رد على إفتراءات الدكتور حنين بعبادتنا للأصنام -- الجزء 2
تابع الأجزاء السابقة من :
رد مختصر على كتاب :- عبادة الأصنام فى الكنيسة الأرثوذكسية ، للدكتور حنين
++++++++
ثانياً :الإفتراء علينا بأننا نعبد الملائكة والقديسين :-
◄◄◄ إننا نكرم ونمجد القديسين ، لأن الله يكرمهم ويمجدهم .
1 --- فإن الله نفسه هو الذى يمجدهم ، وليس أننا نكرمهم من تلقاء ذواتنا ، مثلما هو مكتوب : [ والذين بررَّهم ، فهولاء مجَّدهم أيضاً ] رو8: 30 .
2---- ولكن ، تمجيد الله للقديسين ، لا يعنى أنه تنازل لهم عن مجده الذاتى النابع من جوهر لاهوته ، لا ، بل إن مجد وكرامة جوهر اللاهوت لا يعطيها الله لأحد ، إذ أنه يقول : [ مجدى لا أعطيه لآخر ] أش42: 8 ، [ وكرامتى لا أعطيها لآخر] أش48: 11 .
3 – ولكن ، ما دام الله هو الذى يمجدهم :- [ والذين بررهم فهؤلاء مجدهم ] رو8: 30 ، فيستحيل أن يكون تمجيدهم متعارضاً مع قول الله [ مجدى لا أعطيه لآخر ] أش42: 8 ، إذ أن كلام الله كله حق وليس فيه تعارض وتناسخ ، بل تكامل .
+++ فلا تعارض بين عدم إعطائه مجده لآخر (أش42: ، و بين تمجيد الله للقديسين (رو8: 30) ، بل إن مجد الخالق شيئ ومجد المخلوق شيئ آخر ، فإن كان : [ مجد الشمس شيئ ومجد القمر شيئ آخر ومجد النجوم آخر ] 1كو15 :41، فكم وكم يكون مجد القديسين -- الذى يمنحهم الله -- هو شيئ محدود جداً ، ومختلف كليةً عن مجد اللاهوت الغير محدود .
+++ فإن المجد الذى يعطيه لقديسيه ، يختلف عن مجده الذى لا يعطيه لآخر ، الذى هو مجد الإلوهية والعبادة ، وهو ما يظهر بأكثر وضوح من سياق الكلام : [ مجدى لا أعطيه لآخر ولا تسبيحى للمنحوتات (أى تماثيل الأوثان) ] ، فالمجد الذى لا يعطيه لآخر هومجد الإلوهية وما يتبعه من العبادة .
++ وأما المجد الذى يعطيه للقديسين ( رو8: 30) فإنه يعنى مجرد المستوى العالى من الأفراح المجيدة والنورانية فى ملكوت السموات .
+++ وحتى هذه النورانية ، ليست نورانية ذاتية منهم ، بل إنها إنعكاس لنور الله فيهم ، مثلما يعكس القمر نور الشمس ، ومثلما تعكس المرآة نور الشمس .
+++ فالله هو :- [ النور الحقيقى ] يو1: 9 ، أى النور الذاتى النابع من ذاته هو ، وأما القديسون فإنهم [ نور العالم ] مت5: 14 ، بمعنى النور المكتسب من الله ، نتيجة علاقتهم به ، وليس كنور ذاتى منهم ، ولذلك فإنهم قد يفقدوه إن هم إنفصلوا عن الله ، مثلما حدث للشياطين ، الذين كانوا ملائكة نورانيين ، فلما سقطوا تحولوا إلى شياطين إظلامية .
4 – كما أن الله هو الذى يكرم القديسين :- [ إنى أكرم الذين يكرموننى ] 1صم2: 30 ، وأيضاً : [ إن طهَّر أحد نفسه ... يكون إناءً للكرامة] 2تى2: 21 .
+++ ولكن ، أيضاً ، فإن الكرامة التى يمنحها الله لقديسيه ، هى كرامة محدودة ، وأما الكرامة اللائقة بالله وحده ، فهى نوع آخر ، هى كرامة غير محدودة نابعة من لاهوته ، هى كرامة العبادة اللائقة به وحده .
+++ إذن ، فإن تمجيد الله لهم (رو8: 30 ) وإكرامه لهم ، هو الذى يدعونا نحن لتمجيدهم بالتمجيد المحدود ، بغير تعارض مع المجد الغير محدود الذى لله وحده .
+++ إذن ، فعلاقتنا بالقديسين ، ليست عبادة ، بل تمجيد محدود . والفارق كبير بين التكريم أوالتمجيد المحدود ، وبين العبادة .
5---- ولا يجرؤ أحد على الإعتراض على عطية الله لقديسيه : [ إن كان الله معنا فمن علينا .. من سيشتكى على مختارى الله ] رو8: 31 – 33 .
