رد على إفتراءات الدكتور حنين بعبادتنا للأصنام -- الجزء 1

رد مختصر على كتاب :- عبادة الأصنام فى الكنيسة الأرثوذكسية ، للدكتور حنين

◄◄◄ المؤلف يتشفَّى فى الكنيسة ، فى صفحات 4 و14 : -
+++ يتشفـَّى المؤلف من نجاح الغزو العربى والعثمانى للبلاد الأرثوذوكسية ، ويعتبر أن إضطهاد المسيحيين ومعاناتهم هو دليل على خطأ عقيدتهم !!!

+++ فهل هذا الخادم السابق ( والذى خدمته هى إدانة له ولكل من رعوه ) لم يقرأ كلام الإنجيل القائل : - [ جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى فى المسيح يسوع يُضطهدون ] 2تى3: 12 ، وأيضاً :- [ كما كان حينئذ الذى وُلد حسب الجسد يضطهد الذى حسب الروح ، هكذا الآن أيضاً ] غل4: 29، أم أنه يتناساه !!!!




+++ فهل هذا المؤلف يتناسى أن الرب لم يعطينا وعوداً برَّاقة ، بحياة متنعمة على الأرض ، بل ولم يعطينا وعداً بمملكة أرضية -- مثلما كان فى العهد القديم -- حتى نخشى عليها من الزوال ، بل قال :- [ مملكتى ليست من هذا العالم ] يو18: 36 ، ولذلك مكتوب :- [ ليس لنا هنا مدينة باقية ، لكننا نطلب العتيدة ] عب13: 14 .




++ فكيف يظن هذا المؤلف أن زوال الممالك الأرضية هو دليل غضب الله !!!!




+++ هل يتناسى المؤلف إن الرب لم يعدنا بالإنتصارات الحربية على البشر ، بل وعدنا بالنصرة الروحية على قوات الشر الروحية ، ووعدنا بأكاليل المجد السمائية فى مقابل إحتمال الإضطهادات ، إذ قال لنا :- [ فى العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ] يو16: 33 .




+++ أم أنه لا يتبع الإنجيل بالفعل ، بل فقط بالكلام ، لا يتبع الإنجيل الذى يكرز بالمسيح مُضطهـَداً مصلوباً ، بل يتبع أهل العالم الذين يحتقرون الصليب ولا يمجدون إلاَّ الثروة والشهوة والعظمة !!! هل المؤلف يقيس الأمور بمقاييس الإنجيل حقاً ، أم أنه يقيسها بمقاييس أهل العالم ، الإنجيليين الكذبة :- [ إخوة كذبة ] 2كو11: 26 !!!!!!




+++ ليت المؤلف -- الذى يقول أنه ظل خادماً دهراً من الزمان – ليته يقرأ الإنجيل بتدقيق ، ليستنير بنوره الحقيقى ، فإنه يدعى الفهم ويدعى الغنى ، بينما كلامه يدل على فقر روحى وفقر فى فهم مقاصد الرب ، حتى أن حاله يقترب من المكتوب عنه : [ تقول إنى غنى .. ولست تعلم أنك .. أعمى ... أشير عليك ... كحـِّل عينيك بكحل لكى تبصر ]رؤ 3: 17و18 .




◄◄◄ المؤلف يطعن فى علامة الصليب :-


1 -- [ كلمة الصليب عند الهالكين جهالة ، أما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله ] 1كو1: 18 .




2 – نحن لا نعبد الصليب ، بل نعبد المصلوب ، فكلمة الصليب لا تعنى -- عندنا نحن المخلصين -- مجرد قطعة خشب ذات شكل هندسى معيَّن ، كلمة الصليب لا تعنى المادة التى صنع منها ، إن كان خشباً أو ذهباً ، ولا تعنى الشكل بتكويناته الفنية .




++ بل إنها تعنى شيئاً واحداً ، وهو الخلاص الذى صنعه الرب لنا على الصليب ، تعنى الإنتصار على العالم وعلى الشيطان ، ففى الصليب ، وبالمسامير التى سُمِّر بها الرب ، إنتصر على الشيطان وكل جنوده :- [ جرَّد الرياسات والسلاطين ، أشهرهم جهاراً ، ظافراً بهم فيه ( أى فى الصليب ) ] كو2: 15 ، وتم إبطال صك الموت ، صك فرائض العهد القديم ، صك خطايانا : [ مسمراً إياه بالصليب ] كو2: 14 .




