وصف مصر» الذي جمع فيه علماء الحملة الفرنسية خلاصة أبحاثهم ودراساتهم عن مصر، تاريخاً وجغرافيا، بشراً وعادات وتقاليد وطقوساً، جيولوجيا وأنثروبولوجيا، نباتات وحيوانات وحشرات.. وكل ما يخص مصر بعمق تاريخها، وبامتداد طولها من ساحل البحر المتوسط حتى شمال السودان، وعرضها من ساحل البحر الأحمر وتخوم الشام حتى الصحراء الغربية والحدود مع ليبيا.
أعيد تكوين المجمع بالإسكندرية سنة 1859م، على يد المسيو جومار، كبير علماء الحملة الفرنسية، بمعاونة نفر من العلماء والأدباء، وانعقد المجمع بتشكيلته الأولى التي ضمت 47 عضواً، لأول مرة في 6 مايو من ذات العام، واستمر في الانعقاد حتى 9 يناير سنة 1880م، حيث نقل إلى القاهرة، واستقر في موقعه الحالي، بشارع القصر العيني (17 شارع السلطان حسين)، وأعيد إليه اسمه القديم، «المجمع العلمي المصري».
كان الغرض الرئيسي من المجمع أو الهدف من إنشائه، درس وبحث كل ما يختص بمصر وما جاورها من البلدان، حسب أحد كبار مؤرخيه، أدبيا وفنيا وعلميا. ويتكون المجمع من 50 عضوا يقيمون في مصر، وينتخبون بأغلبية أصوات الأعضاء الموجودين بهيئة اقتراع سري، كما يضم أعضاء شرفيين (لا يتجاوز عددهم الـ50)، وأعضاء مراسلين، وتدير المجمع لجنة مكونة من الرئيس ووكيلين والسكرتير العام وأمين المكتبة والصندوق ومساعد السكرتير.
أما نشاطه الثقافي فيشمل تنظيم سلسلة من المحاضرات العلمية، ونشر مجلة تجمع تلك المحاضرات، إضافة إلى مكتبته الحافلة التي يتردد عليها عدد كبير من الباحثين والدارسين من مختلف أنحاء العالم ومن أعضاء المجامع العلمية المختلفة وأساتذة الجامعات وطلابها.
أما مكتبة المجمع فهي أهم وأكبر المكتبات المصرية القديمة، وتضم حوالي 200 ألف مجلد من أندر الكتب والمخطوطات والخرائط والوثائق المتعلقة بمصر وغير مصر، في العلوم والفنون والآداب، منذ قدوم الحملة الفرنسية وحتى الآن، وعلى رأسها النسخة الفرنسية الكاملة من كتاب «وصف مصر» المشار إليه، إضافة إلى المجموعات الكاملة لمكتبات عدد من أشهر وأهم العلماء المصريين والأجانب المتخصصين في التاريخ والجغرافيا والتاريخ والآثار والاقتصاد والعلوم الطبيعية.