6---- كما أن تمجيد القديسين -- فى محدوديته -- لا ينفصل عن تمجيد الله ، بل ينبع منه ، لأننا نمجدهم من خلال علاقتهم بالمسيح ، وليس خارجاً عنها ، إننا نمجد الذين مجدهم المسيح ، فقط .
7 --- كما أن تمجيدنا المحدود للقديسين ، يؤدى إلى تمجيد وإكرام الله ، الذى أظهر فيهم مجده وقوته ومعجزاته ونصرته للبشر على قوة الشيطان ، فإنهم مثال للنصرة التى يعطيها الله لأولاده .
+++ ولذلك فإننا بعدما نصلى – فى اللحن الكنسى – قائلين : " بركتهم المقدسة فلتكون معنا آمين " ، فإننا نستطرد فوراً -- فى ذات اللحن -- قائلين : " المجد لك يارب ، يارب لك المجد " ، لأننا نعمل كل شيئ لكى يأول لمجد الله ، بما فى ذلك تمجيدنا لقديسيه .
+++ فإن تمجيدنا لجهادهم وإحتمالهم ونصرتهم ، يؤدى إلى المزيد من تمجيد الله فيهم ( غل1: 24 ) إذ أنه هو الذى فداهم وخلصهم من سلطان إبليس وأعطاهم النصر على ترغيب وترهيب العالم ، حتى إنتهت حياتهم بأعظم نهاية .
8 --- كما أن نهايتهم العظيمة برغم العذابات الرهيبة والإضطهادات والمغريات ، تعطينا الرجاء فى أن الله سيعيننا كما أعانهم ، فننتصر كما إنتصروا . فهذا المثال الحى على الإنتصار ، برغم الألام ، هو الذى يدفعنا للتمسك بالإيمان الصحيح الذى ساروا عليه :- [ إنظروا إلى نهاية سيرتهم ، فتمثلوا بإيمانهم ] عب13: 7 .
+++ ولكن ، لأن تمجيدنا لسيرتهم سيؤدى لتمسكنا بإيمانهم الصحيح ، فلذلك يحاول الشيطان صرف أنظارنا عن سيرتهم ، ليمنعنا من التمثل بإيمانهم ، فإن هدف الشيطان هو مقاومة الإيمان الصحيح ، ليفتح الباب للهرطقات والإنقسامات ، التى يؤدى لخراب وإنهيار الكنيسة وتفتتها وتصارعها الداخلى ، مثلما نرى الآن .
9 --- إذن ، فتمجيد القديسين وتكريمهم ، هو حقيقة واقعية إنجيلية ، ولا يحق لأحد الإعتراض عليها ، ولكنها تختلف عن مجد وكرامة الإلوهية الخاص بالله وحده .
◄◄◄ بل إن الرب يأمر بالسجود لقديسيه :-
1 --- إذ أنه وعد ملاك كنيسة فلادلفيا -- أى أسقفها -- بأنه سيجعل مقاوميه يسجدون له : [ هأنذا أصيرهم يأتون ويسجدون أمام رجليك ، ويعرفون أنى أحببتك ] روء3: 9 ، أى أنه سجود كامل إلى الأرض .
2 --- وذلك السجود ، يشبه سجود الأقارب ، الذى وعد الله به يوسف ، فى الرؤيا أو الحلم : ( تك37: 7- 10 ، 42: 6 ، 43: 26و 28) ، وهو الذى كان أيضاً سجوداً كاملاً إلى الأرض :- [ وسجدوا له إلى الأرض ] ، [ ووقعوا أمامه على الأرض ]تك43: 26، 44: 14 ، وأيضاً [ وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض ]تك42: 6.
3---- وما دام الله هو الذى يأمر بالسجود لقديسيه ، فيستحيل أن يكون ذلك السجود متعارضاً مع أمر الله التالى : [ للرب إلهك تسجد ، وإياه وحده تعبد ]مت4: 10 ، إذ يستحيل التناقض والتعارض والنسخ فى أقوال الإله الحقيقى القدوس .
+++ لذلك ينبغى الإنتباه جيداً إلى أنه – هنا أيضاً – قد حدد المنع فى حالة سجود العبادة ، بينما الآيات الأخرى التى يأمر فيها بالسجود لقديسيه ، فقد حدد الهدف منها ، بأنه سجود الإحترام والطاعة والخضوع .
4 --- وسجود الإحترام ، مذكور أيضاً فى مواضع كثيرة فى الكتاب المقدس ، فى التعاملات الإجتماعية العادية بين البشر ، لإظهار الإحترام والترحيب ، مثل سجود لوط – بوجهه إلى الأرض – للضيفين ، وهما كان ملاكين وهو لا يعرف ، وهذان الملاكان لم يعترضا على سجود لوط لهما ، لأنهما يعرفان أنه مجرد سجود إجتماعى للترحيب البالغ ( تك19: 1) .
++ وكذلك مثل سجود إبراهيم لبنى حث ، لكى يستعطفهم ويعجِّلهم فى إعطائه مقبرة لدفن زوجته المتوفاة (تك23: 7) .