3 – فإننا لا نعتبر أن الصليب يحمل قوة ذاتية ناتجة عن تشكيله الهندسى أو ناتجة عن مادته ( مثلما يحدث عند بعض المهووسين الذين يعبدون الهرم بحجة أنه يحتوى على طاقة نابعة من شكله الهندسى ) . + إننا لم نقل بذلك أبداً ، ولم يخطر ببالنا أبداً ، بل إننا نقدس الصليب كعلامة للخلاص ، كقوة الله للخلاص ( 1كو1: 18) .




++ ليت ذلك المؤلف يراعى ضميره فيما يطلقه من إتهامات ظالمة متجنية ، وليته يقرأ الإنجيل بتفهم وتدقيق .




++ فليس عدوٌ للصليب ، إلاَّ الشيطان -- الذى قهره الرب على الصليب -- وكذلك أتباعه ( فى3: 18 ) .




4 – الحية النحاسية مثال الصليب :- الله هو الذى أمر -- بنفسه – بأن يصنع موسى النبى ، حيـَّة نحاسية ، ويعلِّقها على خشبة أو راية( مثل راية العلم ) ، لكى تنقذ كل من ينظر إليها ، فيبرأ من لدغ الحية ( عد 21: 8 ) .




+++ فهل عمل الحية النحاسية ، كان نوعاً من عبادة الأوثان !!!!! التفكير القاصر هو الذى سيقود لهذا الفكر الخبيث الذى سيجعل الله داعياً لعبادة الأوثان .

++ وأما التفكير الشامل المتكامل فيفهم أن وصية تحريم عبادة الصور والتماثيل ، لم تكن تحرِّم الصورة فى ذاتها ، بل تحرِّم الإستخدام الخاطئ لها ، تحرِّم إستخدامها لعبادتها ، ولا تحرِّم الإستخدامات الأخرى لغير العبادة .




++ فإن فكرة التحريم المطلق للصور ستؤدى لتحريم وجودها وإستخدامها فى كل نواحى الحياة ، ولو حتى إستخداماتها الحديثة فى البطاقات الشخصية .




+++ التحريم المطلق سيمنع إستخدامها الحديث فى الأفلام الدينية ، إن كانت صوراً متحركة ( كارتون ) ، وإن كانت أفلاماً ، فهل المعترضون يحرمون تلك الصور أيضاً ، أم أنهم يتبعون سياسة المنافقين ، الذين يكيلون بمكيالين !!!!!!!!!




++ وأما التفكير العقلانى المستنير بالروح القدس ، والفاهم لكلمة الله ، فيعرف أن التحريم ينصب على الإستخدام الخاطئ بهدف العبادة .




++ ولذلك يمكن تحريم كل إستخدام خاطئ للصور ، كالصور التى تثير الغرائز بكل أنواعها ، بالإثارة النجسة التى تجعل الشيطان يتسلَّط علينا .




+++ إذن فإن الله لم يأمر بصنع الحية النحاسية بغرض عبادتها ، بل لكى تكون علامة للخلاص الذى سيحدث على خشبة الصليب ، وبالتالى فهذا الإستخدام لا يتعارض مع وصية تحريم صنع الصور لعبادتها .




+++ وقد ظلت الحية النحاسية موجودة بعد موسى النبى ، ولأجيال كثيرة ، وكان الشعب يتذكرون بها معجزة الله معهم بإنقاذهم من سم الحية .




+++ وظل الأمر كذلك ، حتى جاء وقت -- أيام حزقيا الملك البار -- إنحرف فيه الشعب ، وتعاملوا مع الحية النحاسية كما لو كانت تحمل قوة ذاتية منفصلة عن الله ، فصاروا يعبدونها كقوة مستقلة عن الله ، وبذلك خالفوا وصية الله فى تحريم عبادة الأوثان من خلال الصور وغيرها ، ولذلك أمر حزقيا الملك بتحطيم الحية النحاسية ، لينقذ الشعب من هذه الجريمة .




+++ فهل الخطأ صادر من الله الذى أمر بعمل الحية النحاسية لتكون علامة للخلاص ، أم أن الخطأ صادر من الشعب الخاطئ المنحرف !!!!!!