++ وأيضاً مثل سجود داود بوجهه إلى الأرض ، لصديقه يوناثان ، للتعبير عن محبته الشديدة له وألمه البالغ لفراقه ( 1صم20: 41) .
5--- ولكن إذا تخطى السجود حدود المجاملة الإجتماعية ، أو لإظهار الطاعة والخضوع ، وتحولت إلى حالة من حالات العبادة والمخافة والمهابة التى تليق بالله وحده ، فإنها تصبح مرفوضة تماماً ، مثلما رفض بطرس الرسول لسجود كرنيليوس له ، ومثلما رفض الملاك سجود يوحنا الرسول له فى الرؤيا (أع10: 25و 26 ، رؤ19: 10 ) .
◄◄◄كما أن الله هو الذى يمنح لقديسيه أوصافاً عظيمة :-
1---- الأوصاف العظيمة للقديسين ، فى الكنيسة ، ليست بدعة ، بل إنها متوافقة جداً مع الكتاب المقدس ، فإن الله هو الذى أعطى أرميا وصف : " السور والحصن " :- [ أجعلك لهذا الشعب سور نحاس حصيناً ]أر15: 20 ، وأيضاً : [ قد جعلتك اليوم مدينة حصينة .. وأسوار نحاس ، على كل الأرض ]أر1: 18 .
2---- كما أن الله هو الذى يريد أن يقوم القديسون بالصلاة إليه من أجل الناس الآخرين ، وهو يقبل صلاتهم ويستجيب لها ، مثل صلاة موسى النى وهارون الكاهن ، عندما وقف هارون بالمجمرة والبخور ، فإستجاب الله وأوقف الوباء : [ ووقف بين الموتى والأحياء ، فإمتنع الوبأ ]عد 16: 48 ، فكأن الصلاة كانت سوراً حاجزاً للخلاص من الموت بالوبأ .
3---- وليس فقط أن الله يرحب ويقبل بالصلاة من أجل الآخرين ، بل إنه يأمر بذلك : [ يا ذاكرى الرب لا تسكتوا ولا تدعوه يسكت ، حتى يثبت ويجعل أورشليم تسبيحة فى الأرض]أش62: 6 ، ولذلك يقول المزمور : [ إن نسيتك يا أورشليم ، تنسى يمينى ]مز137: 5 .
+++ إن الله يريد أن يكون القديسون جداراً من الصلاة للشعب ، إنه يريد ذلك جداً جداً ، إلى درجة أنه يوبخ الشعب الذى لا يجد فيه إنساناً يقف للصلاة من أجل خلاص الشعب ، فيكون مثل الجدار المانع للهلاك ( مثلما كان هارون الكاهن ) . فقد وبخ الشعب قائلاً : [ وطلبت من بينهم رجلاً يبنى جداراً ويقف فى الثغر أمامى ، عن الأرض ، لكيلا أخربها ، فلم أجد ] حز22: 30 .
+++ إذن ، فإن الله يسر بأن يقف الناس -- مثل موسى وهارون – ويصنعوا بصلاتهم سوراً يحمى الأرض من الهلاك ، بل إنه يريد ذلك ويطلبه ، بل إنه يوبخ الذين لا يفعلونه .
4---- وطلب الله ، بأن يصلى البعض من أجل الآخرين ، ليس مقصوراً على العهد القديم ، بل إن تلك هى رغبة الله وإرادته بوجه مطلق ، ففى العهد الجديد يطلب الله نفس الأمر ، مثلما فى :-
+++ [ فأطلب ، قبل كل شيئ ، أن تقام طلبات وصلوات ... لأجل جميع الناس ] 1تى2: 1 .
+++ [ مصلين بكل صلاة وطلبة .. لأجل جميع القديسين ]أف 6: 18 .
++ [ صلوا بعضكم لأجل بعض ]يع5: 16 .
++ [ أمريض أحد بينكم ، فليدعُ شيوخ الكنيسة ، فيصلوا عليه ] يع5: 14 .
5---- وبنفس الأوصاف المذكورة فى الكتاب المقدس ، نقول عن القديسين أنهم سور خلاص لنا ، أى أنهم سور من الصلوات التى تدعِّمنا فى جهادنا من أجل الخلاص ( مثلما فعل هارون الكاهن ، فخلص الشعب من موت الوباء ) .
++ وكذلك أيضاً ، نصفهم بأوصاف الكتاب المقدس ، فنقول أنهم حصن منيع غير منهدم ، فإن صلواتهم لا تنهزم أبداً ، بل تنال قبول الرب بكل تأكيد ، بل إنهم قادرون بالرب على هدم حصون العدو :- [ أسلحة محاربتنا .. قادرة بالله على هدم حصون ، هادمين ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ]2كو10: 5و 5 .