+++ بالطبع ، لا يمكن أن يصدر الخطأ من الله القدوس ، المملوء حكمة إلهية ومعرفة غير محدودة بكل ما سيحدث فى كل زمان ومكان ، بل الخطأ صادر من هذا الشعب فى ذلك الجيل بالذات -- جيل حزقيا الملك -- بدليل أن الشعب فى الأجيال السابقة ، منذ موسى النبى ، مروراً بكل القديسين مثل يشوع بن نون وغيره ، وحتى صموئيل النبى وإيليا النبى وإليشع النبى ، ، لم يحطموا الحية النحاسية ، إذ لو كانت المشكلة فى الحية النحاسية ذاتها ، لما أمر الله بصنعها ، ولما سكت عنها هؤلاء القديسون ، ولما تركوها بدون تحطيمها .




+++ إذن ، فالمشكلة لم تكن فى وجود الحية النحاسية ، بل كانت فى نظرة الشعب لها ، فلما إنحرفت أفكارهم نحوها -- حتى أنهم عبدوها -- وجب تحطيمها .




++++ والحية النحاسية ، كانت تستمد قوة الشفاء للناس ، ليس من ذاتها هى ، بل من الله الذى جعلها علامة للخلاص ، فإنها علامة لخشبة الصليب ، علامة للخلاص بالمسيح :- [ وكما رفع موسى الحية فى البرية ، هكذا ينبغى أن يُرفع إبن الإنسان ، لكى لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية ]يو3:14و 15 .




5 – كما أن الله أمرموسى النبى بصنع كاروبين من ذهب فوق تابوت العهد :-




+++ وبالطبع فإن ذلك لم يكن بغرض عبادة الكاروبين ( وهم من الملائكة ) ، بل كان ذلك بغرض آخر تماماً .




+++ فصنع تمثالى الكاروبين لم يكن متعارضاً مع وصية الله بعدم عمل التماثيل والصور لعبادتها ، لأنه لم يكن لعبادتها .




6 – وهكذا نحن أيضاً لا ننظر للصليب بإعتباره قوة منفصلة عن الله ، وكأنه يحمل قوة ذاتية نابعه من شكله أو خاماته ، كلا ، بل إننا ننظر إليه بإعتباره علامة لقوة الخلاص الإلهى ، علامة قوة الله المتجسد المصلوب عنا لأجل خلاصنا ، مثلما كان ينظر الشعب المؤمن التائب أيام موسى النبى ، وليس مثلما كان ينظر الشعب المنحرف أيام حزقيا الملك.




+++ وهذا الخلط ، الذى سقط فيه هذا المؤلف ، يدل على تسرّعه فى إصدار الإدانات العشوائية ، بدون فحص أمين متعمق ، وبدون أى محاولة للإستفسار من الذين هم أكثر منه علماً بهذه الأمور . فكأنه جعل من نفسه : المدعى والمحقق والقاضى الإبتدائى والإستئناف... بدون أن يكلف نفسه أى محاولة لسماع دفاع المدَّعىَ عليهم ، فأى ظلم هذا !!!!!!!!!!!!




7 – وعن إتهاماته لذوكصولوجية الصليب( صفحة 9و 10 )




+++ فإنه أظهر عدم فهمه ، حتى أنه ظن أننا نخاطب الخشبة ذاتها ، ونعطى السلام للخشبة ذاتها ، وحتى أنه ظن أننا نقول أن الخشبة حية فى ذاتها !!!!!!!!!!!!!!!




+++ فأى تسرُّع هذا الذى سقط فيه هذا المؤلف !! وأى عدم فهم وتشويش وإظلام عقلى !! وأى ظلم وتجنى !! ألم يكن الواجب عليه أن يسأل أولاً ، قبل إصدار الأحكام الظالمة هكذا !!! ألاَّ يتساوى المؤلف فى ذلك ، مع الذين يتجنـّون علينا بأننا نقول بأن الله تزوج وأنجب المسيح ، لمجرد سماعهم الغبى لعبارة إبن الله ، فيحكمون بدون أن يستمعوا لرد المدعى عليهم ، إنه الظالم النابع من الشيطان الظالم .




+++ فإننا -- كما سبق وقلنا – ننظر إلى الصليب من منظور الإنجيل ، بإعتباره أداة وعلامة الخلاص وقوة الله للحياة الأبدية .




+++ ومن ذلك المنظور ، نتأمل ونقارن بين شجرة أثمرت الموت -- بدون ذنبها طبعاً --عندما عصا آدم الله وأكل منها ، وبين شجرة أخرى أثمرت الحياة الأبدية – بدون فضل منها طبعاً ، بل الفضل للفادى – بطاعة المسيح وقبوله الصليب ( أى الخشبة ) فداءً لنا .