+++ إذ تتميز صلوات القديسين بفاعلية عظيمة ، مثلما يقول الإنجيل :- [ طلبة البار تقتدر كثيراً فى فعلها ]
6---- وهذه الأوصاف التى يصف الله بها القديسين ، لا تتعارض مع قول الله أنه هو المخلص الوحيد : [ لا مخلص غيرى ]هو13: 4 . فأن الله هو المخلص بذاته ، أما القديسون فيخلصوننا بصلاتهم إلى الله – التى يحبها ويريدها ويأمر بها ويقبلها -- وليس بقدرتهم الذاتية .
+++ بل إن الإنجيل هو الذى يأمر بأن يخلص الناس بعضهم بعضاً ، مثلما هو مكتوب :-
[ خلصوا البعض ، بالخوف ، مختطفين من النار ] يه23 .
[ من رد خاطئاً عن ضلال طريقه ، يخلص نفساً من الموت ] يع5: 20 .
[ صرت للكل كل شيئ ، لأخلص على كل حال قوماً ] 1كو9: 22 .
[ لأنه كيف تعلمين أيتها المرأة ، هل تخلصين الرجل ، أو كيف تعلم |أيها الرجل هل تخلص المرأة ] 1كو7: 16 .
7 --- كما أنهم ليسوا سور خلاص بقدرتهم الذاتية ، بل بصلاتهم إلى الله ، مثل هارون .
+++ فالقديسون مجرد مصلين من أجلنا ، ولكن صلاتهم تقتدر كثيراً فى فعلها ، مثلما يقول الكتاب المقدس .
◄◄◄وبنفس المقياس ، فإننا لا نطلب من القديسين أن يغفروا لنا خطايانا :
+++ لم يحدث أبداً أن قالت الكنيسة الأرثوذكسية بذلك ، ومن يدعى بذلك ، يثبت أنه لم ينتبه لما نقوله ، ولم يفهمه أبداً.
+++ بل إننا نطلب فقط صلاتهم عنا إلى ربنا يسوع المسيح ، لكى يغفر هو خطايانا ، أى أننا نطلب صلاتهم فقط ، وأما الغفران فلا يقدر عليه إلاَّ ربنا ومخلصنا وحده .
+++ شفاعة القديسين لا تعنى : " غفران القديسين " ، بل تعنى : " صلاة القديسين " ، ومن لم يعرف ذلك ، يدل على أنه عاش طول عمره غريباً عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .
((( ملحوظةعن الشفاعة :
- الله هو الذى أمر بأن يصلى المؤمنون من أجل بعضهم :-
[صلوا بعضكم لأجل بعض] يع26:5
0 ولكن أقوى صلاة هى صلاة القديسين :-
[ طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها ] يع 16:5••
وصلاة القديسين من أجل الآخرين ، تسمى شفاعة توسلية ،
لأنها تقوم - فقط - على التوسل ، بدالة محبتهم لله ، وليس على أساس الحقوق المفروضة ، ولا على أساس سداد الإستحقاقات 0 فإن القد يسين لا يعطونا من ذواتهم شيئاً ، لا شفاءً ولا غفراناً (أع 12:3) ، بل يتوسلون الى الله ليعطينا هو0 •
ومعجزات الله بواسطتهم تنسب إليهم بالتبعية فقط ، مثلما يقال:" سفر: أعمال الرسل" 0 • والكلمة اليونانية والقبطية ، لهذه الشفاعة التوسلية ، هى :- " إبرسفيا" ، وهى مترجمة في الترجمة البيروتية المتداولة بكلمة :- " سفارة " ( لو32:14) ، أو :- " يسعى كسفير" ، لأنها تعتمد على القبول الشخصى ، وليس على سداد الإستحقاقات ولا على المطالبة بالحقوق0 •• وأمّا الشفاعة المبنية على المطالبة بالحقوق (مثلما في دفاع المحامى عن المتهم ، لأنه برئ) ، أو المبنية على سداد الديون المستحقة ، فإنها لا تسمى شفاعة توسلية ، بل شفاعة إالزامية أو حقوقية أو إستحقاقية0 • وهى ، في حالة فداء الرب للبشرية ،
تسمى :" الشفاعة الكفارية " ، لأنها مبنية على إستحقاقات الذبيحة الكفّارية ، بدم المسيح 0 ولذلك ، فان الإنجيل - في لغته الأصلية - يستخدم كلمة مختلفة ، للتعبير عن الشفاعة الكفارية ، وهى:- " اندينكانو" (رو8 :26 ،27،34 وعب 25:7000الخ) ، كما يستخدم لها - أيضا - كلمة:- " باراكليتيس" ، مع التحديد بأنها بواسطة ذبيحة المسيح الكفارية( ايو 1:2و2 ) ، إذ أن الروح القدس يأخذ من إستحقاقاتها الغير محدودة ، ويعطى للمؤمنين ، من خلال الأسرار الإلهية الكنسية00والخلاصة،هى أن الشفاعة التوسلية هى مجرد صلاة مقتدرة ، وأمّا الكفارية ، فإنها تسديد للثمن
تابع الأجزاء السابقة من :
رد مختصر على كتاب :- عبادة الأصنام فى الكنيسة الأرثوذكسية ، للدكتور حنين
++++++++
ثانياً :الإفتراء علينا بأننا نعبد الملائكة والقديسين :-
◄◄◄ إننا نكرم ونمجد القديسين ، لأن الله يكرمهم ويمجدهم .