++ فهكذا ، صارت الأولى رمزاً للعصيان والموت ، وصارت الثانية رمزاً للطاعة والفداء والحياة الأبدية.




+++ إنها تأملات قديسين مفتوحى الأعين الروحية ، ولا يفهم كلام القديسين إلاَّ أمثالهم ( والمثل الشعبى يقول : الطيور على أمثالها تقع ) ، من خلالها يمجدون الله الفادى المتجسد المصلوب عنا ، إنهم يمجدون المسيح وليس الخشب ، ولذلك فإنك لن تجد كلمة الصليب إلاَّ مقترنة بإسم المسيح .

++ فليس للصليب قوة ذاتية منفصلة عن الله ، بل العامل فى الصليب هو قوة الله المتجسد الفادى لنا : [ كلمة الصليب ... قوة الله ] 1كو1: 18 .




8 – الصليب فى فكر الآباء :-




++ وهذه النظرة إلى الصليب ، ليست جديدة على الكنيسة -- حتى يدعى المؤلف بأنها من صنع الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية – بل إنها فكر الكنيسة منذ القرون الأولى ، فمن أقوال الآباء نجد التقدير والتكريم العظيم الذى كانت تعيش فيه الكنيسة فى العصور الأولى ،

مثلما فى أقوال إستيريوس أوربانوس التالية :-


- ((( ويكفى إظهار مقدار القوة العظيمة التأثير التى لهذه العلامة ( أى علامة الصليب ) ، وكم مقدار الرعب العظيم للشياطين من هذه العلامة . وسيعرف ، عندما يستحلف( adjure ) بالمسيح ، كيف يهربون من الأجساد التى إكتنفوها . لأنه كما كان هو نفسه


– حين كان يعيش بين البشر – تهرب الشياطين بكلمته ... فالآن أتباعه ( أى أتباع المسيح ) بإسم سيدهم ( أى المسيح ) والعلامة التى لصبره (أى الصليب) ، تطرد الأرواح النجسة من البشر ))) أستيريوس أوربانوس . فصل27 ، الكتاب السابع من الجزء الأول من أقوال الآباء .




9 -- وعن طعن المؤلف فى إستخدام البخور أمام الصليب




+++ فلنعود إلى ما يقوله الله فى أمر مشابه ، فقد أمر الله موسى النبى بعمل كاروبين ( أى ملاكين مجنحين ) من ذهب ، ووضعهما فوق تابوت العهد ( خر25: 17و 8 ) .




+++ فهل كان الله يأمر بعمل الأصنام لعبادتها ؟؟؟ فهكذا سيقودنا الفكر القاصر ، وأما الفكر المتكامل فيقول ان الكاروبيم كان مجرد أداة يستخدمها الله -- مثلما إستخدم شجرة العليقة قديماً ليظهر فيها فى نار ويتكلم من خلالها إلى موسى النبى – فكذلك أيضاً الكاروبيم ، كان مجرد أداة ، يتكلم الله من وسطهم إلى موسى النبى أو إلى الكاهن بعده ، فإنها مجرد أداة ، وليست كياناً منفصلاً عن الله وأهدافه .




+++ ثم أن الله أمر موسى بعمل مذبح البخور من ذهب ، ويضعه أمام تابوت العهد أو الشهادة ، يضعه أمام الغطاء الذى عليه يقف الكاروبيم :- [ وتصنع مذبحاً لإيقاد البخور ... وتجعله قدام الحجاب الذى أمام تابوت الشهادة ، قدام الغطاء الذى على الشهادة حيث أجتمع بك ، فيوقد عليه هارون بخوراً عطراً كل صباح ... بخوراً دائماً أمام الرب ] ، [ وتجعل مذبح الذهب للبخور أمام تابوت الشهادة ... فوضع مذبح الذهب فى خيمة الإجتماع قدام الحجاب وبخَّر عليه ببخور عطر كما أمر الرب موسى ] خر 30: 1- 8 ، 40: 5- 27 .




++++ فهل كان التبخير أمام الكاروبيم -- الذى أمر به الله – هو عبادة أصنام !!!! لا يمكن أن يفكر هكذا ، إلاَّ أصحاب الفكر القاصر ، أما الفكر المتكامل فيفهم أن الله الصالح لا يمكن أن يطلب إلاَّ أموراً صالحة .