1 --- فإن الله نفسه هو الذى يمجدهم ، وليس أننا نكرمهم من تلقاء ذواتنا ، مثلما هو مكتوب : [ والذين بررَّهم ، فهولاء مجَّدهم أيضاً ] رو8: 30 .
2---- ولكن ، تمجيد الله للقديسين ، لا يعنى أنه تنازل لهم عن مجده الذاتى النابع من جوهر لاهوته ، لا ، بل إن مجد وكرامة جوهر اللاهوت لا يعطيها الله لأحد ، إذ أنه يقول : [ مجدى لا أعطيه لآخر ] أش42: 8 ، [ وكرامتى لا أعطيها لآخر] أش48: 11 .
3 – ولكن ، ما دام الله هو الذى يمجدهم :- [ والذين بررهم فهؤلاء مجدهم ] رو8: 30 ، فيستحيل أن يكون تمجيدهم متعارضاً مع قول الله [ مجدى لا أعطيه لآخر ] أش42: 8 ، إذ أن كلام الله كله حق وليس فيه تعارض وتناسخ ، بل تكامل .
+++ فلا تعارض بين عدم إعطائه مجده لآخر (أش42: ، و بين تمجيد الله للقديسين (رو8: 30) ، بل إن مجد الخالق شيئ ومجد المخلوق شيئ آخر ، فإن كان : [ مجد الشمس شيئ ومجد القمر شيئ آخر ومجد النجوم آخر ] 1كو15 :41، فكم وكم يكون مجد القديسين -- الذى يمنحهم الله -- هو شيئ محدود جداً ، ومختلف كليةً عن مجد اللاهوت الغير محدود .
+++ فإن المجد الذى يعطيه لقديسيه ، يختلف عن مجده الذى لا يعطيه لآخر ، الذى هو مجد الإلوهية والعبادة ، وهو ما يظهر بأكثر وضوح من سياق الكلام : [ مجدى لا أعطيه لآخر ولا تسبيحى للمنحوتات (أى تماثيل الأوثان) ] ، فالمجد الذى لا يعطيه لآخر هومجد الإلوهية وما يتبعه من العبادة .
++ وأما المجد الذى يعطيه للقديسين ( رو8: 30) فإنه يعنى مجرد المستوى العالى من الأفراح المجيدة والنورانية فى ملكوت السموات .
+++ وحتى هذه النورانية ، ليست نورانية ذاتية منهم ، بل إنها إنعكاس لنور الله فيهم ، مثلما يعكس القمر نور الشمس ، ومثلما تعكس المرآة نور الشمس .
+++ فالله هو :- [ النور الحقيقى ] يو1: 9 ، أى النور الذاتى النابع من ذاته هو ، وأما القديسون فإنهم [ نور العالم ] مت5: 14 ، بمعنى النور المكتسب من الله ، نتيجة علاقتهم به ، وليس كنور ذاتى منهم ، ولذلك فإنهم قد يفقدوه إن هم إنفصلوا عن الله ، مثلما حدث للشياطين ، الذين كانوا ملائكة نورانيين ، فلما سقطوا تحولوا إلى شياطين إظلامية .
4 – كما أن الله هو الذى يكرم القديسين :- [ إنى أكرم الذين يكرموننى ] 1صم2: 30 ، وأيضاً : [ إن طهَّر أحد نفسه ... يكون إناءً للكرامة] 2تى2: 21 .
+++ ولكن ، أيضاً ، فإن الكرامة التى يمنحها الله لقديسيه ، هى كرامة محدودة ، وأما الكرامة اللائقة بالله وحده ، فهى نوع آخر ، هى كرامة غير محدودة نابعة من لاهوته ، هى كرامة العبادة اللائقة به وحده .
+++ إذن ، فإن تمجيد الله لهم (رو8: 30 ) وإكرامه لهم ، هو الذى يدعونا نحن لتمجيدهم بالتمجيد المحدود ، بغير تعارض مع المجد الغير محدود الذى لله وحده .
+++ إذن ، فعلاقتنا بالقديسين ، ليست عبادة ، بل تمجيد محدود . والفارق كبير بين التكريم أوالتمجيد المحدود ، وبين العبادة .
5---- ولا يجرؤ أحد على الإعتراض على عطية الله لقديسيه : [ إن كان الله معنا فمن علينا .. من سيشتكى على مختارى الله ] رو8: 31 – 33 .