++ فإن هذا البخور ، بالرغم من أنه يقدم أمام الكاروبيم الذى على تابوت العهد ، إلاَّ أنه لا يقدم لهما فى ذاتهما ، بل يقدم لله الذى يحل بينهما ويتكلم من وسطهما ، وذلك الأمر يتماثل مع أن موسى النبى لم يخلع حذاءه من أجل شجرة العليقة ، بل من أجل الله الحال والمتكلم من خلالها .




+++ فهكذا نحن أيضاً ، لا نقدم البخور للخشب ذاته الذى للصليب، لا للخشب ولا للذهب ولا لأى مادة أخرى ، ولا للشكل الهندسى الذى للصليب ، بل لله المتجسد المصلوب على الصليب ، الذى جعل الصليب علامة لقوته للخلاص لكل من يؤمن .




10 – وعن السجود أمام الصليب :




+++ هو سجود لله المتجسد المصلوب ، وليس للصليب كخشب أو شكل ، بل للعلامة التى لقوة الله ، للعلامة وليس للخشب ولا للشكل الهندسى .




++ وذلك الأمر يتماثل مع السجود لله أمام هيكل قدسه :--




+ [ أسجد لك قدام ( باليونانى pros ) هيكل قدسك ] مز 5: 7 .
+ [ أرفع يدى إلى هيكل (باليونانى : naon) قدسك ] مز28: 2 .
+ [ أسجد قدام ( باليونانى pros ) هيكل قدسك ] مز138: 2 .




+++ فهذا السجود قدام الهيكل ، أو إلى الهيكل ، ليس هو سجوداً للهيكل ذاته ، بل لله الذى إتخذ الهيكل ، كوسيلة وليس كغاية فى ذاته .




+++ فالسجود أمام الهيكل لم يكن ناتجاً عن الشكل المعمارى له ، ولا ناتجاً عن المواد المستخدمة فى بنائه ، بل كان ناتجاً فقط عن كونه بيت الصلاة لله .




+++ وكذلك أيضاً ، نحن لا نسجد للخشب ولا للشكل الهندسى للصليب ، بل فقط نسجد للمصلوب ، لله المتجسد ، الذى جعل الصليب علامة لقوة خلاصه لنا : [ الصليب .. قوة الله ]1كو1: 18 .




◄◄◄ وكذلك أيضاً ، علاقتنا بالقديسين ، ليست عبادة لهم




+++ بل إنها تمجيد وإكرام لله الذى أظهر فيهم مجده وقوته ومعجزاته ونصرته للبشر على قوة الشيطان ، فإنهم مثال للنصرة التى يعطيها الله لأولاده .




+++ وإن الله نفسه هو الذى يمجدهم ، وليس أننا نحن الذين نكرمهم من تلقاء ذواتنا : [ والذين بررَّهم ، فهولاء مجَّدهم أيضاً ] رو8: 30 .




+++ولكن ، تمجيد الله للقديسين ، لا يعنى أنه أعطاهم مجده الذاتى النابع من جوهر لاهوته ، لا ، بل إن مجد وكرامة جوهر اللاهوت لا يعطيها الله لأحد : [ مجدى لا أعطيه لآخر ] أش42: 8 ، [ وكرامتى لا أعطيها لآخر] أش48: 11، بل إن مجد الخالق شيئ ومجد المخلوق شيئ آخر ، فإن كان : [ مجد الشمس شيئ ومجد القمر شيئ آخر ومجد النجوم آخر ]1كو15 :41، فكم وكم يكون مجد القديسين -– الذى يمنحهم الله – هو شيئ محدود جداً ، مختلف كليةً عن مجد اللاهوت الغير محدود .




+++ وتمجيد الله لهم (رو8: 30 ) ، هو الذى يدعونا نحن لتمجيدهم بالتمجيد المحدود ، بغير تعارض مع المجد الغير محدود الذى لله وحده .




++ ولا يجرؤ أحد على الإعتراض على عطية الله لقديسيه : [ إن كان الله معنا فمن علينا .. من سيشتكى على مختارى الله ]رو8: 31 – 33 .




+++ كما أن تمجيد القديسين -- فى محدوديته – لا ينفصل عن تمجيد الله ، بل ينبع منه ، بل ويؤدى إلى المزيد من تمجيد الله .


+++ ولذلك فإننا بعدما نصلى – فى اللحن الكنسى – قائلين : " بركتهم المقدسة فلتكون معنا آمين " ، فإننا نستطرد فوراً -- فى ذات اللحن -- قائلين : " المجد لك يارب ، يارب لك المجد " ، لأننا نعمل كل شيئ لكى يأول لمجد الله ، بما فى ذلك تمجيدنا لقديسيه .