6---- كما أن تمجيد القديسين -- فى محدوديته -- لا ينفصل عن تمجيد الله ، بل ينبع منه ، لأننا نمجدهم من خلال علاقتهم بالمسيح ، وليس خارجاً عنها ، إننا نمجد الذين مجدهم المسيح ، فقط .
7 --- كما أن تمجيدنا المحدود للقديسين ، يؤدى إلى تمجيد وإكرام الله ، الذى أظهر فيهم مجده وقوته ومعجزاته ونصرته للبشر على قوة الشيطان ، فإنهم مثال للنصرة التى يعطيها الله لأولاده .
+++ ولذلك فإننا بعدما نصلى – فى اللحن الكنسى – قائلين : " بركتهم المقدسة فلتكون معنا آمين " ، فإننا نستطرد فوراً -- فى ذات اللحن -- قائلين : " المجد لك يارب ، يارب لك المجد " ، لأننا نعمل كل شيئ لكى يأول لمجد الله ، بما فى ذلك تمجيدنا لقديسيه .
+++ فإن تمجيدنا لجهادهم وإحتمالهم ونصرتهم ، يؤدى إلى المزيد من تمجيد الله فيهم ( غل1: 24 ) إذ أنه هو الذى فداهم وخلصهم من سلطان إبليس وأعطاهم النصر على ترغيب وترهيب العالم ، حتى إنتهت حياتهم بأعظم نهاية .
8 --- كما أن نهايتهم العظيمة برغم العذابات الرهيبة والإضطهادات والمغريات ، تعطينا الرجاء فى أن الله سيعيننا كما أعانهم ، فننتصر كما إنتصروا . فهذا المثال الحى على الإنتصار ، برغم الألام ، هو الذى يدفعنا للتمسك بالإيمان الصحيح الذى ساروا عليه :- [ إنظروا إلى نهاية سيرتهم ، فتمثلوا بإيمانهم ] عب13: 7 .
+++ ولكن ، لأن تمجيدنا لسيرتهم سيؤدى لتمسكنا بإيمانهم الصحيح ، فلذلك يحاول الشيطان صرف أنظارنا عن سيرتهم ، ليمنعنا من التمثل بإيمانهم ، فإن هدف الشيطان هو مقاومة الإيمان الصحيح ، ليفتح الباب للهرطقات والإنقسامات ، التى يؤدى لخراب وإنهيار الكنيسة وتفتتها وتصارعها الداخلى ، مثلما نرى الآن .
9 --- إذن ، فتمجيد القديسين وتكريمهم ، هو حقيقة واقعية إنجيلية ، ولا يحق لأحد الإعتراض عليها ، ولكنها تختلف عن مجد وكرامة الإلوهية الخاص بالله وحده .
◄◄◄ بل إن الرب يأمر بالسجود لقديسيه :-
1 --- إذ أنه وعد ملاك كنيسة فلادلفيا -- أى أسقفها -- بأنه سيجعل مقاوميه يسجدون له : [ هأنذا أصيرهم يأتون ويسجدون أمام رجليك ، ويعرفون أنى أحببتك ] روء3: 9 ، أى أنه سجود كامل إلى الأرض .
2 --- وذلك السجود ، يشبه سجود الأقارب ، الذى وعد الله به يوسف ، فى الرؤيا أو الحلم : ( تك37: 7- 10 ، 42: 6 ، 43: 26و 28) ، وهو الذى كان أيضاً سجوداً كاملاً إلى الأرض :- [ وسجدوا له إلى الأرض ] ، [ ووقعوا أمامه على الأرض ]تك43: 26، 44: 14 ، وأيضاً [ وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض ]تك42: 6.
3---- وما دام الله هو الذى يأمر بالسجود لقديسيه ، فيستحيل أن يكون ذلك السجود متعارضاً مع أمر الله التالى : [ للرب إلهك تسجد ، وإياه وحده تعبد ]مت4: 10 ، إذ يستحيل التناقض والتعارض والنسخ فى أقوال الإله الحقيقى القدوس .
+++ لذلك ينبغى الإنتباه جيداً إلى أنه – هنا أيضاً – قد حدد المنع فى حالة سجود العبادة ، بينما الآيات الأخرى التى يأمر فيها بالسجود لقديسيه ، فقد حدد الهدف منها ، بأنه سجود الإحترام والطاعة والخضوع .
4 --- وسجود الإحترام ، مذكور أيضاً فى مواضع كثيرة فى الكتاب المقدس ، فى التعاملات الإجتماعية العادية بين البشر ، لإظهار الإحترام والترحيب ، مثل سجود لوط – بوجهه إلى الأرض – للضيفين ، وهما كان ملاكين وهو لا يعرف ، وهذان الملاكان لم يعترضا على سجود لوط لهما ، لأنهما يعرفان أنه مجرد سجود إجتماعى للترحيب البالغ ( تك19: 1) .
++ وكذلك مثل سجود إبراهيم لبنى حث ، لكى يستعطفهم ويعجِّلهم فى إعطائه مقبرة لدفن زوجته المتوفاة (تك23: 7) .
++ وأيضاً مثل سجود داود بوجهه إلى الأرض ، لصديقه يوناثان ، للتعبير عن محبته الشديدة له وألمه البالغ لفراقه ( 1صم20: 41) .
5--- ولكن إذا تخطى السجود حدود المجاملة الإجتماعية ، أو لإظهار الطاعة والخضوع ، وتحولت إلى حالة من حالات العبادة والمخافة والمهابة التى تليق بالله وحده ، فإنها تصبح مرفوضة تماماً ، مثلما رفض بطرس الرسول لسجود كرنيليوس له ، ومثلما رفض الملاك سجود يوحنا الرسول له فى الرؤيا (أع10: 25و 26 ، رؤ19: 10 ) .
◄◄◄كما أن الله هو الذى يمنح لقديسيه أوصافاً عظيمة :-
1---- الأوصاف العظيمة للقديسين ، فى الكنيسة ، ليست بدعة ، بل إنها متوافقة جداً مع الكتاب المقدس ، فإن الله هو الذى أعطى أرميا وصف : " السور والحصن " :- [ أجعلك لهذا الشعب سور نحاس حصيناً ]أر15: 20 ، وأيضاً : [ قد جعلتك اليوم مدينة حصينة .. وأسوار نحاس ، على كل الأرض ]أر1: 18 .
2---- كما أن الله هو الذى يريد أن يقوم القديسون بالصلاة إليه من أجل الناس الآخرين ، وهو يقبل صلاتهم ويستجيب لها ، مثل صلاة موسى النى وهارون الكاهن ، عندما وقف هارون بالمجمرة والبخور ، فإستجاب الله وأوقف الوباء : [ ووقف بين الموتى والأحياء ، فإمتنع الوبأ ]عد 16: 48 ، فكأن الصلاة كانت سوراً حاجزاً للخلاص من الموت بالوبأ .
3---- وليس فقط أن الله يرحب ويقبل بالصلاة من أجل الآخرين ، بل إنه يأمر بذلك : [ يا ذاكرى الرب لا تسكتوا ولا تدعوه يسكت ، حتى يثبت ويجعل أورشليم تسبيحة فى الأرض]أش62: 6 ، ولذلك يقول المزمور : [ إن نسيتك يا أورشليم ، تنسى يمينى ]مز137: 5 .
+++ إن الله يريد أن يكون القديسون جداراً من الصلاة للشعب ، إنه يريد ذلك جداً جداً ، إلى درجة أنه يوبخ الشعب الذى لا يجد فيه إنساناً يقف للصلاة من أجل خلاص الشعب ، فيكون مثل الجدار المانع للهلاك ( مثلما كان هارون الكاهن ) . فقد وبخ الشعب قائلاً : [ وطلبت من بينهم رجلاً يبنى جداراً ويقف فى الثغر أمامى ، عن الأرض ، لكيلا أخربها ، فلم أجد ] حز22: 30 .
+++ إذن ، فإن الله يسر بأن يقف الناس -- مثل موسى وهارون – ويصنعوا بصلاتهم سوراً يحمى الأرض من الهلاك ، بل إنه يريد ذلك ويطلبه ، بل إنه يوبخ الذين لا يفعلونه .
4---- وطلب الله ، بأن يصلى البعض من أجل الآخرين ، ليس مقصوراً على العهد القديم ، بل إن تلك هى رغبة الله وإرادته بوجه مطلق ، ففى العهد الجديد يطلب الله نفس الأمر ، مثلما فى :-
+++ [ فأطلب ، قبل كل شيئ ، أن تقام طلبات وصلوات ... لأجل جميع الناس ] 1تى2: 1 .
+++ [ مصلين بكل صلاة وطلبة .. لأجل جميع القديسين ]أف 6: 18 .
++ [ صلوا بعضكم لأجل بعض ]يع5: 16 .
++ [ أمريض أحد بينكم ، فليدعُ شيوخ الكنيسة ، فيصلوا عليه ] يع5: 14 .
5---- وبنفس الأوصاف المذكورة فى الكتاب المقدس ، نقول عن القديسين أنهم سور خلاص لنا ، أى أنهم سور من الصلوات التى تدعِّمنا فى جهادنا من أجل الخلاص ( مثلما فعل هارون الكاهن ، فخلص الشعب من موت الوباء ) .
++ وكذلك أيضاً ، نصفهم بأوصاف الكتاب المقدس ، فنقول أنهم حصن منيع غير منهدم ، فإن صلواتهم لا تنهزم أبداً ، بل تنال قبول الرب بكل تأكيد ، بل إنهم قادرون بالرب على هدم حصون العدو :- [ أسلحة محاربتنا .. قادرة بالله على هدم حصون ، هادمين ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ]2كو10: 5و 5 .
+++ إذ تتميز صلوات القديسين بفاعلية عظيمة ، مثلما يقول الإنجيل :- [ طلبة البار تقتدر كثيراً فى فعلها ]
6---- وهذه الأوصاف التى يصف الله بها القديسين ، لا تتعارض مع قول الله أنه هو المخلص الوحيد : [ لا مخلص غيرى ]هو13: 4 . فأن الله هو المخلص بذاته ، أما القديسون فيخلصوننا بصلاتهم إلى الله – التى يحبها ويريدها ويأمر بها ويقبلها -- وليس بقدرتهم الذاتية .
+++ بل إن الإنجيل هو الذى يأمر بأن يخلص الناس بعضهم بعضاً ، مثلما هو مكتوب :-
[ خلصوا البعض ، بالخوف ، مختطفين من النار ] يه23 .
[ من رد خاطئاً عن ضلال طريقه ، يخلص نفساً من الموت ] يع5: 20 .
[ صرت للكل كل شيئ ، لأخلص على كل حال قوماً ] 1كو9: 22 .
[ لأنه كيف تعلمين أيتها المرأة ، هل تخلصين الرجل ، أو كيف تعلم |أيها الرجل هل تخلص المرأة ] 1كو7: 16 .
7 --- كما أنهم ليسوا سور خلاص بقدرتهم الذاتية ، بل بصلاتهم إلى الله ، مثل هارون .
+++ فالقديسون مجرد مصلين من أجلنا ، ولكن صلاتهم تقتدر كثيراً فى فعلها ، مثلما يقول الكتاب المقدس .
◄◄◄وبنفس المقياس ، فإننا لا نطلب من القديسين أن يغفروا لنا خطايانا :
+++ لم يحدث أبداً أن قالت الكنيسة الأرثوذكسية بذلك ، ومن يدعى بذلك ، يثبت أنه لم ينتبه لما نقوله ، ولم يفهمه أبداً.
+++ بل إننا نطلب فقط صلاتهم عنا إلى ربنا يسوع المسيح ، لكى يغفر هو خطايانا ، أى أننا نطلب صلاتهم فقط ، وأما الغفران فلا يقدر عليه إلاَّ ربنا ومخلصنا وحده .
+++ شفاعة القديسين لا تعنى : " غفران القديسين " ، بل تعنى : " صلاة القديسين " ، ومن لم يعرف ذلك ، يدل على أنه عاش طول عمره غريباً عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .
((( ملحوظةعن الشفاعة :
- الله هو الذى أمر بأن يصلى المؤمنون من أجل بعضهم :-
[صلوا بعضكم لأجل بعض] يع26:5
0 ولكن أقوى صلاة هى صلاة القديسين :-
[ طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها ] يع 16:5••
وصلاة القديسين من أجل الآخرين ، تسمى شفاعة توسلية ،
لأنها تقوم - فقط - على التوسل ، بدالة محبتهم لله ، وليس على أساس الحقوق المفروضة ، ولا على أساس سداد الإستحقاقات 0 فإن القد يسين لا يعطونا من ذواتهم شيئاً ، لا شفاءً ولا غفراناً (أع 12:3) ، بل يتوسلون الى الله ليعطينا هو0 •
ومعجزات الله بواسطتهم تنسب إليهم بالتبعية فقط ، مثلما يقال:" سفر: أعمال الرسل" 0 • والكلمة اليونانية والقبطية ، لهذه الشفاعة التوسلية ، هى :- " إبرسفيا" ، وهى مترجمة في الترجمة البيروتية المتداولة بكلمة :- " سفارة " ( لو32:14) ، أو :- " يسعى كسفير" ، لأنها تعتمد على القبول الشخصى ، وليس على سداد الإستحقاقات ولا على المطالبة بالحقوق0 •• وأمّا الشفاعة المبنية على المطالبة بالحقوق (مثلما في دفاع المحامى عن المتهم ، لأنه برئ) ، أو المبنية على سداد الديون المستحقة ، فإنها لا تسمى شفاعة توسلية ، بل شفاعة إالزامية أو حقوقية أو إستحقاقية0 • وهى ، في حالة فداء الرب للبشرية ،
تسمى :" الشفاعة الكفارية " ، لأنها مبنية على إستحقاقات الذبيحة الكفّارية ، بدم المسيح 0 ولذلك ، فان الإنجيل - في لغته الأصلية - يستخدم كلمة مختلفة ، للتعبير عن الشفاعة الكفارية ، وهى:- " اندينكانو" (رو8 :26 ،27،34 وعب 25:7000الخ) ، كما يستخدم لها - أيضا - كلمة:- " باراكليتيس" ، مع التحديد بأنها بواسطة ذبيحة المسيح الكفارية( ايو 1:2و2 ) ، إذ أن الروح القدس يأخذ من إستحقاقاتها الغير محدودة ، ويعطى للمؤمنين ، من خلال الأسرار الإلهية الكنسية00والخلاصة،هى أن الشفاعة التوسلية هى مجرد صلاة مقتدرة ، وأمّا الكفارية ، فإنها تسديد للثمن